بسم الله الرحمن الرحيم"
برنامج / بصراحة إذاعة وطن التاريخ/الخميس-25-4-2013
الموضوع / حركة فتح إيجابياتها وسلبيا تها وإنجازاتها
لقاء الأخ / دياب اللوح: عضو الهيئة القيادية العليا لحركة فتح في قطاع غزة والناطق الإعلامي الرسمي بإسم الهيئة .
أهلا بك سيد أبو النمر :
عند الحديث عن حركة تحرر وطني بحجم حركة فتح هذه الحركة الرائدة القائدة للنضال الوطني الفلسطيني , والتي قلبت موازين القوى وموازين التوقعات في تلك المرحلة قياسا إلى الوقت الذي إنطلقت فيه حيث كانت الأنظمة العربية ما تزال تحت الصدمة , صدمة الاحتلال والتهجير وإلى ما غير ذلك ,وايضا فترة ركود قومي كما هو كان معروف , كان مجرد الحديث عن عمل عسكري هنا أو هناك كان يكفي لإيداع من يقومون به بالسجن لسنوات طويلة والتحقيق معهم أي أن الحركات الثورية كانت لتنطلق كانت معرضة دائما للزنازين والسجون والمعتقلات، جاءت حركة فتح في تلك المرحلة لتكسر هذه القيود كلها .
يا تري في رأيكم هل انطلاقة حركة فتح في البداية كانت بناءً على رؤية أيدلوجية أو بناءاً على رؤية سياسية مستقبلية للوضع في المنطقة أو لظروف الأمر الواقع التي أملت على الذين قادوا هذه الحركة وفجروها وأطلقوا لها العنان في ظاهرة كانت تعتبر من المحرمات في ذلك الوقت ؟؟؟
هناك نقطتان في هذا الأمر : أعتقد أن الدافع الأول والأساسي كان أمام الرعيل الأول والنواة الأساسية التي أقامت هذه الحركة الرائدة هو الواقع الفلسطيني الذي نشأ بعد العام1948 بعد النكبة والظروف السياسية والاجتماعية التي مر بها الشعب الفلسطيني سواء داخل الأراضي الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس , هذه الأراضي لم تكن محتلة في حينه، أو في المهجر والشتات , والظروف التي عاشها الشعب الفلسطيني جراء النكبة سواء في الدول العربية أو في الشتات وهذا سبب من الأسباب والدافع الأساسي الذي شكل وبلور إرادة تكوين حركة فتح ،وأما النقطة الثانية التي شكلت دافعاً قوياً لدي الرعيل الأول المؤسس لحركة فتح ، كانت بكل تأكيد دوافع وطنية وسياسية وثورية صادقة خالصة لدي الإخوة منذ الانطلاقة لحركة فتح وما قبل الانطلاقة في مرحلة الإعداد والتحضير لتكوين وبلورة حركة ثورية مختلفة عما هو موجود من حركات في الواقع الفلسطيني والعربي أيضاً، من أجل دفع كل طاقات الشعب الفلسطيني وصهرها في بوتقة وطنية ونضالية واحدة من أجل دحر هذا الإحتلال الإسرائيلي الغاشم الرابض على أرض فلسطين والذي هجر وشتت ونكل بالشعب الفلسطيني .
** هل نجحت حركة فتح بهذا الموضوع ؟
بكل تأكيد حركة فتح في انطلاقتها الأولي عام 1965نجحت في خلق واقع جديد ,فتح نجحت لأنها لما تنطلق من خلفية أيدلوجية، أنا قلت انطلقت من خلفية وطنية وسياسية وثورية صلبة واضحة صادقة خالصة ولم تنطلق من خلفية أيدلوجية، هذا ما ميز حركة فتح عن التيارات السياسية والفكرية التي كانت تسود في أوساط الشعب الفلسطيني سواء الإسلامية أو الشيوعية أو القومية إلي غير ذلك.
لذلك حركة فتح كانت ولا زالت بجدارة حركة الشعب الفلسطيني , حركة الجماهير الفلسطينية ، الحركة التي وجد كل فلسطيني مخلص أراد ان يناضل من أجل فلسطين وجد له مكاناً له في هذه الحركة وهذا ما ميز حركة فتح عن بقية الأحزاب السياسية الأخرى التي كانت موجودة ، ورفعت شعارات نضالية وكفاحية نظرية بعيدة عن البندقية والكفاح المسلح ،لذلك انطلقت حركة فتح بقوة ومضت على درب النضال والكفاح بقوة واستحقت عن جدارة لقب حركة الديمومة المستمرة .
** جاءت معركة الكرامة عام 1968كما هو معروف ونالت حركة فتح تحديداً زخماً شعبياً كبيراً جداً كما هو معروف لدرجة أنها أصبحت حركة الجماهير للشعب الفلسطيني كله وشبه هوية بعد معركة الكرامة والإنتصار الكبير الذي تحقق في هذه المعركة ألا تري أن هذا الزخم أدي بحركة فتح إلى ذوبان فتح كتنظيم مقاوم في اطار الكل الجماهيري في تلك المرحلة ؟
نعم أنا كابن حركة فتح قرأت تاريخ حركة فتح منذ البدايات وتعمقت به بشكل جيد وكما قلت أن حركة فتح كانت تنظيم ثوري أنشا خلايا عسكرية في البداية من أجل مقاومة الإحتلال وكان هناك مئات وآلاف العمليات العسكرية البطولية التي نفذها قادة وكوادر حركة فتح العسكريين في فترة ما قبل مرحلة التأسيس قبل عام 1965وفي فترة ما بعد مرحلة التأسيس وصولاً إلي مرحلة الكرامة التي أضافت زخماً وبعداً جماهيرياً واسعاً .
لكنه مع الوقت بدأت مؤسسات حركة فتح تتبلور حول كيفية التعاطي والتعامل مع الجماهير التي بدأت تلتحق وتنتمي لحركة فتح وتحولت من حركة ثورية ووطنية محدودة النطاق إلى حركة وطنية وثورية جماهيرية حاضنة لطاقات الشعب الفلسطيني واسعة النطاق .
** البرنامج الإجتماعي لفتح في الأردن ولبنان هل استطاع أن ينسجم مع البرنامج السياسي في تلك الدولتين ؟؟ وخصوصاً أن الدولتين شكلا محطات مهمة في مسيرة الثورة الفلسطينية التي تقودها فتح ؟
في البدايات حسب ما سمعنا من إخواننا في القيادة المؤسسة لحركة فتح، في البداية كانت حركة فتح تعيش بالإكتفاء الذاتي وبأقل الإمكانيات المادية والمالية وكان جل تفكيرهم وإهتمامهم ينصب في كيفية جمع السلاح والعتاد الحربي ولوازم الفدائيين لتعزيز المقاومة وتعزيز صمودها في وجه الإحتلال الإسرائيلي وتنفيذ أكبر قدر ممكن من العمليات العسكرية.
خلال هذا الزخم والعمل النضالي والعمليات العسكرية التي نفذت في تلك المرحلة كان هناك أسري كان هناك شهداء كان هناك مصابين وجرحي تضرروا جراء النضال لذلك حركة فتح بدأت تهتم بأحوال الشهداء والجرحي شيئاً فشيئاً، وهذا البعد الإجتماعي بدأ ينمو ويتطور في حركة فتح إلى أن تمت مأسسته في مؤسسة الأسرى والشهداء، أيضاً هناك جماهير فلسطينية هناك لاجئيين فلسطيين هناك مخيمات فلسطينية , حركة فتح تعيش في هذه البيئة، لذلك حركة فتح شيئاً فشيئاً بدأت تتعاطي مع البعد الإجتماعي بشكل أوسع, وبشكل تدريجي إلي أن أصبح جزء أساسي من عمل الحركة هو العمل الاجتماعي، الذي توسع وطال شرائح مجتمعية أوسع .
** هل برأيك نجحت حركة فتح في هذا التزاوج والتناغم بين البرنامج والحياة الإجتماعية في هذه البلاد التي كانت فيها خاصة في الأردن أركز على الأردن ثم بعد ذلك نأتي إلي لبنان والبرنامج السياسي والمقاوم لحركة فتح في الأردن ؟
نجاح نسبي يظل لا نستطيع أن نتحدث عن النجاح الشمولي في ظل أن الثورة ملاحقة ومحاصرة ومصادرها المالية محدودة وإمكانياتها محدودة، لذلك القيادة كانت تولي إهتماماً خاصاً للعلاقات مع الجماهير، وكانت تولي اهتماماً خاصاً للعمل الإجتماعي والتضامن والتكافل مع الناس ومع الجماهير الفلسطينية فكانت حركة فتح وبقدر ما تستطيع أن تقدم للجماهير يد المساعدة والدعم في المجالات المتاحة، لان الجماهير هي الحاضنة للحركة والثورة، ودائماً كنا نقول أن الجماهير هي بحر الثورة وان الثورة مثل السمكة في بحر الجماهير، لكن حركة فتح لم تكن سلطة على أرضها كما هو اليوم , لم تكن دولة على أرضها كما هو اليوم، يمكن أن تخدم الناس في كافة المجالات الحياتية والمجتمعية , لكن كان هناك بعض الجوانب المهمة في العلاقات مع الجماهير , الجوانب الإنسانية , الجوانب الإجتماعية و مد يد العون والدعم للناس وللجماهير باالمحنة والظروف الصعبة التي يمرون بها، مما زاد من التفاف الناس والجماهير حول الثورة وحركة فتح والنضال الوطني الفلسطيني.
*** أخي أبو النمر
مرحلة أوسلو حولت حركة فتح كقائدة للنضال الفلسطيني ضمن منظومة الفصائل الأخري إلي العمل السياسي هل كان برأيك هذا نجاحاً لحركة فتح على طريق إقامة الدولة كما كان هو متوقعاً ؟ أم أن التفرغ والتركيز على النضال السياسي أفقدها القدرة على التأثير في الشارع فيما لو كانت مستمرة في العمل الثوري والنضال الثوري ضد الإحتلال الإسرائيلي لأنه بعد أوسلو كما نري أن النضال أصبح سياسياً , والمقاومة نحيت جانباً وأنت تعلم أن العدو الإسرائيلي والإحتلال الإسرائيلي لا يمكن أن يقهر إلا بالقوة كما هو عودنا دائماً لأنه هو يستخدم هذا الأسلوب القاسي ضدنا وهذه كانت أحد أهم مرتكزات الإحتلال الإسرائيلي بإختصار شديد ؟
منذ البدايات كان واضحاً للفدائيين وللمناضلين والثوريين ولأبناء حركة فتح بأن هذه البندقية الفلسطينية هي بندقية مسيسة, ليست بندقية منفلتة من عقالها , ليست بندقية قاطعة طريق بمعني أن هذه البندقية جاءت لتحقيق هدف وطني هدف سياسي يتمثل في تحرير فلسطين.
*** إذاً البندقية الفلسطينية ليست قاطعة بحيث تكون قاطعة إذا وجهت إلي صدر الفلسطيني , ولكن طالما أنها وجهت إلي وجه الإحتلال فإنها بندقية مقاومة ؟؟
هذا من جانب ومن جانب أخر نحن كنا في فتح وما زلنا نقول أن النضال العسكري يزرع والنضال السياسي يحصد ,وكان للأخ هاني الحسن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح رحمه الله مقولة مشهورة " مجرم من يزرع ولا يحصد "، وبالتالي نحن في حركة فتح حينما إمتشقنا السلاح وإمتشقنا البندقية وسرنا على خط المقاومة والثورة إنما هو من أجل فلسطين ومن أجل تحقيق أهدافنا السياسية لذلك جاءت مرحلة أوسلو وما قبل مرحلة أوسلو كانت هناك بوادر سياسية تمثلت في قرارات المجلس الوطني في عام 1974 و المجلس الوطني عام 1989 في الجزائر، كانت ملامح للمشروع الوطني السياسي الفلسطيني كان هناك تطلعات واضحة للشعب الفلسطيني جاءت مرحلية، وكان منذ مؤتمر مدريد عام 1991 في شهر أكتوبر، ونحن حينما جلسنا على طاولة المفاوضات, كان واضحاً أننا ذاهبون في اتجاه مفاوضات لتحقيق الثوابت الوطنية الفلسطينية, والحقوق الوطنية الفلسطينية, وإقامة الكيان الفلسطيني المتمثل بالدولة الفلسطينية على الأراضي الفلسطينية، وتم رفع شعار وتبني مبدأ الأرض مقابل السلام هذا المبدأ ما زلنا نحن متمسكين فيه , نحن نريد سلاماً مع إسرائيل، ليس هذا السلام مقابل سلام، ولا سلام مقابل الأمن، ولا سلام مقابل السلام الإقتصادي كما تحاول بعض الأطراف تسويقه مثل ما ذهب إليه جون كيري في بعض أفكاره الجديدة التي طرحها, نحن ذاهبون بإتجاه سلام مقابل الأرض, نحن نريد الأراضي الفلسطينية المحتلة أن تعود إلي الشعب الفلسطيني كاملة بدون أي انتقاص, لذلك نحن لا نتحدث بلغتين, نحن دائماً نقول بأن كل الخيارات مطروحة على الطاولة, لا نسقط أي خيار من الخيارات، لكن نحن الآن ما زلنا في خضم عملية سياسية حتي لو أنها لحتي الآن لم تثمر عن نتائج ملموسة, لكن القيادة الوطنية الفلسطينية تريد أن تستنفذ وأن تغتنم وأن تستفيد من كافة الفرص السانحة والمتاحة من أجل تحقيق السلام العادل في المنطقة, نحن يدنا في الشعب الفلسطيني ممدودة إلي السلام , وهذه اليد ستظل ممدودة للسلام لأننا نحن شعب صاحب حق, شعب صاحب الأرض المحتلة, شعب يستحق أن يعيش في أمن وسلام كاملين في دولته المستقلة كاملة السيادة جنباً إلي جنب مع شعوب ودول المنطقة والعالم وهذا حق ثابت للشعب الفلسطيني صاحب التضحيات والشهداء والجرحى والأسرى، صاحب أسطورة الصمود البطولي في وجه أبشع احتلال عرفه تاريخ البشرية الحديث.
بالرغم من هذا المشوار الطويل لحركة فتح والإنجازات الكبيرة التي حققتها خلال مسيرتها الطويلة ونحن نعرف أن حركة فتح والثورة الفلسطيينية عموماً ثورة المستحيل ثورة بساط الريح أطول ثورة في التاريخ وهذه كلها حقائق حقيقة .
*** هل تعتقد لما لم تتمكن حركة فتح بهذا الزخم الجماهيري والدعم الكبير الذي وجدته من كل القطاعات الشعب الفلسطيني وأيضاً فيما بعد من بعض الدول العربية والصديقة لم تستطع إنجاز برنامجها النضالي من أجل الوصول إلي الدولة الفلسطينية المنشودة وفق الإتفاقيات الموقعة ؟ هل كان ذلك نابعاً أو راجعاً إلي عدم فهم حركة فتح بالعميق للتفكير المحيط في المنطقة التفكير العربي والتفكير الإسرائيلي والأمريكي الذي صنع إتفاق أوسلو ؟
أي لم يستطيعوا استشعار الخطر الكامل وراء هذه التسويات ؟؟
كان تحرير فلسطين التاريخية هو الهدف الذي انطلقت حركة فتح من أجله، والرئيس أبو مازن في نوفمبر عام 2011م في الأمم المتحدة ذكر العالم أجمع بحق الشعب الفلسطيني في فلسطين التاريخية، البرنامج المرحلي الآن الذي اعتمد في المجالس الوطنية وقراراتها المتعاقبة هو برنامج إقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلت عام 1967م، وبذلك حين نتحدث عن نجاح حركة فتح أو عدم نجاحها علينا أن نعي أن النجاح نسبي والفشل نسبي لا يوجد هناك نجاح شامل، لذلك حركة فتح بكل المقاييس برنامجها النضالي والوطني والسياسي أثبت صحته في كل المراحل النضالية التي مرت بها حركة فتح , وحركة فتح ليست في جمود سياسي وحركة فتح كانت دائماً في مؤتمراتها وفي دوراتها تعمل على تجديد وتطويرهذا البرنامج وتعيد النظر فيه وتعمل على تطويره بما يتناسب مع حاجة المراحل التاريخية و التطورات التاريخية، وحركة فتح نجحت في إقامة أول سلطة وطنية فلسطينية على أول جزء محرر من الأراضي الفلسطينية في غزة وأريحا وهذا يسجل لحركة فتح .
*** يسجل لحركة فتح على المستوى الوطني والقومي لكن علي مستوى فتح كتنظيم حركة فتح ألا ترى أن هذا أضعف الحركة كتنظيم ؟؟
بالعكس حركة فتح هي جزء من هذا الإنجاز وإنما هذا الإنجاز هو للشعب الفلسطيني حركة فتح هي دفعت بكل الجهود من خلال منظمة التحرير الفلسطينية, دفعت كل الجهود والطاقات الوطنية والفلسطينية والنضالية من أجل الوصول إلي هذه المرحلة, لم تكن هي تريد أن تنسب هذا الإنجاز لنفسها هذا الإنجاز وطني فلسطيني كبير يجب أن يبني عليه وقلنا غزة وأريحا أولاً وبعد ذلك إنتقلنا إلي 5 مدن رئيسية في الضفة الغربية إلي أن أعاد الإحتلال الإسرائيلي إحتلالها مرة أخري وفرض سيطرته الإحتلالية على الضفة كاملة, لذلك هذه السلطة الآن في نظر العالم هي سلطة الشعب الفلسطيني، وفي 9 نوفمبر الماضي حصلنا على دولة فلسطين بصفة مراقب في الأمم المتحدة، وهذا فتح الباب على مصراعيه لإقامة الدولة على الأرض وفي الواقع.
*** هل هنا من نية لحركة فتح كتنظيم من خلال هذا الإنجاز الكبير الذي حدث دعنا نرجع لانتخابات عام 2006 ما سبب خسارة فتح هذه الإنتخابات أليس ذلك ضعف الهيكلية التنظيمية والإنضباط التنظيمي داخل حركة فتح ؟؟
هذا جانب لكن نصيبه بسيط جدا في الخسارة , الجانب الأكبر برأيي وأنا كتبت عن ذلك وسوف يصدر لي كتاب جديد أتطرق فيه إلي هذه الجزئية, الشئ الذي أساء لحركة فتح كثيراً في هذه المرحلة منذ إقامة السلطة الوطنية الفلسطينية وحتي خسارة فتح في الإنتخابات, هو أن حركة فتح لم تضع فاصلاً دقيقاً بينها وبين السلطة, حركة فتح انصهرت واندمجت بكل كوادرها وطاقاتها وإمكانياتها البشرية والشبابية في جسم السلطة المدني والأمني والعسكري وغيره, ولذلك كان هناك أخطاء من واقع العمل وفقط من لا يعمل هو الذي لا يخطئ وكما يقال " الشمس لا تغطي بغربال " لكن الأخطاء تحمل وزرها حركة فتح لأن الناس والجماهير لم تفرق بين حركة فتح والسلطة كانت تقول هذه السلطة هي سلطة حركة فتح رغم أننا قلنا وكتبنا في ذلك بأن السلطة هي سلطة الشعب الفلسطيني وليس سلطة حركة فتح ، لكن ممارسات أبناء حركة فتح والقيادات الكبيرة في حركة فتح بعضاً منهم وليس كلهم بعض الممارسات الخاطئة لبعض قادة فتح في السلطة هو الذي أساء لحركة فتح وبالتالي على مدار عام 1994م وحتي عام 2006 م هذه الفترة الناس سجلت لحركة فتح أخطاء كثيرة، ونحن في حركة فتح دفعنا الثمن في صناديق الاقتراع، وبالتالي حركة فتح بعد خسارتها في للإنتخابات شكلت لجنة حركية عليا وضعت تقريرها أمام القيادة في اللجنة المركزية لاستخلاص العبر والدروس .
*** هل تم إستخللاص العبر والدروس من التجارب السابقة ؟
لا : لم يتم الاستفادة منها كما يجب ، ومن وجهة نظري هناك الكثير ما يجب عمله لم يعمل لحد الآن.
أنتم الآن في الهيئة القيادية كم مرة تشكلت الهيئة القيادية في غزة ؟؟؟
أنتم الآن أمام هيئة قيادية جديدة هذه الهيئة الجديدة المشكلة من كفاءات مشهود لها في النضال والتضحيات وإنتمائها لهذه الحركة ماذا قدمت لحركة فتح في فطاع غزة كتنظيم ؟
نحن نعلم بالظروف المحيطة بالهيئة القيادية العليا التي أدت إلى هذا التغيير في الهيئة، ربما بالمقاييس العلمية لا يعبر عن حال صحي، رغم أن هناك إشكالية داخل حركة فتح هذه الإشكالية أدت إلى هذا التغيير في هيئاتها القيادية بشكل دائم أكثر من مرة وربما أربع أو خمس مرات خلال السنتين الماضيتين، ولكن هذا ينطوي على جانب إيجابي وبعد آخر، والجانب الإيجابي فيه هو من يأتي مكلفاً في هذه الهيئة القيادية من القيادة الأولي من اللجنة المركزية عليه أن يعرف وعليه أن يعلم بأنه ليس مخلداً في هذا المكان فهو مكلف وممكن أن يتغير في أي وقت بقرار من اللجنة المركزية، لذلك هذا التغيير المتكرر ربما ينطوي على بعد ديموقراطي أنا أنظر له من هذه الزاوية أهميته بأنه من هو في الهيئة القيادية عضواً أو كهيئة بكامل هيئتها بكامل كيانها ليس مخلداً وبالتالي عليها أن تعمل وتقدم شيئاً جديدا وأن تسهر وأن تحرص على رعاية حركة فتح وأبناء حركة فتح وجماهير فتح وجماهير الشعب الفلسطيني، لأننا أولاً وأخيراً نحن حركة الجماهير نحن لانعمل لأنفسنا نحن لا نعمل لأبنائنا في فتح فقط ، نحن نعمل من أجل عامة وكافة الناس من أجل بناء مجتمع فلسطيني أفضل ودائماً نتطلع الي تغيير الواقع الفلسطيني إلى الأحسن .
*** هل تعتقد كما هو واضح أن حركة فتح قد أحسنت تقييم التسونامي الجماهيري في قطاع غزة في ذكري إنطلاقتها الماضية هذا الزخم الجماهيري هذا دعوة إلي حركة فتح وإلي الثورة الفلسطينية المعاصرة أن تأخد دورها الطبيعي في المجتمع حتي الآن من الواضح كنا نتمني أن تسهم حركة فتح كقائدة من قادة النضال الوطني الفلسطيني في معالجة قضايا الجماهير المتراكمة والتي انت من أكثر الناس التي تعرفها قضايا الرواتب والمال والكهرباء واحتياجات الموظفين في قطاع غزة اللذين يتضورون جوعاً وبعضهم رواتبهم مقطوعة ... إلخ، وغير ذلك من السلبيات الموجودة ماذا فعلتم كهيئة عمل وطني كهيئة قيادية لحركة فتح في معالجة هذه القضايا للجماهير ؟ هل التواصل مع القاعدة الجماهيرية كما يجب ومازالت هناك فوارق بين القيادة وأركان التنظيم وبين الجماهير ؟
يعني هو بالمقاييس العلمية إن صح التعبير أحياناً يكون الفشل عبء والنجاح عبء أيضاً هذا النجاح الكبير الذي حققته حركة فتح وحققته جماهير حركة فتح، الفضل فيه لا يعود للأطر التنظيمية فقط في حركة فتح وإنما الفضل الكبير والأكبر يعود لجماهير حركة فتح والناس التي التفت حول حركة فتح في هذه المحطة النضالية وفي هذه المناسبة التاريخية العظيمة في ذكري انطلاقة حركة فتح .
المشكلة التي تواجه الهيئة القيادية والتي تواجه حركة فتح في قطاع غزة هو عدم وجود مؤسسات للسلطة الوطنية الفلسطينية في غزة وبالتالي هذا القطاع الكبير الذي تحدثت عنه وهذه المشاكل المتراكمة مرتبطة بحلول في الوزارات والمؤسسات والهيئات في السلطة الفلسطينية أو هيئات ومؤسسات دولة فلسطين الموجودة في الضفة الغربية، الحلول هناك وليس هنا وبالتالي إن الهيئة القيادية هي واجهة حركة فتح تتحمل مسؤؤلية والناس تحملها مسؤؤلية ونحن لانتهرب من هذه المسؤؤلية نحن نتحمل مسؤؤلياتنا ونقف الي جانب الناس والي جانب كل المظلومين والمنكوبين والمتضررين من جراء كل السياسات وكل التفاصيل ومعطيات هذه المرحلة مثلاً حسومات من رواتب الموظفين لصالح شركة الكهرباء في قطاع غزة كان موضع اهتمام من اللحظة الأولي ونظرنا إليه أنه موضوع غير قانوني وغير إنساني إن صح التعبير وهذا عمل غير عادل ونحن وقفنا إلي جانب الموظفين وتم إعادة المبالغ المحسومة من رواتب الموظفين .
المشكلة الثانية كهيئة قيادية لا تزال هناك الكثير من المشاكل منها تجميد صرف رواتب 7300 موظف عمومي في غزة هذا ظلم لا يجوز لا نقبل به ولا نسلم به , تحركنا منذ اللحظة الأولي لرفع هذا الظلم عن الموظفين والآن في رام الله موجود الأخ الدكتور زكريا الآغا ومعه وفد من الهيئة القيادية لمعالجة قضايا كثيرة منها إعادة صرف رواتب الموظفين العموميين التي تم إيقافها من شهرين نحن لا نريد أن يأتي الشهر الثالث وهي ليست معالجة ونحن مع حل كل المشاكل وإعادة صرف رواتب كل الموظفين على قاعدة أن كل موظف يمثل بنفسه أمام البنك ليستلم راتبه , وزارة المالية تريد مراجعة وتدقيق بيانات الموظفين وهذا من حقها ونحن لا نقف ضد ذلك ولكن بعدم رهن الراتب بتدقيق البيانات .
*** أنتم في الهيئة القيادية ستلجئون أو طرحتم موضوع دمج الأقاليم ماذا يعني دمج الأقاليم هل هذا يعني أن عدم القدرة على السيطرة على مفاصل التنظيم في قطاع غزة أم أن هناك هدفاً آخر في هذا الإجراء وهناك حديث أن القيادة ترفض هذا الأسلوب هل صحيح هذا الكلام ؟
لا أريد أن أتحدث عن هذا في وسائل الإعلام لكن للصراحة من حق الناس أن تعرف ماذا يجري داخل حركة فتح نحن في الهيئة القيادية العليا في حركة فتح كحركة مسؤؤلة بكامل الصلاحيات عن أحوال وشئون حركة فتح في قطاع غزة في كافة المجالات نريد أولا وقبل كل كل شيئ أن نحافظ على وحدة حركة فتح , هذه الحركة هي حركة وطنية ثورية سياسية جماهيرية واحدة موحدة تحت قيادة واحدة، هي مازالت موحدة وتحت برنامج واحد، نحن ندرك بأن لدينا مشاكل داخلية ولا نستطيع إغفال هذه المشاكل , وأي حركة سياسية وحزب سياسي في عمر حركة فتح لابد أن يكون داخله وجهات نظر مختلفة، لكن في حركة فتح لا يوجد خلافات سياسية يجب أن يعرف الناس أن حركة فتح ملتفة حول برنامجها السياسي وأن الخلافات الموجودة داخل حركة فتح ليست خلافات سياسية بل هي خلافات غير سياسية يتم التعاطي معها على قاعدة من الديمقراطية وحسب النظام والقانون في حركة فتح.
** ماذا يعني الدمج ؟؟
في المرحلة السابقة تم تكليف لجان أقاليم من قبل مفوضية التعبئة والتنظيم واللجنة المركزية وتم استبعاد أو إقصاء عدد من أعضاء لجان الأقاليم السابقة المنتخبين في مؤتمرات حركية نظامية وجاء إخوة مكلفين نحن في الهيئة القيادية الجديدة عملنا تقييم شامل للوضع الحركي وأرتأينا أن المكلف شرعي وهو إبن حركة فتح وهو كادر أصيل في حركة فتح والمنتخب شرعي وهو إبن حركة فتح وهو كادر أصيل في حركة فتح، نحن نريد أن نجمع أبناء وكوادر حركة فتح على قاعدة المحبة والعمل المشترك في إطار حركة فتح لذلك جاءت فكرة دمج المكلف مع المنتخب في إطار لجنة تسيير أعمال مؤقتة بكامل الصلاحيات لإدارة وتولي مسؤؤلية وقيادة حركة فتح في الإقليم بكامل الصلاحيات, صلاحيات غير منقوصة حسب النظام الأساسي للحركة ونحن عندنا قرار آخر وهو الذهاب الي الإنتخابات الداخلية, هناك لجنة متابعة عليا مشكلة من اللجنة المركزية و أعضاء من المجلس الثوري ومن المجلس الاستشاري للحركة، مسؤولة مسؤولية كاملة عن متابعة سير الانتخابات الداخلية من خلال لجان إشراف في الأقاليم كافة في الوطن وليس في قطاع غزة فقط .
*** موضوع التوجه للإنتخابات القادمة تسير وتجري , هذه الأصوات التي تخرج وهي تعترض على حركة فتح حتي الآن من داخل حركة فتح لا أريد أن أسمي ؟؟ آلا يخشي أن تتكرر التجربة السابقة عام 2006م ؟؟
نحن الآن ذاهبون إلى انتخابات داخلية وهذا ما قصدته وليس المقصود الانتخابات العامة، ماذا يعني الذهاب لإنتخابات حركية داخلية في حركة فتح ، نحن نتحدث عن مصالحة داخل حركة فتح , نتحدث عن سلام داخل حركة فتح ، وعن مصالحة مع حركة حماس , نتحدث عن سلام مع حركة حماس، ومطلوب العمل في الاتجاهين، نتحدث عن مصالحة وسلام في فتح، ولجان تسيير أعمال في الأقاليم بكامل الصلاحيات بشكل مؤقت، إنما أريد فيما قصدته الذهاب إلي انتخابات حركية داخلية في سقف زمني لا يتجاوز ستة شهور يتم فيه إنتخاب لجان وقيادات الشعب والمناطق والأقاليم، وهذا سوف يكون تحت إشراف اللجنة المركزية ولجنة المتابعة المشكلة من اللجنة المركزية والمجلس الثوري والمجلس الاستشاري وأعضاء فتح في المجلس التشريعي .
*** هل هذا متاح لكم ؟؟
لماذا لا يكون متاح هذا حق مكتسب لحركة فتح وهذا شأن داخلي لحركة فتح لا يسئ لأحد ولا يقصد به الإساءة لأحد وإنما هو نهج تنظيمي ديموقراطي لإعادة بناء وترتيب البيت الفتحاوي على أسس ديموقراطية وغيرنا مارس هذا في غزة وغير غزة دون أي اعتراض منا أو من غيرنا.
* هناك من يقول من المراقبين ومن الناس أن حركة فتح استمرأت حياة الإسترخاء هل أنت معي بهذا الرأي ؟
لا أري أن هناك إسترخاء ربما ابتعاد أبناء وكوادر وقيادات وخبراء أبناء فتح عن مؤسسات السلطة والدولة لسنوات طويلة وجلوسهم في بيوتهم هذا ترك بعض السلبيات عليهم بشكل شخصي ومنهم من استفاد وطور نفسه بشكل علمي وغيره، لكن بشكل عام هذه المرحلة هي مرحلة كانت سلبية على مستوي الأداء العملي وعلى مستوي تطوير واكتساب الخبرة، لكن لا يوجد استرخاء، ولا راحة لأحد نحن نعيش في ظروف الكل يعرفها، فغزة تمر بظروف صعبة وقاهرة من حرب الي حرب ومن عدوان إلي عدوان وتحت حصار مستمر وضائقة مالية مستمرة والكل في وضع صعب.
*** في رأيك ما المطلوب كي تعود فتح كما عهدناها قائدة ورائدة للنضال ؟
على فتح أن تبدأ من داخلها وأن تبدأ بنفسها، هناك أمرين :
الأول: نحن نريد إجراء وتحقيق مصالحة داخلية في حركة فتح ونريد سلام في حركة فتح على قاعدة قانون المحبة في حركة فتح وأن الكل لحركة فتح وأن حركة فتح تتسع للجميع وأن لا إقصاء في الحركة لأحد إلا لأسباب موضوعية وحسب القانون وحسب النظام، ونحن ما زلنا نمر في مرحلة تاريخية حاسمة، مرحلة تحرير وطني، مرحلة إقامة الدولة، نحن بحاجة في فتح إلي الجميع، المشروع الوطني الفلسطيني بحاجة لحركة فتح الواحدة الموحدة، ثم برنامج وطني وسياسي ونضالي واحد على أساس من الوحدة الوطنية.
الثاني: نحن بحاجة لإنهاء هذا الانقسام الفلسطيني وبحاجة إلي مصالحة مع حركة حماس وبحاجة الي سلام مع حركة حماس وإلى شراكة وطنية وسياسية عميقة مع كافة القوي الوطنية والإسلامية، وتعاون وطيد مع مؤسسات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية وكل الناس الخيريين، وأن نضع الشعب الفلسطيني على أعتاب مرحلة جديدة من العمل الوطني والشراكة الفلسطينية ونفتح صفحة جديدة، نحن جاهزون ويدنا ممدودة في فتح لتحقيق هذه الأهداف السامية وإنجاز المصالحة الوطنية والمجتمعية والأهلية العميقة في المجتمع الفلسطيني .
انتهى اللقاء
--
حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتـــح)
قطاع غزة