ابو مازن قلب الطاولة
وليد ظاهر
ان الخطوة الجريئة التي اقدم عليها الرئيس الفلسطيني، بتوقيعه لــ ١٥ معاهدة واتفاقية دولية باسم دولة فلسطين للانضمام اليها، ادخلت القضية الفلسطينية في حقبة جديدة، بعد ان حاولت اسرائيل احتكارها في مفاوضات ثنائية برعاية أمريكية، يبقيها مقتصرة على صراع حول "أراضي" متنازع عليها، بالرغم من تمادي اسرائيل في غيها، مطلقة العنان لقطعان مستوطنيها للمضي قدما في تهويد الارض والحجر والشجر، ضاربة عرض الحائط بكل المواثيق والمعاهدات الدولية، حتى وصل غرورها الى المطالبة بالاعتراف بيهودية الدولة والتخلي عن حق العودة والقدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين.
اعتقدت اسرائيل في ظل الظروف المصيرية الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية والانقسام، اضافة الى انشغال الدول العربية بشؤونها الداخلية، فان القضية الفلسطينية لم تعد تحظى بالاهتمام والأولية العربية، وان الفرصة قد حانت لإسرائيل لفرض شروطها على الفلسطينيين، فتراجعت عن اتفاقها مع الأمريكيين بإطلاق الدفعة الرابعة من أسرى الحرية أسرى ما قبل أوسلو، معتقدة ان الفلسطينيين لا حول ولا قوة لهم، وان احتلالها للأرض الفلسطينية سيبقى دون تكلفة، وقد استفردت بالشعب الفلسطيني، وتستطيع ان تصنع به ما تشاء في ظل تحيز الراعي الامريكي لموقفها.
تناست اسرائيل بان شعبنا الفلسطيني هو شعب الجبارين، شعب العنقاء الذي ينتفض من تحت الرماد، ليفرض إرادته بقوة بان بكون الرقم الصعب في معادلة الشرق الأوسط، وغفلت اسرائيل عن ان القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس (ابو مازن)، قد قالت "لا" كبيرة عدة مرات في وجه أمريكا، القوة الوحيدة التي يخشاها الجميع ويطلب رضاها، لكن بالنسبة للقيادة الفلسطينية المصلحة الوطنية العليا لشعبنا وقضيتنا تسمو فوق كل شئ.
بذكاء وفطنة وحسابات دقيقة وكما عودتنا قيادتنا الفلسطينية، وبعد استنفاذ الفرص لإطلاق سراح الدفعة الرابعة من الاسرى، اختار الرئيس التوقيع على المعاهدات والاتفاقيات، ليقلب الطاولة ويخلط الأوراق بوجه نتياهو وحكومته اليمينية المتطرفة، مما أدى الى إرباك الساحة السياسية الاسرائيلية، والتي فقدت توازنها خاصة بعد ان قامت القيادة الفلسطينية بكشف وتعرية اسرائيل امام المجتمع الدولي بانها لا تريد السلام وهي الطرف المعطل له.
بذلك يكون الرئيس الفلسطيني قد أعلن بداية عهد جديد في معركة الدولة، حيث أصبحت اليوم المعركة بين اسرائيل والمجتمع الدولي على أساس دولة تحت الاحتلال.
وأخيرا نقول مهما اشتدت الضغوطات والتهديدات، فان الخطوة التي اقدم عليها الرئيس الفلسطيني، واغضبت امريكا وكانت صدمة قوية لنتياهو، خطوة أتت في الوقت المناسب في ظل المراوغة والابتزاز الاسرائيلي، لاعادة الامور لنصابها، ولكي يعلم نتياهو وأمريكا بان الفلسطينيين لديهم خيارات كثيرة لوقف التعنت والغطرسة الاسرائيلية، وإذا لم يستطع الأمريكيون بقوتهم إيقاف نتياهو، فان شعبنا مهما اعتقد نتياهو بضعفه قوي بحقه، وقادر على انتزاع حقوقه، ومن يفعلها غير الرئيس الفلسطيني، الوحيد القادر على الخروج على قواعد اللعبة، الذي خبرناه صاحب القرارات المفصلية، عندما تتعارض مع المصلحة الفلسطينية، فالثابت على الثوابت تحميه إرادة شعبنا بالصمود والتضحية، ولبى شعبنا النداء سريعا، فخرج في الضفة وغزة والقدس وأراضي ٤٨ والشتات وفي كافة أماكن تواجده، ليعلن مبايعته والتفافه خلف قيادتنا الفلسطينية في اشرس معركة تخوضها معركة "الثوابت والدولة".
وليد ظاهر
رئيس المكتب الصحفي الفلسطيني - الدنمارك "فلسطيننا"
وتفضلو بقبول فائق الاحترام والتقدير
المكتب الصحفي الفلسطيني – الدنمارك " فلسطيننا"
وليد ظاهر
Tlf. 004520917005
الموقع: http://www.fateh.dk
الفيسبوك: https://www.facebook.com/www.fateh.dk
التويتر: https://twitter.com/FatehDk
للمراسلة: walidzaher@gmail.com