غزة - خاص دنيا الوطن-أسامة الكحلوت
ذات يوم دخلت المديرة الصف واجتذبت انتباهها فورا جمرتان خبيثتان ، إنهما عينان البنت عزة المليئتان بالمعاني .
قالت المديرة للبنت عزة : ليش مريولك ممزق ؟ وسحبتها من يدها ، وأخذتها إلى غرفة الفئران .
غرفة الفئران غرفة مظلمة فيها كراسي الخيزران المهشمة ، وفيها العناكب والكراكيب ، ليس فيها فئران ألان بل بقايا سموم الفئران .
أغلقت المديرة الباب على عزة ، وحبستها أياما ، ثم صارت تدخل لها الخبز اليابس والماء وأحيانا تحرمها منهما ، وصارت عزة ترمى الطباشير والمسامير من شباك الغرفة على المعلمات المتواطئات فيما يبدو مع المديرة ،
وصارت تصرخ صراخا يزعج المدرسة كلها .
وذات يوم أدخلت المديرة إلى غرفة الفئران ثلاثة كلاب جائعة استعارتها من شرطة البلدية ، والنتيجة أن مريول عزة صار ممزقا فعلا ، وتمزق وجهها أيضا .وظلت تصرخ .
تقول المعلمات عزة متوحشة ومجنونة ، والمديرة تقول عزة يجب أن تكف عن رمى الطباشير ، وعن الصراخ حتى ندخل إليها الخبر اليابس والماء ، وحتى الطالبة فتحية أبو البراغي ، قريبة عزة تقول أن عزة أنانية وتريد كل شئ لنفسها .
والمديرة راضية بعض الرضا عن فتحية لأنها لا تصوب لها نظرات حادة ، ولا تطالب بكل أملاك عائلة أبو البراغي التي أخذتها المديرة ، ولكن فتحية أيضا تنال بين الحين والحين صفعة قوية إذا ذكرت أن لعائلتها أملاكا ضائعة )).
كان هذا مقالا للكاتب الصحفي عارف حجاوى الذي نشره في إحدى الصحف المحلية عام 2009 بعد أشهر من الحرب على قطاع غزة التي امتدت 21 يوما .
وشبه فيه الكاتب حالة الطفل عزة تمثل حال الشعب الفلسطيني الذي يطالب بأراضيه المحتلة من الاحتلال الاسرائيلى وبشكل خاص المقاومة في قطاع غزة ، فيما تقوم مديرة المدرسة " إسرائيل " بتضييق الخناق على عزة وحبسها لأنها الوحيدة من العائلة التي تتطرق لأراضيهم المحتلة والتي سرقتها المديرة من عائلتها ، في حين يتواطأ مع المدير كل المعلمات داخل المدرسة .
ثم تطرق الكاتب من جديد لبعض أحاديث المحليين السياسيين حيث قال (( ويأتي المحللون السياسيون ألان .
يقولون غزة فيها تطرف وصواريخ ، وحماس وانقلاب وشهوة حكم وتنفيذية ونحن نقول كلام المحللين صحيح وغزة ليست ستنا مريم ، ولكن المسالة لها أساس ، والمحللون بارعون في نسيان الأساس ، وتحليل النتيجة والواقع .
نعم يجب أن تصبح الفتاة عزة أبو البراغي فتاة أنيقة ذات مريول مكوي ، ويجب أن تصبح فتحية أكثر حرصا على حقوق عائلة أبو البراغي ، ويجب أن تصبح المعلمات منصفان لا متآمرات مع المديرة ، ويجب أن يقف الجميع في وجه المديرة الظالمة ، وأما البلدية التي تزود المديرة بالكلاب الشرسة فيجب أن تتلقى ضغوطا حقيقة من كل الناس لكي تكف عن دعم هذه المديرة .
في رأيكم هل يمكننا أن نطالب عزة أبو البراغي أن تبدأ بنفسها فترقع مريولها وتكف عن الصراخ ، أم من الأجدر إخراجها )) .
واختتم الكاتب مقاله عن الطفلة عزة التي شبهها بقطاع غزة المحاصر والذي تم حبسه في غرفة فئران ، بأنه قبل أن تطالبوا برقع مريول عزة وهى محاصرة يتوجب عليكم إطلاق سراحها وان يسير العدل في المدرسة .
وبناء على ذلك يتوجب فعليا فتح المعابر في قطاع غزة كليا ورفع الحصار وإعادة الحياة للسكان سواء تحت حكم حكومة فتح آو حماس أو وفاق وطني ، المهم أن يعيش المواطنين حياة أمنة وكريمة ، لربما يتم بعد ذلك الاتفاق على كل القضايا وعدم الانفجار المؤقت في وجه إسرائيل .
استمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 51 يوم وطال كافة مناحي الحياة، وغَيَّر من معالم أحياء بأكملها أصبح سكانها بلا مأوى، كما وبلغ عدد الشهداء 2139 بينهم 579 طفلاً و263 امرأة و102 من المسنين، فيما وصل عدد الجرحى 11128، منهم 3374 طفلاً و2088 سيدة و410 مسنين.
ذات يوم دخلت المديرة الصف واجتذبت انتباهها فورا جمرتان خبيثتان ، إنهما عينان البنت عزة المليئتان بالمعاني .
قالت المديرة للبنت عزة : ليش مريولك ممزق ؟ وسحبتها من يدها ، وأخذتها إلى غرفة الفئران .
غرفة الفئران غرفة مظلمة فيها كراسي الخيزران المهشمة ، وفيها العناكب والكراكيب ، ليس فيها فئران ألان بل بقايا سموم الفئران .
أغلقت المديرة الباب على عزة ، وحبستها أياما ، ثم صارت تدخل لها الخبز اليابس والماء وأحيانا تحرمها منهما ، وصارت عزة ترمى الطباشير والمسامير من شباك الغرفة على المعلمات المتواطئات فيما يبدو مع المديرة ،
وصارت تصرخ صراخا يزعج المدرسة كلها .
وذات يوم أدخلت المديرة إلى غرفة الفئران ثلاثة كلاب جائعة استعارتها من شرطة البلدية ، والنتيجة أن مريول عزة صار ممزقا فعلا ، وتمزق وجهها أيضا .وظلت تصرخ .
تقول المعلمات عزة متوحشة ومجنونة ، والمديرة تقول عزة يجب أن تكف عن رمى الطباشير ، وعن الصراخ حتى ندخل إليها الخبر اليابس والماء ، وحتى الطالبة فتحية أبو البراغي ، قريبة عزة تقول أن عزة أنانية وتريد كل شئ لنفسها .
والمديرة راضية بعض الرضا عن فتحية لأنها لا تصوب لها نظرات حادة ، ولا تطالب بكل أملاك عائلة أبو البراغي التي أخذتها المديرة ، ولكن فتحية أيضا تنال بين الحين والحين صفعة قوية إذا ذكرت أن لعائلتها أملاكا ضائعة )).
كان هذا مقالا للكاتب الصحفي عارف حجاوى الذي نشره في إحدى الصحف المحلية عام 2009 بعد أشهر من الحرب على قطاع غزة التي امتدت 21 يوما .
وشبه فيه الكاتب حالة الطفل عزة تمثل حال الشعب الفلسطيني الذي يطالب بأراضيه المحتلة من الاحتلال الاسرائيلى وبشكل خاص المقاومة في قطاع غزة ، فيما تقوم مديرة المدرسة " إسرائيل " بتضييق الخناق على عزة وحبسها لأنها الوحيدة من العائلة التي تتطرق لأراضيهم المحتلة والتي سرقتها المديرة من عائلتها ، في حين يتواطأ مع المدير كل المعلمات داخل المدرسة .
ثم تطرق الكاتب من جديد لبعض أحاديث المحليين السياسيين حيث قال (( ويأتي المحللون السياسيون ألان .
يقولون غزة فيها تطرف وصواريخ ، وحماس وانقلاب وشهوة حكم وتنفيذية ونحن نقول كلام المحللين صحيح وغزة ليست ستنا مريم ، ولكن المسالة لها أساس ، والمحللون بارعون في نسيان الأساس ، وتحليل النتيجة والواقع .
نعم يجب أن تصبح الفتاة عزة أبو البراغي فتاة أنيقة ذات مريول مكوي ، ويجب أن تصبح فتحية أكثر حرصا على حقوق عائلة أبو البراغي ، ويجب أن تصبح المعلمات منصفان لا متآمرات مع المديرة ، ويجب أن يقف الجميع في وجه المديرة الظالمة ، وأما البلدية التي تزود المديرة بالكلاب الشرسة فيجب أن تتلقى ضغوطا حقيقة من كل الناس لكي تكف عن دعم هذه المديرة .
في رأيكم هل يمكننا أن نطالب عزة أبو البراغي أن تبدأ بنفسها فترقع مريولها وتكف عن الصراخ ، أم من الأجدر إخراجها )) .
واختتم الكاتب مقاله عن الطفلة عزة التي شبهها بقطاع غزة المحاصر والذي تم حبسه في غرفة فئران ، بأنه قبل أن تطالبوا برقع مريول عزة وهى محاصرة يتوجب عليكم إطلاق سراحها وان يسير العدل في المدرسة .
وبناء على ذلك يتوجب فعليا فتح المعابر في قطاع غزة كليا ورفع الحصار وإعادة الحياة للسكان سواء تحت حكم حكومة فتح آو حماس أو وفاق وطني ، المهم أن يعيش المواطنين حياة أمنة وكريمة ، لربما يتم بعد ذلك الاتفاق على كل القضايا وعدم الانفجار المؤقت في وجه إسرائيل .
استمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 51 يوم وطال كافة مناحي الحياة، وغَيَّر من معالم أحياء بأكملها أصبح سكانها بلا مأوى، كما وبلغ عدد الشهداء 2139 بينهم 579 طفلاً و263 امرأة و102 من المسنين، فيما وصل عدد الجرحى 11128، منهم 3374 طفلاً و2088 سيدة و410 مسنين.
وقبل مطالبة الشعب الفلسطيني الذي يطالب بأبسط حقوقه بفتح المعابر ، يتوجب على العالم إعادة الكرامة للقضية الفلسطينية ، ومطالبة إسرائيل بوقف العدوان وان يعيش شعبنا في حرية وكرامة .