رام الله - دنيا الوطن - وكالات
كتب اليوم الثلاثاء الصحافي الإسرائيلي يوسي نيشر محرر الشؤون الشرق اوسطية في الإذاعة العبرية مقالا تحليلا حول التحالف الدولي المتبلور ضد الدولة الاسلامية "داعش" في العراق وسوريا.
المقال حرفيا كما ورد:
حرب طويلة على 3 مراحل : والحسم في انتظار الرئيس الأمريكي القادم ؟
تمهيدأ لخطاب الرئيس أوباما بعد غد الأربعاء , يبدو ان الإدارة الامركية تحاول عبر القنوات الإعلامية تخفيض سقف التوقعات في الشارع الأمريكي بالنسبة للنتائج المتوقعة من الحملة الدولية المتبلورة ضد تنظيم داعش وأيضا بنسبة لسرعة تنفيذها : مسؤولون في إدارة أوباما في حديث لجريدة نيو يورك تايمز لا يستبعدون استمرار الحملة الدولية لمواجهة داعش ربما خلال اكثر من ثلاث سنوات, ما يعني ان استكمال المهمة ينتظر الرئيس الأمريكي ما بعد أوباما الذي يتميّز بسياسة تأجيل الملفات الخارجية الساخنة.
حسب المصادر الامريكية : الحملة الدولية المتبلورة تتضمن ثلاثة مراحل رئيسية: الأولى قد انطلقت بالفعل : مائة وخمسون غارة جوية أمريكية في الشمال العراقي لحماية المصالح الامريكية في بلاد الرافدين.
اما المرحلة الثانية فتنتظر الإعلان رسميا عن تشكيل الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي الذي تاجل من اليوم كما يبدو الى وقت لاحق هذا الأسبوع, وهي تتضمن تدربيات وحتى تسليح الجيش العراقي وقوات البشمركة الكردية والعشائر السنية في العراق.
ولكن المرحلة الثالثة والأخيرة بدون شك الأكثر تعقيدا ميدانيا وسياسيا: والهدف تدمير معاقل داعش في سوريا . حسب مسؤولين في وزارة الدفاع الامريكية هذه المرحلة قد تستغرق ثلاث سنوات بمعنى ان استكمالها ينتظر الرئيس الأمريكي ما بعد أوباما.
كل ذلك وسط شبه اجماع في الساحة الأميركية على استبعاد العملية البرية ما قد يثير شكوك لدى البعض حول امكان تدمير داعش دون التدخل البري.
التحالف الدولي المتبلور : الشركاء العلنيون والخفيون :
بالنسبة للتحالف الدولي المتبلور لمحاربة داعش : المصادر الامريكية تشير الى انه خلافا للحملة الدولية التي أدت الى سقوط نظام القذافي في ليبيا قبل ثلاث سنوات حيث كان أوباما يتبنى سياسية ما وصف ب"قيادة الحملة من الوراء" , اليوم واشنطن أوباما ستشكل محور التحالف الدولي الاقليمي المتبلور والذي يتضمن:
أولا – مجموعة من الدول الغربية حلفاء واشنطن وعلى راسها المانيا وأستراليا وفرنسا وبريطانيا والدنمارك.
ثانيا: مجموعة من الدول العربية وعلى راسها العربية السعودية وذلك لنفوذها الكبير على العشائر السنية في العراق وسوريا وبسبب تمويلها للمعارضة المعتدلة في سوريا وذلك الى جانب دولة الامارات العربية المعنية كما يبدو في المشاركة في التحالف المتبلور. . حسب المصادر الامريكية التحالف الدولي سيشمل الاردن بشكل او باخر (تنسيق استخباراتي و غيره من أنواع التنسيق) وذلك وسط قلق إقليمي ودولي من سيناريو محاولة داعش لتوسيع نفوذها من سوريا الى الأردن. عمَان كانت قد اكدت هذا الأسبوع ان اسمها لم يرد ضمن الدول المشاركة في التحالف الدولي لمواجهة داعش ولكن التنسيق لا يستبعد مع المملكة في هذا السياق.
هناك غموض حول مسالة ضم تركيا الى التحالف الدولي المتبلور : وزير الدفاع الأمريكي هييغل يصل الى انقرة هذا الأسبوع في محاولة لاقناع اردوان بتحويل تركيا من نقطة دخول المسلحين الأجانب الى سوريا , الى نقطة انطلاق للطائرات الامريكية من قواعد جوية تريكية لشن غارات على معاقل داعش في سوريا.
سوريا تخيّر أوباما بين الأسد وداعش ؟
السؤال الكبير الذي لا يزال ينتظر الجواب : مسالة التنسيق بين واشنطن وبشار الأسد وحلفاءه وعلى راسهم طهران لمواجهة داعش في سوريا. تقارير متضاربة كانت قد تحدثت عن نوع من التنسيق وحتى التعاون بين الولايات المتحدة وايران الشيعية حول مواجهة تنظيم داعش السني. طهران بحسب البعض قد دفعت بعد الثمن بفقدان حليفها الشيعي في بلاد الرافدين نوري المالكي وتخشى من سيناريو فقدان حليفها السوري بشار الأسد. لكنها قد تعوّض خسائرها المفترضة بتنازلات أمريكية في مفاوضات الملف النووي وهو كما هو معروف السيناريو الذي يقلق إسرائيل.
عدد من الدول الغربية والعربية تشترط مشاركتها في التحالف الدولي لمحاربة داعش في سوريا برحيل بشار الأسد . ولكن السؤال الكبير : بدون تنسيق مع نظام الأسد : على اي جهة تعتمد واشنطن في محاربة داعش في سوريا ؟ لا سيما ان ما يوصف بالمعارضة المعتدلة وعلى راسها الجيش الحر وائتلاف قوى المعارضة لم تثبت فعاليتها عسكريأ ام سياسيأ منذ انطلاق الحرب في سوريا قبل اكثر من 3 سنوات, وذلك بسبب الانقسامات الداخلية في صفوفها التي زادت من تردد إدارة أوباما حيال فكرة دعمها عسكريـأ. لذلك السؤال الكبير المطروح اليوم: هل الواقع السياسي والميداني السوري يخيّر اوباما بين الأسد من جهة وداعش من جهة أخرى؟ هل هناك خيار ثالث ؟
كتب اليوم الثلاثاء الصحافي الإسرائيلي يوسي نيشر محرر الشؤون الشرق اوسطية في الإذاعة العبرية مقالا تحليلا حول التحالف الدولي المتبلور ضد الدولة الاسلامية "داعش" في العراق وسوريا.
المقال حرفيا كما ورد:
حرب طويلة على 3 مراحل : والحسم في انتظار الرئيس الأمريكي القادم ؟
تمهيدأ لخطاب الرئيس أوباما بعد غد الأربعاء , يبدو ان الإدارة الامركية تحاول عبر القنوات الإعلامية تخفيض سقف التوقعات في الشارع الأمريكي بالنسبة للنتائج المتوقعة من الحملة الدولية المتبلورة ضد تنظيم داعش وأيضا بنسبة لسرعة تنفيذها : مسؤولون في إدارة أوباما في حديث لجريدة نيو يورك تايمز لا يستبعدون استمرار الحملة الدولية لمواجهة داعش ربما خلال اكثر من ثلاث سنوات, ما يعني ان استكمال المهمة ينتظر الرئيس الأمريكي ما بعد أوباما الذي يتميّز بسياسة تأجيل الملفات الخارجية الساخنة.
حسب المصادر الامريكية : الحملة الدولية المتبلورة تتضمن ثلاثة مراحل رئيسية: الأولى قد انطلقت بالفعل : مائة وخمسون غارة جوية أمريكية في الشمال العراقي لحماية المصالح الامريكية في بلاد الرافدين.
اما المرحلة الثانية فتنتظر الإعلان رسميا عن تشكيل الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي الذي تاجل من اليوم كما يبدو الى وقت لاحق هذا الأسبوع, وهي تتضمن تدربيات وحتى تسليح الجيش العراقي وقوات البشمركة الكردية والعشائر السنية في العراق.
ولكن المرحلة الثالثة والأخيرة بدون شك الأكثر تعقيدا ميدانيا وسياسيا: والهدف تدمير معاقل داعش في سوريا . حسب مسؤولين في وزارة الدفاع الامريكية هذه المرحلة قد تستغرق ثلاث سنوات بمعنى ان استكمالها ينتظر الرئيس الأمريكي ما بعد أوباما.
كل ذلك وسط شبه اجماع في الساحة الأميركية على استبعاد العملية البرية ما قد يثير شكوك لدى البعض حول امكان تدمير داعش دون التدخل البري.
التحالف الدولي المتبلور : الشركاء العلنيون والخفيون :
بالنسبة للتحالف الدولي المتبلور لمحاربة داعش : المصادر الامريكية تشير الى انه خلافا للحملة الدولية التي أدت الى سقوط نظام القذافي في ليبيا قبل ثلاث سنوات حيث كان أوباما يتبنى سياسية ما وصف ب"قيادة الحملة من الوراء" , اليوم واشنطن أوباما ستشكل محور التحالف الدولي الاقليمي المتبلور والذي يتضمن:
أولا – مجموعة من الدول الغربية حلفاء واشنطن وعلى راسها المانيا وأستراليا وفرنسا وبريطانيا والدنمارك.
ثانيا: مجموعة من الدول العربية وعلى راسها العربية السعودية وذلك لنفوذها الكبير على العشائر السنية في العراق وسوريا وبسبب تمويلها للمعارضة المعتدلة في سوريا وذلك الى جانب دولة الامارات العربية المعنية كما يبدو في المشاركة في التحالف المتبلور. . حسب المصادر الامريكية التحالف الدولي سيشمل الاردن بشكل او باخر (تنسيق استخباراتي و غيره من أنواع التنسيق) وذلك وسط قلق إقليمي ودولي من سيناريو محاولة داعش لتوسيع نفوذها من سوريا الى الأردن. عمَان كانت قد اكدت هذا الأسبوع ان اسمها لم يرد ضمن الدول المشاركة في التحالف الدولي لمواجهة داعش ولكن التنسيق لا يستبعد مع المملكة في هذا السياق.
هناك غموض حول مسالة ضم تركيا الى التحالف الدولي المتبلور : وزير الدفاع الأمريكي هييغل يصل الى انقرة هذا الأسبوع في محاولة لاقناع اردوان بتحويل تركيا من نقطة دخول المسلحين الأجانب الى سوريا , الى نقطة انطلاق للطائرات الامريكية من قواعد جوية تريكية لشن غارات على معاقل داعش في سوريا.
سوريا تخيّر أوباما بين الأسد وداعش ؟
السؤال الكبير الذي لا يزال ينتظر الجواب : مسالة التنسيق بين واشنطن وبشار الأسد وحلفاءه وعلى راسهم طهران لمواجهة داعش في سوريا. تقارير متضاربة كانت قد تحدثت عن نوع من التنسيق وحتى التعاون بين الولايات المتحدة وايران الشيعية حول مواجهة تنظيم داعش السني. طهران بحسب البعض قد دفعت بعد الثمن بفقدان حليفها الشيعي في بلاد الرافدين نوري المالكي وتخشى من سيناريو فقدان حليفها السوري بشار الأسد. لكنها قد تعوّض خسائرها المفترضة بتنازلات أمريكية في مفاوضات الملف النووي وهو كما هو معروف السيناريو الذي يقلق إسرائيل.
عدد من الدول الغربية والعربية تشترط مشاركتها في التحالف الدولي لمحاربة داعش في سوريا برحيل بشار الأسد . ولكن السؤال الكبير : بدون تنسيق مع نظام الأسد : على اي جهة تعتمد واشنطن في محاربة داعش في سوريا ؟ لا سيما ان ما يوصف بالمعارضة المعتدلة وعلى راسها الجيش الحر وائتلاف قوى المعارضة لم تثبت فعاليتها عسكريأ ام سياسيأ منذ انطلاق الحرب في سوريا قبل اكثر من 3 سنوات, وذلك بسبب الانقسامات الداخلية في صفوفها التي زادت من تردد إدارة أوباما حيال فكرة دعمها عسكريـأ. لذلك السؤال الكبير المطروح اليوم: هل الواقع السياسي والميداني السوري يخيّر اوباما بين الأسد من جهة وداعش من جهة أخرى؟ هل هناك خيار ثالث ؟