فكروا بالموت, لا يشغلنكم عنه سولار ولا كهرباء, فطاقة الايمان في قلوبنا كفيلة برفعكم الى الجنة حتى من دون صواريخ !!.. نحن مشغولون نيابة عنكم بالبحث عن النجاة والحياة لنا ثم لنا ثم لنا, ألسنا نوابكم ؟!
لن تنفعكم انوار الدنيا, لن يفيدكم ركوب السيارات والحافلات, لماذا تهدرون أوقاتكم وأيامكم وأعماركم في البحث عن العمل ؟!, أتحبون المال حبا جما ؟! أتريدون الزواج ؟ اتستبدلون الحياة الدنيا بالآخرة ؟ فآخرتكم الى قبور معتمة, تُحمَلون في نعوش, رأسمالكم أكفان بيض, وبعض قطن في الأنوف, نحن نعقد زواجكم من الحوريات, فليس منكم الا الاستشهاد ومنا الشهود , فدعكم من نساء الدنيا فإنهن متطلبات ! دعكم من الحياة الدنيا, من أنوارها, كهربائها, حواسيبها ثلاجاتها, أجهزتها الطبية, عرباتها اليابانية والأميركية والكورية والمرسيدس وبنزينها وسولارها, دعكم من المشافي, دوائها, صحتها, والمدارس والجامعات, تعليمها, المدن والمشاريع, أراضيها, عمرانها, شوارعها, مصانعها ومزارعها, فأنتم تفضلون متاع الدنيا هذا على الآخرة ؟! فويلكم من عذاب يوم عظيم !!.
اياكم وتطيير الشكوى , لا تقولوا.. “ أف “.. قولوا ربنا ارحم السفهاء منا , وخذنا اخذ عزيز مقتدر بما فعلنا, فقد ركلنا النعمة التي أنزلتها علينا على جناح بركة عبدك هنية , وأخيه الزهار, قولوا : ربنا انهم ادرى بحالنا من انفسنا, فهم نوابنا وليناهم امورنا, واسلمناهم رقابنا, فلا تؤاخذهم ان ساقونا الى جحيم, ومصائب ونوائب فأنت قد قضيت ولا راد لحكمك, فألهمهم الصبر, وابتلينا بساحق ماحق لايبق منا ولايذر حتى نكف عن تذمرنا وشكوانا, الاحساس بآلامنا وعذابنا، والاكثار من مرضانا وموتانا, فخذنا نحن بطوفان او زلزال, واحفظهم همُ لاخوانهم اجمعين !.
ألا تستحون, فأنتم تقولون على “ رجال الله “ في الأرض باطلا.. فحتى شاة لم تعثر في طرقات البلد, الا اذا كنتم تتحدثون عن رواد القبور يوميا, ممن تنقصف اعمارهم من شدة القهر, المرضى, أو الباحثين عن لقمة العيش في الأنفاق, أما نوادي الأحياء الأموات, فهذا لأننا قد استنفذنا بيع الأراضي الحكومية ولم يبق ما نخصصه للمقابر, الا اذا رغبتم بالجماعية, فهنا التجمهر غير ممنوع, واختلاط محمود والله اعلم.
سيدفع الثمن كل أواهٍ حتى ولو كان حليما, سيدفع الثمن كل شكّاء بكّاء على قوت أبنائه, فالشكوى لغير الله أعلى من مؤشر الصمت , أو خارج المعتم من زوايا البيت مذلة !! وقد اعذر من أنذر, فلا تجلبوا لألسنتكم سوطا يقتلع حبال اصواتكم من شروشها... وان لم تصدقوا فجربوا ولو لمرة ما نعنيه بدفع الثمن.