منذ الوهلة الأولى لدخولك "متحف الأقصى" تشتم عبق التاريخ العريق الممتدة جذوره في أرض الأجداد،متلمساً الطريق الى كل ركن يحمل تراث الوطن الحبيب ويتنسم أنفاس القدس العتيقة فهي في العيون.. نحميها برمش الجفون.
ومن رحاب الأقصى المبارك جاء العنوان ليحمل اسمى المعاني وأقدس رسالة للأجيال عبر الأزمان.. ولكل العالم..
أقام المتحف بجهد شخصي جبار ورسمه بلوحة فنية بارعة الجمال الحاج "خليل صالح بلعوم" ابن مدينة الطيبة في ساحة كبيرة تدور حول بيته بتخطيط رائع وانامل ساحرة،حيث لم يكتف بجمع وشراء آلاف القطع القديمة النادرة بل
وصنع الكثير من جرار الفخار الضخمة التي شمخت على مدخل المتحف ووسطه حيث تلألأت بالإضاءة الزاهية
إضافة الى السيوف وجرار فخار متنوعة الاشكال والاحجام.
الفنان "الحاج خليل بلعوم" منذ صغره يهوى جمع واقتناء القطع الاثرية القديمة كما وعمل في مصانع الفخار في
الوسط اليهودي وهناك تعلم المهنة التي احبها وواظب على ممارستها حتى بعد تقاعده، وهو سعيد جدا بهذا الانجاز
وكل من يزور المتحف يشكره ويحييه ويؤكد له انه لا مثيل له.
وخلال حديثنا الشيق معه تعرفنا على كل القطع التي يحويها المتحف حيث قدم لنا شرحاً وافياً عن اسماءها واستعمالاتها وتاريخها وأفادنا ان المتحف يحوي عشرة آلاف قطعة من عدة حقب زمنية وقد جمعها من اسواق المدن الفلسطينية كالقدس والناصرة ويافا ونابلس وجنين ورام الله اضافة الى دول عربية كالاردن والسعودية ومصر..
ومن الجدير ذكره ان المتحف زارته الكثير من الوفود الاجنبية اضافة بالطبع لوفود طلاب المدارس والجامعات عرباً ويهوداً،ولا يقبل ابداً أي مساهمة مادية ولو كانت رمزية ويستقبلهم بحفاوة بالغة وكرم عربي اصيل هو وزوجته الكريمة، ويقدم لهم شرحاً وافيا عن مقتنيات المتحف الاثرية ويرد على اسئلتهم وبالانجليزية ايضاً.
هذا ويؤكد انه فحسب ابناءه وبناته ال8 من ساعدوه ماديا ومعنوياً في اقامته وتواصل العمل فيه وله23 حفيداً يحبونه ويفرحون بتواجدهم معه..
وفي رد على سؤال لنا عن نقل المتحف لمكان اوسع ومساحة اكبر تليق بهذا الكنز الدفين ابدى تذمره من المسؤولين
حيث اقتراحاته لم تجد اذناً صاغية رغم انه لا يطلب أي مقابل مادي خاص به وانما فقط اهتمام يليق بهذا التراث الاثري العريق ليصبح من معالم الطيبة البارزة.
هذا ويحوي المتحف ايضاً ملابس فلاحية فلسطينية قديمة ومكتبة قيمة من الكتب الدينية والثقافية المنتقاة بعناية وبعضها مهدى من مكتبات اسلامية كبيرة مثل مكتبة الاقصى والحرم الابراهيمي الشريف ومكتبة الحرم النبوي الشريف في مكة.
كما واكد لنا الحاج خليل وهذا ما رأيناه ان "متحف الاقصى" لا يحوي تماثيل واصنام وصور لان جميعها محرمة وهنا تجدر الاشارة ان المتحف نال مصادقة فضيلة مفتي القدس لأنه على النهج الاسلامي.
بارك الله فيك وجزاك خيرا في الدنيا والاخرة يا حاج خليل بلعوم.. مهما كتبنا لن نفيك حقك!