نص كلمة الرئيس خلال المؤتمر الصحافي:
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد الرئيس باراك أوباما أود أن أرحب بالغ الترحيب بكم وبالوفد المرافق في فلسطين، السيد الرئيس ستلتقي خلال زيارتك بلادنا شعبا فخورا بتاريخه وتراثه وثقافته ورموزه... شعبا فتيا وخلاقا ومبادرا أجترح معجزة النهوض من أهوال النكبة ويواصل مسيرة أجداده الممتدة فوق هذه الأرض أرضه... شعبا يتمسك بحقوقه ويتماثل ويتوافق مع حقائق العصر ولغته وطرائقه ويبني مؤسسات دولة فلسطين مقدما نموذجا استثنائيا رغم كل الصعاب والعراقيل، إنه شعب فلسطين سيدي الرئيس، الذي يستقبلك اليوم يتطلع لنيل أبسط حقوقه حقه في الحرية والاستقلال والسلام ويتطلع لأن يحل سريعا اليوم الذي يمارس فيه حياة طبيعية وعادية فوق أرض دولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس سيدة المدن بجانب دولة إسرائيل.
نحن سيدي الرئيس نؤمن أن السلام ضروري وأنه حتمي ونؤمن أيضا أنه ممكن، ونحن على قناعة أن صنع السلام بقدر ما يحتاج إلى الشجاعة السياسية، فهو يتطلب أيضا تجسيد النوايا الحسنة، والاعتراف بحقوق الشعوب واحترام الآخر ونشر ثقافة والالتزام بالشرعية الدولية وقراراتها، وبالتأكيد لن يصنع سلام بالعنف ولا الاحتلال ولا الجدران ولا الاستيطان ولا الاعتقال والحصار وإنكار حقوق اللاجئين.
إننا في غاية السعادة لاستقبالك اليوم في بلادنا، إن شعبنا يشارك الشعب الأميركي ويشارككم شخصيا الإيمان بقيم المثل والحرية والمساواة والعدل واحترام حقوق الإنسان، ونحن وشعوب العالم شركاء في تحقيق سلام عادل ينهي الاحتلال والحروب ويحقق الأمن والاستقرار والازدهار لجميع الشعوب في منطقتنا.
لقد أجرينا اليوم أيها السادة والسيدات، جولة جيدة ومفيدة من المحادثات مع فخامة الرئيس أوباما، وكانت فرصة لأن نركز من جانبنا على ما يمثله استمرار الاستيطان من مخاطر كارثية على حل الدولتين وضرورة الإفراج عن الأسرى، وقد أكدت لفخامة الرئيس أن فلسطين قطعت شوطا طويلا وإضافيا من أجل صنع السلام، وأؤكد أننا جاهزون لتنفيذ التزاماتنا وتعهداتنا كافة واحترام الاتفاقيات الموقعة وقرارات الشرعية الدولية كي نوفر متطلبات إطلاق عملية السلام وتحقيق حل الدولتين فلسطين وإسرائيل.
كما أننا نسعى جاهدين من أجل إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية التي تشكل مصدر قوة إضافية لنا، كي نكمل مسيرتنا في صنع السلام والأمن والاستقرار بالمنطقة، وإنني على ثقة متجددة أن الولايات المتحدة ممثلة بفخامة الرئيس أوباما والسيد جون كيري ستكثف جهودها من أجل إزالة العقبات أمام جهود تحقيق سلام عادل طال انتظار الشعوب له، وأود أن أشكر الرئيس على ما يؤكده باستمرار على التزام الولايات المتحدة بتقديم الدعم للشعب الفلسطيني، وأن أشكره وإدارته على ما تم تقديمه في السنوات الماضية من دعم متعدد الأوجه للخزينة الفلسطينية العامة ولمشاريع التنمية ولوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا'.. السيد الرئيس مرة أخرى أهلا وسهلا بك في فلسطين'.
وفي رده على سؤال للصحافيين، قال سيادة الرئيس: إنه بالنسبة لموضوع الاستيطان ليست نظرتنا وحدنا بأن الاستيطان غير شرعي وإنما هي رؤية عالمية والكل يرى أن هذا الاستيطان ليس عقبة فقط إنما أكثر من عقبة في طريق حل الدولتين، ونذكر ونتذكر أنه صدر عن مجلس الأمن في السبعينات والثمانيات أكثر من 13 قرارا لا تدين الاستيطان فحسب وإنما تطالب باجتثاثه لأنه غير شرعي، ونحن لا نطالب بشيء خارج إطار الشرعية الدولية، إذا من واجب الحكومة الإسرائيلية على الأقل أن توقف النشاطات لنتكلم عن القضايا وعندما نحدد حدودنا وحدودهم نحن وإياهم كل منا يعرف أرضه التي يفعل بها ما يريد، إذ مسألة الاستيطان واحدة ونحن لم نتخل أبدا عن رؤيتنا سواء الآن أو فيما مضى، ولكننا نستمر في هذه الرؤيا ونرى أن الاستيطان غير شرعي ونشاطات الاستيطان غير شرعية، نأمل من الحكومة الإسرائيلية أن تتفهم هذا ونأمل أن تستمع إلى كثير من الآراء في إسرائيل التي تتحدث عن عدم شرعية الاستيطان، وتحدثنا حول هذا مع السيد الرئيس وأوضحنا من وجهة نظرنا كيف يمكن أن نصل إلى حل، كثيرون من الفلسطينيين الآن عندما يرون الاستيطان في كل مكان في الضفة الغربية، ولا أدري من الذي أعطى إسرائيل هذا الحق، أصبحوا لا يثقون برؤية الدولتين وهذا أمر في منتهى الخطورة أن يصل الجيل الجديد إلى قناعة أنه لم يعد هناك فائدة من رؤية الدولتين، نحن لا زلنا مؤمنين برؤية الدولتين على أساس حدود 1967، وبالتالي إذا جاء السلام بينا وبين الإسرائيليين فليعرف الإسرائيليون أن العالم العربي والإسلامي جميعه أي 57 دولة ستعترف بدولة إسرائيل حسب خطة خارطة الطريق.
شكرا لكم.....