هيثم أبو الغزلان
.."وأخيراً" أصدر الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، قراراً بفصل محمود عبد الحميد عيسى الملقب بـ "اللينو" من حركة "فتح"، وتجريده من رتبه العسكرية كافة، "اللينو" لم يتبلّغ القرار رسمياً بعد؛ وأمين سر حركة فتح في لبنان فتحي أبو العردات طلب منه التريّث قبل القيام بأي رد فعل، و"اللينو" استجاب. تحركات شعبية عدّة قام بها أنصار "اللينو" في المخيم؛ أجهزة أمنية لبنانية مُتخوّفة من ردود الفعل التي قد تكون "غير منضبطة"، وقوى فلسطينية وأهالي المخيم مُرتابون ومُتخوفون من القادم والتداعيات المحتملة لذلك!! ولكن يبقى السؤال إلى أين تتجه الأمور؟!
أسئلة كثيرة، وتخوفات عديدة تطرح أكثر من علامة استفهام حول ما حصل، وما يجري الإعداد له قد يؤدي إلى "تفجير" الوضع الذي اتسم بالهدوء في مخيم عين الحلوة في الفترة الأخيرة. وهناك جملة من المؤشرات التي تشير إلى إمكانية حدوث "هزّات إرتدادية" كبيرة لقرار الفصل بحق "اللينو" إذا ما تم المضي به وهذا المرجح، ويرى البعض أن مثل هذه الارتدادات قد تحصل بعد تبليغ "اللينو" بقرار الفصل رسمياً، وهذا ما تتخوف منه الأجهزة الأمنية والمواطن الفلسطيني العادي الذي يخشى الدخول في مرحلة جديدة من التوترات الأمنية التي قد تنعكس سلباً على حياته وعلى المخيم... فهذه القضية وإن كانت تخصُّ حركة فتح إلا أن ردود الفعل المتوقعة بحسب قراءة الأحداث تشير إلى جملة معطيات تصعيدية خطيرة قد يكون الهدف منها يتجاوز مخيم عين الحلوة فقط، بل ويتعداه توتراً إلى المخيمات الفلسطينية الأخرى. كما أنها تستهدف فيما تستهدفه العلاقة ما بين "اللينو" ومحمد دحلان المفصول من حركة فتح والساعي بكل قوة للعودة إليها وعينه على كرسي الرئاسة في رام الله... ويرى كثيرون أن تحركات جليلة زوجة محمد دحلان في لبنان بتغطية من "اللينو" هي إحدى المقدمات التي سرّعت باتخاذ قرار فصل "اللينو" فيما أسمته حركة فتح "تمرداً" وأسماه "اللينو" "تصحيح وضع خطير داخل الحركة".
وفي العموم وضمن سياقات الأزمة الموجودة يمكن توقع ما ستؤول إليه الأوضاع ضمن الأتي:
1- حصول توترات أمنية داخل المخيمات وخاصة عين الحلو.. وهذا يُرجّحُه الكثيرون رغم تريّث "اللينو" وهدوء قيادة "فتح" في لبنان وعلى رأسهم أمين سرها فتحي أبو العردات.
2- إبقاء الوضع على ما هو عليه حالياً وعدم تبليغ "اللينو" بقرار فصله رسمياً تفادياً لرودود الفعل المحتملة والمتوقعة، وهذا مُستبعد في الوقت الراهن لاعتبارات عديدة..
3- حصول "وساطة ما" تخرج بصيغة مشرّفة للجميع تضمن فيها هيبة القرار الفتحاوي وتعيد لـ "اللينو" وضعه السابق، وهذه إحدى الاحتمالات القائمة.
في الختام، إن ما حصل يُعتبر أمراً داخلياً لحركة "فتح"، ويجب إبقاءه ضمن الإطار الداخلي الفتحاوي ويجب أن لا يكون له إنعكاس سلبي ــ في كل الأحوال – على واقع المخيمات وأن لا يكون له إرتدادات سلبيّة، خصوصاً في الجانب الأمني الذي قد تكون له انعكاسات خطيرة والتجارب السابقة تشير إلى ذلك وبوضوح شديد!!
عماد مرمل
صحيح أن التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية كانت في طليعة أولويات الوفد الفلسطيني المشارك في أعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي في جنيف، لكن ذلك لم يمنع رئيس الوفد، عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد، من الغوص في الوضع الفلسطيني على الساحة اللبنانية، وهو المكلف من رئيس السلطة محمود عباس بالإشراف عليها.
وخلال استراحة بين جلستين على هامش المؤتمر المنعقد في جنيف، سألت «السفير» الأحمد عن ملابسات قرار فصل القائد السابق لـ«الكفاح المسلح» محمود عيسى المعروف بـ«اللينو»، فقال: «لقد أعطينا فرصة طويلة للحوار وللأشخاص الواهمين الذين حاولوا أن يعطوا أنفسهم حجماً أكبر مما هم عليه فعلاً، لكن هؤلاء لم يلتقطوا هذه الفرصة، وأصروا على المضي في تمردهم وفي إصدار بيانات، تبين أنها ليست سوى زوبعة في فنجان».
وأضاف الأحمد: «بناءً على ما تقدم، قررت اللجنة المركزية لحركة فتح إعفاء اللينو من مهامه، وأعادته إلى حجمه الطبيعي، لارتكابه فعل التجنح والتمرد على التقاليد التنظيمية. وللعلم لقد دفعت شخصياً في اتجاه ترقيته عام 2009، حيث أعطيناه ثلاث رتب دفعة واحدة استثنائياً فأصبح عقيداً، وليس عميداً كما يدعي، مع الإشارة إلى أنه لا يحمل حتى شهادة توجيهية. لكن سرعان ما تبين أنه لم يكن يستحق هذه الترقية ولا هذه المسؤولية».
وكشف الأحمد عن أن «جهات عدة، فلسطينية ولبنانية، دخلت معنا في مفاوضات ومساومات لتسوية وضع اللينو، إلا أنه لم يستجب لشروطنا.. هو من أعدم نفسه بنفسه.. وانتحر».
وعن حقيقة الوضع في المخيمات الفلسطينية التي يقال إنها تحوي بؤراً إرهابية، تحولت إلى قواعد تجهيز وانطلاق، لتنفيذ عمليات تفجير في المناطق اللبنانية؟
أكد الأحمد أنه «من غير المسموح استغلال المخيمات لتنفيذ أعمال إرهابية»، مشيراً إلى أن تعليمات القيادة الفلسطينية برئاسة محمود عباس واضحة وقاطعة، وهي تقضي بوجوب المحافظة على الأمن في المخيمات بالتنسيق التام مع الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية الرسمية، «ونحن لن نسمح بتكرار تجربة مخيم نهر البارد مهما كلف الأمر».
ويذهب الأحمد في التعبير عن موقف القيادة الفلسطينية إلى أبعد من ذلك، مؤكداً أنه «في اللحظة التي يقرر فيها الجيش اللبناني تولي مسؤولية الأمن داخل المخيمات، سيجدنا إيجابيين ومستعدين للتجاوب، ولا مشكلة لدينا في أن يدخل الجيش إلى المخيمات، لأننا تحت سقف القانون اللبناني».
وشدد الأحمد على أن المخيمات ليست بصدد التستر على أحد من المطلوبين للعدالة في لبنان، مشيراً إلى أنه ثبت أن الشيخ أحمد الأسير غير موجود في عين الحلوة، كما أشيع سابقاً.
كما نفى أن تكون المخيمات منطلقاً لتنفيذ عمليات إرهابية في لبنان، مؤكداً أنه لم يتم تفخيخ أي سيارة في داخلها.
وإذ أبدى الحرص الشديد على أفضل العلاقات مع جميع القوى اللبنانية، لفت الانتباه إلى أنه جرى احتواء تداعيات الإشكال الذي وقع بين بعض أبناء مخيم برج البراجنة و«حزب الله»، وهو لم يترك أي مضاعفات أو تداعيات بعدما تمت معالجة ذيوله بالتنسيق مع الحزب، «ونحن لدينا كل الاستعداد لتقديم أي تنازل في سبيل الحفاظ على استقرار المخيمات ومحيطها اللبناني».
وأوسع من دائرة لبنان، يطلق الأحمد أكثر من برقية معبرة: «نحن ننأى بأنفسنا عن الصراع الناشب في سوريا وندعو إلى الحوار، ونرفض التدخل الأجنبي والضربة التي كانت تلوح بها أميركا، ونحذر من مخاطر تقسيم سوريا وضرب جيشها».
وختم: «إننا نثني على كل مصري ساهم في إسقاط الإخوان المسلمين وإخراجهم من السلطة، لأن مصر كانت في الطريق نحو الظلام».
موقع عين الحلوة على الفيسبوك | Einelhelweh On Facebook