الدوحة - خاص -"القدس" دوت كوم- لم يتبق غير ساعات قليلة تفصل عن آخر مرحلة من مراحل إنتخابات حركة "حماس"، وهي الإنتخابات التي صاحبها الكثير من الترقب من دوائر سياسية عديدة.
وتزداد حالة الترقب هذه مع المرحلة الأخيرة والنهائية من هذه الإنتخابات التي سيكشف في خاتمتها عن شخصية رئيس المكتب السياسي الجديد للحركة، خلفاً للرئيس الحالي المنتهية ولايته الثانية والأخيرة – حسب اللائحة الداخلية للحركة- منذ 21 ابريل نيسان الماضي خالد مشعل.
ويأتي ترقب الإعلان عن رئيس الحركة الجديد بعد أيام قليلة من إعلان الحركة وبلسان رئيسها المغادر لموقعه خالد مشعل لوثيقة مبادئ سياسية عامة جديدة للحركة، ما زالت تثير جدلاً سياسياً وفكرياً واسعاً وعلى صعد عدة.
وأفاد مصدر مقرب من حماس "القدس" دوت كوم ان الحركة ستجري يوم غدِ الجمعة 5 مايو/ آيار ورشة عمل داخلية عبر دائرة الكترونية مغلقة بين كل من العاصمة القطرية الدوحة حيث تتواجد قيادة حماس (ما اصطلح عليه قيادة إقليم الخارج في الحركة حيث يتواجد رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل ونائبه الدكتور موسى أبو مرزوق)، وبين قطاع غزة حيث يتواجد الثقل الحقيقي والوازن لقيادات الحركة السياسية والعسكرية والأمنية والتي يقف على رأسها الأسير المحرر يحي السنوار حسب نتائج الإنتخابات التي أفرزها إقليم قطاع غزة.
ولم يكشف المصدر لـ"القدس" عن كيفية مشاركة إقليم الضفة الغربية في هذه الدائرة المغلقة، حيث ان تعيش الحركة اوضاعا بالغة التعقيد في الضفة الغربية سواءً من جهة الإحتلال الإسرائيلي الذي يحصي أنفاس المنتسبين إليها، أو لجهة منافستها الكبرى في العمل السياسي الفلسطيني حركة "فتح" التي تسيطر على مقاليد السلطة في الضفة الغربية. واكتفى المصدر بالقول ان " ممثلي حماس عن الضفة الغربية موجودون في الهيئة الإنتخابية الأخيرة وسيشاركون، ونحن لنا طرقنا الخاصة في ذلك".
وحول طريقة سير المرحلة الأخيرة، كشف المصدر أن الهيئة الإنتخابية التي ستجتمع كي تنتخب رئيس الحركة تتكون من مجلس الشورى العام، وهو مجلس الشورى المركزي الذي تتمثل فيه أقاليم الحركة الجغرافية بالتساوي، (خمسة عشر عضوا عن كل منطقة) يضاف إليهم رؤساء الهيئات الرقابية (الإدارية والمالية والتنظيمية، ورئيس مجلس القضاء الأعلى في الحركة).
وعن آلية سير العملية الإنتخابية أفاد المصدر "في البداية وقبل انتخاب رئيس الحركة من بين أعضاء مجلس الشورى العام، يترأس الجلسة أكبر الأعضاء سناً، ثم يتم أولاً: إنتخاب رئيس مجلس الشورى العام الجديد ونائبيه، ومن ثم يفتح باب الترشيحات من الآخرين، ونشدد هنا على (من قبل الآخرين) وليس من الشخص نفسه، لموقع رئيس الحركة (التنفيذي)، ومن ثم يتم إنتخاب بقية أعضاء المكتب السياسي المركزي الذي يتوزع بالتساوي بين الأقاليم الجغرافية، ليصار بعدها إلى تشكيل القيادة خلال الأيام القليلة التالية كما ويتم توزيع المهام والملفات والمسؤوليات القيادية المختلفة في أول جلسة يعقدها الرئيس المنتخب الجديد مع باقى أعضاء المكتب السياسي.
وبشأن المرشحين لقيادة الحركة حتى الآن قال المصدر " مرةً أخرى لم يترشح أحد من ذاته، ولكن حتى الآن تمت تزكية شخصيتين من قيادات الحركة من قبل أعضاء مجلس الشورى العام أو (المجمع الإنتخابي)، هما الدكتور موسى أبو مرزوق (أول رئيس للمكتب السياسي للحركة في عام 1992) وإسماعيل هنية رئيس الحركة السابق في قطاع غزة ونائب رئيس المكتب السياسي المنتهية ولايته".
ولم يستبعد المصدر ترشيح شخصيات أخرى من قبل المجمع الإنتخابي في اللحظات الأخيرة، وكشف عن توجه لدى بعض أعضاء المجمع الإنتخابي لترشيح شخص أو اثنين اخرين لخوض السباق كي تكون المنافسة أكثر شفافية. ورفض المصدر الكشف عن أي أسماء باستثناء أبو مرزوق وهنية اللذان يعتبران الأوفر حظاً، لكنه إكتفى بالقول " كل أعضاء المجمع الإنتخابي هم مرشحون محتملون، وهناك شخصيات وازنة وثقيلة في المجمع الإنتخابي وهي شخصيات غير معروفة إعلامياً، وقد تفاجئ الحركة المراقبين بواحدة من هذه الشخصيات.. لم لا".
وأنهت حركة حماس خلال الشهور الماضية (منذ مطلع العام الحالي) انتخاباتها في كل من أقاليم السجون باعلان الأسير محمد عرمان قائداً للحركة في السجون، وفي غزة بانتخاب الأسير المحرر والقيادي البارز في غزة يحيى السنوار رئيسا للحركة في القطاع، فيما أنهى إقليما الضفة والخارج انتخاباتهما.
واخترت قيادة لكل إقليم، لكن لم يتم الكشف عن رئيس الحركة في الضفة الغربية لأسباب أمنية، كما يقول المصدر، وفي الخارج أنهت الحركة انتخاباتها قبل أسابيع قليلة فقط، دون ان تكشف ايضا عن الفائز برئاسة الحركة في هذا الإقليم وذلك على غرار ما كشفت عنه في إقليمي السجون وقطاع غزة.
وإن كان متفهماً أن لا تعلن الحركة عن شخصية قائدها في الضفة الغربية لأسباب مبررة، فانه من الغرابة ان لا تعلن الحركة عن شخصية قائدها في إقليم الخارج وعندما سألت "القدس" المصدر عن هذا الأمر رفض الإفصاح عن شخصية رئيس إقليم الخارج، مكتفياً بالقول انه "شخصية تاريخية ووازنة من الحركة؛ لكنه غير معروف إلا لدوائر سياسية ضيقة حليفة للحركة، وعدم الكشف عن شخصيته يعود لأسباب تخص الحركة" مشيرا الى ان من بين أبرز المنتخبين لعضوية قيادة الحركة في إقليم الخارج كان محمد نزال الذي لم يحالفه الحظ في الدورتين الإنتخابيتين الماضيتين