قال قائد الحرس الثوري الإيراني، الجنرال محمد علي جعفري، الجمعة إن التهديدات الإسرائيلية بشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية "تساعد فقط على تعزيز الموقف الدفاعي للجمهورية الإسلامية".
وأضاف جعفري، الذي كان يتحدث أمام آلاف الجنود والضباط من ميليشيا الباسيج (قوات التعبئة الشعبية التابعة للحرس الثوري الإيراني)، قائلا: "يود الأعداء إيقافنا عن مواصلة مسارنا، إلا أن هذه التهديدات تعزز وتقوِّي عزيمتنا وتصميمنا على مواصلة السير بنفس الاتجاه".
ومضى القائد العسكري الإيراني إلى القول: "ولذلك، فإن الصهاينة عندما يطلقون مثل هذه التهديدات فهم إنما يجعلون الولايات المتحدة تقوم بإفراغ تلك التهديدات من مضمونها لاحقا".
خطاب نتنياهو
وجاءت تصريحات جعفري، التي نقلها موقع "سيباه نيوز"، بُعيد إعلان إسحاق الحبيب، نائب مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، أن بلاده "سترد بكل ما يلزم من قوة" على أي هجوم يُشن عليها، وذلك في رد على خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
فقد قال الحبيب إن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تملك ما يكفي من القوة للدفاع عن نفسها وتحتفظ بالحق الكامل في أن ترد بكل ما يلزم من قوة على أي هجوم".
وأضاف الدبلوماسي الإيراني في كلمة لم تكن منتظرة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قدمت على أنها "رد على مزاعم رئيس الوزراء الإسرائيلي"، قائلا: "إن إسرائيل نظام يقوم على الإرهاب، وهي من أوجد إرهاب الدولة في العالم".
واتهم الحبيب رئيس الوزراء الإسرائيلي بإطلاق مزاعم "عارية عن الصحة" بشأن إيران، وذلك في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس.
"خط أحمر"
وكان نتنياهو قد طالب بوضع "خط أحمر واضح لمنع ايران من حيازة سلاح نووي" مؤكدا أن طهران "ستكون قادرة قريبا على صنع قنبلة نووية".
وشبه نتانياهو إيران في حال حصولها على السلاح النووي بـ "تنظيم القاعدة مسلحا بقنابل ذرية"، قائلا "إن مستقبل العالم على المحك، وأن الوقت ينفد".
ووصف الحبيب اتهامات نتنياهو بأنها "وقحة وخبيثة"، مؤكدا أن إسرائيل "قوة نووية غير معلنة"، كما اتهم إسرائيل بالوقوف خلف عمليات اغتيال علماء نوويين في إيران.
واستهزأ برسم استخدمه نتنياهو دعما لخطابه وعليه قنبلة يخرج منها فتيل مشتعل، وقال: "للمرة الثانية في تاريخ الأمم المتحدة الحديث استخدم اليوم رسم وهمي عار من الصحة لتبرير تهديد موجه ضد أحد الأعضاء المؤسسين للأمم المتحدة".
وكان الدبلوماسي الإيراني يشير بكلامه ذاك إلى الرسوم التي استخدمها وزير الخارجية الاميركي السابق كولن باول في الأمم المتحدة عام 2003 كـ "إثباتات" على وجود أسلحة دمار شامل في العراق، ما شكل في حبنها مبررا لاجتياح ذلك البلد.
وقال الحبيب: "في عالمنا المترابط بشكل متزايد، وفي عصر الإعلام هذا، بات من المستحيل خداع الدول بمثل هذه الوسائل العبثية".
وأضاف: "على الأسرة الدولية أن تتحمل مسؤولياتها وتمارس الضغط على هذا النظام لحمله على التخلي عن سلوكه غير المسؤول في منطقة مضطربة مثل الشرق الأوسط".
صرف انتباه
كما اتهم الحبيب إسرائيل "بصرف انتباه الدول الأعضاء عن خطورة برنامجها النووي السري الذي يشكل مصدر التهديد الوحيد للسلام والاستقرار في الشرق الاوسط".
وأكد أن البرنامج النووي الإيراني مخصص للأغراض السلمية البحتة، وهو يتطابق تماما مع التزاماتنا الدولية".
ويشتبه الغربيون والإسرائيليون بسعي إيران لحيازة قنبلة نووية تحت ستار برنامج مدني، الأمر الذي تنفيه إيران.
من جانب آخر، أكدت كل من وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ونتانياهو مجددا خلال لقاء جمعهما مساء الخميس في نيويورك عزم بلديهما على "منع" إيران من امتلاك القنبلة النووية على ما أعلن مسؤول أمريكي كبير.
يذكر أن المفاوضات بين إيران والدول الكبرى متعثرة بعد فشل جولة التفاوض الأخيرة بين الجانبين في سبتمبر/أيلول الحالي في اسطنبول، حيث يدعو الأوروبيون والولايات المتحدة إلى تشديد العقوبات على إيران، في حين ترفض روسيا والصين ذلك.