المخدرات
أضرارها أنواعها
وكيفية الوقاية منها
مقدمة
مشكلة المخدرات من اخطر المشاكل الصحية والاجتماعية والنفسية التي تواجه العالم أجمع وطبقا لتقديرات المؤسسات الصحية العالمية يوجد حوالي 800 مليون من البشر يتعاطون المخدرات أو يدمنونها.
و الإدمان على مخدر ما ، يعني تكون رغبة قوية وملحة تدفع المدمن إلى الحصول على المخدر وبأي وسيلة وزيادة جرعته من آن لآخر ، مع صعوبة أو استحالة الإقلاع عنه سواء للاعتماد ( الإدمان ) النفسي أو لتعود أنسجة الجسم عضويا ( Drug Dependency ) وعادة ما يعاني المدمن من قوة دافعة قهرية داخلية للتعاطي بسبب ذلك الاعتماد النفسي أو العضوي .و لقد تضافرت عديد من العوامل السياسية ، الاقتصادية والاجتماعية لتجعل من المخدرات خطرا يهدد العالم أو كما جاء في بيان لجنة الخبراء بالأمم المتحدة " إن وضع المخدرات بأنواعها في العالم قد تفاقم بشكل مزعج وأن المروجين قد تحالفوا مع جماعات إرهابية دولية لترويج المخدرات " والكويت بلد منفتح ، يعيش فيه خليط من البشر، كما أن شبابنا لا شك مستهدفون من قوى الشر ، بيد أن لدينا القدرة والمرجع في ديننا الحنيف ولنذكر جميعا قوله تعالى } ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما { ومن قوله } ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة { .
ولو استخدمت الإنسانية 20% من الأموال المتداولة بتجارة المخدرات الدولية لاختفت الأمية من العالم ؟؟
أما 40% من تلك الأموال فهي كفيلة بمكافحة الجوع نتيجة ( التصحر ) في كل أرجاء العالم و 60% من تلك الأموال تقضي على الفقر في 27 دولة هي الأكثر فقرا من بين دول العالم .لكن ( كارتيلات ) تصنيع المخدرات لم تكن أبدا لتنتظر إلى حقائق إنسانية ، بل كانت تحرص على جني المزيد من الأرباح والأموال الملوثة بدماء ضحاياها في كل مكان . والمخدرات التخليقية جاءت وبكل أسف لتمثل تحالف العلم مع العقول الشيطانية ، بدلا من تسخير قدرات العلماء لإنتاج أدوية أو أغذية تفيد البشرية ، جاءت تلك المخدرات لتضيف بعدا أكثر مأساوية ولتوقع بالمزيد من الضحايا بصورة قاسية للغاية .
تعريف المخدرات :
المخدرات هي كل مادة طبيعية أو مستحضرة في المعامل ، من شأنها إذا استخدمت في غير الأغراض الطبيـــــــة أو( الصناعية الموجهة ) أن تؤدي إلى فقدان كلي أو جزئي للإدراك بصفة مؤقتة ، وهذا الفقدان الكلي أو الجزئي تكون درجته بحسب نوع المخدر وبحسب الكمية المتعاطاة . كما يؤدي الاعتياد أو الإدمان بالشكل الذي يضر بالصحة الجسمية والنفسية والاجتماعية للفرد .
و تعرف منظمة الصحة العالمية المخدرات كالتالى " هي كل مادة خام أو مستحضرة أو تخليقية تحتوى عناصر منومة أو مسكنة أو مفترة من شأنها إذا استخدمت في غير الأغراض الطبية أن تؤدي إلى حالة من التعود أو الإدمان مسببة الضرر النفسي أو الجسماني للفرد والمجتمع "
الفرق بين الإدمان والتعود :
المخدرات في مجملها تؤثر على المخ وهذا سر تأثيرها والكثير منها يتسبب في ضمور ( موت ) بعض خلايا الجزء الأمامي لقشرة الدماغ ( Cortex ) .
وهناك مخدرات تسبب اعتمادا نفسيا دون تعود عضوي لأنسجة الجسم أهمها : القنب ( الحشيش ) ، التبغ ، القات ، وعند توفر الإرادة لدى المتعاطي فإن الإقلاع لا يترك أي أعراض للانقطاع .
وبالمقابل هناك مخدرات تسبب اعتمادا نفسيا وعضويا أهمها : الأفيون ، المورفين ، الهيروين ، الكوكايين ، الكراك وكذلك الخمور وبعض المنومات والمهدئات والإقلاع عن تعاطي تلك المخدرات يتسبب في أعراض انقطاع قاسية للغاية تدفع المتعاطي للاستمرار بل وزيادة تعاطيه .
لذلك فإن الانتباه لعدم الوقوع في شرك المخدرات هو النجاة الحقيقة ، و يجب المبادرة إلى طلب المشورة والعلاج مهما كانت مرحلة الإدمان حيث تتحقق المكاسب الصحية لا محالة .
مراحل الإدمان :
يمر المدمن ، أو من يتعاطى المخدر بصورة دورية ، عادة ما يمر بثلاثة مراحل هي :
1.مرحلة الاعتياد ( Habituation )
وهي مرحلة يضطر يتعود فيها المرء على التعاطي دون أن يعتمد عليه نفسيا أو عضويا وهي مرحلة مبكرة ، غير أنها قد تمر قصيرة للغاية أو غير ملحوظة عند تعاطي بعض المخدرات مثل الهيروين ، المورفين والكراك .
2.مرحلة التحمل ( Tolerance )
وهي مرحلة يضطر خلالها المدمن إلى زيادة الجرعة تدريجيا وتصاعديا حتى يحصل على الآثار نفسها من النشوة وتمثل اعتيادا نفسيا وربما عضويا في آن واحد .
3.مرحلة الاعتماد ، الاستبعاد أو التبعية ( Dependence )
وهي مرحلة يذعن فيها المدمن إلى سيطرة المخدر ويصبح اعتماده النفسي والعضوي لا إرادي ويرجع العلماء ذلك إلى تبدلات وظيفية ونسيجية بالمخ . أما عندما يبادر المدمن إلى إنقاذ نفسه من الضياع ويطلب المشورة والعلاج فإنه يصل إلى مرحلة الفطام ( Abstentious ) والتي يتم فيها وقف تناول المخدر بدعم من مختصين في العلاج النفسي الطبي وقد يتم فيها الاستعانة بعقاقير خاصة تمنع أعراض الإقلاع ( Withdrawal Symptoms ) .
تصنيف المخدرات
يمكن تقسيم المخدرات وتصنيفها بطرق مختلفة عديدة نختار منها التالي :-
1- مخدرات طبيعية وأهمها وأكثرها انتشارا : الحشيش والأفيون والقات والكوكا
2- المخدرات المصنعة وأهمها المورفين والهيروين والكودايين والسيدول والديوكامفين والكوكايين والكراك
3- المخدرات التخليقية وأهمها عقاقير الهلوسة والعقاقير المنشطة والمنبهات والعقاقير المهدئة
الحكم الشرعي للمخدرات :
أجمع علماء المسلمين من جميع المذاهب على تحريم المخدرات حيث تؤدي إلى الأضرار في دين المرء وعقله وطبعه ، حتى جعلت خلقا كثيرا بلا عقل ، وأورثت آكلها دناءة النفس والمهانة . قال الله تعالى } يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون { المائدة 90 .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كل مسكر خمر حرام " ، والخمر هو كل ما خامر العقل أو غطاه أو ستره بغض النظر عن مظهر المسكر أو صورته وكل المخدرات مسكرة ومفترة وهي حرام ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما أسكر كثيرة فقليله حرام " كما قال " حرام على أمتي كل مفتر ومخدر " .
القانون الكويتي والمخدرات :
· تنص المواد 33،34،35 من القانون رقم 74 لسنة 1983 في شأن مكافحة المخدرات وتنظيم استعمالها والاتجار بما يلي :
1.يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على خمس سنوات وبغرامة لا تتجاوز خمسة آلاف دينار كل من جلب أو حاز أو حرز أو اشترى أو أنتج أو استخرج أو فصل أو صنع مواد مخدرة أو زرع نباتا من النباتات الواردة في الجدول رقم 5 أو حازها أو اشتراها وكان ذلك بقصد التعاطي أو الاستعمال الشخصي ما لم يثبت أنه قد رخص له بذلك طبقا لأحكام القانون ( المادة 33 ) .
2.لا تقام الدعوى الجنائية على من يتقدم من متعاطي المواد المخدرة من تلقاء نفسه للعلاج ( مادة 34 ) .
3.يجوز لأحد الزوجين أو أي من الأقارب حتى الدرجة الثانية أن يطلب إلى النيابة العامة إيداع زوجه أو قريبه - الذي يشكو من إدمانه أو تعاطيه للمواد المخدرة - أحد المصحات للعلاج ، كما يجوز ذلك للجهة الحكومية التي يعمل بها المدمن وبشكل عام فإن متعاطي المخدرات يعرض نفسه لعذاب ضميره وللندم إلى جانب تعرضه لعقوبة السجن خلف القضبان إذا ما استمر في تعاطيه لها .
أسباب تعاطي المخدرات :
1.ضعف الوازع الديني :
فإن الإيمان بالله سبحانه وتعالى من أكبر الموانع للانحراف ، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن " .
2.أصدقاء السوء:
فالصحبة السيئة ورفاق السوء كثيرا ما يكونوا سببا في تعاطي المخدرات للرغبة في التقليد ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : " مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير ….
3.توفر المال مع وقت الفراغ :
قد يكونان عاملان أساسيان في إقبال الشباب على تعاطي المخدرات إذا لم يجد التوجيه السليم لقضاء وقت الفراغ بما هو نافع ، في مقابل عدم وجود التوعية الرشيدة لطريقة الإنفاق المالي ومصاريفه .
4.الاعتقاد الخاطئ بأن المخدرات تزيل الشعور بالقلق والاكتئاب والملل ، وتزيد في القدرة الجنسية .
5.الإهمال الأسري للجوانب التربوية ، وكثرة المشاكل الأسرية بما يسهل انحراف الأبناء ، فقد قال تعالى :
} يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة { وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" كلكم راع ، وكلكم مسؤول عن رعيته " .
6.حب الاستطلاع والفضول لفئة من الناس في تجربة أشياء غير مألوفة دون مبالاة لآثارها فيسقط في هاوية الدمار والهلاك .
7.استخدام المواد المخدرة للعلاج استخداما سيئا لا يتبع فيه إرشادات الطبيب مما يسبب له الإدمان .
8.الصراع السياسي بين بعض الدول وسعيها للحصول على أسرار الآخرين ، فالمخدرات هي البوابة السليمة لمثل هذه الصراعات .
أضرار المخدرات:
· الأضرار الاجتماعية والخلقية :
1.انهيار المجتمع وضياعه بسبب ضياع اللبنة الأولى للمجتمع وهي ضياع الأسرة .
2.تسلب من يتعاطاها القيمة الإنسانية الرفيعة ، وتهبط به في وديان البهيمية ، حيث تؤدي بالإنسان إلى تحقير النفس فيصبح دنيئا مهانا لا يغار على محارمه ولا على عرضه ، وتفسد مزاجه ويسوء خلقه .
3.سوء المعاملة للأسرة والأقارب فيسود التوتر والشقاق ، وتنتشر الخلافات بين أفرادها .
4.امتداد هذا التأثير إلى خارج نطاق الأسرة ، حيث الجيران والأصدقاء .
5.تفشي الجرائم الأخلاقية والعادات السلبية ، فمدمن المخدرات لا يأبه بالانحراف إلى بؤرة الرذيلة والزنا ، ومن صفاته الرئيسية الكذب والكسل والغش والإهمال .
6.عدم احترام القانون ، والمخدرات قد تؤدي بمتعاطيها إلى خرق مختلف القوانين المنظمة لحياة المجتمع في سبيل تحقيق رغباتهم الشيطانية .
7.الأضرار الاقتصادية:
1.المخدرات تستنزف الأموال وتؤدي إلى ضياع موارد الأسرة بما يهددها بالفقر والإفلاس .
2.المخدرات تضر بمصالح الفرد ووطنه ، لأنها تؤدي إلى الكسل والخمول وقلة الإنتاج .
3.الاتجار بالمخدرات طريق للكسب غير المشروع لا يسعى إليه إلا من فقد إنسانيته .
4.إن كثرة مدمنيها يزيد من أعباء الدولة لرعايتها لهم في المستشفيات والمصحات ، وحراستهم في السجون ، ومطارة المهربين ومحاكمتهم .
8.الأضرار الصحية :
1.التأثير على الجهاز التنفسي ، حيث يصاب المتعاطي بالنزلات الشعبية والرئوية ، وكذلك بالدرن الرئوي وانتفاخ الرئة والسرطان الشعبي.
2.تعاطي المخدرات يزيد من سرعة دقات القلب ويتسبب بالأنيميا الحادة وخفض ضغط الدم ، كما تؤثر على كريات الدم البيضاء التي تحمى الجسم من الأمراض .
3.يعاني متعاطي المخدرات من فقدان الشهية وسوء الهضم ، والشعور بالتخمة ، خاصة إذا كان التعاطي عن طريق الأكل مما ينتج عنه نوبات من الإسهال والإمساك ، كما تحدث القرح المعدية والمعوية ، ويصاب الجسم بأنواع من السرطان لتأثيرها على النسيج الليفي لمختلف أجهزة الهضم .
4.تأثير المخدرات على الناحية الجنسية ، فقد أيدت الدراسات والأبحاث أن متعاطي المخدرات من الرجال تضعف عنده القدرة الجنسية ، وتصيب المرأة بالبرود الجنسي .
5.التأثير على المرأة وجنينها ، وهناك أدلة قوية على ذلك . فالأمهات اللاتي يتعاطين المخدرات يتسببن في توافر الظروف لإعاقة الجنين بدنيا أو عقليا .
6.الأمراض النفسية كالقلق والاكتئاب النفسي المزمن وفقدان الذاكرة ، وقد تبدر من المتعاطي صيحات ضاحكة أو بسمات عريضة ، ولكنها في الحقيقة حالة غيبوبة ضبابية .
7.تؤدي المخدرات إلى الخمول الحركي لدي متعاطيها .
8.ارتعاشات عضلية في الجسم مع إحساس بالسخونة في الرأس والبرودة في الأطراف .
9.احمرار في العين مع دوران وطنين في الأذن ، وجفاف والتهاب بالحلق والسعال .
10.تدهور في الصحة العامة وذبول للحيوية والنشاط .
طرق الوقاية من المخدرات :
1.لاشيء يعين المرء على تحقيق مآربه إلا بالإيمان فمن تسلح بها نجح ومن سار على الجادة وصل وأن يكون كل قصده هو التقرب إلى الله بترك محرماته .
زرع الوازع الديني لدى الأطفال في الصغر .
2.على المتعاطي أن يتذكر كلما عزم على أخذ المخدر أن مخدره هذا سيزيد مشكلاته تعقيدا.
3.كتابة أخطار تعاطي هذه المحرمات بخط واضح ووضعها في مكان بارز ، وقراءتها بين آونة وأخرى حتى تتجدد العزيمة .
4.ملاحظة الحالة الصحية وتطورها ، وعدم التذمر عند الشعور بآلام الرأس والعضلات ، فعليه بالارتياح كون هذه الآلام إشارة إلى تخلص أعضاء الجسم مما تراكم فيها من السموم .
5.مزاولة الرياضة بالشكل السليم .
6.الانقطاع عن الأماكن التي اعتاد أن يتناول فيها تلك المواد ، وكذلك الأصحاب الذين يتعاطونها .
7.إشغال وقت الفراغ بما ينفع في الدنيا والآخرة .
8.عقد صداقة دائمة مع الأبناء .
9. زرع الثقة المتبادلة بين الأهل والأبناء وتوطيد العلاقة القوية بينهم .
المخدرات الطبيعية
هي مجموعة من النباتات الموجودة بالطبيعة والتي تحتوي أوراقها أو ثمارها أو مستخلصاتها على عناصر مخدرة فعالة ، ينتج عن تعاطيها فقدان جزئي أو كلي للإدراك ، كما أنها قد تترك لدى المتعاطي اعتمادا وإدمانا نفسيا أو عضويا أو كلاهما وأهمها :
· نبات القنب الهندي ، الحشيش أو الماريهوانا .
· نبات الخشخاش أو الأفيون .
· نبات القات .
· نبات الكوكا .
أولا : الحشيش ، القنب الهندي ، الماريهوانا ( CANNABIS )
القنب الهندي ( Cannabis Sativa ) نبات عشبي ينمو فطريا أو تتم زراعته ، يسمونه في الهند ( بهانج أو تشاراس ) ، ويسميه الصينيون ( Ma – Yo ) أو الدواء ، بينما يسميه الأمريكيون ( الماريهوانا ) ومعناها السجن أو العبودية ، ويعرفه العرب باسم الحشيش . وأوراقه مسننة وعدد فصوصها فردى وهو نبات منه نبتة مؤنثة وأخرى ذكرية .
إن التعاطي عن طريق التدخين ( الاستنشاق ) سواء من خلال السجائر ، السيجار ، الغليون أو النرجيلــــــــة ( الجوزة ) مخلوطا بالتبغ أو التمباك أو ( المعسل ) وهو أسلوب خطر للغاية حيث يصل الدخان إلى الرئتين مباشرة ومنها إلى الدم ثم المخ والجهاز العصبي ليبدأ تأثيره خلال دقائق ويمتد لحوالي 3 – 4 ساعات . والخطورة الكبرى تكمن في أن تدخينه يقتضي مواصلة التدخين بسرعة حتى لا يحترق الحشيش في الهواء أو هكذا يحرص المدمنون .
يصف العلماء الحشيش بأنواعه كمخدرات تتسبب في اعتماد نفسي دون عضوي لأنسجة الجسم غير أن مدمن الحشيش عادة ما يلجأ لاستخدام وتعاطي مخدرات أخرى معه أو ما يعرف ( بنظرية التصاعد ) ويتفق الأطباء على أن الحشيش لا يتسبب عادة في إصابة المتعاطي بالغيبوبة مثل الكثير من المخدرات الأخرى ، والإقلاع عن تعاطي الحشيش لا يترك أعراضا إنقطاعية أو ما يسمى بمتلازمة الحرمان ( Withdrawal Symptoms ) .
آثار ومخاطر تعاطي الحشيش
أعراض مباشرة مؤقتة
· النشوة وهي حالة من الشعور الوهمي بالرضا ، الراحة ، المرح والسعادة تزول بعد ساعات لتترك أعراضا عكسية لدى المتعاطي .
· فقدان التوازن الحركي والدوار .
· زيادة ضربات القلب مما يعرض المتعاطي للأزمات القلبية أو الذبحة الصدرية بصورة مفاجئة .
· انخفاض ضغط الدم مما يؤدي لبرودة الأطراف . * الشعور بالغثيان وأحيانا القيء .
· تقلصات ورعشة بالعضلات .
مضاعفات التعاطي وأعراض الإدمان
* تأثر أنشطة المخ ، رجفة الأطراف ، صداع مزمن وتدني القدرات الحسية كالسمع والإبصار .
* ضعف الشخصية ، الاكتئاب ، الانطواء ، القلق ، اضطراب النوم .
* خداع الحواس ( illusion ) ، الهلوسة ، ضعف الذاكرة واضطراب التفكير .
* عدم تناسق الأفكار ( Mental Confusion ) وتضخم الشعور بالذات ( بارانويا ) .
* الهزال ، الضعف ، سوء الهضم والإمساك .
* التهابات رئوية متكررة .
* نقص المناعة الطبيعية نتيجة لتضرر الكريات الدموية البيضاء .
* الضعف الجنسي وظهور أعراض أنوثة نتيجة انخفاض معدل هرمون الذكورة ( التستيستيرون ) إلى ما دون 400 نانو غرام لكل 100 ملليمتر من الدم بينما المعدل الطبيعي يجاوز 740 نانوغرام / 100 ملليمتر .
* ضعف القدرة على الإنجاب لانخفاض عدد الحيوانات المنوية بنسبة تزيد عن 60% .
* آثار خطرة على الأجنة والمواليد للأمهات المدمنات .
* التدهور الاجتماعي والاقتصادي وفقدان القدرة على العمل والإنتاج .
ثانيا : الأفيون ، الخشخاش ( Opium )
الأفيون هو العصارة اللزجة المستخرجة من ثمار الخشخاش بعد تشريط جدرانها الخضراء قبل نضجها ، وهذا العصير الأبيض يجفف ليصبح مادة كريهة الرائحة ، شديدة المرارة ، تحتوي على ما يزيد عن 25 مادة مختلفة أهمها المورفين ، الناركوتين ، الكودايين ، البابا فيرين وأخرى . بيد أن المورفين هو العامل الأساسي في الإدمان والذي ترجع إليه تأثيرات الأفيون المختلفة .
إن تأثير الأفيون يكوم عاما على الجسم ويؤثر بصورة أساسية على المخ والجهاز العصبي والعضلات وتظهر الأعراض على متعاطيه ، خلال فترة وجيزة لا تزيد عن نصف ساعة من تعاطيه ، تختلف آثار الأفيون على جسم الإنسان من الناحية الكيمائية ، الفسيولوجية والنفسية تبعا لنوع الأفيون ، درجة نقاوته وتركيزه ، طريقة تحضيره وتعاطيه والجرعة . والأفيون له تأثير عضوي على أنسجة الجسم يدفعها إلى الإدمان بشراسة وعند الانقطاع أو الإقلاع فإن أعراضا قاسية تبدأ بعد مضي 12 – 16 ساعة من آخر جرعة وتسمى بمتلازمة الحرمان ( Withdrawal Symptoms ) وأهمها التوتر ، تقلصات العضلات ، ارتفاع ضغط الدم ، فقدان التوازن ، ارتفاع معدل السكر بالدم مع إفرازات غزيرة من الأنف والعينين والعرق إضافة إلى التبول والإمناء لا إراديا . ودون التقليل من مخاطر الأفيون الخام ، فإن الأخطار تزداد عند تعاطي مشتقاته المصنعة خاصة المورفين والهيروين .
ينشأ الإدمان على الأفيون عند تناول جرعة منه ( مهما كانت صغيرة ) لعدة أيام قليلة ، بعدها يبدأ المتعاطي في زيادة الجرعة سعيا وراء الشعور بالنشوة ، وكلما استمر في التعاطي استمرت حاجته إلى زيادة الجرعة وبعدها لا يمكنه التوقف عن التعاطي لفترة تزيد عن 12 ساعة تقريبا ، بعدها يعاني من أعراض التوقف المفاجئ وعادة ما تنتهي حياة المدمن في مصحات الأمراض العقلية أو بالموت في سن مبكرة .
مضاعفات التعاطي وأعراض الإدمان
|
أعراض مباشرة مؤقتة
|
* تأثر أنشطة المخ ، وتدني القدرات الحسية بالمؤثرات الخارجية .
|
* النشوة وشعور وهمي بالراحة واللامسئولية.
|
* بطأ التفكير والتردد في اتخاذ القرار .
|
* فقدان الإحساس سواء بالألم ، باللمس ، التمييز أو البرودة والسخونة .
|
* الهزال ، الضعف ، الإمساك .
|
* الغثيان القيء وفقدان الشهية .
|
* بطأ التنفس وقد تحدث الوفاة نتيجة للهبوط الحاد للتنفس بعد شلل مراكز التنفس بالمخ .
|
* زيادة ضربات القلب والتي سرعان ما تتحول إلى بطأ في ضربات القلب وانخفاض ضغط الدم .
|
* نقص المناعة الطبيعية وزيادة معدل الإصابة بالسل الرئوي بصفة خاصة .
|
* ضيق حدقة العين واحتقان الملتحمة واحمرارها .
|
* الطفح الجلدي وحكة بالجلد قد تحدث أحيانا .
|
|
* الإحساس باللامسئولية والتضحية بكل نفيس مقابل الحصول على الجرعة في موعدها ، مما يدفع بالمدمن إلى الجريمة أو التنازل عن المبادئ والأخلاقيات .
|
|
* التدهور الاجتماعي والاقتصادي وفقدان القدرة على العمل والإنتاج .
|
|
ثالثا : القات ( Cathaedulis )
القات يحتوي ثلاثة قلويات هامة وهي : ( القاثيين ) ، ( القاثيدين ) ، و ( القاتين ) وكلها لها تأثير مباشر منبه على المخ والجهاز العصبي وتأثير مباشر يتسبب في ضيق الأوعية الدموية وبالتالي زيادة ضغط الدم .
يتم تعاطي القات بمضغ الأوراق الصغيرة مضغا بطيئا ثم تخزين هذه الكتلة الممضوغة بالشدق مدة طويلة مع استحلابها من وقت لآخر ويعتمد المتعاطي إلى شرب كميات من المياه المثلجة مرارا وبعد فترة يلفظ المتعاطي كتلة الأوراق ويعاود مضغ أوراق جديدة ، التعاطي أو التخزين يتم في جلسات أو مجالس بطقوس غريبة ، حيث يتلاصق المتعاطون في أماكن مغلقة بحثا عن الدفء نظرا لأن التعاطي يسبب إحساسا بالبرودة .
أثناء التعاطي يمنح القات شعورا بالسعادة والراحة والتحلل من المسئولية وإحساسا زائفا بالقدرة والرضا ، غير أن الإدمان على تعاطي القات يسبب اعتمادا نفسيا إضافة إلى أعراض صحية أهمها ضعف في حركة المعدة ، سوء الهضم ، الهزال ، شلل الأمعاء ، تليف الكبد والخمول الجنسي .
أيضا فإن المدمنين يعانون من اضطرابات في الجهاز العصبي وهم بصورة عامة كسالى ويعانون من تدني مستوى إنتاجيتهم وقدراتهم على العمل .
والإقلاع عن تعاطي القات لا يترك عادة أعراضا إنقطاعية ( Withdrawal Symptoms ) والقات هو واحد من المواد المدرجة ضمن عقاقير الإدمان وفقا لتصنيف منظمة الصحة العالمية .
رابعا : الكوكا
ولأوراق الكوكا أثر منبه حيث توفر للمتعاطي نشاط في وظائف المخ ، عدم الرغبة في النوم وعدم الشعور بالتعب ، غير أنها آثار مؤقتة تزول لتترك المتعاطي منهك الجسد ، مشتت التفكير إضافة إلى تأثيراتها غير المستحبة على بعض غدد الجسم وخاصة الغدد الجار كلوية .
المخدرات المصنعة
هي مجموعة من المواد المستخلصة أو الممزوجة أو المضافة أو المحضرة من نباتات موجودة في الطبيعة تحتوى على عناصر مخدرة فعالة ( مخدرات طبيعية ) ، ينتج عن تعاطيها فقدان جزئي أو كلي للإدراك ، كما أنها قد تترك لدى المتعاطي اعتمادا وإدمانا نفسيا أو عضويا أو كلاهما وأهمها :
· المورفين .
· الهيروين .
· الكودايين .
· السيدول .
· الديوكامفين .
· الكوكايين .
· الكراك .
أولا : المورفين ( Morphine )
يعتبر المورفين من أشهر مشتقات الأفيون المصنعة ، ويمثل حوالي 15% من مكونات الأفيون الخام ، وعرف لأول مرة في القرن السادس عشر غير أن الوثائق الطبية تشير إلى عام 1804 ميلادية عندما ذكر العالم .
تتم صناعة المورفين عن طريق تحليل مادة الأفيون الخام كيميائيا وباستخدام التسخين لإنتاج مسحوق أبيض عديم الرائحة ، مر المذاق يمكن تسويقه صلبا أو مذابا في سوائل خاصة ، كما يمكن إنتاجه في صورة أقراص .
يصف العلماء المورفين كمخدر يتسبب في اعتماد نفسي ، واعتماد عضوي لأنسجة الجسم والإقلاع عن التعاطي يترك أعراضا إنقطاعية ( Withdrawal Symptoms ) قاسية تستدعي علاجا ورعاية صحية .
يتفق العلماء بأن المورفين هو عقار طبي له استخداماته الخاصة في بعض الأحيان ، غير أنه بالتأكيد مركب خطر يسبب إدمانا سريعا وشديدا وربما كان ذلك مدعاة ما اتخذ من إجراءات صحية حازمة تحد من استخدام الدواء وصرفه وتسويقه ، وتنحصر استخداماته حاليا في بعض حالات السرطان المتقدم ،جلطة القلب الحادة ،الحروق الشديدة، الصدمات العصبية نتيجة النزف الشديد وبعد بعض العمليات الجراحية ويتم وصفه بجرعات محدودة ولفترات قصيرة للغاية .
عند الإقلاع عن تعاطي المورفين يواجهه المدمن مجموعة من أعراض الإقلاع ، خلال فترة تتراوح بين 24 – 48 ساعة واهم تلك الأعراض التوتر ، الهياج، الأرق، حكة شديدة بالجسم ، إفراز العرق بغزارة والرغبة الجامحة في البحث عن جرعة جديدة ويصف المدمنون شعورهم خلال تلك المرحلة بآلام جسدية متفرقة ، وكثيرا من المدمنين يلجئون إلى تناول جرعات متزايدة تزيد عن 100 ملليجرام من المورفين قد تصبح مميتة خلال فترة تتراوح بين 6 – 12 ساعة .
وقد رصد العلماء أن العديد من مدمني المورفين عن طريق الحقن يصابون بالتهابات شديدة تحت الجلد أو تجلط بالأوعية الدموية إضافة إلى معدلات متزايدة من الأمراض المتناقلة عن طريق الحقن الملوثة وأهمها مرض فقدان المناعة المكتسبة ( الإيدز ) .
مضاعفات التعاطي وأعراض الإدمان
|
أعراض مباشرة مؤقتة
|
* للمورفين آثار منبهة على مدمنيه ، تتميز بالغثيان ، القيء تقلص العضلات .
|
* النشوة والشعور بالرضا وغياب أي آلام جسدية .
|
* الهياج العصبي الشديد ، الأرق والتوتر.
|
* الهدوء والتكاسل والرغبة في النوم .
|
* الإسهال المزمن .
|
|
* ارتفاع ضغط الدم .
|
|
* اضطراب معدلات السكر بالدم .
|
* إفرازات غزيرة بالأنف وجفاف الفم .
|
* اضطرابات التبول والضعف الجنسي .
|
|
* التدهور الاجتماعي والاقتصادي وفقدان القدرة على العمل والإنتاج .
|
* شعور بالحكة في مختلف أنحاء الجسم .
|
آثار ومخاطر تعاطي المورفين
ثانيا الهيروين ( Diacetylmorphine )
هو أحد أخطر مشتقات المورفين وأكثر العقاقير المسببة للإدمان شراسة وتأثير ، يتم تحضيره صناعيا من المورفين بعمليات كيميائية ، وفعاليته تتراوح ما بين أربعة إلى عشرة أضعاف تأثيرات المورفين ، وهو عبارة عن مسحوق أبيض عديم الرائحة ، ناعم الملمس ، مر المذاق قابل للذوبان بالماء وجاءت تسميته من كلمة ( Heroisch ) الألمانية ومعناها الدواء القوي التأثير .
الإقلاع عن تعاطي الهروين يتسبب في أعراض شديدة ( Withdrawal Symptoms ) لا تترك للمتعاطي أي فرصة للتراجع نتيجة الاعتماد العضوي لأنسجة الجسم ، خاصة وأن تأثيره يبدأ فورا عند تعاطيه ويستمر مفعوله لفترة تتراوح بين 4 – 6 ساعات يجد المدمن نفسه بعدها في حاجة إلى جرعات إضافية . وتقدر السلطات الأمريكية عدد مدمني الهيروين في الولايات المتحدة الأمريكية بحوالي 3 مليون تتراوح أعمارهم بين 20 – 30 عاما وهو رقم معلن رسميا .
إن الصورة المأساوية لإدمان الهيروين تكمن في التبعية الجسدية والنفسية السريعة والقوية ، والتي ترغم المدمن على تناول جرعات متزايدة والبحث بصورة جنونية على تأمين المخدر بأي طريقة ويكون المدمن غير قادر على السيطرة على رغبته مما يدفعه إلى سلوك إجرامي أو عدواني لإشباع حاجته وما لم يتم تدارك تلك الحالات بالعلاج النفسي والاجتماعي والطبي بصورة عاجلة فإن الانتحار عادة ما يكون نهايتها المحتمة ، غير أن علاج إدمان الهيروين باهظ الكلفة ولا يتوفر سوى في مراكز قليلة متخصصة ، وربما كان ذلك واحدا من أسباب الخطورة البالغة للهيروين .
آثار ومخاطر تعاطي الهيروين
مضاعفات التعاطي وأعراض الإدمان
|
أعراض مباشرة مؤقتة
|
* خلل في أنشطة المخ والإدراك الحسي .
|
* النشوة والشعور بالاسترخاء والتحليق في وهم وخيال التميز والنجاح .
|
* الهزال الشديد والضعف العام .
|
* فقدان الإحساس بالألم باللمس ، بالسخونة أو البرودة .
|
* تدمير خلايا الكبد وتليفه .
|
* بطأ ضربات القلب .
|
* ضعف عضلة القلب .
|
* انخفاض ضغط الدم .
|
* اضطراب التنفس .
|
* ارتخاء جفون العينين وضيق حدقة العين واحتقان الملتحمة .
|
* الضعف الجنسي .
|
|
* الشعور بالنقص والاكتئاب الذي قد يدفع المدمن إلى الانتحار .
|
|
* الولادة المبكرة للحوامل المدمنات وإصابة 90% من أطفالهن بضعف المناعة ونقص النمو وتصل نسبة الوفاة بينهم إلى 30 –70% تقريبا .
|
|
* التدهور الاجتماعي والاقتصادي وتدني القدرة على العمل والإنتاج .
|
|
ثالثا : الكودايين
يمثل الكودايين حوالي 2% من مكونات الأفيون ولقد تم تصنيعه واستخراجه من المورفين لاستخدامه كمسكن للألم وكانت البداية في عام 1822 ميلادية ونم تطويره ليستخدم كمهبط للسعال ( الكحة ) نظرا لتأثيره على بعض مراكز المخ ، غير أن ذلك قد ساهم في انتشار إدمانه نظرا لتوفره في عديد من أدوية السعال ومضادات الإسهال خاصة إنه كان غير مقيد ضمن عقاقير لوائح المخدرات وكان المدمنون يسعون إلى تأثيره المسبب للاسترخاء والهدوء ، والذي سرعان ما يتحول مع إدمانه إلى الشعور بالهياج العصبي والرغبة المستمرة في زيادة الجرعة وهو ما دفع دول عديدة إلى وضع ضوابط رقابية تنظم صرف وتداول الأدوية التي تحتوى مكوناتها على الكودايين ودولة الكويت واحدة من تلك الدول .
رابعا : السيدول
وهو مزيج من المورفين ومكونات أخرى أهمها السكوبولامين والسبارتين وقد تم تصنيعه كعقار ضد الآلام وقبل العمليات الجراحية وسرعان ما استخدمه المدمنون بطريق الحقن ومع استمرارية تناوله يترك إدمانا وتبعية نفسية وجسدية لدى المدمن وقد سارعت عديد من دول العالم من بينها الكويت إلى تقنين وتنظيم صرف وتناول هذا العقار .
خامسا : الديوكامفين
وهو مزيج من الكودايين والكافور والبلادونا وبالتالي يرجع مفعوله إلى محتواه من المورفين ، وقد تم تصنيعه كعقار مسكن للآلام ومهدي للتوتر وسرعان ما عمد المدمنون إلى تعاطيه سواء في صورة أقراص أو بحقنه تحت الجلد وهو كجميع مشتقات المورفين يترك تبعية جسدية ونفسية لدى المدمن وإن كان ذلك أقل تأثيرا من المورفين ، ولقد سارعت الدول المتقدمة ومن بينها دولة الكويت إلى تقنين وتنظيم صرف وتداول هذا العقار .
سادسا : الكوكايين Cocaine
في عام 1860 نجح نيما ( Niemann ) في استخراج مادة فعالة من أوراق الكوكا ، وخلال أقل من 10 سنوات أصبحت تستخدم كمخدر موضعي ممتاز ، إضافة إلى استعمالات طبية أخرى ولم يلبث الكوكايين أن أصبح من أحد المخدرات المنتشرة بين طبقات المجتمع الراقية خاصة وأن ( سيغموند فرويد ) العالم النفسي قد كتب عن متعة تناوله ، ومازال الكوكايين حتى الآن أحد أكثر المخدرات انتشارا في الأمريكتين وتشير تقديرات ( المعهد الوطني الأمريكي لسوء استخدام العقاقير ) إلى أن يقارب 15 مليون أمريكي يتعاطون الكوكايين بصورة منتظمة .
أثناء التعاطي يمنح الكوكايين إحساسا مؤقتا بالقوة والسعادة نظرا لتأثيره المنبه على الجهاز العصبي ( Stimulant Sympathetic ) مما يؤدي إلى زيادة في نشاط المخ ، عدم الرغبة في النوم ، عدم الشعور بالتعب ، اتساع حدقة العين وزيادة ضربات القلب . غير أن الإدمان على الكوكايين يسبب اعتمادا نفسيا وعضويا ومضاعفات صحية أهمها فقدان الإحساس بالأطراف ، الهلوسة وأخطرها هو السلوك العدواني والإجرامي إضافة إلى تدهور حاد بالتوازن النفسي والقدرة على العمل وكثيرا ما ينتهي الأمر بالمدمنين إلى إصابتهم بأرق مزمن ونوع من الجنون يصعب علاجه إضافة إلى الضعف الجنسي . إن الإقلاع عن تعاطي الكوكايين يترك أعراضا إنقطاعية شديدة أو ما يسمى ( Withdrawal Symptoms ) .
سابعا : الكراك
في عام 1983 نجح تجار المخدرات في كاليفورنيا في ابتكار الكراك وهو مركب مستخرج كيميائيا من الكوكايين ، والكراك مادة بالغة الخطورة ، مخدر قوي المفعول وقاتل سريع ، تظهر آثاره خلال 10 ثوان فقط من تعاطيه ليمنح المتعاطي شعورا بالنشوة واللذة وسرعان ما يزول ليصاب المدمن بحالة الاكتئاب الشديد .
المخدرات التخليقية
المخدرات التخليقية :
هي مجموعة من المواد الاصطناعية سواء من العقاقير أو غيرها مصنعة من مواد أولية طبيعية أو غير موجودة في الطبيعة ، ينتج عن تعاطيها فقدان جزئي أو كلي للإدراك ، كما أنها قد تترك لدى المتعاطي اعتمادا وإدمانا نفسي أو عضوي أو كلاهما وأهمها :
· عقاقير الهلوسة .
· العقاقير المنشطة ، المنبهات ( الأمفيتامينات ) .
· المنومات .
· العقاقير المهدئة .
· المذيبات الطيارة والأصماغ .
أولا : عقاقير الهلوسة ( Psychedelics )
مروجو المخدرات ضالتهم في هذا العقار وبدأ تصنيعه في أمريكا ، فرنسا والمكسيك ليشهد موجة رهيبة من إدمان المراهقين رافقتها ظواهر غريبة من الجرائم وحالات الانتحار ومعدلات عالية لمراهقين يلقون بأنفسهم من المباني الشاهقة إضافة إلى مواليد مصابين بتشوهات خلقية وتنبه العالم إلى أن السبب يعود أساسا إلى إدمان هذا العقار .
يقوم مروجو المخدرات بتصنيع هذا العقار في صورة سائل ويتم تعاطيه بتناول نقطة واحدة بالفم سواء مخلوطا بالسكر أو الشراب وسرعان ما طوره البعض ليستخدم عن طريق الحقن بالوريد ، والجرعة الواحدة من عقار
( إل . إس . دي ) تترك المتعاطي في حالة هلوسة لمدة تتراوح بين 4 – 18 ساعة .
المهلوسات أو عقاقير الهلوسة تم تعريفها علميا في مؤتمر الطب النفسي المنعقد بواشنطن 1966 على أنها
( مركبات تؤدي إلى اضطراب النشاط العقلي ، واسترخاء عام وتشوش في تقدير الأمور كما أنها مولدة للأوهام والقلق وانفصام الشخصية ).
لم يتوقف الأمر على إنتاج عقار ( إل.إس .دي ) بل صنعت المختبرات الطبية مركبات أخرى تزيد خطورة عنه منها عقار ( المسكالين Mescaline ) وعقار آخر أكثر خطورة وهو ( S.T.P) اختصارا لكلمات ثلاثة هي
( الصفاء والهدوء والسلام ) والذي وجد طريقه إلى مدمني المخدرات .
وفي عام 1968 عرفت شوارع سان فرانسيسكو عقارا أخرا خرج من الاستخدام الطبي ليتلقاه مروجي وتجار المخدرات وهو ( حبة السلام ) أو عقار ( الفينسيكليدين P.C.P ) وقائمة لجنة المخدرات التابعة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة تضم ما يزيد عن 27 عقارا مختلفا مسببا للهلوسة .
مضاعفات التعاطي وأعراض الإدمان
|
أعراض مباشرة مؤقتة
|
* اضطراب الإدراك الحسي .
|
* هلوسات بصرية ملونة ورؤية أشكال وهمية .
|
* فقدان الشهية الهزال .
|
* هلوسات سمعية وسماع أصوات خيالية .
|
* الشعور بالفزع الاكتئاب والرغبة في الانتحار .
|
* الشعور بالتحليق والسباحة في الفضاء .
|
* خلل بالكروموسومات وولادة أطفال مشوهة.
|
* زيادة ضربات القلب
|
|
* الغثيان والقيء .
|
* زيادة معدل الإصابة بسرطان الدم ( اللوكيميا ) .
|
* صداع ، دوار وقشعريرة .
|
ثانيا: العقاقير المنشطة ، المنبهات ( Psychotoniques)
هي مواد ترفع القدرة الجسمانية والذهنية لمن يتعاطاها بوصفات طبية محددة وقد استخدمت هذه العقاقير طبيا في علاج بعض الأمراض والحالات أهمها تقليل شهية المصابين بالسمنة البالغة ، علاج الشلل الرعاش ( مرض باركينسونيان ) ، علاج بعض حالات الاكتئاب النفسي ، علاج إدمان الخمور ، بعض أنواع الصرع وعلاج التبول اللاإرادي ( السلس الليلي) ، غير أن هذه العقاقير وجدت طريقها إلى مدمني المخدرات ولعل أشهر هذه العقاقير هو ( الماكستون فورت ) وساهم بعض ضعاف النفوس من الأطباء والصيادلة بصرفها إلى الراغبات في الرشاقة ، الطلبة أثناء الامتحانات ، وسائقي الشاحنات ، ولم يلبث العالم أن أدرك بأن هذه المركبات الطبية تحول متعاطيها إلى حالة إدمان مؤسفة وأن لها أخطارا صحية جسيمة . تتوافر الأمفيتامينات على شكل أقراص مختلفة التركيز يتم تعاطيها عن طريق البلع أو بإذابتها في الماء والعصائر ، كذلك هناك مستحضرات يتم تعاطيها بالحقن بالوريد ، كما صنع مروجي المخدرات أنواعا يمكن للمدمنين استنشاقها .
تعاطي المنشطات يؤدي إلى مجموعة من الأعراض المباشرة المؤقتة أهمها الشعور باليقظة والانتعاش وزوال الإرهاق إضافة إلى شعور بالثقة والقوة الذهنية ، ويصاحب ذلك فقدان للشهية وبطء في نبضات القلب بينما يرتفع ضغط الدم . غير أن الإدمان عادة ما يتسبب في أعراض خطرة أهمها التغيرات النفسية التي تحول المدمن إلى إنسان شكوك ، يعيش حالة من التوتر والقلق والعصبية مع تشوش ذهني كبير وفقدان بالغ للوزن .
رصد العلماء مضاعفات أخرى أهمها حالات متقطعة من الهيجان العصبي والتشنجات وعادة ما يشكو المدمنون من رعشة مستمرة بالأطراف ، ولقد أثبتت الأبحاث أن تناول الحوامل لتلك العقاقير في شهور الحمل الأولى عادة ما يتسبب في إصابة الأجنة بالتشوهات الخلقية وقد أشارت الإحصائيات الطبية إلى أن ما يقارب 40% من مدمني المنشطات يميلون إلى الشكوك العدواني والعنف وأن 70% منهم يعيشون حياة أسرية مفككة نتيجة لشعورهم الدائم بالشك والخوف .
ثالثا :المنومات ( Narcotics )
المنومات هي مجموعة من العقاقير التي تسبب النوم والنعاس في جرعاتها البسيطة ، غير أن الأبحاث الطبية أثبتت خطورتها البالغة في إحداث الإدمان لدى متعاطيها . وهناك مجموعة واسعة من تلك العقاقير أهمها مجموعة الباربيتورات ( Barbitarates ) والتي يبلغ عدد مركباتها ما يزيد عن 2500 مركب منها حوالي 50 مركبا يستخدم طبيا ، تضم تلك العقاقير أيضا مركبات أخرى مثل الماندركس ، البروميدات ، الكلورال هيدرات ، البارالدهيد وغيرها ، والتي تتوافر في أشكال دوائية عديدة منها الأقراص ، الشراب والحقن .
تستخدم المنومات طبيا في علاج الأرق ، الصداع الشديد ، القرحة المعدية ، عسر الطمث ، قبل وبعد العمليات الجراحية ، بعض حالات التشنجات والصرع وتستخدم أيضا ضمن أساليب التحقيق الجنائي بواسطة السلطات الأمنية .
إن معظم تلك المركبات تؤثر مباشرة على قشرة المخ ( Cortex ) ورصد العلماء مجموعة من المضاعفات التي تصيب المدمنين أهمها اختلال القوى العقلية ، الاكتئاب ، فقدان الاتزان ، التلعثم في الكلام إضافة إلى الشحوب وبطء الحركة . لاحظ العلماء أيضا ارتفاع معدلات الانتحار بين هؤلاء المدمنين ، كما أن زيادة الجرعة تؤدي مرارا إلى الغيبوبة والوفاة . إن الإقلاع عن تعاطي هذه المركبات يؤدي إلى أعراض أكثر قسوة من الهيروين وتبدأ هذه الأعراض عادة خلال 24 ساعة بعد التوقف عن تعاطي العقار وتشمل نوبات من الهذيان ، الضعف العام ، نوبات من التشنج والصرع ، عدم القدرة على الحركة باتزان وتشير الإحصائيات الطبية إلى أن هذه الأعراض تسبب الوفاة في 7% من الحالات . ولعل ذلك ما يحتم ضرورة علاج هؤلاء المدمنين في مصحات عالية التخصص ، ولقد كان من بين ضحايا تلك العقاقير كثير من نجوم السينما ورجال الأعمال الذين ظنوا أن هذه العقاقير تساعدهم في مواجهة نمط حياتهم المتواتر وانتهى الأمر بهم إلى الموت .
ويؤدى الانقطاع عن هذه المنومات إلى ما يعرف بمتلازمة الحرمان وأهم أعراضها :
نوبات من الهذيان ,الضعف العام ,نوبات من التشنج والصرع , عدم القدرة على الحركة باتزان , الوفاة في 7% من الحالات .
رابعا :العقاقير المهدئة ( Depressants )
المهدئات هي مجموعة مختلفة من العقاقير لها تركيب كيميائي متباين ، غير أنها تشترك في مفعولها في تخفيف أو إزالة الاستثارات الانفعالية ، ضمن هذه المجموعة مركبات البنزوديازيبات مثل الفاليوم والليبراكس ومركبات الميبرومات والليبريوم والأتيفان وغيرها ، وجميع تلك المركبات تستخدم طبيا في علاج الإضطرابات النفسية والتوتر والقلق ، بعض من تلك العقاقير تعتبر أدوية لعلاج الصرع ، الرعاش العصبي وضمن التخدير العام للعمليات الجراحية وأمراض عضوية عديدة .
تؤثر هذه المركبات على مراكز وقنوات النخاع الشوكي وبعض مراكز قشرة المخ ( Cortex ) وعلى الرغم من أن تأثيرها أقل ضررا من المنومات إلا أنها وجدت طريقها إلى المدمنين الذين يستخدمونها عادة بالإضافة إلى مخدرات أخرى ولقد رصد الأطباء العديد من المضاعفات لدى مدمني هذه المركبات أهمها وهن العضلات ، الدوار ، هبوط الضغط الشرياني ، الاضطرابات النفسية والعقلية ، كما أن بعض هؤلاء المدمنين يصابون بحالات من الهياج العصبي ، أما زيادة الجرعة فقد تؤدي إلى الغيبوبة والوفاة في بعض الحالات .
إن خطر تعاطي وإدمان هذه المركبات المتوفرة في صورة أقراص وحقن يمكن في أعراض الإقلاع ( Withdrawal Symptoms ) والتي تبدأ خلال 24 ساعة بعد التوقف عن التعاطي وتشمل نوبات من الهذيان ، التشنج ، الصرع ، فقدان الاتزان ، الانهيار الجسماني والتشوش العقلي إضافة إلى التعرق بغزارة والغثيان والقيء .
إن هذا الاعتماد أو الإدمان العضوي يستدعي بالضرورة علاج هؤلاء المدمنين في مصحات متخصصة وهي معالجة باهضة الكلفة ولعل ذلك يوضح خطورة وصعوبة ظاهرة إدمان هذه المركبات في الدول النامية والفقيرة .
لقد بادرت العديد من دول العالم إلى تطبيق إجراءات صحية بالغة الدقة لتنظيم صرف هذه الأدوية غير أنه وبكل أسف لازالت هناك بعض الدول التي يسهل فيها الحصول على مثل تلك المركبات ، ومن الممكن التأكيد وبثقة بأن الكويت لديها نظم رقابية صارمة تنظم صرف مثل تلك العقاقير للاستخدام الطبي .ويؤدى الانقطاع عن إدمان المهدئات إلى ما يعرف باسم متلازمة الحرمان وأهم أعراضها نوبات من الهذيان ,التشنج ,الصرع ,فقدان الاتزان ,الانهيار الجسماني والتشوش العقلي ,الغثيان والقيء .
خامسا : المذيبات الطيارة والأصماغ ( Solvents )
تعتبر هذه المجموعة من أخطر أنواع الإدمان نظرا لتوفر هذه المركبات وتنوعها ،حيث أنها تمثل مواد أولية ضرورية تدخل ضمن الاستخدام العادي للمجتمع ومن الصعب تقييد استخدامها ، كما أن أسعارها رخيصة نسبيا وفي متناول الأحداث .
وقد وجد فيها الأحداث وسيلة للحصول على لحظات من النشوة والاسترخاء والهلوسة البصرية ، ضمن تلك المركبات البنزين ، السولار ، الأسيتون ، الأيثير ، الكلوفورم ، الورنيش ، الأصماغ ، غاز الولاعات ، المركبات المزيلة للألوان وبعض الأصماغ مثل ( الباتكس ) . هناك طرق عديدة للتعاطي تعتمد على الاستنشاق للأبخرة والروائح المتطايرة من تلك المواد سواء في حالتها الأصلية أو عند تسخينها .
يشعر المتعاطي عادة بالنشوة والدوار وفقدان الشعور وحس يشبه الحلم ، يصاحب ذلك غثيان وقيء وتعرق غزير وحالة من التلبد الحسي . ولقد رصد العلماء عديدا من مضاعفات الإدمان على تعاطي تلك المواد أهمها الوفاة الفجائية نتيجة توقف القلب أو التنفس ، أما على المدى الطويل فإن هذه المواد تترك أثرا ساما على خلايا المخ ، الكبد ، الرئتين ، ونخاع العظام مما يصيب المتعاطي بتلف المخ ، بتلف الكبد ، الالتهابات المزمنة للرئتين انتفاخ الرئتين ، فقر الدم الشديد إضافة إلى السلوك العدواني والإجرامي للمدمن .
الوفاة الفجائية نتيجة توقف القلب أو التنفس .
مضاعفات إدمان المذيبات الطيارة والأصماغ .
· تلف المخ .
· تلف الكبد .
· الالتهابات المزمنة للرئتين .
· انتفاخ الرئتين .
· فقر الدم الشديد .
· السلوك العدواني والإجرامي للمدمن .
كن حذرا وساعد نفسك والآخرين
يؤكد تقرير لجنة الأمم المتحدة بأن تعاطي المخدرات وإدمانها لا يعتمد فقط على عوامل اجتماعية أو اقتصادية وإنما يعود إلى أن المدمن له شخصية غير سوية تسعى لتلبية حاجاتها دون تمهل أو تبصر أو اكتراث بما يترتب على هذا السلوك . كن متمسكا بديننا الحنيف و تذكر قوله تعالى } يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث { ، كن حريصا في اختيار أصدقائك ومعارفك ولا تقدم على التجربة ، فمجرد البداية قد تعني الإدمان وتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " أطلب مشورة الأسرة والأهل والحكماء عملا بقوله تعالى } يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم { .
المصادر
اعتمد هذا البحث على عدد من المصادر أهمها إصدارات اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات والصندوق الوقفي لتنمية الصحية وكتاب الأستاذ الدكتور
مدونة الاسلام
كتبهاعبد الرحمن الرشيدي ، في 26 يونيو 2008 الساعة: 09:57 ص
اتفق العلماء في مختلف المذاهـب الإسلامية على حرمة تناول القدر المؤثر على العقل من المواد والعقاقـير المخدرة ، فيحرم تعاطيها بأي وجه من الوجوه سواء كان بطريق الأكل أو الشراب أو التدخين أو السعوط أو الحقن بعد إذابتها ، أو بأي طريق كان . واعتبر العلماء ذلك كبيرة من كبائر الذنوب
(الجزء رقم : 32، الصفحة رقم: 229)
يستحق مرتكبها المعاقبة في الدنيا وفي الآخرة . . وهاك بعضا من كلامهم في ذلك:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مجيبا لمن سأله عن حكم تناول الحشيش [ هذه الحشيشة الصلبة حرام سواء سكر منها أو لم يسكر . والسكر منها حرام باتفاق المسلمين . ومن استحل ذلك وزعم أنه حلال ، فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل مرتدا لا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين ] فتاوى ابن تيمية جـ 34 210 . وقال في موضع آخر: [وهى بالتحريم أولى من الخمر ، لأن ضرر آكل الحشيشة على نفسه أشد من ضرر الخمر ] فتاوى ابن تيمية جـ 36 224 .
وقال الذهبي رحمه الله: ” والحشيشة المصنوعة من ورق القنب حرام كالخمر يحد شاربها كما يحد شارب الخمر ، وهي أخبث من الخمر ” الكبائر 86 للحافظ الذهبي . ونقل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله عن ابن حجر الهيثميتحريمها عند الأئمة الأربعة فقال:
[ "فثبت بما تقرر أنها حرام عند الأئمة الأربعة: الشافعية ، والمالكية ، والحنابلة بالنصوالحنفية بالاقتضاء "] فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله جـ 12 102 .
وقال البهوتي رحمه الله: [ ولا يباح أكل الحشيشة المسكرة ] كشاف القناع للبهوتي جـ 6 188 وقال ابن حجر في الزواجر:” وحكى القرافي وهو من أئمة المالكيةوابن تيمية الإجماع على تحريم الحشيش وقال: (من استحلها كفر ) الزواجر عن اقتراف الكبائر جـ 1 213 .
وقال ابن شهاب الدين الرملي في: [ نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج ]:
(الجزء رقم : 32، الصفحة رقم: 230)
الحشيش حالة إسكار وتحريم .
وقال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري جـ 10 38 : “واستدل بمطلق قوله صلى الله عليه وسلم صحيح البخاري الأشربة (5586) ، صحيح مسلم الأشربة (2001) ، سنن الترمذي الأشربة (1866) ، سنن النسائي الأشربة (5591) ، سنن أبو داود الأشربة (3687) ، سنن ابن ماجه الأشربة (3386) ، مسند أحمد بن حنبل (6/226) ، موطأ مالك الأشربة (1595) ، سنن الدارمي الأشربة (2097). كل ما يسكر حرام على تحريم المسكر ولو لم يكن شرابا فيدخل في ذلك الحشيشة . . إلخ ” ما قال ابن حجر رحمه الله .
وقال ابن القيم رحمه الله في “زاد المعاد” ما خلاصته: إن الخمر يدخل فيها كل مسكر مائعا كان أو جامدا عصيرا أو مطبوخا ، فيدخل فيها لقمة الفسق والفجور- ويعني بها الحشيش- لأن هذا كله خمر بنص رسول الله صلى الله عليه وسلم الصريح الصحيح الذي لا مطعن في سنده إذ صح عنه قوله: صحيح مسلم الأشربة (2003) ، سنن الترمذي الأشربة (1861) ، سنن أبو داود الأشربة (3679) ، سنن ابن ماجه الأشربة (3390) ، مسند أحمد بن حنبل (2/98). كل مسكر خمر وصح عن أصحابه الذين هم أعلم الأمة بخطابه ومراده أن الخمر ما خامر العقل ، على أنه لو لم يتناول لفظه صلى الله عليه وسلم “كل مسكر” لكان القياس الصريح الذي استوى فيه الأصل والفرع من كل وجه حاكما بالتسوية بين أنواع المسكر ، فالتفريق بـين نوع ونوع تفريق بين متماثلين من جميع الوجوه” . اهـ زاد المعاد في هدي خير العباد جـ 5 747 ، ط مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى 1407هـ .
وقال الصنعاني في سبل السلام: ” إنه يحرم ما أسكر من أي شيء وإن لم يكن مشروبا كالحشيشة ” .
والفقهاء يرون أنه لا فرق في الحكم بين المواد السائلة والمواد الجامدة وأنه يحرم تعاطيها جميعها إذا أسكرت أو خدرت .
والواقع أن البيئة الإسلامية ظلت نظيفة من المسكرات والمخدرات قرونا عديدة ولم يعرف المسلمون النباتات المخدرة إلا بعد أن وفدت بها شعوب أخرى إليهم . فلما عرفها الفقهاء أفتوا فيها بتحريم تعاطيها حيث قال صاحـب تهذيب الفروق والقواعد السنية جـ 1 214 (انظر: المخدرات والعقاقير المخدرة ص 230) .
(الجزء رقم : 32، الصفحة رقم: 231)
: ” اعلم أن النبات المعروف بالحشيشة لم يتكلم عليه الأئمة المجتهدون ولا غيرهم من علماء السلف ، لأنه لم يكن في زمانهم ، وإنما ظهر في أواخر المائة السادسة ، وانتشر في دولة التتار . هذا ولم يستخدم الفقهاء لفظ المخدرات إلا في القرن العاشر الهجري . أما قبل ذلك فقد تحدثوا عن الحشيش والأفيون وغيرهما من المواد وذكروهما ضمن المواد المفترة أو المواد المسكرة ، وقد حفلت كتب الفقه الإسلامي بآرائهم واجتهاداتهم في تحريم الحشيش والأفيون تحريما قاطعا وقد نقلنا نماذج منها .
أما المخدرات سواء كانت طبيعية أو مصنعة أو تخليقية وما يندرج تحـت تعدد أنواعها فلم يرد نص في القرآن الكريم أو السنة على حكمها ، ولكن هل عدم ورود النص بتحريمها يعني أنها مباحة كما حاول بعض المفترين ادعاء ذلك؟ كلا كلا .
popUp1(319988)”> .
وبناء على هذا فإن الحكم الشرعي للمخدرات أنها “حرام ” ودليل هذا الحكم النص ، لأنها داخلة في عموم المسكرات أو بالقياس على الخمر لاتحادهما في علة الحكم وهي الإسكار أو لما في المخدرات من الأضرار الفردية والاجتماعية . ودخولها في عموم المسكرات قائم على أساس أن كثيرا من العلماء والأطباء يؤكد أن تأثير المخدرات كتأثير الخمر على العقل من ناحية الإسكار . وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: كل مسكر خمر وكل خمر حرام .
(الجزء رقم : 32، الصفحة رقم: 232)
لهذا تكون المخدرات بذلك داخلة في عموم تحريم الخمر ، وحتى لو قيل : إنها مفترة وليست مسكرة . فقد روي عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن كل مسكر ومفتر .
وعلينا أن ندرك أن المخدرات كالخمر ، حيث إن كليهما يخامر العقل ويحجبه ، وأركان القياس على المخدرات تتماثل مع ما ينطرح على الخمر . فالمخدرات كالخمر في الإسكار وحجب العقل والذهاب به ، تلك هي علة تحريم الخمر . لذلك ينسحب حكـم الخمر - وهو التحريم - على المخدرات ، لاشتراكهما في علة الحكم .
popUp1(319991)”> . وبهذا يتبين غلط من زعم عدم وجود نص في الكتاب والسنة يقتضي تحريم الحشيش وسائر المخدرات والعقاقير المخدرة الأخرى . . قال ابن تيمية رحمه الله: ( وأما قول القائل أن هذه ما فيها آية ولا حديث فهذا من جهله ، فإن القرآن والحديث فيهما كلمات جامعة هي قواعد عامة وقضايا كلية تتناول كل ما دخل فيها ، فهو مذكور في القرآن والحديث باسمه العام وإلا فلا يمكن ذكر ، الصفحة رقم: 233)
(الجزء رقم : 32
كل شيء باسمه الخاص ) مجموع فتاوى ابن تيمية رحمه الله جـ 34 صفحة 206، 207. .
وقال الإمام القرطبي رحمه الله: ( . . لو التزمنا ألا نحكـم بحكم حتى نجد فيه نصا لتعطلت الشريعة ، فإن النصوص قليلة . وإنما هي الظواهر والعموميات والأقيسة) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي. .
مجلة البحوث الاسلامية
موقع الرئاسة العلمية للافتاء
المملكة العربية السعودية
حكم تناول المخدرات وهل تأخذ أحكام الخمر ؟
زادت مؤخرا ظاهرة تناول المخدرات وخاصة الحشيش ، ظنا من الناس أنها ليست خمرا تخامر العقل .
سؤالي : هل هي فعلا من الخمر ؟ وهل إذا شرب المرء الخمر لا تقبل صلاته أربعين يوما ؟ وبالتالي ما صحة صوم من يشرب الحشيش في رمضان ؟.
الحمد لله
لا شك في تحريم تناول المخدرات ، من الحشيش والأفيون والكوكايين والمورفين وغير ذلك ، لوجوه عديدة ، منها :
1- أنها تغيّب العقل وتخامره ، أي تغطيه ، وما كان كذلك فهو حرام ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( كل مسكر خمر ، وكل مسكر حرام ، ومن شرب الخمر في الدنيا فمات وهو يدمنها لم يتب لم يشربها في الآخرة ) رواه مسلم (2003) .
وروى البخاري (4087) ومسلم (1733) عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : بَعَثَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَمُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى الْيَمَنِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ شَرَابًا يُصْنَعُ بِأَرْضِنَا يُقَالُ لَهُ الْمِزْرُ مِنْ الشَّعِيرِ ، وَشَرَابٌ يُقَالُ لَهُ الْبِتْعُ مِنْ الْعَسَلِ ، فَقَالَ : ( كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ ) .
وروى البخاري (4343) ومسلم (3032) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت عمر رضي الله عنه على منبر النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( أما بعد ، أيها الناس ، إنه نزل تحريم الخمر وهي من خمسة : من العنب والتمر والعسل والحنطة والشعير ، والخمر ما خامر العقل ) .
ولا شك أن المخدرات تخامر العقل وتغيبه .
قال الحافظ ابن حجر : " واستُدل بمطلق قوله : (كل مسكر حرام) على تحريم ما يسكر ولو لم يكن شرابا ، فيدخل في ذلك الحشيشة وغيرها ، وقد جزم النووي وغيره بأنها مسكرة ، وجزم آخرون بأنها مخدرة ، وهو مكابرة ؛ لأنها تحدث بالمشاهدة ما يحدث الخمر من الطرب والنشوة ، والمداومة عليها والانهماك فيها .
وعلى تقدير تسليم أنها ليست بمسكرة فقد ثبت في أبي داود (النهي عن كل مسكر ومفتّر) والله أعلم " انتهى من "فتح الباري" (10/45) .
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : الْمُفْتِر كُلّ شَرَاب يُورِث الْفُتُور وَالرَّخْوَة فِي الأَعْضَاء وَالْخَدَرَ فِي الأَطْرَاف وَهُوَ مُقَدِّمَة السُّكْر , وَنَهَى عَنْ شُرْبه لِئَلا يَكُون ذَرِيعَة إِلَى السُّكْر .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وكل ما يغيب العقل فإنه حرام وإن لم تحصل به نشوة ولا طرب ، فإن تغييب العقل حرام بإجماع المسلمين . وأما تعاطي البنج الذي لم يسكر ، ولم يغيب العقل ففيه التعزير.
وأما المحققون من الفقهاء فعلموا أنها (أي الحشيشة) مسكرة ، وإنما يتناولها الفجار ، لما فيها من النشوة والطرب ، فهي تجامع الشراب المسكر في ذلك ، والخمر توجب الحركة والخصومة ، وهذه توجب الفتور واللذة ، وفيها مع ذلك من فساد المزاج والعقل ، وفتح باب الشهوة ، وما توجبه من الدياثة : مما يجعلها من شر الشراب المسكر ، وإنما حدثت في الناس بحدوث التتار .
وعلى تناول القليل منها والكثير حد الشرب : ثمانون سوطا ، أو أربعون . إذا كان مسلما يعتقد تحريم المسكر " انتهى من "الفتاوى الكبرى" (3/423) .
وقال في "السياسة الشرعية" (ص92) : " والحشيشة المصنوعة من ورق القِنَّب حرام أيضا يُجلد صاحبها كما يجلد شارب الخمر، وهي أخبث من الخمر من جهة أنها تفسد العقل والمزاج ، حتى يصير في الرجل تخنث ودياثة وغير ذلك من الفساد . والخمر أخبث من جهة أنها تفضي إلى المخاصمة والمقاتلة ، وكلاهما يصد عن ذكر الله تعالى وعن الصلاة . وقد توقف بعض الفقهاء المتأخرين في حدها ورأى أن آكلها يعزر بما دون الحد ، حيث ظنها تغير العقل من غير طربٍ بمنزلة البنج . ولم نجد للعلماء المتقدمين فيها كلاما ، وليس كذلك بل آكلوها ينشَون عنها ويشتهونها كشراب الخمر وأكثر ، وتصدهم عن ذكر الله وعن الصلاة إذا أكثروا منها ، مع ما فيها من المفاسد الأخرى من الدياثة والتخنث وفساد المزاج والعقل وغير ذلك . ولكن لما كانت جامدة مطعومة ليست شرابا تنازع الفقهاء في نجاستها على ثلاثة أقوال في مذهب أحمد وغيره ، فقيل : هي نجسة كالخمر المشروبة ، وهذا هو الاعتبار الصحيح ، وقيل : لا ؛ لجمودها . وقيل : يفرق بين جامدها ومائعها .
وبكل حال فهي داخلة فيما حرمه الله ورسوله من الخمر والمسكر لفظا أو معنى . قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه : يا رسول الله أفتنا في شرابين كنا نصنعهما باليمن : البتع وهو من العسل ينبذ حتى يشتد ، والمِزر وهو من الذرة والشعير حتى يشتد قال : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أعطي جوامع الكلم بخواتيمه فقال : ( كل مسكر حرام ) متفق عليه في الصحيحين " انتهى .
وقال أيضا : " فكيف المصر على أكل الحشيشة ، لا سيما إن كان مستحلا للمسكر منها ، كما عليه طائفة من الناس ، فإن مثل هذا ينبغي أن يستتاب ، فإن تاب وإلا قتل ، إذ السكر منها حرام بالإجماع ، واستحلال ذلك كفر بلا نزاع " انتهى "الفتاوى الكبرى" (2/309) .
2- أن فيها من الأضرار العظيمة ما قد يكون أعظم من الضرر الحاصل بشرب الخمر ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا ضرر ولا ضرار ) رواه أحمد وابن ماجه (2341) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه .
" ففيها ضرر بالشخص ذاته ، وبأسرته وأولاده ، وبمجتمعه وأمته .
أما الضرر الشخصي : فهو التأثير الفادح في الجسد والعقل معا ؛ لما في المسكر والمخدر من تخريب وتدمير الصحة والأعصاب والعقل والفكر ومختلف أعضاء جهاز الهضم وغير ذلك من المضار والمفاسد التي تفتك بالبدن كله ، بل وبالاعتبار الآدمي والكرامة الإنسانية ، حيث تهتز شخصية الإنسان ، ويصبح موضع الهزء والسخرية ، وفريسة الأمراض المتعددة .
وأما الضرر العائلي : فهو ما يلحق بالزوجة والأولاد من إساءات ، فينقلب البيت جحيما لا يطاق من جراء التوترات العصبية والهيجان والسب والشتم وترداد عبارات الطلاق والحرام ، والتكسير والإرباك ، وإهمال الزوجة والتقصير في الإنفاق على المنزل ، وقد تؤدي المسكرات والمخدرات إلى إنجاب أولاد معاقين متخلفين عقليا . . .
وأما الضرر العام : فهو واضح في إتلاف أموال طائلة من غير مردود نفعي ، وفي تعطيل المصالح والأعمال ، والتقصير في أداء الواجبات ، والإخلال بالأمانات العامة ، سواء بمصالح الدولة أو المؤسسات أو المعامل أو الأفراد . هذا فضلا عما يؤدي إليه السكر أو التخدير من ارتكاب الجرائم على الأشخاص والأموال والأعراض ، بل إن ضرر المخدرات أشد من ضرر المسكرات ؛ لأن المخدرات تفسد القيم الخلقية " انتهى من "الفقه الإسلامي وأدلته" للدكتور وهبة الزحيلي (7/5511) .
والحاصل أن هذه المخدرات لا يستريب في حرمتها عاقل ، لدلالة النصوص على تحريمها ، ولما فيها من أضرار بالغة .
وأما العقوبة اللازمة لمتعاطي المخدرات : فهي أن يحد حد الخمر ، كما سبق في كلام شيخ الإسلام عن الحشيشة ، فالمخدرات داخلة فيما حرمه الله ورسوله من الخمر والمسكر لفظا أو معنى .
والواجب على العلماء والدعاة أن يبينوا للناس تحريم هذه المخدرات ، والمضار العظيمة المترتبة عليها .
وأما سؤالك عن شارب الخمر وما جاء في عدم قبول صلاته أربعين يوما ، وعن حكم صيامه ، فقد سبق بيانه في جواب السؤال رقم (20037) و (27143) .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
السؤال
في البداية أسأل الله العظيم أن يجعل كل ما تقومون به في هذا الموقع في ميزان حسناتكم, وأن يكتب لكم أجر كل من يقرأ استشاراتكم النيرة بارك الله فيكم.
أنا -والعياذ بالله- مدمن حشيش منذ ان كان عمري 19 سنة تقريبا, وكانت البداية -مع الأسف- بسبب عدم وجود الوظيفة, والفراغ, ورفقة السوء, واستمر الإدمان معي حتى الآن, وأنا الآن عمري 30 عاما, ورغم تحسن أحوالي الوظيفية, وتركي لرفقاء السوء, ورغم أني مواظب على صلواتي ولله الحمد, ومجتهد في بر والداي, ومجتهد ومتقن في عملي, ورغم تحسن كثير من الأمور والتي كنت أكذب على نفسي وأقول بأنه وبإذن الله مجرد انتهائي من مشاكلي فسأترك الحشيش؛ إلا أنني لم أستطع ذلك, بل أرى أني أزيد في الكمية أكثر وأكثر.
مشكلتي أني أدخن ما يقارب 9 سجائر يوميا رغم أني لا أدخن التبغ, لا أنكر بأن للحشيش مفعولا ذهنيا, ولكني وصلت إلى حالة لا تؤثر بي حتى مضاعفة الكمية الاعتيادية, أي حتى عند زيادة الكمية أصبحت لا أشعر بذات التأثير.
أنا أعاني من سرعة العصبية, والقلق, وكثرة التفكير, والحشيش -مع الأسف- كنت أرى به حلا للعصبية والتوتر الذي يكون في ذروته عند قيادة السيارة عند زحمة الناس, وفي العمل مع زيادة الضغط, حيث أفقد أعصابي بسرعة, والحشيش يهدئ وضعي قليلا.
الآن أعاني من أزمة نسيان شديدة, وعدم تركيز في العمل, ومن خمول, وفقدان الشهية, ومن الكسل, وبنيتي الجسمانية هزيلة, ومن كثرة النوم, ومع هذا كله وعلى الرغم من عدم إحساسي بمفعول الحشيش حاليا حتى مع زيادة الكمية لم أستطع أن أتركه.
حاولت أكثر من مرة أن أقاوم نفسي وأتركه لكن دون جدوى, لدرجة أني صمدت فترة شهرين متواصلة دون أن أستخدم الحشيش, ولكن والعياذ بالله لم أستطع أن أكمل, حيث تسيطر علي العصبية والتوتر, وعدم القدرة على النوم, وعدم القدرة على العمل.
أنا غير متزوج, وأكدح بشدة لتحقيق هذا الحلم, ولكني أخشى من عدم قدرتي على ترك هذا البلاء, والعياذ بالله.
أتمنى التوبة ورضى ربي علي, وأتمنى أن أرجع عافيتي, وبنيتي الجسمانية الصحيحة, وتركيزي, ولدي فكرة أن أكمل دراسة الجامعة, وأشعر بأن الأمر مستحيل مع عقلي الحالي, الغير قادر على التركيز والحفظ.
أتمنى مساعدتكم بالنصح والدعاء لي بالهداية, وأنا شاكر ومقدر لكم ولكل ثانية تضيع من وقتكم للرد على مشاكل الأمة, وأدعو الله تعالى ألا يحرمكم أجر هذا العمل, وأن يكتب لكم القبول.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نايف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فلا شك أن التعاطي مع هذه المادة الخبيثة – مادة الحشيش – ولكل هذه السنوات قد انعكست عليك سلبًا ولا شك في ذلك.
أنت ذكرت أعراضا رئيسية هي ناتجة بصورة مباشرة من الإدمان المزمن على الحشيش, العصبية, والتوتر, واضطراب النوم هي من هذه الأعراض, الاضمحلال الفكري وضعف التركيز، هذه أحد مشاكل الحشيش الكبيرة جدًّا.
تجد الذي يتعاطى الحشيش ليس له طموح، ليس له أي نوع من الخطط المستقبلية الرشيدة، تجد تركيزه ضعيفا جدًّا، تجده يقبل بكل شيء دون أن يقوم بأي جهد، وهذا فيه تفتيت للذات الإنسانية، وهذا من أخطر الآثار الجانبية للتعاطي المزمن للحشيش.
لا شك أن هزالة الجسد وضعفه أيضًا هي أحد إفرازات تناول الحشيش.
لا شك أن التوقف عن التناول والتعاطي هو إرادة، وهو ممكن جدًّا، بشرط أن يبتعد الإنسان عن مخادعة نفسه، وأن يبتعد عن النكران، ويبتعد عن التبرير، ويواجه الحقيقة بأنه مدمن، ويتواصل مباشرة مع مرافق العلاج.
أُثبت الآن – وبما لا يدع مجالاً للشك – أن التواصل مع مراكز العلاج فيه عائد إيجابي جدًّا على الإنسان من حيث العلاج والتأهيل. إن كنت متواجدًا في المملكة العربية السعودية فهنالك مستشفيات الأمل بالدمام وفي الرياض وفي جدة، وهي مستشفيات متميزة جدًّا لعلاج الإدمان.
وتوجد أيضًا جمعيات تسمى بجمعيات المتعافين، هؤلاء لهم حقيقة ترابط ممتاز، وكلهم كانوا من المدمنين لسنوات طويلة، وبعد ذلك تعاونوا وأخذوا بأيدي بعضهم بعضًا، وأصبحوا يساعدون الآخرين. سوف تجد منهم كل المؤازرة، وسوف تجد منهم كل الإرشاد، ولديهم خطوات وقوانين معروفة، أهمها الخطوات الاثنتا عشر للتعافي.
فاتخذ القرار مباشرة، وهو قرار العلاج، وهذه المعينات التي ذكرتها لك – أي التواصل مع المستشفى وكذلك الانضمام لجمعيات المتعافين – هو من وجهة نظري ضرورة أساسية.
ثانيًا: الآن دراسات كثيرة جدًّا أشارت أن عقار ريمارون وعقار سوركويل من الأدوية الممتازة جدًّا لتخفيف التشوق للحشيش، لأن المشكلة الأساسية في الإدمان المزمن أن الإنسان حتى وإن توقف يحس بتشوق وارتباط شديد بالمادة الإدمانية، هذا التشوق قد يستمر لمدة ثلاثة أشهر، لكن هذه الأدوية وُجد - بفضل الله تعالى – أنها تقلل كثيرًا من وطأة وحدة هذا التشوق الإدماني.
إذن تواصلك مع الأطباء المختصين المتميزين - إن شاء الله تعالى – سوف يكون فيه خير كثير لك.
من المهم جدًّا أن تغير قناعاتك حول الإدمان, وأن تحقر الإدمان، وأن تواجه نفسك في موضوع الازدواجية، مثلا أن يتعاطى الإنسان الحشيش ويصلي ويصوم، هذا فيه شيء من التناقض، لأن النظرية المعرفية تقول إن المتنافرات لا تلتقي أبدًا، فالإدمان حرام وهو من الخبائث، وهو مصيبة كبيرة، والصلاة هي الصلاة، لا يمكن للعقل الإنساني السوي أن يستحوذ الاثنين مع بعضهما البعض.
فأنت محتاج أيضًا لأن ترتقي بصلاتك وعباداتك حتى تنهاك عن الفحشاء والمنكر, هذه حقيقة مهمة جدًّا وضرورية جدًّا، وأنا أؤكد لك: متى ما بدأت في اتباع الآليات العلاجية التي ذكرتها لك سوف تجد أن الأمر قد تيسر بالنسبة لك.
من الأشياء التي تميزك أن لديك عملا ولديك وظيفة، وهذا أمر إيجابي جدًّا، ولديك أيضًا تفكير في الزواج، هذه أيضًا خطوة محفزة جدًّا. إذن حياتك حقيقة فيها معنى، ليست ميئوسا منها، يجب ألا يكون هناك أي نوع من القنوط أو السأم أو اليأس، لكن في ذلك الوقت يجب أن تواجهك نفسك مواجهات مباشرة، وتتجنب حقيقة النكران والتبرير، لأن هذه الدفاعات النفسية السالبة هي أكثر ما يُمكّن ظاهرة الإدمان.
وانظر علاج إدمان المخدرات سلوكيا: ( 225186 - 54816 - 225185 - 18176 ).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
تعاطي المؤثرات العقلية
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
مصطلح تعاطي المؤثرات العقلية يقصد به تناول أي مادة لها تأثير على الجهاز العصبي وعلى العمليات العقلية، سواء عن طريق الشم أو التدخين أو البلع أو الحقن، تتسب في حالة من النشوة أو الفتور أو التخدير أو التنويمأو التنشيط، ويكون من شان هذه المادة أنها تسبب حالة من إدمان تعاطيها[1].
ومصطلح المؤثرات العقلية هو مصطلح قد يستخدم في العربية مرادفا لمصطلح المخدرات والمسكرات [2]، وهو يشمل الأصناف التالية:
- المخدرات: وهي مواد مصنعة وغير مصنعة ومركبة، غير مسموح بتعاطيها طبياً، مثل الهروين والكوكايين والحشيش والإمفيتامين وحبوب الهلوسة. والتي لا يسمح بتداولها ولا تناولها ويعاقب القانون على حيازتها.
- المخدرات الطبية، وهي عقاقير طبية تستخدم لأغراض طبية، ولا تصرف للاستخدام إلا بوصفة طبية مقننة. ويعد استخدمها بدون وصفة طبية إساءة استعمال لمواد تؤدي إلى الإدمان على تعاطيها وتضر بالصاحة.
- الكحول: ويقصد بها المشروبات الروحية التي تحتوي على نسب من العناصر المسكرة والمذهبة للعقل، نظراً لاحتوائها على نسب من الكحول، وتشمل المسكرات المصنعة لغرض السكر، والعرق المصنع محلياً، فضلاً عن استخدام الكولونيا العطرية التي يستخدمها قلة من المتعاطين.
- المستنشقات: المستنشقات ويقصد بها المواد الطيارة ذات التأثير العقلي التي توجد عناصرها الفعالة في كثير من المنتجات المنزلية مثل منظفات الفرن والبنزين والدهانات الرشية وغيرها من المواد النفاثة، وهي تتسبب في حدوث تغييرات عقلية حين استنشاقها.
- أنظر: ظاهرة الإدمان في المجتمع السعودي، سعيد بن فالح السريحة 2011
[عدل]تعريف المؤثرات العقلية
المؤثرات العقلية تعرف عليما بانه مواد شديدة السمة على الخلايا العصبية وخاصة خلايا المخ. فبحسب الأبحاث الطبية التي توصلت لها المؤسسات المعنية بالصحة ودراسات آثر تعاطي المخدرات على الصحة، فإن لتعاطي المواد المخدرة آثار خطيرة على الصحة يمكن وصفها على النحو التالي :
- الكحول: تعاطي الكحول يمكن أن يسبب تلفاً في المخ و في معظم أعضاء الجسد. والمناطق المعرضة للتلف في المخ بسبب تعاطي الكحول هي: القشرة الدماغية (والتي تعتبر المسئولة عن وظائف المخ العليا بما فيها حل المشاكل وصنع القرار)، وقرن آمون hippocampus (وهو جزء هام لعمليات التذكر والتعلم)، والمخيخ (صحب الأهمية القصوى لتنسيق الحركة).
- الحشيش: ويسمى لدى البعض الماريجوانا، وهي من أشهر المواد المخدرة استخداماً على مستوى العالم. هذه المادة المخدرة تضعف على المدى القصير عمليات التذكر والتعلم، وتقلل من القدرة على تركيز الانتباه وتفقد الإنسان قدرته على التنسيق. كما أنها أيضاً تزيد من معدل ضربات القلب، وتضر بالرئتين، وتتسبب في الإصابة بالذهان وخاصة لدى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بهذا المرض.
- المستنشقات: وهي مواد طيارة توجد في كثير من المنتجات المنزلية مثل منظفات الفرن والبنزين والدهانات الرشية وغيرها من المواد النفاثة، وهي تتسبب في حدوث تغييرات عقلية حين استنشاقها. المستنشقات سامة للغاية ويمكن أن تضر وبفداحة القلب والكليتين والرئتين والدماغ. حتى أن الشخص السليم، إذا تعرض ذات مرة لاستنشاق طويل لمثل هذه المواد، قد يعاني من فشل في وظائف القلب ومن ثم الوفاة في غضون دقائق.
- الكوكايين: الكوكايين منبه يعمل لفترة قصيرة، والذي قد يقود المتعاطين إلى الإفراط بتعاطيه (بتناول المخدر لعدد من المرات في الجلسة الواحدة). وتعاطي الكوكايين يمكن أن يؤدي إلى عواقب طبية خطيرة تتعلق بالقلب والجهاز التنفسي والعصبي والهضمي.
- الإمفيتامينات: الإمفيتامينات ومن ضمنها الميثامفيتامين، من المنشطات القوية التي يمكن أن تنتج إحساس قوي بالنشاط والخفة والتنبيه. بشكل خاص، آثار الميثامفيتامين تدوم طويلاً وتلحق الضرر بالمخ. والإمفيتامينات يمكن أن تتسبب في ارتفاع درجة حرارة الجسم وتؤدي إلى النوبات و مشاكل خطيرة في القلب.
- إكستاسي (الاكستاسي) ينتج آثار تنبيه وتغير عقلي. ويمكنه أن يزيد من درجة حرارة الجسم ومعدل ضربات القلب وضغط الدم وزيادة الجهد على جدار القلب. وبمقدور الاكستاسي أيضاً أن يحدث تسمما للخلايا العصبية.
- LSD إل سي دي، وهي واحدة من أقوى المواد المخدرة فاعلية في إحداث الهلوسة وتغيير الإدراك. فآثارها لا يمكن التنبؤ بها، والمتعاطي قد يرى الألوان والصور وكأنها حية، ويسمع أصوات ويشعر بأحاسيس وكأنها حقيقة رغم أن لا وجود لها. كما قد يمر المتعاطي بتجارب وعواطف صادمة قد تستمر لعدة ساعات. كما أن لها آثار قصيرة أجل تشمل زيادة درجة حرارة الجسم ومعدل ضربات القلب وضغط الدم والتعرق وفقدان الشهية و الأرق و جفاف الفم والرعشة.
- الهيروين هو مخدر أفيوني قوي ينتج عن استخدامه بهجة وشعور بالاسترخاء. فهو يبطئ التنفس و يرفع من خطر الإصابة بالأمراض المعدية، وخاصة عند أخذه عبر الوريد. علماً بأن المخدرات الأفيونية الأخرى التي تستخدم لأغراض طبية، بما فيها المورفين والأوكسيكونتين والفيكودن والبيركودان، إذا استخدمت لأغراض غير طبية وأسيء استعمالها فإن لها نفس النتائج الضارة المترتبة على استخدام الهروين.
- الأدوية الموصوفة طبياً، يتزايد سوء تعاطيها أو استخدامها لأغراض غير طبية. وهذه الممارسة لا تقود للإدمان فقط بل للموت أحياناً. وفئات العقارات الطبية الشائع إساءة استخدمها تشمل المسكنات والمهدئات والمنشطات. من بين أكثر الجوانب المثيرة للقلق في هذا الاتجاه الناشئ للتعاطي، هو انتشاره بين المراهقين والشباب، وذلك بسبب سوء فهم عام لهذه الأدوية يعتقد بأنها آمنة طبياً حتى حينما تستخدم بطرق غير شرعية.
- الهرمونات، والتي توصف لحالات طبية معينة، يساء استخدامها لزيادة حجم العضلات وتحسين الأداء الرياضي أو المظهر الجسدي. وتشمل عواقب إساءة استخدامها بروز حب الشباب الحاد وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب ومشاكل في الكبد والسكتة الدماغية والأمراض المعدية والاكتئاب والانتحار.
- المزاوجة بين المخدرات أمر خطير في حد ذاته، وبات من المألوف وجود من يجمعون بين تعاطي نوعين فأكثر من المخدرات. هذه الممارسة تتراوح ما بين المزاوجة بين تعاطي عقارات طبية وشرب كحول وتدخين، إلى حد خطورة الخلط العشوائي بين الأدوية الموصوفة طبياً، وتصل إلى المزامنة القاتلة بين الفنتالين والهروين أو الكوكايين (الفنتالين عقار أفيوني طبي للحد من الألم). مهما كان مضمون المخدرات والعقارات التي تمت المزاوجة بينها، فمن المهم إدراك أن ما تحدثه هذه المزاوجة من تفاعلات كيميائية بين العقارات المخدرة، يسبب مخاطر أعلى بكثير من تلك التي تحدث بسبب تعاطي نوع واحد من المخدرات.
[عدل]مرض الإدمان
الإدمان وتعاطي المؤثرات العقلية[3]:
إدمان المخدرات يعرف بأنه مرض عضال يصيب المخ ويتصف بالتردد المزمن. يشخص بإلزامية السعي للحصول على المخدر واستعماله على الرغم من معرفة آثاره الضارة. والإصابة بإدمان المخدرات يعتبر مرض عقلي لأن المخدرات تغير المخ - فهي تغير تركيبته والطريقة التي يعمل بها. هذه التغييرات في المخ تستطيع أن تمتد لأمد طويل، وتستطيع أن تقود إلى سلوكيات ضارة يمكن رؤيتها على من يتعاطون المخدرات[4]
لماذا لا يستطيع المدمن التوقف عن تعاطي المخدرات بإرادته؟ تقريباً كل الأفراد الذين أدمنوا أو هم أصيبوا بمرض الإدمان، كانوا يعتقدون في بداية تعاطيهم أنهم يستطيعون إيقاف تعاطي المخدرات بإرادتهم، والكثير منهم حاول التوقف بدون معالجة. على أية حال غالبية هذه المحاولات باءت بالفشل في تحقيق امتناع طويل الأجل، فسرعان ما يعاودون التعاطي. إذ أظهرت الأبحاث أن الاستعمال الطويل للمخدر ينتج عنه تغيرات حاسمة في وظائف المخ والتي تدوم طويلاً بعد توقف الأفراد عن التعاطي. التغيرات المشار إليها في وظائف المخ ربما يكون لها العديد من النتائج السلوكية، بما فيها الالتزام بتعاطي المخدرات على الرغم من النتائج المناوئة – لخاصية الإدمان المعروفة[5]
انواع المخذرات
المخدرات المشروعة والمخدرات المحظورة المثيرة للنشوة
"المخدرات المشروعة أو المخدرات المحظورة المثيرة للنشوة"، و"المخدرات المثيرة للنشوة التي تباع في محلات مستلزمات مدمني المخدراتأو المخدرات العشبية المثيرة للنشوة" هي أسماء تطلق على المواد ذات التأثير النفسي (المخدرات) التي قد تباع في أيرلندا من خلال محلات بيع المنتجات المرتبطة بالمخدرات (محلات مستلزمات مدمني المخدرات ومحلات بيع القنب الهندي) وغيرها من المحلات مثل محلات المستلزمات الجنسية أو صالات الوشم. كما يمكن أيضاً شراؤها عبرالإنترنت. وتباع هذه المخدرات كبدائل لمخدرات مثل القنب، وحبوب السعادة، والكوكايين، وحامض إل.إس.دي، والأمفيتامينات، والهيروين.
وتتوافر في الأسواق مئات الأنواع من هذه المخدرات المعروفة لنا. وتشمل هذه الأنواع المخدرات التي تعمل كـ:
- مهدئات (مهبطات)؛
- منشطات (منبهات)؛
- مهلوسات (رحلات الأوهام)؛
- مثيرات جنسية (منشطات جنسية).
بعض هذه المخدرات عشبي، أي أنه مستخلص من نبات ما. والبعض الآخر تخليقي، أي أن الإنسان صنعه من مواد كيماوية. ومعظهما عبارة عن مزيج من المنتجات العشبية والمنتجات التخليقية.
إن كل هذه المخدرات هيمواد ذات تأثير نفسي، أي أنها تغير طريقة تفكيرك، وحالتك المزاجية،وطريقة تصرفك. ولا يمكن التنبؤ بتأثيرها على الصحة الجسدية والعقلية، كما أنها تنطوي على خطر الإدمان.
عدم الصلاحية للاستعمال الآدمي
يكتب على البطاقة التعريفية للعديد من هذه المخدرات المعروضة للبيع أنها "غير صالحة للاستعمال الآدمي" حتى يتحايل بائعو هذه المخدرات ومورِّدوها على القانون ويتفادوا المسؤولية عن أي آثار سلبية أو مخاطر. ولبعض هذه المخدرات استخدامات مشروعة في مجال الصناعة ورعاية الحيوان.
لم يجرب أي من هذه المخدرات على الإنسان لمعرفة مدى سلامته. ولا نعرف شيئاً عن الآثار متوسطةأو طويلة المدى لاستعمال هذه المخدرات. فقد تكون لبعضها أو لجميعها آثار جانبية خطيرة.
- بعضها قد يصيبك بالتشوش- ومن ثم، فإنك تكون أكثر عرضة للحوادث أو للمخاطر الجسيمة
- قد تسبب قلقًا، أو نوبات فزع أو جنون العظمة أو حتى الإصابة بالأمراض الذهانية
- كثير من هذه المخدرات تندرج ضمن المنشطات (المنبهات) التي قد تصيبك بالأرق، مما يعرضك للإجهاد والاكتئاب في مرحلة لاحقة.
- قد تكون لهذه المخدرات آثار سلبية على الصحة العقلية- فكثيرًا ما يقول الناس إنهم يشعرون بالتشوش الذهني بعد تعاطي هذه المخدرات.
- قد تكون سامة للإنسان، فحتى المواد "الطبيعية" أو "العشبية" قد تسبب ضررًا مثل الفشل الكلوي، والغيبوبة، وقد يصل الأمر حتى إلى الوفاة.
القنب
من بين أسمائه الشائعة بين المتعاطين والتجار في أيرلندا الأسماء التالية: هاش Hash، بلو Blow، شيت Shit، دوب Dope، جراسGrass، ويد Weed.
القنب نبات طبيعي ويتم تعاطيه في ثلاثة أشكال أساسية. وأكثر الأنواع استخداماً يسمى بالصمغ resinالذي يأتي في شكل كتل أو قطع صلبة ذات لون غامق. ويتمثل النوع الأقل استخداماً منه في أوراق وسيقان النبات المسماة بالحشيش grass or weed. والنوع الثالث، الذي يسمى زيت القنب cannabis oil، قلما يُرَى في أيرلندا.
عادة ما يتم لف القنب مع التبغ في سيجارة تسمى ’سيجارة حشيش‘ ويدخن، لكنه يمكن أيضاً طبخه وأكله
التأثيرات- التعرض لتأثير القنب يولد لديك شعوراً بالاسترخاء مصحوباً بكثرة الكلام وشعور بالسعادة. وبعض الأشخاص يشعرون ببطء الوقت كما ذكروا أيضاً أنهم يصبحون أكثر تذوقاً للألوان، والأصوات، والنكهات. وقد تشتهي الأطعمة المسماة ’بالأكلات الخفيفة‘.
الآثار الجانبية- قد يؤثر القنب على ذاكرتك وتركيزك،وقد يصيبك بالإجهاد ونقص الحافز. وإذا لم تكن متعوداً على القنب أو إذا استخدمت نوعاً أقوى من النوع الذي تعودت عليه فقد تشعر بالقلق أو الفزع أو الاضطراب. وقد تعتريك أوهام أو هلاوس.
المخاطر- يعتبر كثير من الناس القنب مخدراً آمناً نسبياً. لكن الأبحاث أثبتت أن مستخدميه على المدى الطويل قد يجدون صعوبة في التحكم في استخدامهم للمخدر وربما ينجرفون في تيار الإدمان. وتدخين القنب يزيد من مخاطر إصابتك بمرض القلب والسرطانات مثل سرطان الرئة وقد يؤثر أيضاً على خصوبتك. وعند الأشخاص الذين يعانون من مشكلات جوهرية في الصحة العقلية، قد يؤدي تعاطي القنب إلى إصابتهم بمرض الفصام. وفي أيرلندا، يعتبر القنب ثاني أكثر المخدرات استعمالاً بعد الكحول في أوساط السائقين المخمورين.
حبوب السعادة (إكستاسي)
من بين أسمـائها الشائعة بين المـتعاطين والتجار في أيرلندا الأسماء التالية: إي E، دوفز Doves، ميتسوبيشي Mitsubishis، يوكس Yokes، شامروكس Shamrocks
عادة ما تصنع حبوب السعادة في المعامل السرية غير المرخصة (معامل بئر السلم) في بعض البلدان الأوروبية. وتباع غالباً في شكل حبوب تحمل شعارات أو تصميمات متنوعة. وقد تحتوي حبوب السعادة أحياناً على مخدرات ومواد أخرى.
التأثيرات- قد تشعِرك حبوب السعادة بأنك أكثر انتباها وتوافقا مع البيئة المحيطة بك. وتشعُر بالسعادة والهدوء والدفء تجاه الآخرين. وتكون الأصوات، والألوان، والعواطف أكثر حدة. وتعتريك حالة من النشاط الزائد تسمح لك بالرقص فترات طويلة.
الآثار الجانبية- قد ترتفع درجة حرارة جسمك، وضغط دمك، وتزيد سرعة ضربات قلبك. ومن الآثار الجسدية الأخرى ألم العضلات، والغثيان، وتيبس الفك، والجز على الأسنان. وقد تعاني من عرق غزير، واهتزاز في الجسم، وخفقان. وقد تشعر بجفاف في الجسم، واضطراب، وإجهاد.
المخاطر- معظم المخدرات المشروعة تجرب على الحيوانات في البداية، لكن حبوب السعادة تجرب على البشر. وقد أثبتت الأبحاث أن مستخدمي الحبوب في نهاية الأسبوع بانتظام يتعرضون لحالة ’انهيار‘ في منتصف الأسبوع تجعلهم يشعرون بإجهاد واكتئاب، غالباً ما يدوم أياما. وقد تمضي سنوات قبل معرفة الآثار طويلة المدى للمخدر، لكن بعض المتعاطين قد يكونونمعرضين لخطر ظهور مشكلات في الصحة العقلية في مرحلة لاحقة في حياتهم. والوفيات بسبب تعاطي حبوب السعادة نادرة جداً، لكنها قد تحدث بسبب الإصابة بضربة شمس أو أزمات قلبية أو أزمات ربو.
الهيروين
من بين أسمائه الشائعة بين المتعاطين والتجار في أيرلندا الأسماء التالية: كوك Coke، تشارلي Charlie، سنو Snow.
الكوكايين هو مسحوق أبيض يستخلص من أوراق نبات الكوكا الذي ينمو بشكل رئيسي في أمريكا الجنوبية. وعادة ما يتم تعاطيه باستنشاق المسحوقعن طريق الأنف. و’الكراك‘ Crackليس مخدراً مختلفاً، وإنما هو شكل من أشكال الكوكايين يسبب درجة أكبر من الإدمان. وعادة ما يتم تدخين الكراك، الذي يسمى أيضاً ’بالصخر‘rockأو ’الحجر‘stoneأو ’الكوكايين المنقى‘ free-base. ويتم أحياناً حقن الكوكايين أو أكله.
التأثيرات- الكوكايين مادة منشطة قوية. فهو يجعلك تشعر بانتباه ونشاط أكبر كما يقلل من شعورك بالجوع أو العطش. وقد تستمر هذه التأثيرات لفترة تصل إلى 20 دقيقة بعد كل جرعة. ويولد تدخين الكراك نشوة أكبر، لكن لفترة أقصر.
الآثار الجانبية- نظراً لتأثيراته القوية، كثيراً ما تكون لدى متعاطي الكوكايين رغبة ملحة في تعاطي المزيد. وقد تؤدي الجرعات الكبيرة من المخدر إلى إصابتك بالإجهاد، والقلق، والاكتئاب، وأحياناً العدوانية.
المخاطر- قد يؤدي استنشاق الكوكايين إلى تلف لا يمكن علاجه لداخل الأنف. وقد يضر تعاطي الكوكايين قلبك ورئتيك،وقد تؤدي الجرعات الكبيرة إلى الوفاة بالأزمات القلبية أو الجلطات. وتعاطي الكوكايين مع الكحول يزيد من مخاطر الإصابة بالأزمة القلبية والوفاة. وقد يؤدي أكل الكوكايين إلى تلف نسيج الأمعاء. وقد يكون الاكتئاب الذي يلي الشعور بالنشوة حاداً وقد يؤدي إلى محاولات انتحار. ومع الاستعمال طويل المدى أو بجرعات مفرطة، قد تتحول الإثارة التي يولدها الكوكايين إلى قلق، وأرق، وفقدان وزن. وبعض الأشخاص يظهر عندهم مرض الذهان الزوري (الخيلائي) paranoid psychosisحيث يُحتمل ممارستهم للعنف. وقد تؤدي الرغبات الملحة في تعاطي الكوكايين، وخاصة الكراك، إلى رغبتك في تعاطي المخدر طوال الوقت،وقد تفقد السيطرة على استخدامك للمخدر.
الأمفيتامينات
من بين أسمائها الشائعة بين المتعاطين والتجار في أيرلندا الأسماء التالية: سبيد Speed، ويز Whizz، أبرز Uppers.
الأمفيتامينات هي نوع من المخدرات المنشطة التي كان بعضها يستخدم في الماضي كحبوب لإنقاص الوزن. وعادة ما تأتي في شكل مسحوق رمادي-أبيضاللون يُباع في عبوات ورقية ملفوفة تسمى ’لفافات‘ wraps. وعادة ما تبلع، لكنه يمكن أيضاً حقنها أو استنشاقها. ويمكن تدخين نوع يعرف ’بالأيس‘ iceأو ’الكريستال‘ crystal.
التأثيرات- تعتمد التأثيرات على طريقة تعاطيك للمخدر. فالجرعة الصغيرة بالفم تجعلك تشعر بانتباه ونشاط أكبر. والجرعات الأكبر التي تقوم بحقنها أو تدخينها تعطيك فورة من السعادة. وبعض مستخدمي أمفيتامين سبيد يتعاطونه بجرعات مفرطة وتنتابهم حالة من فرط النشاط وكثرة الكلام.
الآثار الجانبية- كما هو الحال مع المخدرات المنشطة الأخرى، تعاني من حالة انهيار بعد النشوة التي يولدها المخدر. وقد تؤدي الجرعات الكبيرة من الأمفيتامينات إلى الإصابة بحالة من الذعر، وجنون العظمة، والهلاوس. ومع الاستخدام طويل المدى، قد تظهر عندك حالة تعرف ’بذهان الأمفيتامين‘ amphetamine psychosis، مع أعراض شبيهة بأعراض مرض الفصام. وقد يولد جنون العظمة عندك حالة من العنف إذا كنت تعتقد أنك مهدد أو مضطهد.
المخاطر- قد يستمر ذهان الأمفيتامين بعد إقلاعك عن تعاطي المخدر. وإذا اعترتك حالة من العدوانية أو العنف، قد تتعرض لمواقف خطيرة. ومخاطر حقن المخدر هي نفس مخاطر حقن المخدرات الأخرى، مثل الهيروين.
المذيبات
من بين أسمائها الشائعة بين المتعاطين والتجار في أيرلندا ما يلي:’شم الصمغ/شم الكلة‘ glue sniffing
تشمل المذيبات المستحضرات الموجودة بمعظم المنازل، مثل الصموغ، ومخفف الطلاء (التينر)، ومزيل طلاء الأظافر (الأسيتون)، ووقود الولاعات، وبخاخات الرذاذ مثل مزيلات العرق. ويمكنك استنشاقها من قطعة قماش مبللة أو كم جاكيت أو مباشرةً من زجاجة. وترش الرذاذ المتطاير مباشرةً في فمك. وتكون إساءة استعمال المذيبات أكثر شيوعاً بين المراهقين. فهي، بالنسبة لمعظم المراهقين، موضة عابرة، لكنها قد تتسبب لهم في مشكلات كبيرة في المدرسة والمنزل.
التأثيرات- قد يولد استنشاق المذيبات شعوراً بالنشوة أو ’دفعة إثارة‘ تشبه ما يشعر به الشخص المخمور. وعادة ما تزول تأثيرات المذيب بعد حوالي نصف ساعة. وقد تبدو مخموراً تعتريك حالة من تداخل الكلام، والترنح، وإصدار ضحكات هيستيرية، وعدم قدرة على السيطرة على نفسك،وربما تشعر بعد ذلك بنعاس.
الآثار الجانبية- قد يتأثر حكمك على الأمور وقد تظهر عليك ميول عدوانية. كما أن الهلاوس، والقيء، ونوبات فقد الوعي المؤقت كثيرة الحدوث أيضاً. وعادة ما يخلف تعاطي المذيبات معاناتك من آثار غير مواتية مع الإصابة بصداع وضعف في التركيز.
المخاطر- الوفاة من سوء استعمال المذيبات نادرة الحدوث، لكنها قد تحدث لعدة أسباب وقد تحدث في أول مرة تتعاطى فيها المذيب. وتحت تأثير المذيبات، تكون أكثر عرضة لعمل حوادث. وقد تصاب أيضاً باختناق- بسبب المذيب الذي ترشه في رئتيك أو أثناء القيءأو بسبب المواد التي تستخدمها لمساعدتك على استنشاق المذيب. وقد تسبب كثير من المذيبات أيضاً هبوطاً في القلب.
إل.إس.دي
الاسم الشائع بين المتعاطين والتجار في أيرلندا: الأسيد Acid
عادة ما يأتي مخدر إل.إس.دي في شكل حبوب صغيرة تعرف في أيرلندا بإسم ’دوتس‘ dotsأو ’تابس‘ tabsفي أو على مربعات صغيرة من الورق العادي أو الورق المقوى. وعادة ما تحمل الحبوب الصغيرة صوراً أو شعارات. وتؤخذ الحبوب بالبلع.
التأثيرات- إل.إس.دي مخدر مهلوس. فبعد أخذ حبة المخدر بحوالي ساعة، يجعل متعاطيه يسبح في ’رحلة‘ من الأوهام حيث تبدو البيئة المحيطة بك مختلفة وتبدو الألوان، والأصوات، والأشياء غير حقيقية أو غير طبيعية. وأثناء رحلة الأوهام، قد تنتابك تخيلات وتسمع أصواتاً ويبدو الوقت بطيئاً أو سريعاً. وقد تستمر التأثيرات حوالي 12 ساعة.
الآثار الجانبية- من الصعب التنبؤ بنوعية الرحلة التي سوف تبحر فيها. ففي الرحلة السيئة، قد ينتابك شعور بالرعب أو قد تشعر بفقدان السيطرة على نفسك أو الجنون أو الاحتضار. وتكون عرضة للإبحار في رحلة سيئة إذا كنت تشعر بقلق أو اكتئاب قبل تعاطي المخدر.
المخاطر- قد تتسبب الرحلة السيئة في إصابة بعض الأشخاص بمرض عقلي. وقد تكون الرحلات الممتعة أيضاً خطيرة، على سبيل المثال إذا تخيلت أنه يمكنك الطيران أو المشي على الماء. وقد تدخل في حالة من استرجاع الأحداث حيث تشعر بعودتك إلى الماضي في رحلة تستغرق فترة قصيرة، خلال أسابيع وشهور بعد إقلاعك في رحلة الأوهام. وقد تكون الأحداث التي يتم استرجاعها مؤلمة.
عش الغراب السحري هو عش الغراب المسبب للهلاوس الذي ينمو في البراري. ويمكنك أكله نيئاً أو مطبوخاً أو تحضيره في شكل شاي. وتأثيرات عش الغراب السحري تشبه الرحلة الأقصر الأقل حدةالتي يسبح فيها المتعاطي عند استخدامه مخدر إل.إس.دي. وكما هو الحال مع مخدر إل.إس.دي، قد تسبح في رحلات سيئة قد تكون مفزعة. كما أنك أيضاً معرض لخطر تناول عش غراب سام بالخطأ معتقداً انه عش الغراب السحري.