قيادي في تيار مقتدى الصدر لـ السياسية الكويتية يكشف : إقامة نصر الله في النجف أحد السيناريوهات المطروحة
السياسة الكويتية
كشف قيادي رفيع في تيار رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر لـ "السياسة" الكويتية ان الرئيس السوري بشار الأسد يدرس إمكانية تسليم معركة الدفاع عن دمشق إلى "حزب الله" بعدما نقل أكثر من 70 في المئة من عناصر جناحه العسكري إلى سورية لدعم قوات النظام.
وأوضح القيادي أن "حزب الله" رفع اعداد مقاتليه بعد حرب يوليو 2006 مع اسرائيل من 20 ألفاً إلى 28 ألف مقاتل, بزيادة بلغت ثمانية آلاف مقاتل في الأعوام السبعة الماضية, وبالتالي نقل ما بين 20 و21 ألف مقاتل بشكل فعلي الى سورية منذ اندلاع الثورة قبل عامين.
وأكد أن النظامين الإيراني والسوري تريثا في بادىء الأمر في الطلب من الأمين العام للحزب حسن نصر الله إرسال هذا العدد الكبير, غير انهما قررا تنفيذ هذه الخطوة بعد تقييمهما الوضع الميداني, كاشفاً أنه استناداً إلى معلومات وصلت بعض الأطراف الشيعية العراقية, أكمل الحزب إرسال أكثر من 20 ألف مقاتل إلى سورية بحلول العشرين من فبراير الماضي.
وبحسب القيادي الشيعي, فإن إرسال "حزب الله" غالبية مقاتليه إلى سورية مرده إلى قناعة دمشق وطهران بأن دوره في المعركة مع اسرائيل انتهى عملياً وأن معركته الرئيسية باتت تتركز على الدفاع عن النظام السوري, إضافة إلى المهارات التي يتمتع بها مقاتلوه سيما لجهة قدراتهم القتالية في حرب المدن.
ولفت إلى أن وجود مقاتلي الحزب في سورية لا يؤدي إلى الحساسية نفسها التي يشعر بها الكثير من قادة الجيش السوري النظامي عندما يرون بينهم مقاتلين ايرانيين, سيما وأن الكثير منهم لا يتكلمون العربية.
وأشار القيادي في "التيار الصدري" إلى ان القرار الستراتيجي للقيادتين الايرانية والسورية ييتمثل بنقل جميع مقاتلي "حزب الله" الى سورية في مرحلة لاحقة, وبالتالي انتقال المقاتلين المتبقين في لبنان والبالغ عددهم قرابة سبعة آلاف مقاتل, سيكون رهن تطورات المعارك في دمشق, وبالتالي من المتوقع ألا ينتظر النظامان الايراني والسوري طويلاً وقد يتخذا هذا القرار في الاسابيع القليلة المقبلة, وهذا معناه ان الوجود العسكري للحزب سينتهي في لبنان.
وحسب القيادي الصدري, فإن احد السيناريوهات المطروحة التي تم تداولها بشكل سري داخل القيادتين الدينية والسياسية في العراق, أن نصر الله سيقيم بشكل دائم في مدينة النجف, وان قرار خروجه من لبنان اتخذ, لكن بقي التوقيت المناسب لخروجه وفي أي ظروف ستجري.
وقال القيادي انه بخلاف كل التوقعات, فإن "حزب الله" لن يبقي عنصراً واحداً له في لبنان إذا سقط الاسد, وبالتالي لن تكون هناك حرب اهلية في لبنان بعد هذا السقوط كما يحاول البعض ان يصور التطورات التي تلي مرحلة ما بعد الاسد, لأن المعلومات التي تصل الى اعلى مستويات القيادة الشيعية العراقية تفيد ان الخيار الوحيد امام الحزب بعد الاسد هو ترك الساحة اللبنانية, لأن الدول الغربية لن تسمح له بإثارة حرب اهلية في لبنان وستتدخل عسكرياً لمنعه من استهداف خصومه اللبنانيين.
واضاف ان القناعة لدى نصرالله والمرشد الاعلى في ايران علي خامنئي هي أن انتهاء الاسد معناه انتهاء "حزب الله", معتبراً ان الموافق التي تخرج من دمشق وطهران لجهة التحذير من حرب أهلية في لبنان أو حرب طائفية في العراق ولبنان أو حرب إقليمية هي مجرد خطابات هدفها تخويف الغرب وارغامه على قبول بقاء الاسد في السلطة.
ووفق القيادي الصدري, فإن مقاتلي "حزب الله" هم من سيقودون معركة الدفاع عن دمشق حتى الرمق الاخير, ولذلك تفيد المعلومات الآتية من سورية ان الاسد يدرس تسليم القيادة العسكرية للعاصمة إلى قادة هذا الحزب, وفي حال اتخذ هذا القرار فعلياً فستكون احدى المؤشرات على أنه بات قاب قوسين او ادنى من الهزيمة العسكرية, لأن نقل القيادة الى "حزب الله" سيثير غضب قادة الجيش السوري النظامي وبالتالي يمكن لوتيرة الانشقاقات في اوساط العسكريين السوريين ان تتضاعف.
واعتبر القيادي ان "حزب الله" سيرتكب الخطأ الأكبر في تاريخه إذا قاتل "الجيش السوري الحر" داخل دمشق لأنه سيمنى بهزيمة في الاحياء الدمشقية, ولذلك ارسلت قيادات شيعية عراقية رسائل الى نصر الله حذرته من التورط في هذه المجازفة, رغم ان كل المعطيات تشير الى ان لا خيار امام "حزب الله" إلا المواجهة مع الثوار في دمشق.