في احتفال ثقافي ضخم ضم عددا كبيرا من فعاليات المجتمع المدني والاهلي في اقليم الخروب وفي خطوة اولى من نوعها في العالم، نظم نادي الطليعة سهرة فنية ثقافية لاطلاق حملة لادراج اثار شحيم على لائحة التراث العالمي، حضره وزير التربية والتعليم العالي ممثلاً بالاستاذ بسام أو الريش، وزير الرياضة والشباب ممثلاً بالاستاذ محمد سعيد عويدات رئيس دائرة الاتحادات الكشفية في الوزارة، المدير الإقليمي للتربية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم الدكتور حمد بن سيف الهمامي على رأس وفد كبير من المكتب الإقليمي لليونيسكو في بيروت، سفير فلسطين في لبنان أشرف دبور ممثلاً بالملحق الثقافي في السفارة ماهر مشيعل، العماد قائد الجيش ممثلاً بالعقيد باسل ابراهيم، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ممثلاً بالمقدم الياس ابو رجيلي، المدير العام للأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي ممثلاً الرائد احمد ابو ضاهر آمر سرية بعقلين، المديرة العامة لوزارة السياحة ممثلة بالآنسة ليليان الحاج، الامينة العامة للجنة الوطنية اللبنانية لليونيسكو الدكتورة زهيدة جبور ممثلة بالسيدة رمذا جابر الامينة المساعدة للجنة، ممثل عن رئيس الصليب الأحمر اللبناني الشيخ سامي الدحداح، ممثلين عن الأحزاب، الأب عبد رعد مدير مدرسة دير المخلص، الشيخ نظام أبو خزام رئيس البيت اللبناني للبيئة، الشيخ جمال بشاشة إمام المسجد القديم في برجا، الشيخ إياد عبدلله إمام مسجد العجمي في شحيم، رؤساء بلديات ومخاتير إقليم الخروب، رئيس التجمع الوطني للثقافة والبيئة والتراث الاستاذ انطوان ابو جودة على رأس وفد كبير من الجمعيات والمنتديات الفكرية والثقافية من بعلبك وزحلة وراشيا والقرعون والشوف وكسروان والشمال وصور وباقي المناطق اللبنانية، نوادي وجمعيات، وحشد من اهالي شحيم والاقليم.
افتتح الحفل بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد نادي الطليعة، وكلمة ترحيب من دانا حمدان، بعدها القى رئيس بلدية شحيم محمد بهيج منصور كلمة قال فيها: إن إحدى أكبر التحديات التي واجهتنا في السنوات الماضية، إضافةً إلى تلبية حاجات المواطنين الملِّحة، تمثلت في تحديث السياسات التنموية وفي وتطوير الخطط وفق رؤية تراعي مصالح المجتمع المحلي الذي نمثلّه. وهنا واجهتنا عدة عقبات كان من أهمها غياب أدوات الإدارة المستدامة للآثار والتراث حيث يمثل موقع آثار شحيم نموذجاً حياً على ضعف الموارد المخصصة لتطويرها وحمايتها. لذا عملنا على تنفيذ استراتيجية مرنة ارتكزت أساساً على التعاون مع الادارات اللبنانية الرسمية التي حاول بعضها مشكوراً تحقيق بعض الانجازات لكن حال دونها قلة الموارد المالية. فتدخلنا مراراً وتكراراً لتغطية العجز، وكانت لجهودنا الأثر الكبير في تأهيل محيط الموقع الذي أصبح مؤهلاً لاستقبال بعثات التنقيب وفرق الدراسة والبحث، كما حصل مع البعثة البولونية التي استفادت من دعمنا واستطاعت تحقيق عدد من الانجازات المهمة.
إلا أن كل هذه النتائج وعلى أهميتها، لم تلبي مطامحنا، حيث عملنا جاهدين ومع مختلف الوزارات والإدرات والمؤسسات المحلية والدولية في محاولةٍ لجذب الاستثمارات المطلوبة لتأهيل آثار شحيم وتحويلها إلى منطقو جاذبة للزائرين لتساهم في تطوير المنطقة. ما زلنا حتى اليوم، نسعى للتعاون من أجل تعزيز عملية التنقيب عبر زيادة الفرق الاستكشافية حيث ثبت أن الكثير من تاريخنا وحضارتنا وتراثنا ما زال مدفوناً، وهذا ما لن نتهاون به. فنحن شعب فخور بتراثه، متعلق بحضارته، شعب لا ينسى تاريخه.
اضاف: من هذا المنطلق كانت مساهمتنا الفاعلة في دعم طلب ترشيح آثار شحيم على لائحة التراث العالمي حيث نتطلع من خلاله إضافة إلى تنفيذ مشاريع التطوير والحماية إلى النتائج التالية:
- أولاً: تحفيز الالتزام المجتمعي لدعم الحفاظ على التراث العالمي، ضمن رؤى وأهداف السياحة المستدامة التي تساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية للمجتمع المحلي.
- ثانياً: تعميم ثقافة المحافظة على التراث لأفراد المجتمع المحلي من خلال توفير المعلومات الكاملة عن موقع آثار شحيم، وهذا يتطلب تكثيف الدراسات والأبحاث العلمية، وتشجيع المواطنين وتوعيتهم واشراكهم في الافتخار بماضيهم وصناعة مستقبلهم.
- ثالثاً: إتاحة الفرص أمام المواطنين للتمتع باكتشاف تراثهم والتعرف على خصائصه الطبيعية والثقافية والتاريخية.
وتابع منصور: إن آثار مدينة شحيم كما ورد في الدراسات التي أنجزتها اللجنة العلمية المكلفة من قبل الحملة الشعبية المطالبة بادراج آثار شحيم على لائحة التراث العالمي، برئاسة الدكتور حسن بدوي وعضوية عالمتي الآثار رنا نصر ولينة صادق، هي تراثاً مشتركاً تتقاسمه حضارات مختلفة في تاريخ البشرية وخاصة الحضارتين الرومانية والبيزنطية . كما تتميز هذه الآثار بارتباط وثيق بين المواقع الأثرية والمباني القديمة، والمساكن التقليدية والهندسة المعمارية الحديثة التي ما زالت تتطور حتى اليوم. وشحيم في هذا الإطار هي من بين المواقع النادرة في العالم التي من الممكن اعتبارها مدينة ذات تراث مشترك، أي التي تجمع بين الحداثة المعمارية والصناعية، والتاريخ العريق.(وأعني بالصناعة، صناعة زيت الزيتون خاصة).
وأعلن منصور تأييد البلدية الكامل لطلب ادراج آثار شحيم على لائحة التراث العالمي، مشددا على السعي لدعم كل الخطوات اللازمة لاستكمال الدراسات المتعلقة بهذا الملف، من خلال المساعدة علىتطوير القدرات المؤسساتية والمهنية المحلية لنستطيع جميعاً وبمساعدة المكتب الاقليمي لليونيسكو في بيروت، واللجنة الوطنية اللبنانية لليونيسكو، منوها بالجهود الكبيرة التي أنجزها فريق العمل في نادي الطليعة، ومؤكدا على أن بلدية شحيم ستبقى الإطار الداعم لكل المشاريع الهادفة إلى حماية مجتمعنا وتنميته.
احمد الحريري
والقت دانا حمدان كلمة امين عام تيار المستقبل احمد الحريري فقالت:
كم كان يسعدني اليوم أن أكون بينكم لمشاركتكم في هذا الحفل التاريخي والاستثنائي، ليس بالنسبة لشحيم وإقليم الخروب فقط، بل لكل لبنان الذي يحتفل هذه الليلة معكم في عرس التراس المجبول بعبق التاريخ العريق والمستمد من حضارة عظيمة ما زالت آثارها شامخة في شحيم شموخ شبابها المتعلم والمثقف والمعطاء.
لقد حال دون تواجدي بينكم اليوم ظروف قاهرة منعتني من التواجد الجسدي ولكنني كنت متابعاً خلال الفترة السابقة لجهودكم الجبارة التي قمتم بها والتي تجسدت اليوم بهذا التتويج الرائع لنضالكم من أجل المحافظة على تراثكم وإبراز عظمة حضارتكم.
لقد أردت في هذا الخطاب أن أؤكد لكم وعبركم لكل أهلنا في إقليم الخروب، استمرار دعمنا لمسيرتكم الطويلة من أجل تحقيق تنمية حقيقية منطلقة من مجتمعكم المدني، الذي أثبت من خلال هذا التحرك الحضاري حيويته وفاعليته. فالتنمية الحقيقية هي قبل كل شيء فعل إرادة وتصميم قبل أن تكون هبات ومساعدات من الخارج. التنمية الحقيقية هي عملية ثورية يجب أن تشترك فيها كل مكونات المجتمع المدني وفق رؤية استراتيجية واضحة تعتمد على التخطيط وحسن استغلال الموارد الطبيعية والبشرية المتوافرة، وهذا ما تفعلونه أنتم اليوم بكل جدارة، وهو تطور كبير نأمل أن يعمم على بقية المناطق اللبنانية التي أصبحت اليوم كلها محرومة ومهملة بفضل تراجع فاعلية السياسات المتبعة اليوم.
من هنا أقدر عالياً ما أقدمتم عليه اليوم حيث غلب الطابع العلمي البحت على المشاريع التي قدمتموها في صلب طلبكم لإدراج آثار شحيم على لائحة التراث العالمي، وهذا يبعث في نفسي الاطئنان على مستقبل وطننا وأمتنا حيث يسقط الطغاة واحداً تلو الآخر بفضل شعوب آمنت بمستقبلها وقررت أخذ المبادرة.
إنني وبصفتي أميناً عاماً لتيار المستقبل أعدكم ببذل كل الجهود الممكنة لدعم تطلعاتكم المشروعة لبناء مجتمع منتج يعتمد على التخطيط والعمل للوصول إلى غاياته. فعندما يقرر الشباب المتعلم أخذ زمام المبادرة، لا مكان بعد اليوم للهمجية التي تعيث في الأرض فساداً تحت شعارات زائفة ثبت بطلانها.
أضافت: من منطلق محبتي واحترامي لهذه المنطقة الحبيبة، والتزاماً مني ببذل كل الجهود الممكنة للمساهمة وإياكم في تحقيق التنمية المتكاملة لمنطقة أعطت لبنان الكثير، أعلن تأييدي الكامل للحملة الشعبية المطالبة بادراج آثار شحيم على لائحة التراث العالمي وانضامي لها، داعياً كل المخلصين والأوفياء إلى التكاتف والتعاون من أجل إنجاحها. فتحقيق هذه الأهداف والغايات يبقى صعباً من دون مشاركتكم في هذه المسيرة الصعبة والطويلة.
أتمنى لطلبكم هذا النجاح والتوفيق على أمل أن نجتمع سوياً في القريب العاجل فوق ربى آثار شحيم ونعلن معاً إدراج آثار شحيم على لائحة التراث العالمي.
الهمامي
ثم كانت كلمة الدكتور حمد بن سيف الهمامي المدير الإقليمي لليويسكو جاء فيها اعتزازه بتلبية طلب المجتمع المدني في اقليم الخروب المطالب بمساعدة اليونيسكو للحفاظ على تراثه وثقافته. حيا الجمهور الكبير واعداً المساعدة قدر الامكان.
جبور
والقت ممثلة الامينة العامة المساعدة للجنة الوطنية لليونيسكو زهيدة جبور كلمة ابدت اعجابها بالمجتمع المدني في اقليم الخروب الذي قدم سابقة حضارية فريدة من حيث اعداده المتقن لملفه التراثي والتاريخي وهي مبادرة ستقوم اللجنة الوطنية بتشجيعها ومساعدتها.
وكان سبق الاحتفال مسيرة شعبية شارك فيها أكثر من ألفي مواطن وعدد من الجمعيات، وقدمت فرقة برجا للفنون الشعبية وفرقة الأنوار شحيم وفرقة غنى للفنون الشعبية مجدليا لوحات فلكلورية راقصة، كما قدم كورال الأطفال من مدرسة اليونيفرسال-شحيم، كما قرأ التقرير العلمي ستة أطفال من المدارس الخاصة في اقليم الخروب.
وقدم رئيس النادي حازم عاشور نسخة عن الطلب الرسمي الصادر عن فاعليات المجتمع المدني في إقليم الخروب للمطالبة بادراج آثار شحيم على لائحة التراث العالمي لفكل من الهمامي وجبور والذي جاء فيه: إن فعاليات المجتمع المدني في إقليم الخروب إذ تلاحظ أن التراث الثقافي والتراث الطبيعي لموقع آثار شحيم مهددان بتدمير متزايد لا للأسباب التقليدية للإندثار فحسب، وإنما أيضاً بالأحوال الاجتماعية والاقتصادية المتغيرة التي تزيد من خطورة الموقف بما تحمله من عوامل الإتلاف والتدمير الأشد خطراً،
- ونظراً لأن اندثار أو زوال أي بند من التراث الثقافي والطبيعي يؤلفان إفقاراً ضاراً لتراث جميع شعوب العالم
- ونظراً لأن حماية هذا التراث غائبة في غالب الأحيان بسبب حجم الموارد التي تتطلبها هذه الحماية ونقصان الموارد المالية والعلمية والتقنية في لبنان
- وبعد مراجعة الملف العلمي المرفق الذي أنجزته اللجنة العلمية المكلفة من قبل الحملة الشعبية المطالبة بادراج آثار شحيم على لائحة التراث العالمي والذي يؤكد على أن آثار شحيم تلبي المعايير العلمية التي تتيح ادراج موقع ما على لائحة برنامج التراث العالمي
- ونظراً لأن الاتفاقيات والتوصيات والقرارات الدولية القائمة والمتعلقة بالممتلكات الثقافية والطبيعية تبيّن أهمية انقاذ هذه الممتلكات الفريدة والتي لا تعوض
- ونظراً لأن بعض ممتلكات التراث الثقافي والطبيعي تمثل أهمية استثنائية توجب حمايتها باعتبارها عنصراً من التراث العالمي للبشرية جمعاء
- ونظراً لأنه يتعين على المجتمع الدولي الاسهام في حماية التراث الثقافي والطبيعي ذي القيمة العالمية الاستثنائية
- وبعد مراجعة الاتفاقية الدولية الموقعة في السادس عشر من تشرين الثاني/نوفمبر 1972
- ونتيجة لتوصيات ورش العمل المختصة التي انعقدت في شحيم في الفترة الممتدة ما بين 10/6/2012 و25/8/2012
تقرر فاعليات المجتمع المدني في اقليم الخروب التقدم رسمياً بهذا الملف طالبةً تدخل المجتمع الدولي ممثلاً بمنظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم(اليونيسكو) لحماية آثار شحيم وتطويرها. ولهذه الغاية قمنا اليوم الجمعة الموافق في 31/8/2012، وفي احتفال كبير شارك فيه أبناء إقليم الخروب وبحضور عدد كبير من الجمعيات الثقافية والتراثية الآتية من جميع المناطق اللبنانية برعاية التجمع الوطني للثقافة والبيئة والتراث، بتسليم هذا الملف إلى سعادة الأمينة العامة للجنة الوطنية اللبنانية لليونيسكو الدكتورة زهيدة جبور ممثلةً بالسيدة راذا جابر الأمينة العامة المساعدة، وإلى سعادة المدير الإقليمي للتربية في اليونيسكو الدكتور حمد الهمامي.