ﻣﻜﺘﺒﺔ دﻳﻮان اﻟﻌﺮب ﺗﻘﺪم ﻟﻜﻢ
اﻹﺑﺪاع
ﺷﻬﺎدات ﺣﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﻔﻦ اﻹﺑﺪاﻋﻲ ﻓﻲ
ﻣﻌﺘﻘﻞ أﻧﺼﺎر ﻓﻲ اﻟﺠﻨﻮب اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ
ﺣﺴﻴﻦ ﻋﻠﻲ ﻗﺼﻴﺮ
اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :
اﻻﻋﺘﻘﺎل
ﺑﺪأت ﻗﻮات اﻻﺣﺘﻼل اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻣﻨﺬ اﻟـﻴــﻮم اﻷول ﻻﺟﺘﻴﺎﺣﻬﺎ اﻷراﺿﻲ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧــﻴﺔ
ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﻣﻌﺴﻜﺮات اﻻﻋﺘـﻘﺎل اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻋﻠــﻰ اﻷراﺿﻲ اﻟﻠﺒـــﻨﺎﻧــﻴﺔ اﻟﻤﺤﺘــﻠﺔ .
ﻓﺄﻗــﺎﻣــﺖ ﻓــﻲ اﻟﻌـــﺎم 1978 ﻓﻲ اﻟﺸﺮﻳﻂ اﻟﺤﺪودي اﻟﻤﺤﺘــﻞ :
-1 ﻣﻌﺘﻘــــﻞ اﻟﻤﻠﺠـــﺄ ﻓﻲ ﺑﻨــﺖ ﺟﺒﻴــﻞ
-2 ﺳﺠـــﻦ ﺗــﻞ اﻟﻨﺤــــﺎس .
-3 ﺳﺠــﻦ ﻋﻴﻨــﺎﺗــــﺎ .
-4 ﻣﻌﺘﻘــــﻞ ﻋﻠﻤــﺎ اﻟﺸﻌـــﺐ.
12
اﺟﺘﻴﺎح 1982
-1 ﻣﻌﺘﻘــــﻞ أﻧﺼﺎر.
-2 ﻣﻌﺘﻘــــﻞ ﻣﺪرﺳـــﺔ اﻟﺸﺠـــﺮة
-3 ﻣﻌﺘﻘــــﻞ ﻣﻘﺮ اﻟﺤــــﺎآﻢ اﻟﻌﺴﻜـــﺮي ﻓﻲ ﺻـــــﻮر.
-4 ﻣﻌﺘﻘــــــﻞ آﻔــــــﺮ ﻓﺎﻟـــــﻮس واﻟﺴــــــﺮاي اﻟﺤﻜـــــﻮﻣــــﻲ ﻓـــﻲ ﺻﻴــــﺪا.
-5 ﻣﻌﺘﻘــــﻞ اﻟﺮﻳﺠــــﻲ ﻟﻠﻨﺴـــﺎء ﻓﻲ اﻟﻨﺒﻄﻴــــﺔ .
-6 ﻣﻌﺘﻘــــﻞ اﻟﺨﻴــــــــــــــﺎم.
هـــــﺬا ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﻌﺘﻘﻼت اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴـــــﺔ ﻓﻲ داﺧـــﻞ ﻓﻠﺴـــــﻄﻴﻦ
اﻟﻤﺤﺘﻠــــﺔ ﻣﺜﻞ ﻧﺠﺎ ﻣﻨﺎ، ﻣــــﺎﺟـــﺪو، ﻋﺴﻘـــﻼن، ﺑﺌـــﺮ اﻟﺴـــﺒﻊ، اﻟﻌﻔــــﻮﻟــــﺔ،
ﻋﺘﻠﻴﺖ.
ﻣﺮاﺣﻞ اﻻﻋﺘﻘﺎل
اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ :اﻻﻋﺘﻘﺎل اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ.
آﺎن ﻳﺘﻢ ﻧﻘﻞ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﺟﻤﺎﻋﻴﺎ إﻟﻰ اﻷﻣﺎآﻦ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﺒﺪأ ﻓﻴــــﻬﺎ ﻣﺮﺣﻠﺔ
اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ اﻟﻤﻴﺪاﻧﻲ وهﺬﻩ اﻷﻣﺎآﻦ آﺎﻧﺖ اﻟﺴﺎﺣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﻟﻤﺪارس وﺷﻮاﻃﺊ اﻟﺒﺤﺮ .
وﻣﻦ هﻨﺎ ﺗﺒﺪأ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻔﺮز ﻟﻠﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ.
اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :اﻟﻔﺮز اﻷوﻟﻰ
هﻨﺎ ﻳﻘﺎد اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻮن ﺟﻤﺎﻋﻴﺎ اواﻓﺮدﻳﺎ إﻟﻰ اﻟﺰﻧﺰاﻧﺎت واﻟﻤﻌﺘﻘﻼت داﺧـــــﻞ اﻷراﺿﻲ
اﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ﺣﻴﺚ ﺣﻮﻟﺖ اﻟﻤﻌﺴﻜﺮات إﻟﻰ زﻧﺰاﻧﺎت ﻃﻮل اﻟﻮاﺣﺪة ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺘﺮ وﻋﺮﺿﻬﺎ ﻧﺼﻒ
ﻣﺘﺮ. وﻳﻘﺎد اﻟﻤﻌﺘﻘﻞ إﻟﻰ أﺣﺪ ﺳﺠﻮن اﻟﻤﺨﺎﺑﺮات اﻟﻤﻮزﻋﺔ ﻋﻠﻰ اﻣﺘﺪاد اﻟﺠﻨﻮب
اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ وﻳﺘﻌﺮض ﻟﺸﺘﻰ أﻧﻮاع اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻻﻧﺘﺰاع اﻻﻋﺘﺮاﻓﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺪم ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﻌﺪو.
ﻣﻌﺘﻘــــﻞ أﻧﺼـــــﺎر
- إن ﻣﻌﺘﻘـــﻞ أﻧﺼﺎر هـــﻮ اﻟﺮدﻳـــﻒ ﻟﻠﻮﻃـــﻦ ﻓﺄﻣـــــﺎ أن ﻳﺴــــﺎق اﻟﻮﻃـــﻦ
آﻠــــﻪ إﻟﻰ اﻷﺳﺮ وإﻣﺎ إن ﻳﻘﺎد اﻷﺣﺮار إﻟﻰ أﻧﺼﺎر ﺣﻴــــﺚ ﺑﻘــﻲ ﻗــﻠـــﺐ اﻟﻮﻃــــﻦ
ﻳــــﺪق ﺑﻘــﻮة ﻋﻠﻰ وﻗـــﻊ اﻟـــﻮﺟـــﻊ .
ﻣﻌﺘﻘــــﻞ أﻧﺼﺎر . اﻟﻤـــــــﺪرﺳــــﺔ واﻟـــــﺮﻣــــﺰ .
هــﺬا اﻟﻤﻌﺘـــﻘﻞ أآﺒـــﺮ اﻟﻤﻌﺘﻘــــﻼت اﻟﺘـــﻲ أﻗﻴﻤﺖ أﺛﻨﺎء اﻻﺟﺘﻴﺎح 1982 . ﺣﻴـــﺚ
ﻣﺎرﺳــــﺖ ﻓﻴــﻪ اﺑﺸـــﻊ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﻌـــﺬﻳﺐ اﻟﺠﺴـــﺪي واﻟﻨﻔﺴـــﻲ ﺑﺤﻖ3
اﻟﻤﻌﺘــﻘــﻠﻴـــﻦ ﺿَـــــﺎرﺑـــﺔ ﺑﻌــــﺮض اﻟﺤـــﺎﺋـــﻂ آـــــﻞ اﻟﻤـــــﻮاﺛــﻴــﻖ واﻻﺗﻔــــﺎﻗـــﺎت
اﻟـــــﺪوﻟﻴــــﺔ اﻟﺘــــﻲ أﻧﺠﺰﺗﻬﺎ اﻟﺒﺸـــــــﺮﻳــــﺔ ﻋﻠـــﻰ اﻣﺘــــﺪاد اﻟﺘـــــﺎرﻳﺦ واﻟﺘـــﻲ
ﺗﺤﻈﺮ اﻋﺘﻘــــﺎل اﻹﻧﺴﺎن وﺗﻌـــــﺬﻳﺒــــﻪ، ﻟﻘـــــﺪ اﺑﺘــــﺪأت اﻟﻘــــﻮات اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ، ﻣﻨــــﺬ
اﻟﻴـــﻮم اﻷول، ﻻﺟﺘﻴﺎﺣﻬﺎ اﻷراﺿﻲ اﻟﻠﺒﻨــــــﺎﻧﻴـــﺔ ﻓـــﻲ 5 ﺣﺰﻳﺮان 1982، ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ
ﻣﻌﺴﻜـــــــﺮ اﻻﻋﺘﻘــــــﺎل اﻟﺠﻤــــﺎﻋـــﻲ ﻋﻠـــﻰ أراﺿﻰ ﺗــــــﺎﺑﻌــــــﻪ ﻟﺒــــﻠـــــﺪة أﻧﺼﺎر،
اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﺑــــﺎﻟﻘـــــﺮب ﻣــــــﻦ ﻣـــﺪﻳﻨــــــﺔ اﻟﻨﺒﻄـــــﻴﺔ ﺣﻴـــــــﺚ ﺳﻴﺠﺚ
ﻣﺴـــــﺎﺣــــﺎت وا ﺳـــــﻌﺔ ﻣـــﻦ اﻷراﺿﻲ ﺑﺎﻷﺳﻼك اﻟﺸﺎﺋﻜﺔ، وأﻗــــﺎﻣــــﺖ ﺧﻠﻔـــﻬﺎ
اﻟﺴﻮاﺗﺮ وأﺑﺮاج اﻟﻤﺮاﻗﺒﺔ واﻟﺘﺤﺼﻴـــــﻨﺎت ﻋﻠـــﻰ ﻏـــــﺮار اﻟﻤﻌﺴﻜــــﺮات داﺧــــﻞ اﻷراﺿﻲ
اﻟﻤﺤﺘﻠﺔ، وﻗﺴــــــــﻢ اﻟﻤﻌﺴﻜـــــﺮ إﻟﻰ ﻋﺸـــــﺮﻳـــﻦ ﻣﺤﻄﺔ، ﻣﺴــــﺎﺣـــﺔ آــــﻞ
ﻣﺤﻄﺔ ﺣــــﻮاﻟـــﻲ اﻷﻟﻒ ﻣﺘـــــــﺮ ﻣـــــــﺮﺑـــــﻊ واﻟــــﺬي ﻳﺤﺘــﻮي ﻋﻠـﻰ ﻋﺸــﺮﻳﻦ (20)
ﺧﻴـــﻤﻪ وﻓـــﻲ آـــﻞ ﺧﻴــــﻤﻪ (25) ﻣﻌﺘﻘــــﻼ" وأﻗﻴﻤــــــﺖ ﺑﻴــــﻦ هـــــﺬﻩ
اﻟﻤﺤﻄــــــــﺎت ﻃــــــــﺮقّ ﺗﺮاﺑﻴﺔ ﻟﻤــــــﺮور اﻵﻟﻴﺎت وﻣﺨـــــﺎزن اﻟﺘﻤـــــﻮﻳــــﻦ
وﺧـــــﺰاﻧــــﺎت اﻟﻤﻴـــــﺎﻩ، وﻏــــﺮﻓـــﺔ ﻋﻤﻠﻴــــﺎت اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ
واﻟﻤﺨـــــــــﺎﺑـــــﺮات. وﻣﻌﺴــــﻜﺮ اﻟﺘﻌـــــﺬﻳﺐ (اﻟﺠــــﻮرﻩ .) ﺧـــــﺎرج اﻟﻤﻌﺘﻘــــﻞ
وﻋﻠـــﻰ اﻣﺘـــﺪاد اﻟﺴــــﺎﺗـــﺮ اﻟﺘـــﺮاﺑــﻲ واﻟﺘـــﻼل اﻟﻤﺠﺎورة ﻧﺼﺒــــﺖ أﺑﺮاج اﻟﻤﺮاﻗﺐ
اﻟﻤﺠﻬﺰة ﺑﺎ ﻷﺿﻮاء اﻟﻜﺎﺷﻔﻪ (ﺑـــﺮوﺟﻜﺘــــﺮات) .
إن اﻟﺘﻘﺴﻴــــــﻢ اﻟﻬﻨﺪﺳــــﻲ ﻟﻠﻤﻌﺴﻜـــــﺮات ﻣـــﻦ ﺣﻴــــﺚ اﻟﻤﻨﺸـــﺂت
وﻣﻨــــﺎﻃـــﻖ اﻟﺘﺤﺼﻴـــــــﻨﺎت واﻟﺪ ﺷﻢ واﻷﺑﺮاج وﺗـــﻮزﻳــﻊ اﻷﺳﻼك وﺗﺼــــﺮﻳـــﻒ
اﻟﻤﻴـــﺎﻩ ﻳﺘﻄـــــﺎﺑـــﻖ ﻣـــﻊ ﻣﻌﺴـــــﻜﺮ اﻻﻋﺘﻘـــﺎل أوﺷﻔﺘﺰ اﻟــﺬي أﻧﺸﺄﺗﻪ اﻟﻘـــــﻮات
اﻷﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ﻓـــﻲ ﺑﻮﻟﻨﺪا.
أﻧﺼﺎر آــــﺎﻧـــﺖ ﺑﻤﺜـــــﺎﺑــــﺔ اﻟﺴﺠـــــﻦ اﻟﻜﺒﻴـــــﺮ ﻟــــﻮﻃــــﻦ ﺑﺄآﻤــــــﻠﻪ،
اﻣﺘـــــﺰﺟـــﺖ ﻓﻴـــﻪ ﺷــــﺮاﺋـــﺢ اﻟﺸﻌـــﺐ اﻟﻠﺒﻨـــﺎﻧﻲ ﺑﻄــــﻮاﺋﻔـــﻪ وﻣـــﺬاهﺒــــﻪ،
ﺣﺘــﻰ أﺿﺤﻰ آﻤﺨﻴـــﻢ ﺗـــﺮﻓﻴـﻬــــﻲ ﻣــﻦ ﻣﺨﻴﻤــــﺎت اﻟﻤﺪﻳﺮﻳﺔ اﻟﻌـــﺎﻣــــﺔ
ﻟﻠﺸﺒـــﺎب واﻟـــﺮﻳـــﺎﺿﺔ.
ﻓــﻔﻲ أﻧﺼﺎر آــــﺎن اﻟﻄﻔـــــﻞ، واﻟﺸﻴـــــﺦ، اﻟــــﺮﺟــــﺎل واﻟﻨﺴــــــﺎء، اﻟﻌﻤـــــﺎل
واﻟﻔـــــﻼﺣـــــﻮن واﻷﻃﺒﺎء، واﻟﻤﻬﻨﺪﺳﻮن واﻟﻌــــﺎﻃـــﻠﻮن ﻋـــﻦ اﻟﻌﻤـــــــﻞ، وﺑﺬﻟﻚ
ﺗﺴﻘـــــﻂ ﺻﻔـــــــﺔ اﻟﻌــــــﺎﻃــﻞ،ﻓــــﻲ أﻧﺼﺎر ﺣﻴـــــــﺚ اﺻﺒـــــــﺢ ﻣﻨﺎﺿﻼ
وﻃﻨﻴــــــــﺎ" أول اﻷﻣـــــﺮ ﺛـــــﻢ اﻧﺨـــــﺮط ﻓــــﻲ ﺧﻀــــــــﻢ ﻣﺸــــــــﺎرﻳـــــﻊ
اﻟﻴـــــــﻮﻣﻴــــــﺎت اﻟﺘــــﻲ ﻋﻤــــــﻞ ﺑﻬــــــﺎ اﻟﻤﻌﺘﻘـــــــــﻠﻮن، ﻓﻤــــــــﻊ أﻃﻼل آﻞ
ﻳــــــﻮم آـــــﺎن هﻨــــﺎك ﻳـــــﻮم أﻧﺼﺎري ﻓﻴــــــﻪ ﻋــــــﺪة ﻣﺸــــــﺎرﻳـــــــﻊ،
ﻓـــﺎﻟﺒﻌـــﺾ آـــﺎن ﻳﺬهـــــﺐ ﻟﻠﻤﻄﺒــــﺦ واﻟﺒﻌـــــﺾ اﻵﺧـــﺮ ﻳـــﺬهـــﺐ ﻟﻠﺘﻨﻈﻴـــــــﻒ،
وﺁﺧﺮون ﻳﻘـــﻮﻣـــﻮن ﺑــــﺮﻳـــﺎﺿـــﺔ اﻟﺼﺒــــﺎح وﻣﻨﻬــــﻢ ﻣـــﻦ آـــﺎن ﻳﻬﺘــــﻢ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎل
اﻟﻔﻨﻴـــــﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ أو اﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ... ﻓــﺄﻧﺼـــﺎر آـــﺎﻧـــﺖ ﻣـــﺪرﺳـــﺔ ﺑـــﺪاﺋﻴـــﺔ ﻟﻴﺴـــﺖ
ﺗﺤـــﺖ اﻟﺴﻨﺪﻳﺎ ﻧــﻪ ﺑــﻞ ﺗﺤـــﺖ اﻟﺨﻴﻤﺔ.4
هـــﺬﻩ اﻟﺨﻴـــﻤــﺔ اﻟﺘـــﻲ ﺣــﻮت اﻟﻜﺜـﻴــﺮ ﻣــﻦ اﻟﻨـــﺎس آــﺎﻧﺖ ﺗﺤـــﻮي اﻟﻜﺜـﻴـــﺮ
ﻣﻦ اﻟﻬﻤـــﻮم وﻣﻦ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺘــﻲ آـــﺎن آـــﻞ واﺣــــﺪ ﻳﻌﺒـــﺮ ﻋﻨـــﻬﺎ ﺑﻄــــﺮﻳﻘﺘـــﻪ
وأﺳﻠﻮﺑﻪ، ﻓﻤﻨﻬـــــﻢ ﻣﻦ ﻧﻈـــﻢ ﻗﺼﻴــــﺪة، وﻣﻨﻬـــﻢ ﻣــﻦ آﺘـــﺐ ﻗﺼـــﻪ أو ﺣﻔـــﺮ
ﺣﺠــــﺮا" ورﺳـــﻢ ﻟﻮﺣـــﺔ،وﻟﻜـــــﻦ آﻴـــــﻒ، وﻣﺘـــﻰ، هـــﺬا ﻣـــﺎ ﺳﻨﺘﺤــــﺪث ﻋﻨـــﻪ
وﻣــــﺎ ﺳﻨـــﺮوﻳـــﻪ...
ﻟﻴــــﺲ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺔ أﺣﺪ أن ﻳﺤــــﺪد آـﻴـــﻒ وﻣﺘـــــﻰ ﺑـــﺪأ اﻟﻌﻤــــﻞ اﻟﻔﻨــــﻲ
ﻓـــﻲ ﻓﺘـــﺮة اﻻﻋﺘﻘﺎل. ﻟﻜــﻦ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ أن ﻧﻀـــﻊ ﺗﺼــــﻮرا واﺿﺤـــــﺎ وأوﻟﻴــــﺎ ﻟﻠﻤـــﺮﺣﻠﺔ
اﻟﺘﻲ ﺑﺪأ ﻓﻴﻬــــﺎ اﻹﻧﺘﺎج اﻟﻔﻨـــﻲ وذﻟﻚ ﻋــــﺎﺋـــﺪ ﻟﺘﻌــــﺪد اﻟﻨﺘــــﺎﺟــــﺎت أﺷﻜﺎﻻ
وأﻧـــﻮاﻋـــﺎ وﻣـــــﺎهﻴـــﺔ.
اﻹﺑـــــــﺪاع
ﻧﻌﻤـــــﺔ اﻹﺑـــﺪاع آـــﺎﻧﺖ ﻣﻌـــــﺮوﻓــــﻪ ﻣﻨــــﺬ أزﻣﺎن ﺑﻌﻴــــﺪﻩ ﺟــــﺪا" وآـــﺎن
ﻳﻨﻈــــﺮ إﻟﻴﻬﺎ ﺑﻜﺜﻴــــﺮ ﻣـــﻦ اﻹﺟﻼل واﻹآﺒــــﺎر آﻤـــﺎ ﻟــﻮ آـــﺎﻧـــﺖ هﺒـــﻪ ﻣﻘﺪﺳﺔ،
آﻤـــﺎ أن اﻷﺳـــــﺎﻃﻴـــــﺮ اﻟﻴـــــــﻮﻧــــﺎﻧﻴــــﺔ آـــﺎﻧﺖ ﺗﻠﺤـــﻖ ﻗــــﻮى اﻹﺑـــﺪاع أو
اﻟﻤـــﻮهﺒــــﺔ اﻹﺑــــﺪاﻋﻴــــﺔ إﻟﻰ ﺑﻌﺾ اﻷﺑﻄﺎل اﻷﺳﻄﻮرﻳﻴﻦ أﻣﺜﺎل ﺑﺮوﻣﻴﺜﻴﻮس
ﻣﻜﺘﺸﻒ اﻟﻨﺎر وﻓﻮﻟﻜﺎن أول ﻣﻦ ﺻﻬﺮ اﻟﺤﺪﻳﺪ وهﺮﻣﺲ ﻣﺨـــﺘــﺮع اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ . ﻓﻬـــﺆﻻء
ﺟﻤﻴـــﻌﺎ ﻳﻈﻬﺮون ﻓــﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻧﻬﻢ ﻋﻨﺼﺮ إﻋﺠﺎﺑﻲ ﻳﻔــﻮق
ﻗــﺪرات اﻟﺒﺸــﺮي اﻟﻌـــﺎدي وآﺜﻴـــﺮون آﺘﺒـــﻮا ﻋــﻦ اﻟﺸﻌـــﻮب اﻟﺒـــﺪاﺋﻴـــﺔ وﻗـــﺪ
ﻣــﻮا ﻟﻨـــﺎ ﻧﻤـــﺎذج راﺋﻌـــﺔ ﻣــﻦ اﻹﺑـــﺪاع ﻓــﻲ ﻣﺠـــﺎل اﻷﺳـــﺎﻃﻴـــﺮ أو اﻟﻔـــﻦ
اﻟﺘﺸﻜﻴـــﻠﻲ واﻟﺰﺧﺮﻓﺔ وﻣــﺎ إﻟﻴﻬﺎ .
ﻓـــﺎﻟﻌﻤـــﻞ اﻹﺑــﺪاﻋــﻲ ﻓــﻲ أﻧﺼﺎر ﺗﺠـــﺎوز اﻟﺘﺠـــﺮﺑــﺔ اﻹﻧﺴـــﺎﻧﻴـــﺔ اﻟﻌـــﺎدﻳــﺔ
وادﺧـــﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ آﺜﻴﺮا ﻣــﻦ ﻋﻨــــﺎﺻــﺮ اﻟﺘﺤـــﻮﻳﻞ وأدى ﺑﺎﻟﻨﻬـــﺎﻳﺔ إﻟﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮهﺎ
ﺑﺤﻴـــﺚ اﺻﺒـــﺢ ﻣﺘﻌـــﺎرﺿــﺎ ﻣﻊ اﻷوﺿﺎع اﻟﺘﻘـــﻠﻴـــﺪﻳــﺔ، ﺑـــﻞ ﻣﺜــﻞ ﺗﺤـــﺪﻳــﺎ ﻟﻬـــﺎ،
ﻷن وﻗــﻊ اﻟﻌﺼـــﺎ ﻻ ﻳﺤﺴﺒﻬﺎ إﻻ ﻻﻗﻴـــﻬﺎ.
إن ﺑﻌـــﺾ اﻷﻋﻤﺎل اﻹﺑـــﺪاﻋﻴـــﺔ أدت إﻟــﻰ ﺗﻐﻴـــﺮ ﻧﻈـــﺮة اﻟﻨـــﺎس ﻟﻘـــﺪرات
اﻹﻧﺴـــﺎن، ﻓــﻲ اﻟﻌﻄـــﺎء ﺣﺘــﻰ ﻳﻤﻜﻨﻨـــﺎ أن ﻧﺼـــﻒ اﻟﻌﻤـــﻞ اﻟﻔﻨـــﻲ ﻓــﻲ
اﻟﻤﻌﺘﻘـــﻞ ﺑﺎﻟﺘﺴــــﺎﻣـــﻲ واﻟﻘـــﺪرة ﻋـــﻠﻰ إﺑﺪاع ﺷـــﺮوط ﺟــــﺪﻳــﺪﻩ ﻟﻠـــﻮﺟـــﻮد
اﻟﺒﺸــــﺮي،واﻟﺮﺟـــﻮع إﻟﻰ ﺗﻄـــﻮر اﻟﻌﻤـــﻠﻴــﺔ اﻹﺑـــﺪاﻋـﻴـــﺔ ﻋﺒـــﺮ اﻟﻌﺼـــﻮر، ﻷﻧــﻪ
آـــﺎن ﻳـــﻮﺟـــﺪ ﻋﻨـــﺪ اﻟﻜﺜـﻴــﺮ ﻣــﻦ اﻟﺸﻌـــﻮب و اﻟﻘﺒـــﺎﺋﻞ اﻟﻘـــﺪﻳـﻤـــﺔ ﻓﻨـــﺎﻧــﻮن5
ﻋﻠــﻰ درﺟـــﺔ ﻋـــﺎﻟﻴـــﺔ ﻣـــﻦ اﻹﺑـــــﺪاع واﻹﺑﺘﻜـــﺎر، ﻟﻜــﻦ ﺑﻌـــﺾ هـــﺬﻩ اﻷﻧﻤﺎط
ﺗﺴﺘﻤـــﺪ ﺑﻐﻴـــﺮ ﺷــﻚ ﻣــﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌـــﺔ ذاﺗﻬـــﺎ.
ﺑﻌــﺪ أن آﺸــــﻒ اﻷﻧﺜـــﺮﺑــﻮﻟـــﻮﺟﻴــــﻮن ﻋـــﻦ ﺟــﻮاﻧــﺐ اﻹﺑـــﺪاع ﻓـــﻲ
اﻟﺜﻘـــﺎﻓــﺎت اﻟﺒـــــﺪاﺋﻴــﺔ واﻟـــﺮﺑﻂ ﺑﻴــﻦ اﻟﻔـــﻦ وﺑﻘﻴـــﺔ اﻟﻨﻈـــﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
واﻟﺜﻘـــﺎﻓﻴــﺔ وﺧﺼـــﻮﺻـــﺎ اﻟـــﺪﻳـــﻦ واﻟﺴﺤـــﺮ، وآـــﺬﻟﻚ اﻟﺘـــﺮآﻴﺒــــﺎت اﻟﺘــــﻲ
ﻟﺠــــﺄ إﻟﻴــــﻬﺎ اﻟﺒــــﺪاﺋﻴـــﻮن ﻓـــﻲ ﺗﺼــــﻮﻳـــﺮهـــﻢ وﻧﻘﺸﻬﻢ وزﺧــــﺎرﻓﻬـــﻢ ﺑﺤﻴــــﺚ
ﻳﺠﻤﻌـــﻮن ﺑﻴــﻦ اﻹﻧﺴــــﺎن واﻟﺤﻴــــﻮان ﻓــــﻲ وﻗــــﺖ واﺣــــﺪ.
هﻨـــﺎ ﻧﺠـــﺪ ﺗــــﺮاﺑﻄـــﺎ وﺛﻴﻘــــﺎ ﺑﻴــﻦ ﻧﺸـــﺄة اﻟﻔـــﻦ اﻹﺑﺪاﻋـــﻲ ﻓــﻲ اﻟﻤﻌﺘﻘـــﻞ
ﻣﻊ ﻧﺸـــﺄة اﻟﻔـــﻦ اﻟﺒـــﺪاﺋـــﻲ اﻟــــــﺬي ﺧﻄـــــﻰ ﺧﻄﻮ اﺗﻪ اﻷوﻟﻰ ﻣﻊ ﻋﻼﻗﺘـــﻪ
اﻟﻤﺒــــﺎﺷـــﺮة ﺑﺎﻟﻄﺒﻴﻌــــﺔ واﻟﺤﻴﺎة اﻟﻴــــﻮﻣﻴﺔ وﺣـــﺎﺟـــﺎﺗﻬﺎ اﻟﻤــــﻠﺤــــﺔ ﻟــﻜﺜﻴــــﺮ
ﻣــــﻦ اﻟﻤــــﻮاﺿﻴـــــﻊ، ﻓﺎﻟﻤﻌﺘﻘﻼت ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺣـــﺎﻟﻬـــﺎ اﻓﻀـــﻞ ﻣﻦ ﺣﻴـــﺎة اﻟﺒﺪاﺋﻴﻴﻦ
ﻓﺒـــﺪل اﻟﻤﻐــــﺎرة ﺧﻴﻤـــﺔ، وﻟﻜــﻦ اﻟﻨـــﻮم ﻋـــﻠﻰ اﻟﺤﺼـــــﻰ آــﺎن ﻣﺸﺘــــﺮآـــﺎ
ﺑﻴـــﻦ اﻹﻧﺴــــﺎن اﻟﺒـــــﺪاﺋـــﻲ واﻹﻧﺴــــــﺎن ﻓـــــﻲ اﻟﻤﻌﺘﻘــــــﻞ.
اﻷول ﺣــــﺮ ﺳــــﺎﻋـــﺔ ﻳﻨــــﺎم، وﺳــــﺎﻋـــﺔ ﻳﻨﻬــــﺾ، أﻣﺎ اﻟﺜــــﺎﻧﻲ ﻳﻨــــﺎم
ﺳـــﺎﻋـــﺔ ﻳﺆﻣـــﺮ وﻳﻨﻬــــﺾ ﺳــــﺎﻋـــﺔ ﻳـــﺮﻳــــﺪون، أﻣﺎ اﻟﻤﻌـــﺎﻧــﺎة ﻓﻤﺼـــــﺪرهـــــﺎ
واﺣــــﺪ واﻹرهـــــﺎب واﺣـــﺪ.
وﺑﻤـــﺎ أن ﻋـــﻮاﻣـــﻞ اﻟﺒﻴﺌـــﺔ واﻟﺘــــﺮﺑﻴـــــﺔ واﻷﻋـــﺪاد آﻠﻬــــﺎ ﻋﻨـــﺎﺻـــﺮ أﺳﺎﺳﻴﺔ
ﺣﺘـــﻰ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒـــﺔ ﻟﻠــﺬﻳــﻦ ﻣﻨﺤـﺘـﻬـﻢ اﻟﻄﺒﻴﻌـــــــﺔ آﺜﻴـــﺮا "ﻣــﻦ اﻟﻤــــﻮاهــــﺐ
اﻟﺘـــﻲ هـــﻲ أﺻـــﻞ اﻟﻌﺒﻘــــﺮﻳـــﺔ ﻓـــﻲ اﻹ ﺑـــﺪاع، واﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﻣﻌـــﺎﻧـــﺎة
ﻋــــﺎﺷﻬــــﺎ اﻹﻧﺴـــﺎن ﻋﺒـــﺮ اﻟﻌﺼـــﻮر آﻠﻬـــﺎ ﻣﻦ اﻟﺒـــﺪاﺋﻴــــــﺔ ﻣﺮورا ﺑﺎﻟﻌﺼـــﻮر
اﻟﻘﺪﻳﻤــــــﺔ واﻟــﻮﺳـــﻄﻰ ﺣﺘــــﻰ ﻋﺼـــــﺮ اﻟﻨﻬﻀـــﺔ اﻟﺘﻲ آـــﺎﻧــﺖ ﺑﺄﺟﻤـــﻠﻬـــﺎ
ﻓــﻲ ﺧـــﺪﻣـــﺔ اﻟﺰﻣـــﺎن واﻟﻤﻜـــﺎن ذاﺗـــﻪ، ﻣﻦ هﻨــــﺎ ﺗﺒـــﺮز اﻟﻌﻮاﻣــﻞ اﻟﺘـــﻲ أدت
إﻟﻰ ﻧﺸــــــﻮء ﻓﻨــــــﻮن اﻟﻤﻌﺘﻘــــــﻞ اﻟﻤﺘﻌـــــﺪدة،ﻧﺘﻴﺠـــﺔ اﻟﻤﻌــــﺎﻧـــﺎة اﻟﺘــﻲ
ﻋـــﺎﺷﻬــــﺎ اﻹﻧﺴــــﺎن ﺧﻼل ﻓﺘـــﺮة اﻹﻋﺘﻘـــﺎل واﺗـــﺖ ﻣﻌﺒـــﺮة ﻋــﻦ ﻣـــﺪى ﻗـــﺪرة
اﻹﻧﺴـــﺎن ﻋﻠــﻰ اﻟﺨــﻠﻖ وارﺗﺒـــﺎط هـــﺬا اﻟﺨﻠـــﻖ ﺑﻈـــﺮوف ﺣﻴــــﺎﺗﻪ اﻟﻴـــﻮﻣﻴـــﺔ
اﻟﻤﺘـــﺮاآﻤـــﺔ،ﻷن اﻷﻳـــﺎم ﻓـــﻲ اﻟﻤﻌﺘﻘـــﻞ ﻻﺗﻌـــﺪ وﻻ ﺗﺤﺼﻰ وﻣــﺎ ﻣﻦ أﺣﺪا آـــﺎن
ﻳﻬﺘـــﻢ ﻟﻤـــﺮور اﻷﻳـــﺎم.
هﻜـــﺬا هــــﻮ اﻟﻔـــﻦ اﻹﺑـــﺪاﻋـــﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺘﻘـــﻞ ﻳﻌﺒـــﺮ ﻋـــﻦ ﺑﻴﺌﺘـــﻪ
وﺣـــﺎﺟﺘـــﻪ.
ﺑﺪاﺋﻴﺔ اﻟﻌﻤــــــﻞ6
إن اﻟﺒــــﺎﺣﺜﻴــــﻦ اﻷﻧﺜــــﺮوﺑـــﻮﻟﻮﺟﻴـﻴــﻦ ﻗـــﺎﻣــﻮا ﺑـــﺪراﺳـــﺔ وﺗﺤﻠﻴــــﻞ اﻟﻌﻤﻠﻴـــﺎت
اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ﻋﺒـــﺮ اﻟﻌﺼــــﻮر. إﻻ أن اﻷﻋﻤﺎل اﻹﺑﺪاﻋﻴـــﺔ ﻓـــﻲ اﻟﻤﻌﺘﻘـــﻞ آــــﺎﻧـــﺖ
واﺿﺤــــﺔ وﺣﻴــــﺔ، وهـــﻰ ﻣـــﺎ زاﻟـــﺖ ﺗﻌﺒـــﺮ ﻋﻦ ذاﺗﻬـــﺎ وﻟﻴﺴــــــﺖ ﺑﺤــــﺎﺟــــﺔ
إﻟﻰ ﺗﺤﻠﻴـــــﻞ ﻷﻧﻬﺎ ﻧﺘﻴــــــﺠﺔ واﺿﺤــــﺔ ﺗﻌﺒــــﺮ ﻋﻦ ﻇــــﺮوﻓﻬـــــﺎ اﻟﺤﻘﻴـــــــﻘﻴﺔ
وهــــﻲ ﺑﺬاﺗﻬــــــﺎ ﺗﺸﺒـــــﻪ إﻟﻰ ﺣــــﺪ ﻗـــﺮﻳـــﺐ ﺟـــﺪا اﻷﻋﻤﺎل اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ
اﻟﺒــــﺪاﺋﻴــــﺔ.
ﺑــــﺪاﻳـــﺔ اﻟﻨﺘـــﺎج اﻟﻔﻨـــﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺘﻘـــﻞ ﻳﺸــــﺒﻪ آﺜﻴـــﺮا اﻟﺒـــﺪاﻳـــﺎت اﻷوﻟﻰ
ﻟﻨﺸـــﻮء اﻟﻔـــﻦ ﻋﺒـــﺮ اﻟﺘـــﺎرﻳـــﺦ ﻓﺄدوات اﻟﺤﻔـــﺮ واﻟﺮﺳـــﻢ آـﺎﻧـﺖ ﺑـــﺪاﺋﻴـــﺔ وﻣﻦ
ﺻﻨـــﻊ اﻟﻤﻌﺘﻘـــﻠﻴﻦ.
اﻟﻔــﻦ اﻟﺒـــــﺪاﺋﻲ آـــﺎن ﻓـــﻦ ﻓﻄـــﺮي ﻳﻌﺒـــﺮ ﻋـــﻦ ﺣـــﺎﺟـــﺎت اﻹﻧﺴﺎن اﻷول،
وﻻﺳﺘﺨﺪاﻣﺎﺗﻪ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ وآـــﺎن آﻞ ﻋﺼـــﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﺼـــﻮر اﻟﺤﺠـــﺮﻳـــﺔ ﻳﺘﻤﻴـــــﺰ ﺑﺄدواﺗﻪ
ﻣﻦ ﺣﻴـــﺚ اﻟﺸﻜـــﻞ واﻟﻄــــﺮاز وأﺳﻠﻮب اﻟﺼﻨـــﻊ وﺗﻨــــﻮع اﻻﺳﺘﻌﻤـــﺎل آﺬﻟﻚ اﻟﻔﻦ
ﻓﻲ أﻧﺼﺎر آﺎن ﻳﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻠﺤﺔ إﻟﻰ ﻋﺪة أﺷﻴﺎء اﻋﺘـــــﺎد أن ﻳﺴــــﺘﻌﻤﻠﻬــــﺎ، أراد
أن ﺗﻜــــﻮن ﻣــﻮﺟــــﻮدة ﻣﻌــــﻪ.
ﻓﺎﻹﻧﺴﺎن اﻟﻘﺪﻳــﻢ آــﺎن ﻳﻘــــﻮم ﺑﻜــــﻞ إﻧﺘﺎﺟﻴﺎﺗﻪ اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﻴﻬﻴﺊ ﻣﺤﻴﻄــﺎ ﻳــﺮﺗــﺎح
،إﻟﻴﻪ ﻣـﻦ ﺣـﻴﺚ اﻟﻤﺴــﻜــﻦ واﻟﻤـﺄآــﻞ واﻟﻤﺸـــﺮب، ﻓﺮﺳـــﻢ ﻋﻠــﻰ ﺟــﺪران
آـــﻬـﻮﻓــﻪ ﻟﻴﺨــﻴﻒ اﻟﺤـــﻴﻮاﻧـــﺎت اﻟﻤﻔﺘــﺮﺳـــﺔ وﻳـﻨــــﺎم ﺑﻬـــﺪوء آــﺬﻟــﻚ اﺧــﺘﺮع
اﻟﻨــــﺎر وﻣــﻦ ﺛــﻢ اﻟــﺪوﻻب إﻟﻰ أن ﺗﺘـــﺎﻟــﺖ اﻻﺧﺘـــﺮاﻋــــﺎت اﻟــﺘﻲ هــﻲ ﻣــﻦ
ﺿﻤــﻦ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻔﻨﻴــــﺔ ﻻن آــﻞ ﺧﻠــﻖ هــﻮ ﻓــﻦ وﻣــﻦ هﻨـــﺎ ﻓــﺎن آــﻞ ﻋﻤــﻞ
ﻓــﻲ أﻧﺼﺎر آــﺎن ﻧﺘﻴﺠـــﺔ ﻣﻠﺤـــﺔ ﻟﺤــﺎﺟـــﺎت ﻳــﻮﻣــﻴﺔ ﻣﺜــﻞ أدوات اﻟﺘﺴـــﻠﻴــﺔ
واﻟﻤـﺒﺎﺳــﻢ واﻷﻣﺸﺎط واﻟﺴــﺒﺤـﺎت واﻟﺤــﻔﺮ ﻋـﻠــﻰ اﻟﺤﺠـــﺮ واﻟـﺮﺳــﻢ ﻋﻠــﻰ
اﻟﻘﻤــﺎش وآﺘــﺎﺑـﺔ اﻟﻘﺼــﺎﺋــﺪ اﻟﻤﻌﺒــﺮة واﻟﺴــﻴﺮ اﻟــﺬاﺗﻴــﺔ وإﻧﺸﺎد اﻷﻧﺎﺷﻴﺪ اﻟﻮﻃﻨﻴـــﺔ
وأﺧﻴﺮا ﻓــﻦ اﻟﻨﻀـــﺎل.
ﻓﺒـﺪاﻳــﺔ ﻟــﻢ ﻳﻜــﻦ ﻓــﻲ أﻧﺼﺎر إﻻ أﺷﻴﺎء ﻗـﻠﻴـﻠـــﺔ ﻣــﻦ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻔﻨﻴﺔ، وهــﻲ
اﻟﻔﺘــﺮة اﻟﻤﻤﺘـــﺪة ﻣــﺎ ﺑﻴــﻦ اﻟﻴــﻮم اﻷول ﻟﻼﻋﺘﻘــــﺎل ﻓــﻲ ﺳــﺠـﻮن اﻟــﺪاﺧـﻞ
واﻟﺸــﻬـﺮﻳـﻦ اﻷوﻟﻴﻦ ﻓــﻲ أﻧﺼﺎر . وذﻟــﻚ ﻧـﺎﺗـﺞ ﻋــﻦ ﻋــﺪم ﻣﻌــﺮﻓــﺔ اﻟﻔﺘــﺮة
اﻟــﺰﻣﻨﻴـــﺔ اﻟﺘــﻲ ﺳــﻨﻘﻀﻴﻬـــﺎ ﻓــﻲ اﻵﺳﺮ، ﻓﻜــﻞ أﺳﻴﺮ ﻳﻨﻈــﺮ ﻣــﻦ ﻣﻨﻈــﺎرﻩ
اﻟﺨــﺎص ﻟﻤــﻮﺿــﻮع اﻻﻋﺘﻘــﺎل ! آــﻢ ﺳــﻨﻤﻜــﺚ ﻓــﻲ اﻟـﺪاﺧــﻞ وﻣﺘـــﻰ ﺳــﻴﻔــﺮج
ﻋﻨــﺎ.
وﺑﺪأت ﻣــﺮﺣــﻠــﺔ اﻹﺷﺎﻋﺎت.. اﻹﻓﺮاج ﻋــﻦ آــﻞ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ .. اﻹﻓﺮاج ﻋــﻦ
اﻟﻤــــﺮﺿـــﻰ .. اﻹﻓـــﺮاج ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻴـــــﺪ..
اﻟﻜـــﻞ ﻋﻨـــﺪﻩ أﻣﻞ ﺑﺎﻟﺨـﺮوج، ﻣﺎذا ﻧﻔﻌﻞ آﻴﻒ ﺗﺴﻴــــﺮ أﻳﺎﻣﻨﺎ ﺗﻠﻮ اﻷﺧﺮى دون
ﺗــﺮآﻴـــﺰ ﻻ أﺣﺪ ﻳﻌـــﺮف ﻋﻠﻰ أي ﺣﺠـــﺮ ﺳﻴﻀﻊ رأﺳﻪ، ﻓﻴﻮم ﺗﺤﻘﻴﻖ وﻳﻮم ﺗﻌﺬﻳﺐ وﻳﻮم
ﺁﺧﺮ اﻧﺘﻘﺎل إﻟﻰ اﻟﺰﻧﺰاﻧﺔ. ةوأﻳﺎم آﺜﻴﺮ أﻳﺪﻳﻨﺎ ﻓﻮق رأﺳﻨﺎ وﻟﻔﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﻬﺎر آﻞ
ﺧﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﺴﻤﻨﺎ وﺗﺼﺒﺢ أﺟﺴﺎدﻧﺎ ﻻ ﻃﺎﻗﺔ ﻟﻬﺎ.7
ﺑﺎﻟﺮﻏـــﻢ ﻣﻦ آــﻞ هﺬﻩ اﻟﻈـــﺮوف اﺳﺘﻄﻌﻨﺎ أن ﻧﻨﺘـــﺞ ﺑﻌﺾ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ
ﺗﻌﺒـــﺮ ﻋﻦ ﻧﻤﻂ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺒﺪاﻳﺔ اﻟﺘﻲ آﻨﺎ ﻧﻌﻴﺸﻬﺎ، ﻓﺄول ﻋﻤﻞ آﺎن اﻟﻤﺒﺴﻢ اﻟﻤﺄﺧﻮذ ﻣﻦ
ﻣﺴﻜﺔ ﺷﻔﺮة اﻟﺤـﻼﻗﺔ، وهﻲ ﺗﺸﺒﻪ آﺜﻴﺮا ﻣﻜﻨﺎت اﻟﺤﻼﻗﺔ ﻣﺎرآﺔ (ﺑﻚ)
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ اﻟﺤﺎﺟﺔ أم اﻻﺧﺘﺮاع
اﻟﻤﺸﻂ اﻷول
ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ آﺎن أول ﻣﺸﻂ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺘﻘﻞ وهﺬا اﻟﻤﺸﻂ ﺻﻨﻊ ﻣﻦ ﻋﻴﺪان اﻟﻜﺒﺮﻳﺖ وآﺎن
ﻣﺴﻨﻨﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ وﻣﻦ اﻟﺠﻬﺔ اﻷﺧﺮى ﻣﺮﺑﻮط ﺑﺨﻴـﻮط، وﻗﺪ ﻗﺎم ﺑﺼﻨﻌﻪ اﻟﺪآﺘﻮر (ﻧﺼﺮ
اﻟﺪﻳﻦ ﻗﺼﻴﺮ ) ذﻟﻚ أﻧﻪ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﺑﻘﻲ ﺷﻌﺮ ﻋﻠﻰ رأﺳﻪ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻃﺒﻴﺒﺎ .أﻣﺎ ﺑﺎﻗﻲ
اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﻓﻜﺎن ﺣﻠﻖ اﻟﺮأس إﺟﺒﺎري .
ﻣﻦ هﻨﺎ آﺎﻧﺖ اﻟﻔﻜﺮة ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﺤﺎﺟﺔ (اﻟﺤﺎﺟﺔ أم اﻻﺧﺘﺮاع .)
ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ آﺜﺮت اﻟﺤﺎﺟﺎت وﺗﻮاﻟﺖ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت ﻟﻸﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ آﻨﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻴﻬﺎ . وﻣﻊ ﻣﺮور
اﻷﻳﺎم وﻋﺪم وﺿﻮح ﻣﺼﻴﺮ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﺗﻢ اﺧﺘﺮاع أول ورق ﻟﻠﻌﺐ وآﺎن ﻣﻦ اﻟﻜﺮﺗﻮن
ﻣﺮﺳﻮم ﺑﺎﻟﻴﺪ ﺛﻢ ﺻﻨﻊ ورق ﺁﺧﺮ ﻟﻠﻌﺐ ﻣﻦ ﻏﻼ ﻓﺎت ﻋﻠﺐ اﻟﺴﺠﺎﺋﺮ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻣﺎرآﺔ
(SILON .) وﻟﻜﻦ اﻟﻬﻢ اﻷآﺒﺮ آﺎن ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ هﻮ آﻴﻔﻴﺔ إﺧﻔﺎء هﺬﻩ اﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺎت،
ﻻن اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ آﺎن ﻳﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻰ أي ﺷﻲء آﺎن ﻳﺠﺪﻩ ﻣﻊ اﻷﺳﺮى أو ﻳﺮاﻩ ﻏﻴﺮ ﻣﺄﻟﻮف
وﻳﺎ وﻳﻠﻪ ﻣﻦ آﺎن ﻳﺨﻔﻲ أي ﺷﻲء ﺣﺘﻰ ﻗﻄﻌﺔ اﻟﺨﺒﺰ، ﻓﻜﻴﻒ أن رأى ﻣﺒﺴﻤﺎ أو ﻣﺸﻄﺎ
أو ورق اﻟﻠﻌﺐ ﻣﺜﻼ.
ﻹﺧﻔﺎء هﺬﻩ اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ،وﺧﺼﻮﺻﺎ أﺛﻨﺎء اﻟﻌﺪ اﻟﻴﻮﻣﻲ آﺎن هﻨﺎك أﺳﺎﻟﻴﺐ ﻋﺪ ﻳﺪﻩ.
اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻷوﻟﻰ،اﻟﻄﻤﺮ ﺗﺤﺖ اﻟﺘﺮاب، ﺣﻴﺚ آﺎﻧﺖ ﺗﻮﺿﻊ اﻟﻤﻮاد اﻟﻤﻨﻮي ﻃﻤﺮهﺎ ﻓﻲ
ﻏﻼف ﻣﻦ اﻟﻨﺎﻳﻠﻮن وﺗﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻳﺴﻬﻞ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻜﺎﻧﻪ.
اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، داﺧﻞ اﻟﺤﻔﺮ.آﺎﻧﺖ ﺗﻮﺿﻊ اﻟﻤﻮاد ﻓﻲ زواﻳﺎ اﻟﺨﻴﻢ أو داﺧﻞ ﺣﻔﺮ ﻓﻲ
زواﻳﺎ اﻟﺤﻤﺎﻣﺎت. ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن آﺎﻧﺖ ﺗﺨﺒﺄ ﻓﻲ اﻟﺜﻴﺎب اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ.
وﻧﻈﺮا ﻟﻜﻮن هﺬﻩ اﻟﻔﺘﺮة آﺎﻧﺖ ﻣﻦ اﺻﻌﺐ اﻟﻤﺮاﺣﻞ ﻃﻮل ﻓﺘﺮة اﻻﻋﺘﻘﺎل وﻋﺒﺮ
اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﻮن ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﻢ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ اﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﺑﺎﻹرهﺎب اﻟﻴﻮﻣﻲ واﻟﺘﻌﺬﻳﺐ وﻣﻨﻊ
اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﻣﻦ اﻗﺘﻨﺎء ﺣﺘﻰ اﻟﺴﺠﺎﺋﺮ اﻟﺘﻲ آﺎﻧﻮا ﻳﻮزﻋﻮﻧﻬﺎ ﺻﺒﺎﺣﺎ، واﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺁن
ﺗﺒﻘﻰ ﻟﻠﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ، وآﺎن ذﻟﻚ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺟﺮم وﺳﻴﺆدي إﻟﻰ اﻟﺰﻧﺰاﻧﺔ. ﻟﺬﻟﻚ آﺎن اﻟﻘﻠﻴﻠﻮن
ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﺼﻨﺎﻋﺔ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﻔﻨﻴﺔ، ﻟﺬا ﻓﺎﻷﻋﻤﺎل اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻗﺘﺼﺮت ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻔﺘﺮة ﻋﻠﻰ
ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺒﺎﺳﻢ، وأﻣﺸﺎط ﻣﻌﺪودة وﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺴﺒﺤﺎت.8
اﻟﺤﺮﻓﻴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة
هﺬﻩ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ أﺗﺖ ﺻﻌﺒﺔ ﺟﺪا وذﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﻣﺮور ﺣﻮاﻟﻲ ﺛﻼﺛﺔ اﺷﻬﺮ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﻘﺎل
واﻟﺘﺄآﺪ ﻣﻦ أن اﻟﻌﺪو ﺳﻴﺤﺘﻔﻆ ﺑﻨﺎ اآﺜﺮ ﻓﺘﺮة ﻣﻤﻜﻨﺔ، ﻻ ﺑﻮادر ﻟﻺﻓﺮاج. واﻟﻤﻌﺴﻜﺮات ﻳﺰﻳﺪ
ﻋﺪدهﺎ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮم، وﻋﺪد اﻷﺳﺮى ﻳﺰداد أﻳﻀﺎ، وﻳﺤﻤﻠﻮن ﻣﻌﻬﻢ أﺧﺒﺎر اﻟﻮﻃﻦ وﺳﻴﺮ
اﻟﻤﻨﺎﺿﻠﻴﻦ وﻧﻀـــﺎل اﻟﻘﺮى، وﻣﺼﻴﺮ اﻟﻌﻤﻼء.
وﺳﻴﻄﺮ اﻟﻤﻠﻞ واﻟﺮوﺗﻴﻦ اﻟﻴﻮﻣﻲ واﻧﻘﺴﻤﺖ اﻟﻤﻌﺘﻘﻼت ﻣﻠﻞ وﺟﻤﺎﻋﺎت، ﺗﺤﺎﻟﻔﺎت
واﻧﺘﻤﺎءات وﺗﻮﺣﺪت ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺎط واﺣﺪ هﻮ اﻟﻨﻀﺎل ﻣﻦ اﺟﻞ اﻟﺘﻐﻴﺮ (ﺁي ﺗﻐﻴﺮ ﻇﺮوف
اﻹﻗﺎﻣﺔ )ﻓﻲ ﺷﺘﻰ اﻟﻤﺠﺎﻻت وﻣﻨﻬﺎ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻴﻮﻣﻲ ﺿﻤﻦ اﻟﻤﻌﺴﻜﺮات اﻟﺘﻲ
ﺗﻀﻢ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺎءات واﻟﻘﺎدة وأﺷﺨﺎص ﻋﺎدﻳﻦ ﺟﺪا" ،، وﺑﺴﻄﺎء ﻓﻤﺎ آﺎن ﻣﻦ
اﻟﺠﻤﻴﻊ إﻻ اﻟﺒﺪء ﺑﻮﺿﻊ آﻞ ﻣﺎ هﻮ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻮاد ﻟﻠﺘﺴﻠﻴﺔ وﺣﺮﻓﻴﺎت ﺑﺴﻴﻄﺔ
ﻟﻼﺳﺘﻌﻤﺎل.
ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻔﺘﺮة " ﺗﺤﻠﺤﻠﺖ " ﻗﻀﻴﺔ ﻣﺼﺎدرة اﻟﺤﺮﻓﻴﺎت ﻣﻦ اﻷﺳﺮى ﺑﻌﺪ ﺁن آﺎن آﻞ
ﻣﺎ ﻳﻨﺘﺞ ﻣﻦ ﺷﺘﻰ اﻟﺤﺮﻓﻴﺎت ﻳﺬهﺐ ﻟﻺﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ هﺪاﻳﺎ، ﻣﻦ ﻣﺨﺘﺎر اﻟﻤﺤﻄﺔ أو
اﻟﻤﺘﻌﺎﻣﻠﻴﻦ أوﻣﻦ ﺳﺎرق ﺣﺮف ﻳﻬﺪﻳﻬﺎ ﻟﻠﺤﺎرس ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻋﻠﺒﺔ ﺳﺠﺎﺋﺮ أو ﻋﻠﺒﺔ
ﻟﺤﻤﺔ أو رﻏﻴﻒ ﺧﺒﺰ.
ﻋﻤﻞ هﺆﻻء اﻟﻨﺎس ﻟﻢ ﻳﻄﻞ آﺜﻴﺮا" ﻻن ﻧﻀﺎﻻت اﻷﺳﺮى أوﻗﻔﺖ هﺬﻩ اﻟﺘﺼﺮﻓﺎت وذﻟﻚ
ﺑﻌﺪ ﻧﻀﺎل ﻣﺮﻳﺮ ﺿﺪ اﻟﻌﺪو ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﺗﺮى آﻞ أﺳﻴﺮ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﺳﺒﺤﺔ وﻣﺸﻄﺎ ،
وﻣﺒﺴﻤﺎ ﻟﻠﺘﺪﺧﻴﻦ وﺑﻌﺾ اﻟﻤﻴﺪاﻟﻴﺎت اﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺮﻗﺎب.
ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻷﺳﺮى ﻋﻤﻠﻮا ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎآﺔ اﻟﻘﺒﻌﺎت ( اﻟﺒﺮاﻧﻴﻂ ) ﻣﻦ ﺧﻴﻮط اﻟﺼﻮف
اﻟﻤﺄﺧﻮذة ﻣﻦ اﻟﻜﻨﺰات اﻟﺘﻲ ﺑﻘﻴﺖ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ.
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﺎهﻴﺔ اﻟﻌﻤﻞ
اﻻﻧﺘﻘﺎل إﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ
اﻟﻤﻌﺘﻘﻼت آﺎﻧﺖ ﺗﺤﻮي ﺧﻠﻴﻄﺎ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺘﻨﻮع،ﻓﺒﻼﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﻘﺎﺗﻠﻴﻦ آﺎن هﻨﺎك
اﻟﻌﺎﻣﻞ واﻟﻄﺎﻟﺐ واﻟﻔﻼح واﻟﺸﻴﺦ واﻟﻄﻔﻞ واﻟﻔﺘﺎة… آﺎن آﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﻔﻨﺎﻧﻴﻦ أو اﻟﻘﺎدرﻳﻦ
ﻋﻠﻰ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻣﻮزﻋﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺴﻜﺮات، ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻣﻮا ﺑﺪ ور ﺟﻴﺪ ﻓﻲ ﻗﻴﺎدة
اﻷﻋﻤﺎل اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ﻋﻨﺪ اﻷﺳﺮى.
آﺎن ﻳﺘﻢ اﻟﻌﻤﻞ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ اﻟﺨﻴﻤﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻤﻌﻠﻢ واﻟﻤﺮﺷﺪ
واﻟﻔﻨﺎن، ﺛﻢ اﻧﺘﻘﻠﺖ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ إﻟﻰ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺨﻴﻢ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﻌﺴﻜﺮ وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺗﻨﺘﻘﻞ
ﻣﻦ ﻣﻌﺴﻜﺮ إﻟﻰ ﻣﻌﺴﻜﺮ وﺗﺘﻼﻗﻰ ﻣﻊ اﻟﻨﺘﺎﺟﺎت اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ وﺗﻨﺪﻣﺞ ﺑﺄﺳﻠﻮب ﺁﺧﺮ وﺗﻌﻮد9
ﺑﻬﺬا اﻷﺳﻠﻮب أﺳﻮا أو اﻓﻀﻞ وذﻟﻚ ﺣﺴﺐ آﻔﺎءة اﻟﺼﺎﻧﻊ واﻟﻤﻘﺼﻮد هﻨﺎ ( اﻟﺮﺳﺎم
واﻟﻤﻬﻨﺪس وﻧﺠﺎر اﻟﻤﻮﺑﻴﻠﻴﺎ واﻟﺤﺪاد واﻟﺦ )…
اﻟﻨﺠﺎر ﻟﻪ ﺗﺠﺮﺑﺘﻪ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ أي ﻗﻄﻌﺔ ﺧﺸﺒﻴﺔ ،وﻃﺮق ﻧﺸﺮهﺎ وﺗﻨﻌﻴﻤﻬﺎ.
اﻟﺮﺳﺎم ﻳﻘﻮم ﺑﺪور اﻟﻤﺮﺷﺪ اﻟﻔﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ.
أﻣﺎ اﻟﻤﺒﺪﻋﻮن ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﺤﻔﺮ واﻟﺮﺳﻢ آﺎﻧﻮا ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﺪور اﻟﻤﻌﻠﻢ.
آﺎن ﻓﻲ آﻞ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﻣﻦ هﻮ اآﺜﺮ ﻣﻬﺎرة ﻣﻦ ﺳﻮاﻩ. ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﺠﺮ اﻟﻨﺮد ﻣﺜﻼ،
أو ﻓﻲ ﺻﻨﻊ اﻷﻣﺸﺎط أو ﺑﻌﺾ اﻟﺴﺒﺤﺎت، أو اﻟﻤﻬﺎرة ﻓﻲ اﻟﺮﺳﻢ … وهﻜﺬا ﺗﻮزﻋﺖ *
ورش اﻟﻌﻤﻞ * اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺘﺨﺮﻳﺞ ﺻﻨﺎع ﻣﺎهﺮﻳﻦ.
اﻷدوات اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ :
اﻷدوات اﻷآﺜﺮ اﺳﺘﻌﻤﺎﻻ اﻟﺘﻲ ﺗﻢ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ هﻲ:
اﻟﻤﻨﺸﺎر، اﻷﺳﻼك، اﻟﻤﺴﺎﻣﻴﺮ، اﻷﻗﻤﺸﺔ، وﺷﻔﺮة اﻟﻤﺒﺮاة، آﺬﻟﻚ اﻟﻤﻼﻋﻖ وﺑﻌﺾ
اﻟﻘﻄﻊ اﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ وﻗﻨﺎﻧﻲ اﻟﺪواء.
اﻟﻤﻨﺸﺎر:
آﺎن ﻳﺼﻨﻊ أوﻻ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻷﺳﻼك ﺣﻴﺚ آﺎن ﻳﺮﻗﻖ ﻟﺴﻤﺎآﺔ ﻣﻠﻢ ﻣﺘﺮ واﺣﺪ، وﻣﻦ ﺛﻢ
ﻳﺴﻨﻦ ﻣﺜﻞ أﺳﻨﺎن اﻟﻤﻨﺸﺎر وﻳﺴﺘﺨﺪم ﻓﻲ ﻧﺸﺮ اﻟﺰواﻳﺎ اﻟﺼﻐﻴﺮة واﻟﺨﺮاﻃﺔ اﻟﻴﺪوﻳﺔ ﻣﺜﻞ
ﺧﺮاﻃﺔ ﺣﺒﺎت اﻟﺴﺒﺤﺔ.
أﻣﺎ اﻟﻨﻮع اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻠﻤﻨﺸﺎر ﻓﻬﻮ أﻳﻀﺎ ﻣﺼﻨﻮع ﻣﻦ ﻣﺴﻜﺔ اﻟﻤﻠﻌﻘﺔ ﺑﻌﺪ أن آﺎﻧﺖ ﺗﺮﻗﻖ
وﺗﺴﻨﻦ ﻣﺜﻞ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻷوﻟﻰ وﻟﻜﻨﻬﺎ اﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻤﺘﺎﻧﺔ وﻣﻦ اﻟﺴﺮﻋﺔ
ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ وآﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻧﺸﺮ اﻟﺨﺸﺐ ﻣﺜﻞ ﺧﺸﺐ ( ﺻﻨﺎدﻳﻖ اﻟﺨﻀﺎر )
اﻟﻨﻮع اﻟﺜﺎﻟﺚ وهﻮ اﻟﻨﻮع اﻟﻜﺒﻴﺮ وﻗﺪ ﺻﻨﻊ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﻗﻄﻊ اﻟﺤﺪﻳﺪ ( ﺣﺪﻳﺪ أﻋﻤﺪة
اﻟﺤﻤﺎﻣﺎت ) وآﺎن هﺬا اﻟﺤﺪﻳﺪ ﻳﺮﻗﻖ ﺑﻌﺪ أن ﻳﺤﻤﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎر وﻳﻄﺮق ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻗﺴﻄﻞ
ﺣﺪﻳﺪ ﻣﺄﺧﻮذ أﻳﻀﺎ ﻣﻦ أﻋﻤﺪة اﻟﺤﻤﺎﻣﺎت، وﻟﻜﻦ ﺳﻤﺎآﺔ اﻟﻘﺴﻄﻞ آﺎﻧﺖ اآﺜﺮ ﻣﻦ
ﺳﻤﺎآﺔ اﻟﺤﺪﻳﺪ اﻟﻤﺮﻗﻖ وﻳﻄﺮق ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺪة ﻣﺮات ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺑﺎﻟﺴﻤﺎآﺔ اﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ وﺑﻌﺪهﺎ
ﻳﺴﻨﻦ.
ﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﻨﺸﺎر ﺗﻢ ﺻﻨﻊ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ اﻟﺼﻌﺒﺔ
اﻟﻤﺴﺎﻣﻴﺮ
اﻟﻤﺴﺎﻣﻴﺮ آﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻟﺤﻔﺮ اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﺟﺪا، آﻤﺎ اﻟﺤﻔﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﺠﺎرة اﻟﻨﺮد
وﺗﻄﻌﻴﻢ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ، وﺣﻔﺮ اﻷﺣﺠﺎر.
اﻷﻗﻤﺸﺔ10
ﻟﻢ ﺗﺴﺘﺨﺪم وﻻ أي ﻗﻄﻌﺔ ﻗﻤﺎش ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻻﻋﺘﻘﺎل ﺣﻔﺎﻇﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻴﻢ اﻟﺘﻲ ﻧﻨﺎم
ﻓﻲ ﻇﻠﻬﺎ ، وﻟﻜﻦ وﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﻮﻗﺖ ﺑﺪا اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻮن ﺑﺘﻤﺰﻳﻖ اﻟﺨﻴﻢ ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ، أي ﻣﻦ
اﻟﺒﻄﺎﻧﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ، ﻻن اﻟﺨﻴﻤﺔ آﺎﻧﺖ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻃﺒﻘﺘﻴﻦ واﺣﺪة ﺧﺎرﺟﻴﺔ واﻷﺧﺮى
داﺧﻠﻴﺔ، وهﺬﻩ اﻷﺧﻴﺮة آﺎﻧﺖ ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎن أو اﻟﺨﺎم وﺗﺼﻠﺢ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ واﻟﺮﺳﻢ
ﻋﻠﻴﻬﺎ.
ﺷﻔﺮة اﻟﻤﺒﺮاة
وهﻲ اﻟﻘﻄﻌﺔ اﻟﻐﺎﻟﻴﺔ اﻟﺜﻤﻦ ﻟﺠﻮدﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﻔﺮ، ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺸﺐ وﺧﺮاﻃﺘﻪ وآﺬﻟﻚ
ﺗﻨﻌﻴﻤﻪ، ﻷﻧﻬﺎ اﻵﻟﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺗﻌﻄﻲ اﻟﺪﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ وﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ
اﻷﻣﺸﺎط. واﻟﻤﺴﺒﺤﺎت، واﻟﻤﻨﺤﻮﺗﺎت اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ وﻏﻴﺮ اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ. وذﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﺟﻨﺒﻬﺎ
اﻟﺤﺎد واﻟﺼﻠﺐ.
ﻗﻨﺎﻧﻲ اﻟﺪواء
وهﻲ اﻷواﻧﻲ اﻟﺰﺟﺎﺟﻴﺔ اﻟﺘﻲ آﺎﻧﻮا ﻳﺤﻀﺮون ﺑﻬﺎ ﺑﻌﺾ اﻷدوﻳﺔ، اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺗﻜﺴﺮ
ﺑﻌﺪ اﻻﻧﺘﻬﺎء ﻣﻦ اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ وﺗﻔﺮﻳﻎ ﻣﺤﺘﻮاهﺎ وﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﻗﻄﻊ ﺻﻐﻴﺮة ﻳﻤﻜﻦ ﻣﺴﻜﻬﺎ
واﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻨﻌﻴﻢ اﻟﻘﻄﻊ اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ ﺑﻬﺎ.
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮﺑﻊ:
اﻻﺣﺘﺮاف
ﺧﻼﻳﺎ اﻟﻌﻤﻞ
اﻟﻄﺮق اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ذآﺮﺗﻬﺎ هﻲ اﻟﺘﻲ ﻋﻤﻠﺖ ﻓﻲ إﻧﺸﺎء اﻟﻮرش اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﻣﺖ
ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮم وآﺬﻟﻚ ﺑﻌﺪ أن ﺳﺌﻢ اﻟﻜﺜﻴﺮون ﻣﻦ ﻣﻮاد اﻟﺘﺴﻠﻴﺔ وﺑﺪاو ﻳﺒﺤﺜﻮن ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ
أﺧﺮى وآﺎﻧﺖ اﻟﻮرش اﻟﻔﻨﻴﺔ هﻲ اﻷﻓﻀﻞ. وآﺜﺮت اﻟﻮرش اﻟﻔﻨﻴﺔ ﺑﻌﺪ أن ﺗﻤﺮن اﻟﻜﺜﻴﺮ
ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ أﻳﺪي رﻓﺎﻗﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺘﻘﻞ ﻋﻠﻰ اﻷﻋﻤﺎل اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ وأﺻﻮﻟﻬﺎ، وﻃﺮﻳﻘﺔ
ﺻﻨﻌﻬﺎ، إﻟﻰ أن اﺻﺒﺢ اﻟﻤﻌﺘﻘﻞ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ورﺷﺔ واﺣﺪة ﻣﻦ اﻟﺼﺒﺎح إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺎء . هﻨﺎ
ورﺷﺔ ﻋﻤﻞ ﻟﻸﻣﺸﺎط، وهﻨﺎك ﻋﻤﻞ ﻟﻠﺴﺒﺤﺎت، وﻓﻲ اﻟﺨﻴﻤﺔ اﻷﺧﺮى ورﺷﺔ ﻟﻠﺤﻔﺮ
ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺠﺎرة. ﺣﺘﻰ اﺻﺒﺢ اﻟﻤﻌﺘﻘﻞ ﻓﻲ أﻧﺼﺎر ورﺷﺔ ﻋﻤﻞ ﻟﻠﻔﻦ واﻹﺑﺪاع اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ
ﻳﺼﺪر ﻟﻠﺨﺎرج إﻟﻰ اﻷهﻞ واﻷﻗﺎرب ﻋﺪدا آﺒﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻒ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻣﻠﺆهﺎ اﻷﻟﻢ، واﻟﺘﻌﺒﻴﺮ
اﻟﺼﺎدق ﺑﺎﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ. ذﻟﻚ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻤﻔﺮج ﻋﻨﻬﻢ وآﻴﻒ ﻻ وآﻞ ﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺨﺎرج
ﺑﺎﻧﺘﻈﺎر أي ﺧﺒﺮ ﻋﻦ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﺑﺪورهﻢ ﻟﻢ ﺗﻐﺐ ﻋﻦ أذهﺎﻧﻬﻢ وﻻ ﻟﺤﻈﺔ ﺻﻮرة
اﻷهﻞ، واﻷﺻﺤﺎب واﻷﻗﺎرب ﻓﺮدا رﻏﻢ اﻟﺒﻌﺪ واﻷﻟﻢ، ﻓﺘﻨﻮﻋﺖ اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ ﺣﺴﺐ اﻟﺸﺨﺺ
اﻟﻤﻘﺼﻮد ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﺼﻨﻊ اﻟﻘﻄﻊ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻠﻤﺮﺳﻞ إﻟﻴﻪ. هﺬا ﻣﺸﻂ ﻟﻔﻼن وهﺬﻩ ﺳﺒﺤﺔ11
ﻷﺧﺮ وهﺬﻩ ﻗﻼدة ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ وهﺬﻩ ﺳﻮار، . وهﺬﻩ ﺣﺘﻰ اﺻﺒﺢ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ اﻟﻘﻮل . أن ﻣﻌﺘﻘﻞ
أﻧﺼﺎر اﻟﻤﺤﺘﺮف اﻟﻜﺒﻴﺮ، اﻟﻜﻞ ﻓﻴﻪ ﻣﺒﺪع وﻓﻨﺎن.
اﻷﺷﻜﺎل واﻷهﺪاف
إن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟﻤﺸﻐﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺘﻘﻞ آﺎﻧﺖ ﻧﺎﺗﺠﺔ إﻣﺎ ﻋﻦ ﺣﺎﺟﺔ، أو
ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌﺒﻴﺮﻳﺔ أو ﻣﺎدة ﻟﻠﺘﺴﻠﻴﺔ.
اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ اﻟﺘﻲ ﺻﻨﻌﺖ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺤﺎﺟﺔ، آﺎﻷﻣﺸﺎط واﻟﺴﺒﺤﺎت واﻟﺴﻜﺎآﻴﻦ واﺑﺮ
اﻟﺨﻴﺎﻃﺔ، آﺎﻧﺖ ﺑﺎدئ اﻷﻣﺮ ﺑﺴﻴﻄﺔ، ﻓﺄول ﻣﺸﻂ ﺻﻨﻊ ﻓﻲ ﻣﻌﺘﻘﻞ ﻋﺘﻠﻴﺖ، وآﺎن هﺬا
اﻟﻤﺸﻂ ﻣﺼﻨﻮﻋﺎ ﻣﻦ ﻋﺪد ﻣﻦ ﻋﻴﺪان اﻟﻜﺒﺮﻳﺖ.
ﻓﻜﺮة هﺬا اﻟﻤﺸﻂ ﺗﻨﺎﻣﺖ وآﺒﺮت ﺣﺘﻰ اﺻﺒﺢ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺗﺤﻔﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺟﺪا . وﺻﺎر
آﻞ واﺣﺪ ﻳﺘﺒﺎهﻰ ﺑﺎﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻣﺜﻴﻞ ﻟﻬﺎ، وﺑﺪأت اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ واﻟﺘﺒﺎهﻲ واﻟﻐﻴﺮة،
وآﻞ ﻳﻮم ﻳﻤﺮ واﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ ﺗﻜﺒﺮ وﺗﺼﺒﺢ اﺟﻤﻞ وأﺗﻘﻦ ﻣﻦ ﺳﺎﺑﻘﺎﺗﻬﺎ إﻟﻰ أن أﺧﺬت وﺿﻌﻬﺎ
اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ وأﺻﺒﺤﺖ أﻋﻤﺎﻻ إﺑﺪاﻋﻴﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ أن ﺗﻜﻮن ﻣﺠﺮد ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻜﻞ واﺣﺪ
ﻣﻨﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻣﺸﻂ ﻻ اآﺜﺮ، واﻟﻰ ﻣﺒﺴﻢ واﺣﺪ إذا آﺎن ﻳﺪﺧﻦ، واﻟﻰ ﺳﺒﺤﺔ واﺣﺪة،
وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ إﻟﻰ أﻳﻦ ﺳﻨﺼﻞ. ﻃﺒﻌﺎ إﻟﻰ ﺗﻤﺘﻴﻦ هﺬﻩ اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ ودراﺳﺘﻬﺎ ﻟﺘﻜﻮن اﻓﻀﻞ ﻣﻦ
ﺣﻴﺚ اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ وﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻜﻤﻴﺔ ﻓﻠﻴﺴﺖ آﻞ اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺔ . وآﺬﻟﻚ
اﻟﻤﻮاد. ﻟﺬﻟﻚ ﺳﻨﻘﻮم ﺑﺪراﺳﺔ هﺬﻩ اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ ﺗﺒﺎﻋﺎ
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ:
اﻟﺘﺼﻨﻴﻒ
اﻷﻣﺸﺎط
آﺎن ﻟﻸﻣﺸﺎط دورا آﺒﻴﺮا ﻓﻲ ﻣﻌﺘﻘﻞ أﻧﺼﺎر وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ أي دور ﻓﻲ ﻋﺘﻠﻴﺖ ﺳﻮى
اﻟﻤﺸﻂ اﻟﺬي ذآﺮت وآﺎن ﻣﺼﻨﻮﻋﺎ ﻣﻦ ﻋﻴﺪان اﻟﻜﺒﺮﻳﺖ وذﻟﻚ ﻻن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﻓﻲ
ﻋﺘﻠﻴﺖ آﺎﻧﻮا ﺣﺎﻓﻲ اﻟﺮؤوس ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ أي أن ﺟﻤﻌﻴﻬﻢ ( ﺻـــﻠﻊ) ﺣﻴﺚ ﺗﻢ ﺣﻠﻖ
اﻟﺮؤوس ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮس آﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻋﺎدة، ﻓﺒﻌﺪان ﻣﺮت اﻷﻳﺎم واﻷﺳﺎﺑﻴﻊ ﻋﺎدت اﻟﺮؤوس
آﻤﺎ آﺎﻧﺖ ﻗﺒﻞ اﻹﻋﺘﻘﺎل أﻃﻮل، ﻣﻤﺎ آﺎن اﻟﺸﻌﺮ ﻓﻲ ﺣﻴﻴﻨﻬﺎ ﻓﻠﻬﺬا آﺎن اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻷ
ﻣﺸﺎط.12
إن اﻷﻣﺸﺎط اﻷآﺜﺮ ﺻﻨﻌﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺗﺆﺧﺬ ﻣﻦ ﺻﺤﺎﺣﻴﺮ (ﺻﻨﺎدﻳﻖ) اﻟﻔﻮاآﻪ آﻤﺎ
ذآﺮﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ، وﻟﻴﺲ آﻞ اﻷ ﺧﺸﺎب ﺗﺼﻠﺢ ﻟﻠﺼﻨﻊ، واﻟﻨﻮع اﻟﻮﺣﻴﺪ هﻮ ﻣﻦ ﺧﺸﺐ
اﻟﺰﻳﻦ، هﺬا اﻟﺨﺸﺐ ﻗﺎس ﺟﺪا ﻳﺼﻌﺐ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻟﺬﻟﻚ آﺎﻧﺖ اﻷﻣﺸﺎط اﻓﻀﻞ ﺻﻨﻌﺎ ﻣﻦ
ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻨﻊ ﻣﻦ اﻷﺧﺸﺎب، اﻷﺧﺮى اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻃﺒﻌﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺘﻘﻞ ﻷﻧﻬﺎ آﺎﻧﺖ
ﺗﺘﻜﺴﺮ ﺑﺴﺮﻋﺔ وﻻ ﺗﺪوم وﺧﺼﻮﺻﺎ أﺛﻨﺎء اﻟﻌﻤﻞ.
أﻣﺎ ﺧﺸﺐ اﻟﺰﻳﻦ ﻓﻜﺎن ﺻﻠﺒﺎ وﻗﻮﻳﺎ وﻳﻤﻜﻦ ﺣﻔﺮ أي ﻣﻮﺿﻮع ﻋﻠﻴﻪ وآﺎﻧﺖ ﻗﻄﻊ اﻟﺨﺸﺐ
ﺑﻄﻮل 25 ﺳﻨﺘﻢ وﻋﺮض 10 . ﺳﻨﺘﻢ
آﻴﻒ ﺗﺘﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺤﻔﺮ وﺻﻨﻊ اﻷﻣﺸﺎط ؟
أوﻻ ﺗﻨﻌﻢ اﻟﺨﺸﺒﺔ اﻟﻤﺮاد اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻮﺟﻬﻴﻦ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﺷﻔﺮة اﻟﻤﺒﺮاة أو اﻟﺰﺟﺎج
اﻟﻤﻜﺴﺮ، وﺑﻌﺪﻩ ﻳﺮﺳﻢ اﻟﻤﺸﻂ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ اﻷﺳﻨﺎن وﻓﻮﻗﻪ اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻟﻤﺮاد وﻣﻦ ﺛﻢ
إﻇﻬﺎرﻩ ﺑﺎﻟﺤﻔﺮ.
ﺛﺎﻧﻴﺎ اﻟﺤﻔﺮ ﺣﻴﺚ آﺎﻧﺖ ﺗﻔﺮغ اﻟﻤﺴﺎﺣﺎت اﻟﻤﺮاد ﻧﺰﻋﻬﺎ ﻹﻇﻬﺎر اﻟﺸﻜﻞ وﺑﻌﺪهﺎ ﺗﻨﻘﺶ
وﺗﺤﻔﺮ وﺗﻨﻌﻢ ﺣﺴﺐ اﻟﺮﺳﻢ اﻟﻤﻄﻠﻮب وﺑﺎﻻﻧﺘﻬﺎء ﻣﻦ ﺣﻔﺮ ﻗﺒﻀﺔ اﻟﻤﺸﻂ وﺗﻨﻌﻴﻤﻬﺎ ﺗﺤﻔﺮ
ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻷﺳﻨﺎن وﺗﻨﻌﻢ وﻳﺄﺧﺬ اﻟﻤﺸﻂ اﻟﺸﻜﻞ اﻟﻤﻄﻠﻮب.
أﻣﺎ أدوات اﻟﺤﻔﺮ ﻓﻜﺎﻧﺖ، ﺷﻔﺮة اﻟﻤﺒﺮاة وﺑﻌﺾ اﻟﻤﻨﺎﺷﻴﺮ اﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺘﻘـــﻞ
آﻤﺎ ذآﺮﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ، وﻟﻜﻦ ﺷﻔﺮة اﻟﻤﺒﺮاة اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻟﺼﻨﻊ أﻃﺮاف اﻟﻤﺸﻂ
وﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﺮؤوس وﺣﻔﺮ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﺸﺐ أﻳﻀﺎ.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸ ﺷﻜﺎل ﻓﻜﺎﻧﺖ هﻨﺎك رﻗﺸﺎت وﺗﺼﺎﻣﻴﻢ ﻋﺪﻳﺪة وﻗﺒﻀﺎت ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ
ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺰﺧﺮﻓﺔ اﻟﻤﺸﻐﻮﻟﺔ ﻧﺴﺒﺔ ﻟﻔﻜﺮة وهﺪف وأهﻮاء ﺻﺎﻧﻌﻬﺎ، ﻓﻤﻨﻬﺎ ﻣﺎ آﺎن
ﻣﺰﺧﺮﻓﺎ ﺑﺄﺷﻜﺎل اﻟﺨﻀﺎر واﻟﻔﻮاآﻪ، ﻣﺜﻞ اﻷﺟﺎص وأوراق اﻟﻌﻨﺐ ﺷﻜﻞ ﺗﻔﺎﺣﺔ وآﺜﻴﺮ ﻣﻦ
هﺬﻩ اﻷﺷﻜﺎل. وﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ آﺎن ﻣﺰﺧﺮﻓﺎ ﺑﺄﺷﻜﺎل اﻟﻄﻴﻮر واﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت واﻟﺤﺸﺮات، ﻣﺜﻞ
اﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺮ ﻋﻠﻰ أﻧﻮاﻋﻬﺎ اﻟﻔﺮاﺷﺎت اﻷﺳﻤﺎك، راس اﻷﺳﺪ. وهﻨﺎك أﻳﻀﺎ ﺑﻌﺾ اﻷﺷﻜﺎل
اﻵدﻣﻴﺔ، ﻣﺜﻞ ﺣﻮرﻳﺔ اﻟﺒﺤﺮ وﺷﻜﻞ اﻟﻌﻴﻮن وﺷﻜﻞ اﻟﻘﻠﺐ، وآﺎن هﻨﺎك ﻗﺒﻀﺎت آﺜﻴﺮة
ﻣﺸﻐﻮﻟﺔ ﺑﺄﺷﻜﺎل ﻋﺎدﻳﺔ ﺟﺪا او ﺑﺎﺷﻜﺎل هﻨﺪﺳﻴﺔ وهﺬﻩ اﻟﻘﺒﻀﺎت آﺎﻧﺖ ﺗﻨﻔﺬ إﻣﺎ
ﺑﺎﻟﺤﻔﺮ أو ﻳﺮﺳﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺄﻗﻼم اﻟﺒﻴﻎ. وﻳﻜﺘﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ أﺳﻤﺎء اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ أو اﺳﻢ اﻟﺤﺒﻴﺒﺔ.
أﻣﺎ اﻷﻣﺸﺎط اﻷآﺜﺮ ﺟﻤﺎﻻ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ اﻷﻣﺸﺎط اﻟﻜﺒﻴﺮة اﻟﻤﺤﻔﻮرة ﺑﺈﺗﻘﺎن وهﻲ
ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻼﺳﺘﻌﻤﺎل ﺑﻞ ﻟﻠﻌﺮض ﻓﻘﻂ .
اﻟﻤﺒﺎﺳـــــــﻢ
ﺣﻜﺎﻳﺔ اﻟﻤﺒﺎﺳﻢ ﻣﺘﺮاﻓﻘﺔ ﻣﻊ وﺟﻮد اﻟﻤﻌﺘﻘﻞ واﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﻟﻜﻮن اﻷآﺜﺮﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺪﺧﻨﻴﻦ
واﻟﺴﺠﺎﺋﺮ اﻟﺘﻲ آﻨﺎ ﻧﺄﺧﺬهﺎ هﻲ ﻣﻦ دون ﻓﻴﻠﺘﺮ وهﻲ ﻣﺜﻞ اﻟﺴﺠﺎﺋﺮ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﻠﻔﻮﻓﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﻴﺪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺸﻜﻞ وهﻲ أﻳﻀﺎ ﻣﻦ أﺳﻮا أﻧﻮاع اﻟﺴﺠﺎﺋﺮ ﻣﻦ ﻣﺎرآﺔ ﺳﻴﻠﻮن13
(silon ) وآﺎن اآﺜﺮ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﻳﺪﻋﻮﻧﻬﺎ ( ﺳﻌﻠﻮن) وهﺬﻩ اﻟﺴﺠﺎﺋﺮ آﺎﻧﺖ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ
ﻣﺼﺎﻓﻲ وﻓﻴﻠﺘﺮات آﺜﻴﺮة ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺘﺪﺧﻴﻦ.
ﻟﺬا ﻟﺠﺎ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻮن ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﺣﺪة وﻟﻬﺐ اﻟﺪﺧﺎن وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻟﻴﺲ
اﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻤﺒﺎﺳﻢ.
اﻟﻤﺒﺎﺳﻢ اﻟﺠﺎهﺰة، اﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻣﺴﻜﺎت ﺷﻔﺮات اﻟﺤﻼﻗﺔ، آﻤﺎ ذآﺮﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ
وهﺬﻩ اﻟﺸﻔﺮات ﻟﻮﻧﻬﺎ آﺎن إﻣﺎ ازرق أو اﺑﻴﺾ. وآﺎن ﻳﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﻣﺆﺧﺮة هﺬﻩ اﻟﻤﺴﻜﺔ
ﻗﻄﻊ ﺻﻐﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﻘﻄﻦ ﻟﻠﺘﺼﻔﻴﺔ اﻟﺬي ﺗﻢ اﻻﺳﺘﻐﻨﺎء ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻻﺣﻘﺔ وذﻟﻚ ﺑﻌﺪ
أن أدﻣﻦ اﻟﻤﺪﺧﻨﻮن ﻋﻠﻰ هﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺪﺧﺎن.
اﻟﻤﺒﺎﺳﻢ اﻟﻤﺼﻨﻌﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﻤﺒﺎﺳﻢ اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ واﻟﺤﺠﺮﻳﺔ واﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺘﺠﺎوز ﻃﻮﻟﻬﺎ
ﺛﻼث ﺳﻨﺘﻴﻤﺘﺮات وذﻟﻚ ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ إﺧﻔﺎﺋﻬﺎ،آﻞ هﺬا آﺎن ﻓﻲ ﻣﻌﺘﻘﻼت اﻟﺪاﺧﻞ.
وﺑﻌﺪ اﻻﻧﺘﻘﺎل إﻟﻰ أﻧﺼﺎر وﺗﻮاﻟﻲ اﻷﻳﺎم واﻟﻠﻴﺎﻟﻲ واﻷﺷﻬﺮ وﻧﻈﺮا ﻟﻜﺜﺮة اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ
ﻓﻜﺎن ﻳﻤﻠﻚ آﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﺎ وﻟﻮ ﻣﺒﺴﻤﺎ واآﺜﺮ
ﺗﻨﻮع اﻷﺷﻜﺎل
أﺧﺬت اﻟﻤﺒﺎﺳﻢ ﺗﻄﻮل وﺗﻘﺼﺮ ﺣﺴﺐ ﻓﻜﺮة وإﺑﺪاع اﻟﺼﺎﻧﻊ. ﻓﻜﺎن إﻣﺎ ﻣﺨﺮوط، أو
ﻣﺤﻔﻮر، أو ﻣﻨﻘﻮش، وﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﻣﻄﻌﻢ ﺑﻤﻮاد أﺧﺮى ﻋ، أو ﻠﻴﻪ رﺳﻮم ﻣﺘﻌﺪدة
وزﺧﺎرف هﻨﺪﺳﻴﺔ وﻧﺒﺎﺗﻴﺔ وﻏﻴﺮهﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاد اﻟﺘﻌﺒﻴﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺮز اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻔﻨﻲ ﻣﻦ
ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﻮاﺣﻲ اﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ.
اﻷﺷﻜﺎل اﻟﻤﺨﺮوﻃﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﻞ ﺷﺎن ﻳﺬآﺮ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺎت اﻟﺤﻔﺮ ن وﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮة ﻏﻴﺮ
ﻃﻮﻳﻠﺔ اﺳﺘﻄﺎع اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺒﺪﻋﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻣﻮا ﺑﺄﻋﻤﺎل اﻟﺤﻔﺮ اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﻏﺎﻳﺔ ﻓﻲ
اﻟﺠﻤﺎل، ﻷﻧﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﺗﺄﺧﺬ ﻋﺪة أﺷﻜﺎل ﻣﺄﺧﻮذة ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﻮا ﺑﻬﺎ ﻗﺒﻞ
اﻻﻋﺘﻘﺎل أو آﺎﻧﺖ راﺳﺨﺔ ﻓﻲ أذهﺎﻧﻬﻢ ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺑﻌﺾ اﻟﺰﺧﺎرف ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ آﺮة أو
أﺷﻜﺎل اﻟﺠﺮس وﺗﻴﺠﺎن اﻷﻋﻤﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﺬآﺮﻧﺎ ﺑﺘﻴﺠﺎن اﻷﻋﻤﺪة اﻟﺪورﻳﺔ واﻻﻳﻮﻧﻴﺔ . وآﺬﻟﻚ
ﺣﺒﺎت اﻟﻌﺪس، واﻷﺷﻜﺎل اﻟﻤﺮﺑﻌﺔ واﻟﺪاﺋﺮﻳﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺨﻴﻞ إﻟﻴﻚ إن هﺬﻩ اﻷﺷﻜﺎل
اﻟﻤﺨﺮوﻃﺔ هﻲ أﺷﻜﺎل ﻟﺘﻜﻮﻳﻦ اﻟﻤﺸﺮﺑﻴﺎت.
أﻣﺎ اﻟﻤﺒﺎﺳﻢ اﻟﻤﺤﻔﻮرة ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﺟﺪا ﺑﺄﺷﻜﺎﻟﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺨﺮوﻃﺔ وﻓﻲ ﺑﻌﺾ
اﻷﺣﻴﺎن ﻣﻜﻤﻠﺔ ﻟﻬﺎ وأﺣﻴﺎﻧﺎ أﺧﺮى ﺗﺄﺧﺬ ﻃﺎﺑﻌﻬﺎ اﻟﺨﺎص اﻟﺬي ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ آﻮﻧﻪ ﻋﻤﻞ
ﻣﺤﺘﺮﻓﻴﻦ وآﺄﻧﻬﻢ ﻳﺼﻨﻌﻮن هﺬﻩ اﻷﺷﻜﺎل اﻟﻤﺤﻔﻮرة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺒﺎﺳﻢ ﻣﻨﺬ زﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ
آﺎﺳﺘﺨﺪام اﻷﺷﻜﺎل اﻟﻬﻨﺪﺳﻴﺔ اﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻀﻠﻌﺎت واﻷﺷﻜﺎل اﻟﻨﺠﻤﻴﺔ آﺬﻟﻚ
اﻟﻤﺤﻔﻮرات اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺗﺸﺒﻪ إﻟﻰ ﺣﺪ ﺑﻌﻴﺪ اﻟﻤﻘﺮﻧﺼﺎت اﻟﻤﻨﻤﻨﺔ وﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن
زﺧﺮﻓﺖ ﺑﺎﻟﺘﻄﻌﻴﻢ اﻟﺠﻤﻴﻞ وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ إدﺧﺎل ﺑﻌﺾ رﻗﺎﺋﻖ اﻟﻨﺤﺎس واﻷﺣﺠﺎر اﻟﺼﻠﺒﺔ
وأﻳﻀﺎ إدﺧﺎل ﻣﻮاد أﺧﺮى ﻣﺜﻞ ﺣﺒﻴﺒﺎت ﻣﻦ ﺣﺠﺮ اﻟﻨﺮد وﺣﺠﺮ اﻟﺪوﻣﻴﻨﻮ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺒﻪ ﺗﻜﻮﻳﻦ
اﻟﻌﺎج ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺸﻜﻞ واﻟﻠﻮن.
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮاد اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺻﻨﻊ اﻟﻤﺒﺎﺳﻢ، هﻲ ذاﺗﻬﺎ اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﻔﺮ
وﺧﺮاﻃﺔ اﻷﻣﺸﺎط وأﻣﺎ ﺷﻔﺮة اﻟﻤﺒﺮاة آﺎن ﻟﻬﺎ اﻟﻔﻀﻞ اﻷآﺒﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺮ و واﺳﺘﻌﻤﻞ أﻳﻀﺎ
اﻟﺰﺟﺎج اﻟﻤﻜﺴﺮ ﻟﺘﻨﻌﻴﻢ اﻟﺨﺸﺐ أم اﻟﺴﻠﻚ اﻟﺤﺪﻳﺪي اﻟﻤﺸﻄﻮم اﻟﺮأس ﻓﻴﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ
ﺣﻔﺮ ﻗﻨﺎة اﻟﻤﺒﺴﻢ.14
آﻴﻒ ﺗﺘﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺼﻨﻊ
إن ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺻﻨﻊ اﻟﻤﺒﺎﺳﻢ آﺎﻧﺖ ﺗﺘﻢ ﺑﻤﺮاﺣﻞ ﻣﺘﻮاﺻﻠﺔ، أوﻟﻬﺎ واﻻهﻢ هﻮ اﻧﺘﻘﺎء
اﻟﺨﺸﺐ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﺼﻨﻊ، ﻓﻨﺎدرا ﻣﺎ ﺗﻮﺟﺪ هﺬﻩ اﻷﺧﺸﺎب اﻟﺼﻠﺒﺔ اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺻﻼﺑﺘﻬﺎ
ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺟﻮدة اﻟﻌﻤﻞ وإﺗﻘﺎﻧﻪ ﻓ، ﻬﻲ آﺎﻧﺖ ﺗﺄﺧﺬ ﻣﻦ زواﻳﺎ ﺻﻨﺎدﻳﻖ اﻟﻔﺎآﻬﺔ
اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ وهﺬﻩ اﻟﺰواﻳﺎ ﻣﺮﺑﻌﺔ اﻟﺸﻜﻞ ﺑﺴﻤﺎآﺔ 2 ﺳﻨﺘﻢ ﻟﻠﻀﻠﻊ اﻟﻮاﺣﺪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻃﻮﻟﻬﺎ
ﻳﺘﺠﺎوز ال20 ﺳﻨﺘﻢ، وأﻓﻀﻠﻬﺎ آﺎن ﺧﺸﺐ اﻟﺰﻳﻦ اﻷﺣﻤﺮ.
ﺑﻌﺪ اﻧﺘﻘﺎء اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ آﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮم ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺠﻮاﻧﺐ ﺑﺈزاﻟﺔ اﻟﺸﻮاﺋﺐ وﺑﻌﺾ
اﻟﻤﺴﺎﻣﻴﺮ أو اﻟﻄﺒﻌﺎت اﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ، ﺛﻢ ﺗﻨﻌﻢ ﻗﻠﻴﻼ وﺗﺸﻄﺐ زواﻳﺎهﺎ إﻣﺎ ﺑﺸﻔﺮة اﻟﻤﺒﺮاة أو
ﺑﻜﺴﺮ اﻟﺰﺟﺎج، ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ آﺎﻧﺖ ﺗﺜﻘﺐ اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻄﺮف إﻟﻰ اﻟﻄﺮف اﻵﺧﺮ ﺑﻮاﺳﻄﺔ
اﻟﺴﻠﻚ اﻟﻤﺸﻄﻮم رأﺳﻪ ﻟﺤﻔﺮ ﻗﻨﺎة اﻟﺪﺧﺎن. آﻞ ذﻟﻚ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺘﻢ ﺑﻬﺪوء ﺗﺎم ﺣﺘﻰ ﻻ
ﻳﺄﺧﺬ اﻟﺴﻠﻚ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﻣﻠﺘﻮﻳﺎ وﻳﺘﻢ اﻟﺜﻘﺐ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ وآﺎن ﺛﻘﺐ ﻗﻄﻌﺔ اﻟﺨﺸﺐ
اﻟﻘﺎﺳﻴﺔ ﻳﺴﺘﻬﻠﻚ اآﺜﺮ ﻣﻦ أرﺑﻊ ﺳﺎﻋﺎت ﻟﺘﺘﻢ ﺑﺴﻼم، ﺑﻌﻜﺲ اﻟﺨﺸﺒﺔ اﻟﻄﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ
آﺎﻧﺖ ﻻﻧﺘﺒﺎﻩ وﺣﺬر اآﺜﺮ ﻟﻜﻮن راس اﻟﺴﻠﻚ ﻳﺄﺧﺬ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺴﻬﻞ أﻣﺎﻣﻪ وﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ آﺎن
ﻳﺨﺮج ﻣﻦ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﻜﺎن اﻟﻤﻄﻠﻮب. ﺑﻌﺪ هﺬا آﻠﻪ وﻟﺘﺴﻬﻴﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺜﻘﺐ اﺳﺘﻌﻤﻠﺖ اﻟﻨﺎر
ﻟﺘﺤﻤﻴﺔ اﻟﺴﻠﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎر وﻳﺘﻢ إدﺧﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﻃﺮف اﻟﺨﺸﺐ وهﻮ ﻣﺎزال ﺣﺎر ﺟﺪا وﺗﻜﺮر
هﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ وﺑﻬﺪوء ﺗﺎم ﺣﺘﻰ اﻻﻧﺘﻬﺎء ﻣﻦ اﻟﺜـﻘﺐ، وﺑﻬﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺳﻬﻠﺖ ﻋﻤﻠﻴﺔ
اﻟﺜـﻘﺐ ﺑﻌﺪ واﺻﺒﺢ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن ﺛﻘﺐ ﻗﻄﻌﺔ اﻟﺨﺸﺐ ﺑﺄﻗﻞ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ وﺗﺼﺒﺢ ﻗﻄﻌﺔ
اﻟﺨﺸﺐ ﺟﺎهﺰة ﻟﻠﺨﺮاﻃﺔ أو اﻟﺤﻔﺮ.
إن ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺜﻘﺐ آﺎﻧﺖ ﺗﺴﺒﻖ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺤﻔﺮ وذﻟﻚ ﻟﻜﻮن هﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ إذا ﺗﻤﺖ ﺑﻌﺪ
اﻟﺤﻔﺮ ﻣﻤﻜﻦ أن ﺗﺘﻠﻒ اﻟﻌﻤﻞ آﻠﻪ وﺑﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﻨﺠﺢ ﺻﻨﻊ اﻟﻤﺒﺴﻢ أﻣﺎ وان اﻟﻤﺒﺴﻢ
ﻣﺜﻘﻮب ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺻﻨﻌﻪ ﺑﺄﻣﺎن.
ﺑﻌﺪ اﻻﻧﺘﻬﺎء ﻣﻦ ﺛﻘﺐ ﻗﻄﻌﺔ اﻟﺨﺸﺐ ﻟﺼﻨﻊ اﻟﻤﺒﺴﻢ ﺗﺘﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻨﻌﻴﻢ اﻟﻤﺘﻮاﺻﻞ،
وﺗﺤﻒ زواﻳﺎ اﻟﻤﺒﺴﻢ ﺣﺘﻰ ﺗﺄﺧﺬ اﻟﺸﻜﻞ اﻟﻤﺒﺮوم وﺗﻘﻄﻊ إﻟﻰ ﻗﻴﺎﺳﺎت ﺣﺴﺐ اﻟﻔﻜﺮة
اﻟﺘﻲ ﻳﺮاد ﺣﻔﺮ اﻟﻤﺒﺴﻢ ﺑﻬﺎ.
ﺗﺘﻢ ﺧﺮاﻃﺔ اﻟﻤﺒﺴﻢ ﺣﺴﺐ ﻓﻜﺮة ﺻﺎﻧﻌﻪ اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﺎ اﺳﺘﻌﻤﻞ ﺷﻜﻞ اﻟﺠﺮس
ﻣﺜﻼ وﻣﺎ إﻟﻰ ذﻟﻚ ﻣﻦ أﺷﻜﺎل اﻟﺨﺮاﻃﺔ. أﻣﺎ ﻓﻲ راس اﻟﻤﺒﺴﻢ ﺣﻴﺚ ﺗﻮﺿﻊ اﻟﺴﻴﺠﺎرة
ﺗﺜﺒﺖ ﻗﻄﻌﺔ ﻧﺤﺎﺳﻴﺔ ﺗﺆﺧﺬ ﻣﻦ اﻟﺤﻠﻘﺎت اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻟﺤﺬاء ﺣﻴﺚ ﻳﺮﺑﻂ . اﻟﺸﺮﻳﻂ
ﺷﻜﻞ هﺬﻩ اﻟﻘﻄﻌﺔ داﺋﺮي وﺗﺼﻠﺢ ﻟﺘﻮﺿﻊ ﺑﻬﺎ أﻃﺮاف اﻟﺴﺠﺎﺋﺮ وﻳﺘﻢ ﺗﺜﺒﻴﺘﻬﺎ ﻋﻨﺪ راس
اﻟﻤﺒﺴﻢ ﺑﻌﺪ اﻻﻧﺘﻬﺎء ﻣﻦ ﺣﻔﺮﻩ وذﻟﻚ ﺑﻀﺮﺑﻬﺎ ﻋﺪة ﺿﺮﺑﺎت ﺧﻔﻴﻔﺔ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺘﺸﻮﻩ
اﻟﺤﺮآﺔ اﻟﻤﻨﺘﻔﺨﺔ ﻓﻲ ﺷﻜﻠﻬﺎ.
أﻣﺎ اﻟﻤﺒﺎﺳﻢ اﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺎدة اﻟﺨﺸﺐ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻗﻠﻴﻠﺔ وﻧﺎدرة ﺟﺪا، ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ
آﺎن ﻣﺼﻨﻮﻋﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﺠﺎرة وﻗﺼﻴﺮا ﺟﺪا وآﺎن ﻳﺤﻔﺮ ﺑﺄآﻤﻠﻪ ﺑﺎﻟﺴﻠﻚ اﻟﻤﻌﺪﻧﻲ وﻻ ﻳﻀﺎف
إﻟﻴﻪ أي ﻣﺎدة أﺧﺮى. اﺻﺒﺢ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻟﻠﺬآﺮى ﻓﻘﻂ واﺣﺘﻔﻆ ﺑﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ دون
اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ وآﺎن ﻣﺰﺧﺮﻓﺎ ﺑﺪﻗﺔ وﺟﻤﺎل ﻓﻴﻪ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻹﺑﺪاع اﻟﻤﺘﻘﻦ وآﺄﻧﻪ ﺗﺤﻔﺔ ﻳﺮﺟﻊ
ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﺤﺠﺮﻳﺔ.15
اﻟﻤﺒﺎﺳﻢ اﻻﺳﺘﻬﻼآﻴﺔ، اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻟﻌﺪة أﻳﺎم هﻲ اﻟﺘﻲ أﺧﺬت ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺎت
ﺷﻔﺮات اﻟﺤﻼﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻖ وذآﺮﻧﺎهﺎ، هﺬﻩ اﻟﻤﺒﺎﺳﻢ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺮﻏﻮﺑﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻀﻴﻒ
ﻧﻜﻬﺔ آﺮﻳﻬﺔ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ دﺧﺎن اﻟﺴﺠﺎﺋﺮ، ﺣﻴﺚ ﻳﻤﺘﺰج دﺧﺎن اﻟﺴﻴﺠﺎرة ﻣﻊ اﻟﻤﻮاد
اﻟﻤﺼﻨﻌﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺒﻀﺔ ﺁﻟﺔ اﻟﺤﻼﻗﺔ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻠﻐﻲ ﻧﻜﻬﺔ اﻟﺴﺠﺎﺋﺮ ﺣﺘﻰ وﻟﻮ آﺎﻧﺖ ﻏﻴﺮ
ﺟﻴﺪة.
اﻟﺴﺒﺤﺔ
اﻟﺴﺒﺤﺔ … اﻟﻤﺴﺒﺤﺔ … اﻟﻤﺴﺒﺎح … وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻷﺳﻤﺎء، اﻟﺘﻲ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ
ﺣﺒﺎت ﻣﺘﺮاآﺒﺔ ﻓﻮق ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ وهﻲ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻟﻠﻌﺒﺎدة واﻟﺘﻘﻮى … ﺁو ﻟﻠﻮﺟﺎهﺔ
واﻵﺑﻬﺔ واﻟﻌﻈﻤﺔ. ﺣﺘﻰ اﺻﺒﺢ ﻟﻬﺎ ﺧﺒﺮاء ﻳﻌﺮﻓﻮن ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ.
ﺗﻘﻮل اﻟﺮواﻳﺎت ﺣﻮل اﺻﻞ اﻟﺴﺒﺤﺔ أن اﻟﻜﻬﻨﺔ اﻟﺼﻴﻨﻴﻴﻦ. آﺎﻧﻮا أول ﻣﻦ اﺑﺘﺪع
اﻟﺴﺒﺤﺔ.. وآﺬﻟﻚ اﻟﻬﻨﻮد.
وﺗﻘﻮل اﻟﺮواﻳﺎت أﻳﻀﺎ أن اﻟﺴﺒﺤﺔ أداة ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﻣﻨﺬ ﻋﺼﻮر ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ وأﻧﻬﺎ اﺗﺨﺬت
زﻳﻨﺔ وﺗﻌﻮﻳﺬة،وﻓﻲ اﻵﺛﺎر اﻟﻔﻴﻨﻴﻘﻴﺔ ﻣﺎ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ اﻧﻬﻢ اﺳﺘﻌﻤﻠﻮهﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﻳﻀﺔ ﻓﻲ
ﻣﻌﺎﻣﻼﺗﻬﻢ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ.
إذا اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺮوﻓﺔ، ﻟﻜﻦ إذا أﺧﺬﻧﺎ ﺑﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻵﺛﺎر اﻟﻔﻴﻨﻴﻘﻴﺔ ﻓﺎن
ذﻟﻚ ﻳﻌﻨﻲ إن اﻟﺴﺒﺤﺔ ﺗﻌﻮد أﺻﻮﻟﻬﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ إﻟﻰ ﺟﺬور ﻋﻤﻴﻘﺔ، وإﻧﻬﺎ ﻗﻄﻌﺖ رﺣﻠﺔ ﻣﻦ
اﻟﺰﻣﻦ ﻃﻮﻳﻠﺔ، ﺣﺘﻰ وﺻﻠﺖ إﻟﻴﻨﺎ ﻣﺮورا ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﻃﻘﻮس اﻟﻌﺒﺎدات اﻟﺘﻲ ﺟﺎءت ﻗﺒﻞ
اﻹﺳﻼم واﻟﺘﻲ آﺎن ﻳﺆدﻳﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ.
ﻗﺪ ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﺴﺒﺤﺔ رﻣﺰا ﻟﻠﺘﺼﻮف واﻟﺰهﺪ … آﻤﺎ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻟﻠﺰﻳﻨﺔ، ﻟﻜﻦ ﺗﻈﻞ ﻟﻠﺴﺒﺤﺔ
ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﻮب، وﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﺬآﺮ اﷲ واﻟﺼﻼة
ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ (ص) واﻟﻤﻌﺮوف إن اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ أﻳﺎم اﻟﺮﺳﻮل اﻟﻜﺮﻳﻢ، آﺎﻧﻮا ﻳﻌﺪون ﻓﻲ
ﺗﺴﺒﻴﺤﻬﻢ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻧﻮى اﻟﺒﻠﺢ، ﻟﻜﻦ هﺬا اﻷﺳﻠﻮب ﺗﻄﻮر واﺻﺒﺢ رﻣﺰا ﻟﻠﺪﻋﺎء واﻟﺼﻼة
وﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﺮﺳﻮل ( ﺗﺴﺒﺤﻮن وﺗﺤﻤﺪون وﺗﻜﺒﺮون اﷲ ﻋﻘﺐ آﻞ ﺻﻼة ﺛﻼﺛﺔ وﺛﻼﺛﻴﻦ
ﻣﺮة ) وهﻲ ﻋﺪد ﺣﺒﺎت اﻟﺴﺒﺤﺔ.
ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﺴﺒﺤﺎت ﻣﻦ اﻓﻀﻞ اﻷدوات اﻟﺘﻲ ﺳﺎﻋﺪت ﻋﻠﻰ إزاﻟﺔ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻮﺗﺮات وآﺎن ﻟﻬﺎ
اﻷﺛﺮ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺣﻴﺎة اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﻓﻜﻨﺖ ﺗﺸﺎهﺪ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﻳﻄﻘﻄﻘﻮن ﺑﺤﺒﺎت
اﻟﺴﺒﺤﺎت وﻗﺪ ارﺗﺴﻤﺖ ﻋﻠﻰ وﺟﻮهﻬﻢ ﺗﻌﺎﺑﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﻠﻖ واﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﺬي آﺎن ﻳﻼزم اآﺜﺮ
اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ. وآﺎﻧﺖ هﻨﺎك ﻧﻮﻋﻴﺔ أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﻟﻢ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ أﻳﺔ ﺗﻌﺎﺑﻴﺮ وﻣﻊ
ذﻟﻚ ﻳﺘﺎﺑﻌﻮن ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻬﻢ ﺣﺒﺎت اﻟﺴﺒﺤﺔ ﺑﺪﻗﺔ وﺑﺮاﻋﺔ …
هﺬﻩ اﻟﺴﺒﺤﺎت وﻃﻘﻄﻘﺎﺗﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﻣﻊ ﺣﺎﻣﻠﻬﺎ ﺑﺤﻴﺚ
ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ آﻤﺎﻟﻪ وﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺘﺨﻠﻰ ﻋﻨﻬﺎ وآﺄﻧﻪ ﻣﺪﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﻣﺴﺘﻬﺎ وﺳﻤﺎع
إﻳﻘﺎع اﻟﻄﻘﻄﻘﺔ.
آﺎن هﻨـﺎك اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻄﻘﻄﻘﺎت ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺘﻘﻞ وذﻟﻚ ﻟﺘﻨﻮع أﺷﻜﺎل وأﻧﻮاع اﻟﺴﺒﺤﺎت .
وﻟﻜﻦ آﻴــﻒ ﺗﻢ ذﻟﻚ ؟16
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﺼﻨﻊ اﻟﺴﺒﺤﺎت ﻓﻤﻦ أي ﻣﺎدة ﺳﺘﺼﻨﻊ
وآﻴﻒ وﻷي ﻣﺪى ﺳﺘﻨﺠﺢ هﺬﻩ اﻟﻔﻜﺮة، . أو ﺗﻠﻚ
ﻟﻴﺲ ﻋﺠﻴﺒﺎ ﻃﺒﻌﺎ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺴﺒﺤﺎت وآﺎن ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺻﻨﻌﻬﺎ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺑﻌﺪ وﺟﻮد ﺑﻌﺾ
اﻟﺴﺒﺤﺎت اﻟﻨﺎدرة ﻓﻲ أﻳﺪي اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺑﻪ ﺳﻮى اﻟﺘﺮاب واﻟﺤﺠﺎرة
واﻟﺨﻴﻢ.
أول اﻷﻋﻤﺎل ﻟﻠﺴﺒﺤﺎت اﻋﺘﺎد ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺾ اﻷﺷﺨﺎص ﻓﻲ ﺳﻦ اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻓﻲ ﺻﻨﻊ
اﻟﺴﺒﺤﺎت اﻟﻤﺄﺧﻮذة ﻣﻦ ﻋﺠﻮة اﻟﺰﻳﺘﻮن.
ﻓﻔﻲ ﻣﻌﺘﻘﻼت اﻟﺪاﺧﻞ، آﺎن اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﻮن ﻳﺄﺗﻮن ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﺑﻜﻤﻴﺎت ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ
اﻟﺰﻳﺘﻮن أﺛﻨﺎء ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﻄﻌﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﻓﻜﺎن ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﺠﻤﻴﻊ اﻟﻌﺠﻮات وﺑﺴﺮﻳﺔ ﺗﺎﻣﺔ
ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻠﻔﺖ ﻧﻈﺮ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﻴﻦ ﻻن اﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻤﻮاد آﺎن ﻣﻤﻨﻮﻋﺎ ﻣﻊ آﻞ
اﻟﻤﻤﻨﻮﻋﺎت اﻷﺧﺮى ﻓﻜﻞ ﺷﻲء آﺎن ﻣﻤﻨﻮع ﺣﺘﻰ وﻟﻮ اﺳﺘﻄﺎﻋﻮ ﻟﻤﻨﻌﻮا اﻟﻬﻮاء.
وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺻﻨﻌﺖ اﻟﺴﺒﺤﺎت ﻣﻦ اﻟﺤﺠﺎرة، ﺛﻢ ﻣﻦ اﻟﺘﺮاب، وأﻳﻀﺎ ﻣﻦ اﻟﺨﺸﺐ أوﻣﻦ
اﻟﺨﺮز، ﺻﻨﻌﺖ ﺑﻌﺾ اﻟﺴﺒﺤﺎت ﻣﻦ ﺣﻠﻘﺎت اﻷﺣﺬﻳﺔ اﻟﻤﻠﻔﻮف ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﺨﻴﻮط
اﻟﺒﻼﺳﺘﻜﻴﺔ ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ ﺣﺮآﺔ ﺣﺒﺎت اﻟﺴﺒﺤﺔ ﺣﻮل اﻟﺨﻴﻂ اﻟﺬي ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ.
آﻴﻒ ﺗﺘﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺼﻨﻊ ؟
أوﻻ : اﻟﺴﺒﺤﺎت اﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻋﺠﻮة اﻟﺰﻳﺘﻮن. واﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺗﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﺛﻼث ﻣﺮاﺣﻞ.
1_ اﻟﺘﺠﻤﻴﻊ : ﻧﻈﺮا ﻟﻜﻮن اﻟﺰﻳﺘﻮن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺘﻮﻓﺮا آﺎن ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﻳﺠﻮﻟﻮن ﻋﻠﻰ
اﻟﺨﻴﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺴﻜﺮ، وﻳﻄﻠﺒﻮن ﻣﻨﻬﻢ ﺗﺠﻤﻴﻊ ﻋﺠﻮات اﻟﺰﻳﺘﻮن ﺑﻌﺪ ﺗﻨﺎول اﻟﻄﻌﺎم، وﻣﻦ
ﺛﻢ ﺗﻀﺎف ﻟﻠﻌﺪد اﻟﻤﻄﻠﻮب وﺗﺰاد اﻟﻜﻤﻴﺔ ﻋﺪدا إﺿﺎﻓﻴﺎ، ﻻﺣﺘﻤﺎل اﻟﺘﻠﻒ أﺛﻨﺎء اﻟﺼﻨﻊ.
2 - اﻟﺼﻨﻊ : آﺎن ﻳﺘﻢ ﺗﺼﻨﻴﻊ اﻟﻌﺠﻮات وذﻟﻚ ﺑﺤﻒ ﻃﺮﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻌﺠﻮات ﻋﻠﻰ أﺣﺪ
اﻟﺠﺪران اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻋﻠﻰ أﻃﺮاف اﻟﻤﻌﺴﻜﺮ ﺣﻴﺚ ﺗﻘﺎم اﻟﺤﻤﺎﻣﺎت. آﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﻐﺮق ﻋﻤﻠﻴﺔ
ﺣﻒ اﻟﺤﺒﺔ اﻟﻮاﺣﺪة وﻗﺘﺎ ﻻ ﺑﺎس ﺑﻪ، ﻓﻜﺎﻧﺖ هﺬﻩ اﻟﻌﺠﻮة ﺗﻤﺴﻚ ﻣﻦ أﺣﺪ ﻃﺮﻓﻴﻬﺎ وﺗﺤﻒ
ﻣﻦ اﻟﺠﻬﺔ اﻷﺧﺮى ﻟﻴﺼﺒﺢ وﺟﻬﻬﺎ ﻣﺸﺎﺑﻬﺎ ﻟﻠﻮﺟﻪ اﻵﺧﺮ، وﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﺴﺤﺐ اﻟﻠﺐ وﺗﺼﺒﺢ
ﺟﺎهﺰة ﻟﻠﺸﻚ وﺗﺘﻮاﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ أﻟﺤﻒ ﺑﺎﻟﻌﺠﻮات ﺣﺘﻰ اﻟﻌﺪد اﻟﻤﻄــﻠﻮب، وآﺎﻧﺖ أﻣﺎ 33
ﺣﺒﺔ ﻣﻊ اﻟﺸﻮاهﺪ أو 99ﻣﻊ اﻟﺸﻮاهﺪ وآﺎن ﻣﻘﻴﺎس آﻞ ﺣﺒﺔ ﻻ ﻳﺘﺠﺎوز اﻟﺴﻨﺘﻴﻤﺘﺮ
اﻟﻮاﺣﺪ ﻟﻠﻘﻄﻌﺔ اﻟﻮاﺣﺪة وﻧﺎدرا ﻣﺎ آﺎﻧﺖ اﻟﻤﻘﺎﺳﺎت ﻣﺘﻄﺎﺑﻘﺔ ﻣﺎﺋﺔ ﺑﺎﻟﻤﺎﺋﺔ وﻟﻜﻦ داﺋﻤﺎ
ﺣﺴﺐ ﺷﻜﻞ اﻟﻌﺠﻮة اﻷﺻﻠﻲ.
اﻟﺸﻚ : ﺑﻌـــﺪ اآﺘﻤﺎل اﻟﻌـــﺪد اﻟﻤﻄـــﻠﻮب ﻟﻠﺴﺒﺤﺔ آﺎﻧﺖ ﺗﺠﻤـﻊ ﻓﻲ ﺧﻴﻂ
ﻣﺄﺧﻮذ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﻚ.
( هﺬا اﻟﺸﺒﻚ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺳﺘﺎر ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻹﻏﻼق ﺑﺎب اﻟﺨﻴﻤﺔ أﺛﻨﺎء اﻟﻨﻮم ﻟﺘﺤﺎﺷﻲ
اﻟﺤﺸﺮات وﺧﺼﻮﺻﺎ أﻳﺎم اﻟﺼﻴﻒ. ) آﺎﻧﺖ ﻳﺴﺤﺐ هﺬﻩ اﻟﺨﻴﻮط ﻣﻦ اﻟﺴﺘﺎﺋﺮ وﺗﻮﺿﻊ ﺑﻬﺎ
اﻟﺤﺒﻮب وﺑﺎﻟﻤﻘﺎس اﻟﻤﻼﺋﻢ ﺛﻢ اﻟﻤﺎذﻧﺔ اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻌﺠﻮات وﻟﻜﻦ
ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺣﺒﺘﻴﻦ ﻓﻮق ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ اﻟﺒﻌﺾ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﺛﻼث ﺣﺒﺎت، وﺗﻌﻘﺪ هﺬﻩ اﻟﺴﺒﺤﺔ ﻗﺒﻞ أن
ﺗﻮﺿﻊ ﻟﻬﺎ اﻟﺸﺮاﺑﺔ اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺑﺪورهﺎ ﺗﺼﻨﻊ اﻟﺨﻴﻮط اﻟﻤﺄﺧﻮذة ﻣﻦ اﻟﺸﻮادر أو ﺑﻌﺾ
اﻟﺨﻴﻮط اﻟﺼﻮﻓﻴﺔ اﻟﻤﺄﺧﻮذة ﻣﻦ آﻨﺰات اﻟﺼﻮف اﻟﺘﻲ آﺎن ﻳﺮﺗﺪﻳﻬﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ.17
ﺛﺎﻧﻴﺎ : اﻟﺴﺒﺤﺎت اﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺮاب.
هﺬﻩ اﻟﺴﺒﺤﺎت آﺎﻧﺖ ﻧﺎدرة إﻻ ﻣﻊ ﻋﺪد ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻷﺳﺮى، ﻧﻈﺮا ﻟﻌﺪم ﺿﻤﺎن دﻳﻤﻮﻣﺔ
هﺬﻩ اﻟﺴﺒﺤﺎت اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺗﺸﺒﻪ اﻟﺴﺒﺤﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺆﺗﻰ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ اﻷﻣﺎآﻦ اﻟﻤﻘﺪﺳﺔ
اﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﺑﺪورهﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺮاب، ﻓﻜﺎﻧﺖ اﻟﺴﺒﺤﺎت اﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺘﻘﻞ آﺄﻧﻬﺎ ﺗﻠﻚ
اﻟﺴﺒﺤﺎت اﻟﺠﺎهﺰة ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﻟﺤﺠﻢ وﻋﺪد اﻟﺤﺒﻴﺒﺎت وﺷﻜﻞ اﻟﺸﺎهﺪ واﻟﻤﺌﺬﻧﺔ إﻻ أﻧﻬﺎ
ﻻ ﺗﺸﺒﻬﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﻮن ﻷﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﺴﺘﻄﻊ اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻷﻟﻮان اﻟﺴﻮداء أو اﻟﻠﻮن اﻷﺣﻤﺮ
ﻟﻠﺸﻮاهﺪ، ﻻن اﻟﺘﺮاب اﻟﻤﻮﺟﻮد ﻓﻲ أﻧﺼﺎر آﺎن ﺑﻤﺠﻤﻠﻪ ﻣﻦ اﻟﻠﻮن اﻷﺣﻤﺮ اﻟﺘﺮاﺑﻲ
وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺑﻘﻴﺖ اﻟﺤﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﻧﻬﺎ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ.
ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺼﻨﻊ
إن إﻟﻤﺎم ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﻘﻨﻴﺔ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻔﺨﺎر، واﻟﻄﻴﻦ، ﺳﺎﻋﺪت ﻓﻲ إﺗﻤﺎم
ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺼﻨﻊ، ﻓﻜﺎن اﻟﺘﺮاب اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻞ ﻟﻠﺼﻨﻊ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﺧﺎﻟﻴﺎ ﻣﻦ ﺣﺒﻴﺒﺎت اﻟﺤﺠﺎرة
اﻟﻘﺎﺳﻴﺔ. ﺑﻌﺪ أن ﻳﺠﻤﻊ هﺬا اﻟﺘﺮاب وﺑﺎﻟﻜﻤﻴﺔ اﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻳﻮﺿﻊ ﻋﻠﻰ اﻷرض وﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻨﻪ
ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺮﺗﻮن ﻟﺠﻤﻊ اﻟﺘﺮاب اﻟﺒﺮﻏﻞ، اﻟﺬي ﻧﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ( اﻟﺘﻨﺴﻴﻒ) وهﺬﻩ
اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﺘﻢ ﺑﺄﺧﺬ آﻤﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺮاب اﻟﻤﺠﻤﻮع ﻋﻠىﺎﻻرض وﺗﺮﻓﻊ إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع 50 ﺳﻨﺘﻢ
وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﺮﻣﻰ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﺑﺪﻓﻌﺎت ﻗﻠﻴﻠﺔ وﻗﺒﻞ ﺳﻘﻮط هﺬﻩ اﻟﻜﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻳﺘﻨﺎﺛﺮ
ﻣﻨﻬﺎ ﻏﺒﺎر اﻟﺘﺮاب اﻟﺬي ﻳﺘﺮاآﻢ ﺑﺪورﻩ ﻋﻠﻰ ﻗﻄﻌﺔ اﻟﻜﺮﺗﻮن اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن ﻗﺪ وﺿﻌﺖ ﻓﻲ
ﻣﻜﺎن ﻣﻮاﺟﻪ ﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻬﻮاء اﻟﺬي ﻳﺤﻤﻞ ﻏﺒﺎر اﻟﺘﺮاب وﺑﻌﺪ ﺗﻜﺮار هﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻳﻜﻮن
اﻟﺘﺮاب اﻟﻤﻨﺜﻮر ﻗﺪ ﺗﺮاآﻢ واﺻﺒﺢ ﻳﻨﺎﺳﺐ اﻟﻜﻤﻴﺔ اﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻟﺼﻨﻊ ﺣﺒﺎت اﻟﺴﺒﺤﺔ . ﺑﻌﺪ إن
ﺗﺠﻤﻊ اﻟﻜﻤﻴﺔ ﺗﻮﺿﻊ ﻓﻲ وﻋﺎء وﺗﻮﺿﻊ ﺟﺎﻧﺒﺎ، ﺛﻢ ﻳﺆﺗﻰ ﺑﻮﻋﺎء ﺁﺧﺮ ﻓﻴﻪ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺎء،
ﺣﺴﺐ اﻟﻜﻤﻴﺔ اﻟﻼزﻣﺔ
وﺗﻨﺜﺮ ﻓﻮق هﺬا اﻟﻤﺎء ﺑﻮدرة اﻟﺘﺮاب ﺑﻬﺪوء وﺑﻜﻤﻴﺎت ﺧﻔﻴﻔﺔ ﺟﺪا، ﺣﺘﻰ ﻳﺼﺒﺢ ﺣﺠﻢ
اﻟﺘﺮاب اآﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﺮاب، ﻳﺘﺮك ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﻀﻌﺔ دﻗﺎﺋﻖ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺒﻠﻞ اﻟﺘﺮاب ﺟﻴﺪا ﺑﺎﻟﻤﺎء ﺛﻢ
ﻳﺤﺮك وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺬوب ﻳﺘﺮك اﻟﻤﺰﻳﺞ ﻟﻴﺼﺒﺢ آﺜﻴﻔﺎ، وأﻳﻀﺎ ﺻﺎﻟﺤﺎ ﻟﻠﻌﻤﻞ ( هﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ
ﺗﺸﺒﻪ ﻧﻔﺲاﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺒﻊ ﻓﻲ ﺗﺮآﻴﺐ اﻟﺠﻔﺼﻴﻦ )
ﺑﻌﺪ اﻟﺘﺄآﺪ ﻣﻦ آﺜﺎﻓﺔ اﻟﻄﻴﻦ ﻳﻌﺠﻦ اﻟﻤﺰﻳﺞ وﻳﻀﺎف إﻟﻴﻪ آﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺎدة اﻟﺼﺎﺑﻮن
اﻟﻤﻄﺮي ﺑﺎﻟﻤﺎء، وأﻳﻀﺎ آﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﺠﻮن اﻷﺳﻨﺎن، وﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻓﺘﺎت اﻟﺨﺒﺰ اﻟﻤﻮﺟﻮد ﻓﻲ
ﺟﻮف أرﻏﻔﺔ اﻟﺨﺒﺰ ( اﻹﻓﺮﻧﺠﻲ ) وﺗﻌﺎد ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺟﺒﻞ اﻟﺨﻠﻴﻂ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻤﺎﺳﻚ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻪ
اﻟﺒﻌﺾ وﻳﺼﺒﺢ آﺘﻠﺔ واﺣﺪة، ﺣﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﺤﻜﻢ ﺑﻪ آﻤﺎدة ﻟﻠﻌﻤﻞ.
ﺗﺄﺧﺬ ﻣﻦ اﻟﺨﻠﻴﻂ ( اﻟﺠﺒﻠﺔ) آﻤﻴﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﺟﺪا ﺑﺤﺠﻢ ﺣﺒﺔ أﻟﺒﺎ زاﻻ وﺗﻔﺮك ﺑﻴﻦ اﻟﻜﻔﻴﻦ
اﻟﻤﺒﻠﻠﺘﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﻓﻴﻨﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﺣﺒﺔ آﺮوﻳﺔ اﻟﺸﻜﻞ ﺛﻢ ﺗﺒﺨﺶ هﺬﻩ اﻟﺤﺒﺔ ﺑﺸﺮﻳﻂ رﻓﻴﻊ،
ﻟﺤﻔﺮ ﻗﻨﺎة اﻟﺸﻚ. ﺗﺘﻜﺮر هﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺣﺘﻰ اﻻﻧﺘﻬﺎء ﻣﻦ ﺻﻨﻊ اﻟﻌﺪد اﻟﻤﻄﻠﻮب ﻟﻠﺴﺒﺤﺔ
وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﺘﺮك هﺬﻩ اﻟﺤﺒﻮب ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻨﺸﻖ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن داﺧﻞ اﻟﺨﻴﻤﺔ ﺣﻴﺚ ﻻ ﺗﺘﻌﺮض18
ﻟﺤﺮارة اﻟﺸﻤﺲ اﻟﻘﻮﻳﺔ واﻟﺴﺒﺐ إن ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻨﺸﻴﻒ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺄﺧﺬ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻜﺎﻓﻲ
ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﺎﻧﺔ اﻟﺤﺒﻴﺒﺎت اﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ هﺬا اﻟﺨﻠﻴﻂ.
ﺗﻮﺿﻊ اﻟﺤﺒﻴﺒﺎت ﻓﻲ ﺧﻴﻂ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﻧﻮع اﻟﺨﻴﻂ اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺳﺒﺤﺎت ﻋﺠﻮة
اﻟﺰﻳﺘﻮن اﻟﻤﺄﺧﻮذ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﻚ اﻟﻨﻴﻠﻮن، وﺗﺘﻜﻮن ﺳﺒﺤﺔ ذات ﺣﺒﻮب وأﺣﺠﺎم ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ.
آﺎﻧﺖ ﺗﻄﻠﻰ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺑﺎﻟﺰﻳﺖ ﺑﻌﺪ أن ﺗﺠﻒ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻓﺘﻌﻄﻴﻬﺎ ﻟﻤﻌﺎﻧﺎ وﺳﻬﻮﻟﺔ ﻓﻲ
اﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﻓﻴﻨﺘﺞ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﺳﺒﺤﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻣﺘﻘﻨﺔ وذات ﺣﺒﻴﺒﺎت ﻣﺘﺴﺎوﻳﺔ ﻻ ﺗﺼﻨﻒ ﻋﻦ
ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻮﺟﺪة ﺑﻴﻦ أﻳﺪي اﻟﻨﺎس ﺧﺎرج اﻟﻤﻌﺘﻘﻼت وآﻠﻤﺎ اﺳﺘﻌﻤﻠﺖ هﺬﻩ اﻟﺴﺒﺤﺔ وداﻣﺖ
ﻣﻊ اﻟﻮﻗﺖ آﻠﻤﺎ أﺻﺒﺤﺖ ﻣﺼﻘﻮﻟﺔ اﻓﻀﻞ وذﻟﻚ ﻟﻼﺣﺘﻜﺎك اﻟﺪاﺋﻢ وﻣﻼﻣﺴﺔ أﺻﺎﺑﻊ اﻟﻴﺪ ﻟﻬﺎ
اﻟﺘﻲ ﺗﺰﻳﺪهﺎ ﻟﻤﻌﺎﻧﺎ وﺗﺼﺒﺢ ﻣﻠﺴﺎء ﻧﺎﻋﻤﺔ.
أن ﻣﺘﺎﻧﺔ هﺬﻩ اﻟﺴﺒﺤﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺮاب ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﺼﺎﺑﻮن وﻣﻌﺠﻮن اﻷﺳﻨﺎن
وﻓﺘﺎت اﻟﺨﺒﺰ اﻟﺘﻲ ﺳﺎهﻤﺖ ﻓﻲ ﺗﻤﺎﺳﻚ اﻟﻤﺎدة ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ وﻣﻨﻌﺘﻬﺎ ﻣﻦ
اﻟﺘﻔﺘﺖ اﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ اﺣﺘﻜﺎك اﻟﺤﺒﻴﺒﺎت أﺛﻨﺎء اﻟﺘﺴﺒﻴﺢ، وﻗﺪ اﺳﺘﻌﻤﻠﺖ هﺬﻩ اﻟﻤﻮاد ﺑﻌﺪ
ﺗﺠﺎرب ﻋﺪﻳﺪة ﻓﻲ ﺻﻨﻊ ﻋﺠﻴﻦ اﻟﺘﺮاب، وﻟﻜﻦ ﻧﻈﺮا ﻟﻠﻤﺮاﺣﻞ اﻟﻌﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺮ ﺑﻬﺎ
ﺻﻨﺎﻋﺔ هﺬﻩ اﻟﺴﺒﺤﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﺼﻨﻌﻬﺎ وﺧﺼﻮﺻﺎ ﺑﻌﺪ أن ﺗﻢ
ﺻﻨﻊ اﻟﺴﺒﺤﺎت اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ وﻣﻊ ﻣﺮور اﻷﻳﺎم أﺻﺒﺤﺖ هﺬﻩ اﻟﺴﺒﺤﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﻮادر اﻟﻤﻬﻤﺔ
ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺘﻘﻞ.
اﻟﺴﺒﺤﺎت اﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﺮز
هﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺣﺒﺎت ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﺮز اﻟﻤﻄﺮز وهﻲ ﻣﻦ اﺟﻤﻞ اﻟﺴﺒﺤﺎت ﻷﻟﻮاﻧﻬﺎ
اﻟﺰاهﻴﺔ.
وﻧﻈﺮا ﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﺻﻨﻊ ﺣﺒﺎت ﺻﻐﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﺨﺮز وﺧﺸﻮﻧﺔ اﻟﺤﺒﻮب أﺛﻨﺎء اﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ
ﺻﻨﺎﻋﺔ هﺬﻩ اﻟﺴﺒﺤﺎت ﻣﺮﻏﻮﺑﺔ ﻟﻮﻻ أﻟﻮاﻧﻬﺎ اﻟﺒﺮاﻗﺔ، ﻧﺎهﻴﻚ ﻋﻦ أن هﺬﻩ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ آﺎﻧﺖ
ﻣﺄﻟﻮﻓﺔ ﻋﻨﺪ ﺑﻌﺾ اﻷﺷﺨﺎص ﻣﻦ اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﺳﺒﻖ اﻋﺘﻘﺎﻟﻬﻢ ﻣﻦ أﺻﺤﺎب اﻟﺴﻮاﺑﻖ أي
اﻧﻬﻢ آﺎﻧﻮا ﻣﺤﻜﻮﻣﻴﻦ ﺁو ﻣﻮﺟﻮدﻳﻦ ﺑﺄﺣﺪ اﻟﺴﺠﻮن وﻟﻜﻮن هﺬﻩ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻣﺰدهﺮة ﻓﻲ
اﻟﺴﺠﻮن.
ﻣﻼﺣﻈﺔ : اﻟﺨﺮز اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻞ أﺣﻀﺮﻩ اﻟﺼﻠﻴﺐ اﻷﺣﻤﺮ اﻟﺪوﻟﻲ ﺑﻌﺪ اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ اﻟﻤﻠﺤﺔ
ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ
اﻟﺴﺒﺤﺎت اﻟﻨﺎدرة
ﺻﻨﻌﺖ ﺳﺒﺤﺎت ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺟﺪا ﻣﻦ ﻣﻮاد ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺴﺒﺤﺎت اﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻗﻄﻊ
ﻣﺄﺧﻮذة ﻣﻦ ﻧﻮاة اﻻﻓﻮآﺎﺗﻮ واﻟﺘﻲ اآﺜﺮ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﻮن ﻣﻦ إﺣﻀﺎرهﺎ، آﺎﻧﺖ اﻟﻨﻮاة ﺗﻘﻄﻊ
ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻜﻌﺒﺎت ﺻﻐﻴﺮة آﺘﻘﻄﻴﻊ ﺣﺒﺔ اﻟﺒﻄﺎﻃﺎ ﺛﻢ ﻳﺴﻮى ﺣﺮف اﻟﻤﻜﻌﺒﺎت ﺑﺴﻜﻴﻦ ﺣﺎد
وﺗﺒﺨﺶﺑﺎﻟﺴﻠﻚ وﺗﺘﺮك ﺣﺘﻰ ﺗﺠﻒ ﺛﻢ ﺗﺠﻤﻊ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﺒﺤﺔ.
ﺳﺒﺤﺎت ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺣﻠﻘﺎت اﻟﺤﺬاء، هﺬﻩ اﻟﺤﻠﻘﺎت آﺎﻧﺖ ﺗﻨﺰع ﻣﻦ اﻷﺣﺬﻳﺔ وﺗﺠﻤﻊ
ﺛﻢ ﺗﻮﺿﻊ آﻞ ﺣﻠﻘﺘﻴﻦ ﻓﻮق ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ وﺗﺰﺧﺮف ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﺧﻴﻂ ﻣﻦ اﻟﺼﻮف ﺣﺘﻰ إﺧﻔﺎء آﻞ
اﺛﺮ ﻟﻠﻤﻌﺪن وﺑﺬﻟﻚ ﻳﺼﺒﺢ ﺷﻜﻠﻬﺎ آﺮوي. ﺑﻌﺪ أن ﺗﻮﺿﻊ وﺗﺠﻤﻊ ﻓﻲ ﺧﻴﻂ اﻟﻨﻴﻠﻮن.19
اﻟﺴﺒﺤﺎت اﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﺸﺐ
أهﻢ أﻧﻮاع اﻟﺴﺒﺤﺎت واﺟﻤﻠﻬﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﺸﺐ اﻟﻤﺨﺮوط واﻟﻤﺤﻔﻮر أو
اﻟﻤﺰﺧﺮف ﺑﺎ ﺷﻜﺎل اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت.
ﻓﻨﻮن اﻟﺘﺼﻨﻴﻊ آﺎﻧﺖ آﺜﻴﺮة وﻣﺘﻨﻮﻋﺔ، ﺗﻨﻮع اﻷﺣﺠﺎم واﻷﺷﻜﺎل وﺣﺘﻰ أﻧﻮاع اﻷﺧﺸﺎب.
إن اﻷﺧﺸﺎب اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺴﺒﺤﺎت ﻋﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻌﻤﻠﺖ ﻓﻲ
ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻤﺒﺎﺳﻢ ، واﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺧﺸﺐ اﻟﺰﻳﻦ وذات ﻗﻴﺎس واﺣﺪ
ﺑﺴﻤﺎآﺔ 2*2 ﺳﻨﺘﻢ وﻃﻮل 25 . ﺳﻨﺘﻢ
ﺻﺤﻴﺢ أن هﻨﺎك ﺗﻄﺎﺑﻖ ﻓﻲ إﻧﺘﺎج اﻟﺴﺒﺤﺎت ﻣﻊ اﻟﻤﺒﺎﺳﻢ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻤﻮاد واﻷدوات
وﻃﺮق اﻟﺤﻔﺮ واﻟﺨﺮاﻃﺔ إﻻ أن اﻟﺨﺸﺒﺔ اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺗﺒﺮم وﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﺘﻢ ﺗﻨﻌﻴﻤﻬﺎ آﺎﻧﺖ
ﺗﻘﺴﻢ هﺬﻩ اﻟﺨﺸﺒﺔ اﻟﻤﺒﺮوﻣﺔ إﻟﻰ ﻗﻴﺎﺳﺎت ﻣﺘﺴﺎوﻳﺔ اﻷﺣﺠﺎم وﺗﺮﺳﻢ أﺷﻜﺎﻟﻬﺎ ﺑﻌﺪ
ﺧﺴﻢ ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﺨﺮاﻃﺔ آﻲ ﺗﻜﻮن آﻞ اﻟﻘﻴﺎﺳﺎت ﻣﺘﻄﺎﺑﻘﺔ. ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺗﻘﻄﻊ هﺬﻩ
اﻟﺤﻠﻘﺎت اﻟﻤﺒﺮوﻣﺔ واﻟﻤﺨﺮوﻃﺔ إﻟﻰ ﺣﻠﻘﺎت ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺔ وآﻞ ﺳﺒﺤﺔ آﺎﻧﺖ ﺗﺄﺧﺬ ﺷﻜﻼ
ﺧﺎﺻﺎ ﺑﻬﺎ، ﻓﻤﻨﻬﺎ ﻣﺎ آﺎن داﺋﺮﻳﺎ، أو ﻣﺴﺘﻄﻴﻼ أو ﻣﺮﺑﻌﺎ.ﻣﺸﻄﻮﺑﺎ ﻋﻨﺪ رأﺳﻲ اﻟﻔﺘﺤﺘﻴﻦ .
وآﺎﻧﺖ آﻞ ﺣﺒﺔ ﺗﺒﺨﺶ ﻋﻠﻰ ﺣﺪة ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﺳﻠﻚ ﻣﻌﺪﻧﻲ ﻟﺘﻜﻮن اﻟﻘﻨﺎة اﻟﺘﻲ ﻳﺪﺧﻞ ﺑﻬﺎ
اﻟﺨﻴﻂ. ﺑﻌﺪ ﻧﺠﺎح ﻓﻜﺮة ﺗﺼﻨﻴﻊ اﻟﺴﺒﺤﺎت اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ اﻧﺘﺸﺮت ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﻌﺴﻜﺮات
هﺬﻩ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺗﺄﺧﺬ ﻣﻨﺤﻰ اﻟﺘﺤﺪي ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻬﺎرة
ﺻﻨﻊ اﻟﺴﺒﺤﺎت واﻗﺘﻨﺎء أﻓﻀﻠﻬﺎ و ﺣﺘﻰ أن اﻟﺒﻌﺾ آﺎن ﻳﺘﺒﺎهﻰ ﺑﻄﻮﻟﻬﺎ أوﻓﻲ ﻋﺪد ﺣﺒﺎﺗﻬﺎ
وﺟﻤﺎل ﺷﻜﻠﻬﺎ. هﺬﻩ اﻟﺴﺒﺤﺎت آﺎن ﻳﺘﺮاوح ﻃﻮﻟﻬﺎ ﻣﻦ 10 ﺳﻨﺘﻢ إﻟﻰ 80 ﺳﻨﺘﻢ
وﺣﺒﺎت اﻟﺴﺒﺤﺔ ﺗﻜﺒﺮ ﺣﺴﺐ آﺒﺮهﺎ أو ﻧﻔﺲ اﻟﺤﺠﻢ وﻋﺪدهﺎ اآﺜﺮ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺘﻨﺎﺳﻖ
اﻟﺤﺠﻢ ﻣﻊ اﻟﻌﺪد أو ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻪ
إن اﻟﺴﺒﺤﺔ اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ هﻲ اآﺜﺮ اﻟﻤﻮاد اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻠﻮﻗﺖ واﻟﺘﻌﺐ أﺛﻨﺎء
اﻟﺘﺼﻨﻴﻊ، آﺬﻟﻚ اﻟﺸﻮاهﺪ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﺼﻨﻊ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﻧﻮع اﻟﺨﺸﺐ اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ
اﻟﺴﺒﺤﺔ.
أﻣﺎ اﻟﻤﺌﺬﻧﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻘﺪ ﻃﺮﻓﻲ ﺧﻴﻂ اﻟﺴﺒﺤﺔ ﻓﻮﻗﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﺑﺪورهﺎ ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ
اﻟﺨﺸﺐ وﻣﺨﺮوﻃﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺟﺪا ﻟﺘﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺟﻤﺎل اﻟﺴﺒﺤﺔ هﻲ واﻟﺸﺮاﺑﺔ اﻟﺘﻲ
آﺎﻧﺖ ﺗﺼﻨﻊ ﻣﻦ ﺧﻴﻮط اﻟﺼﻮف أوﻣﻦ ﺧﻴﻮط اﻟﺸﻮادر اﻟﻤﻤﺰﻗﺔ اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺗﻀﻔﻲ ﻋﻠﻰ
اﻟﺴﺒﺤﺔ ﺟﻮا ﻣﺮﻳﺤﺎ ﻻن ﻟﻮن اﻟﺨﻀﺮة اﻟﻤﻮﺟﻮد ﻓﻲ اﻟﺨﻴﻮط ﻳﺸﻜﻞ ﺗﻨﺎﻏﻤﺎ ﻣﻊ ﻟﻮن
اﻟﺴﺒﺤﺔ اﻟﺬي آﺎن ﻋﺎﺟﻴﺎ أو ﺑﻨﻲ ﻓﻲ أﺣﻴﺎن أﺧﺮى.
إن ﺑﻌﺾ اﻟﺴﺒﺤﺎت آﺎن ﻣﻔﻀﻼ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻩ وذﻟﻚ ﻹدﺧﺎل ﻓﻦ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻮاد
أﺧﺮى آﺎﻷﻟﻤﻨﻴﻮم اﻟﻤﺄﺧﻮذ ﻣﻦ ﺁواﻧﻲ اﻟﻄﻌﺎم وأﻳﻀﺎ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎرة اﻟﺼﻠﺒﺔ، اﻟﺘﻲ
آﺎﻧﺖ ﺗﻜﺴﺮ وﺗﺄﺧﺬ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺒﺎت ﺻﻐﻴﺮة وﺗﻨﺰل ﺿﻤﻦ اﻟﺨﺸﺐ، ﺑﻌﺪ أن ﺗﻜﻮن ﻗﻄﻌﺔ
اﻟﺨﺸﺐ ﻗﺪ ﺿﺮﺑﺖ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻣﺴﻤﺎر ﺣﺪﻳﺪي وﺑﺬﻟﻚ ﻳﺤﺪث ﺣﻔﺮة ﺻﻐﻴﺮة ﻳﻮﺿﻊ داﺧﻠﻬﺎ
اﻟﺤﺠﺎرة اﻟﻤﻜﺴﺮة أو ﻗﻄﻊ اﻷﻟﻤﻨﻴﻮم اﻟﺼﻐﻴﺮة، ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ آﺎﻧﺖ ﺗﻨﻌﻢ ﺣﺒﺎت اﻟﺴﺒﺤﺔ
وﺗﺼﺒﺢ ﻗﻄﻊ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﻣﺘﺴﺎوﻳﺔ ﻣﻊ ﺳﻄﺢ ﻗﻄﻌﺔ اﻟﺨﺸﺐ.
أﻣﺎ اﻟﺴﺒﺤﺎت اﻟﻤﺮﺳﻮم ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺴﻠﻚ اﻟﻤﻌﺪﻧﻲ اﻟﻤﺤﻤﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎر، آﺎﻧﺖ
ﺗﺰﺧﺮف ﺑﺄﺳﻤﺎء اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ واﻷﺣﺒﺔ وﺑﻌﺾ اﻟﺮﺳﻮم اﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة. آﺎﻧﺖ هﺬﻩ اﻟﺴﺒﺤﺎت20
آﺒﻴﺮة اﻟﺤﺠﻢ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﺎ ﻋﻦ ﻣﺜﻴﻼﺗﻬﺎ اﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺘﻘﻞ، ﻟﺬﻟﻚ آﺎﻧﺖ ﺗﺰﻳﻦ اﻟﺨﻴﻢ أو
ﺻﺪور اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﻷﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺼﻨﻊ ﻟﻠﺘﺴﺒﻴﺢ ﺑﻞ ﻟﻠﺬآﺮى.
اﻟﻤﻴﺪاﻟﻴﺎت
ﻣﺎ ﻣﻦ أﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ إﻻ وﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﻤﻴﺪاﻟﻴﺔ، ﺗﻮازي وﺗﺴﺎوي ﺛﺮوة ﻻ ﺗﺜﻤﻦ، ﻻ ن
هﺬﻩ اﻟﻤﻴﺪاﻟﻴﺔ هﻲ وﺳﺎم ﺷﺮف ﻣﻦ اﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ أو وﺳﺎم اﺳﺘﺤﻘﺎق ﺻﻨﻊ ﺑﻌﺬاب
اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ورﻃﺐ ﺑﺎﻟﻌﺮق اﻟﺬي ﺳﻬﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺤﻔﺮ، وﻟﻮن ﺑﺎﻟﺪم ﻓﺎزداد روﻧﻘﺎ وﺟﻤﺎﻻ.
اﻟﻤﻴﺪاﻟﻴﺎت هﻲ اﻟﺤﺮﻓﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻌﻤﻠﺖ ﻓﻲ ﺻﻨﻌﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﻮاد
اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺮ واﻟﻨﺤﺖ واﻟﺮﺳﻢ. آﺬﻟﻚ هﻲ اﻟﺤﺮﻓﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﺳﻬﻞ
ﺻﻨﻌﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﻓﺎآﺜﺮ أدوات اﻟﺘﺴﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺑﻴﻦ أﻳﺪي اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ
ﺗﺤﻮﻟﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ إﻟﻰ ﻣﻴﺪاﻟﻴﺎت ز وﻣﺎ ﻣﻦ ﻗﻄﻌﺔ ﺧﺸﺐ ﻣﺮت ﺑﻴﻦ أﻳﺪي اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ إﻻ
وﺗﺤﻮﻟﺖ إﻟﻰ ﻗﻄﻌﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﻣﺮﺳﻮﻣﺔ أو ﻣﺤﻔﻮرة وﻣﺮﺳﻮم ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺴﻠﻚ
اﻟﻤﺤﻤﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎر، ﻣﺎ ﻣﻦ ﻗﻄﻌﺔ اﻟﻤﻨﻴﻮم أو ﺣﺠﺮ ﺻﻠﺐ. ﺑﺎﻷﺣﺮى ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﺷﻲء
ﻣﻤﻜﻦ أن ﻳﺤﻔﺮ ﻋﻠﻴﻪ أو ﻳﺮﺳﻢ إﻻ وﺗﺤﻮل إﻟﻰ ﻣﻴﺪاﻟﻴﺔ. ﻓﺼﻨﻌﺖ اﻟﻤﻴﺪاﻟﻴﺎت اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ،
واﻟﻤﻴﺪاﻟﻴﺎت اﻟﺤﺠﺮﻳﺔ، واﻟﻤﻴﺪاﻟﻴﺎت اﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺣﺠﺮ اﻟﻨﺮد،أو ﺣﺠﺎرة اﻟﺪوﻣﻴﻨﻮ واﻟﺪاﻣﺎ .
وأﻳﻀﺎ اﻟﻤﻴﺪاﻟﻴﺎت اﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺤﺎس اﻟﻤﺄﺧﻮذ ﻣﻦ أﻧﺎﺑﻴﺐ اﻟﻨﺤﺎس، اﻟﺘﻲ ﺗﺰود
اﻟﻤﻌﺴﻜﺮات ﺑﺎﻟﻤﺎزوت ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج.
آﻴﻒ آﺎﻧﺖ ﺗﺘﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺼﻨﻊ ؟
اﻟﻤﻴﺪاﻟﻴﺎت اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ : ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ هﻨﺎ أن ﻧﻄﺒﻖ ﻧﻘﺲ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺤﻔﺮ اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ
اﻷﻣﺸﺎط واﻟﺴﺒﺤﺎت، وهﺬﻩ اﻟﻤﻴﺪاﻟﻴﺎت آﺎن ﻳﺮﺳﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺄﻗﻼم اﻟﺤﺒﺮ أو ﺗﺤﻔﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺑﻌﺾ اﻟﻨﻘﻮش. أو اﻷﺳﻤﺎء واﻷﺣﺮف وأﻳﻀﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻌﺎرات ﺣﺴﺐ ﻓﻜﺮة اﻟﺼﺎﻧﻊ . ﻓﻤﻨﻬﺎ
ﻣﺎ آﺎن ﻳﺘﻮﺟﻪ ﻣﺒﺎﺷﺮة اﻟﻰ اﻻهﻞ آﻬﺪﻳﺔ ﻟﻼم أو ﻷﺧﻴﻪ اﻟﻤﺴﺎﻓﺮ إﻟﻰ أﺻﺪﻗﺎﺋﻪ.
أﻣﺎ اﻟﻤﻴﺪاﻟﻴﺎت اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺗﻄﺮح ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ﻓﻬﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻞ اﻟﻤﻮﻗﻒ ﻣﻦ اﻻﻋﺘﻘﺎل،
واﻟﻌﺪو اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ وﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ واﻟﻌﺪ اﻟﻴﻮﻣﻲ، وآﺬﻟﻚ اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ اﻟﺘﻲ ﺗﻄﺮح ﻣﻮﻗﻔﺎ
ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ أو ﻓﻜﺮﻳﺎ وأﻳﻀﺎ اﻟﻤﻴﺪاﻟﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، وأﻳﻀﺎ اﻵﻳﺎت
اﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ، هﺬا آﻠﻪ آﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻴﺪاﻟﻴﺎت اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ، ﻻن أآﺜﺮهﺎ آﺎن ﻳﺮﺳﻢ ﺑﺎﻟﺤﺒﺮ اﻷزرق
واﻷﺣﻤﺮ واﻷﺳﻮد. وآﺎن ﻳﺤﻔﺮ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺴﻠﻚ اﻟﻤﺤﻤﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎر.
اﻟﻤﻴﺪاﻟﻴﺎت اﻟﺤﺠﺮﻳﺔ : إن اﻟﻤﻴﺪاﻟﻴﺎت اﻟﺤﺠﺮﻳﺔ ذات ﻗﻴﻤﺔ ﻣﻌﻨﻮﻳﺔ اﻓﻀﻞ، ﻻن
ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﺠﺎرة اﻟﺼﻠﺒﺔ ﻟﺪﻳﻤﻮﻣﺔ وﺟﻮدهﺎ وﻧﻈﺮا ﻟﻤﺘﺎﻧﺔ ﻣﺎدﺗﻬــﺎ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ، وآﺎﻧﺖ
ﺗﺤﻔﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ أﺷﻜﺎل ﻣﺘﻌﺪدة. ﻓﻬﻲ ﺗﺮﻣﺰ إﻟﻰ اﻟﻘﻮة واﻟﻤﺘﺎﻧﺔ، آﺬﻟﻚ آﺎﻧﺖ اﻟﻤﻴﺪاﻟﻴﺎت
اﻷآﺜﺮ ﻋﺪدا هﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻣﺰ إﻟﻰ اﻟﻤﻘـﺎوﻣﺔ وﻋﻠﻴﻬﺎ ﺷﻌﺎرات ﺟﺒﻬﺔ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ
اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ وﺑﻌﻀﻬﺎ ﺣﻔﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺻﻮر ﻟﻠﺸﻬﺪاء وآﺬﻟﻚ ﺣﻔﺮ ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻟﻤﻴﺪاﻟﻴﺎت21
ﺷﻌﺎرات اﻷﺣﺰاب واﻟﻤﻨﻈﻤﺎت، أو أرﻗﺎم اﻷﺳﺮى ﻋﻨﺪ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﻴﻦ أو اﻟﺼﻠﻴﺐ اﻷﺣﻤﺮ
اﻟﺪوﻟﻲ.
اﻟﻤﻴﺪاﻟﻴﺎت اﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ :
هﺬﻩ اﻟﻤﻴﺪاﻟﻴﺎت آﺎﻧﺖ ﻣﻦ اﻷﺣﺠﺎم واﻟﺸﻜﻞ واﻟﻮﺟﻪ اﻟﺠﺎهﺰ ﻟﻠﺤﻔﺮ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﺗﺘﻄﻠﺐ
ﻻ اﻟﺘﻨﻌﻴﻢ أو اﻟﺼﻘﻞ وإﻧﻤﺎ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻟﻤﻨﻮي ﺣﻔﺮﻩ ﻋﻠﻴﻬﺎ، واﻟﺤﻔﺮ ﻳﺘﻢ ﺑﻮاﺳﻄﺔ
ﺁﻟﺔ ﺣﺎدة ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ أﻣﺎ ﻣﻦ ﺳﻠﻚ أو ﻣﺴﻤﺎر أو أي ﻣﺎدة ﻣﻌﻨﻮﻳﺔ أو ﺷﻔﺮة اﻟﻤﺒﺮاة، ﺑﺤﻴﺚ
ﻳﺘﻢ اﻟﺤﻔﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻴﺪاﻟﻴﺔ ذات اﻟﻮﺟﻪ اﻟﺠﺎهﺰ ﻟﻠﺤﻔﺮ وﺑﻌﺪ أن ﻳﺘﻢ اﻟﺤﻔﺮ
ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ اﻟﻐﺎﺋﺮ أي ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ اﻟﺪاﺧﻞ ﻳﺘﻢ ﻃﻼء وﺟﻪ هﺬﻩ اﻟﻤﻴﺪاﻟﻴﺔ ﺑﺄﻟﻮان اﻟﺤﺒﺮ، ﻓﺘﺘﺪاﺧﻞ
ﻣﻊ اﻟﺸﻜﻞ اﻟﻤﺤﻔﻮر وﻳﺄﺧﺬ اﻟﻠﻮن اﻟﻤﻄﻠﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ وﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﻤﺴﺢ اﻟﺤﺒﺮ اﻟﺰاﺋﺪ ﻓﺘﻈﻬﺮ
اﻟﻤﻴﺪاﻟﻴﺔ ﺑﺎﻷﻟﻮان اﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ واآﺜﺮ هﺬﻩ اﻟﻤﻴﺪاﻟﻴﺎت آﺎﻧﺖ ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺣﺠﺎرة اﻟﻨﺮد أو
اﻟﺪاﻣﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺸﺒﻪ إﻟﻰ ﺣﺪ آﺒﻴﺮ ﻣﺎدة اﻟﻌﺎج ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻠﻮن وآﺜﺎﻓﺔ اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ.
ﺑﻌﺪ ﺗﺼﻨﻴﻊ اﻟﻤﻴﺪاﻟﻴﺔ ﻳﺼﺒﺢ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن ﺻﻨﻊ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻟﻬﺎ آﻲ ﺗﻮﺿﻊ ﺣﻮل اﻟﻌﻨﻖ وهﺬﻩ
اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ آﺎﻧﺖ ﺑﺄﻏﻠﺒﻬﺎ ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﻴﻂ اﻟﻤﺠﺪول اﻟﺬي ﺑﺪورﻩ ﻳﺆﺧﺬ ﻣﻦ ﺧﻴﻮط
اﻟﺨﻴﻢ أو أآﻴﺎس اﻟﻨﺎﻳﻠﻮن اﻟﻤﺄﺧﻮذة ﻣﻦ أآﻴﺎس اﻟﺒﻄﺎﻃﺎ أو اﻟﺴﻼﺳﻞ اﻟﻤﺄﺧﻮذة ﻣﻦ
ﺷﺮاﺋﻂ اﻷﺣﺬﻳﺔ.
إن اﻟﺨﻴﻮط اﻟﻤﺄﺧﻮذة ﻣﻦ اﻟﺨﻴﻢ آﺎﻧﺖ ﺗﺠﺪل آﻞ ﺛﻼﺛﺔ ﺧﻴﻮط ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺸﻜﻞ
ﺗﺴﻠﺴﻼ" ﻟﺠﺪﻟﺔ واﺣﺪة وﺗﺼﺒﺢ ﺑﺬﻟﻚ ﺗﻠﻴﻖ ﺑﺎﻟﻤﻴﺪاﻟﻴﺔ ، وﻣﻦ اﻟﺨﻴﻮط اﻟﻤﺠﺪوﻟﺔ ﻣﺎ آﺎن
رﻓﻴﻌﺎ أو ﻏﻠﻴﻈﺎ ﻟﺬﻟﻚ آﺎﻧﺖ اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ إﻣﺎ رﻓﻴﻌﺔ أو ﻏﻠﻴﻈﺔ ﺣﺴﺐ اﻟﻤﺘﺎﻧﺔ.
ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺠﺪل هﺬﻩ اﺗﺒﻌﺖ أﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﺧﻴﻮط اﻟﻨﺎﻳﻠﻮن ﺑﻌﺪ ﺳﺤﺒﻬﺎ ﻣﻦ أآﻴﺎس اﻟﺨﻀﺎر .إن
ﺑﻌﺾ اﻟﺴﻼﺳﻞ آﺎﻧﺖ ﺗﺼﻨﻊ ﻣﻦ اﻟﺨﻴﻮط اﻟﻤﺄﺧﻮذة ﻣﻦ آﻨﺰات اﻟﺼﻮف اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ
ﻣﻮﺟﻮدة ﻣﻊ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ وهﻲ ﻧﺎدرة.
أﻣﺎ اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ اﻟﺠﺎهﺰة ﻓﻬﻲ ﺷﺮﻳﻂ اﻟﺤﺬاء اﻟﺬي ﻣﺎ آﺎن ﻳﻜﻠﻒ إﻻ رﺑﻄﻪ وإدﺧﺎﻟﻪ ﻓﻲ
ﻃﺮف اﻟﻤﻴﺪاﻟﻴﺔ.
اﻟﺤﻔـــــﺮ
إن ﻣﺎدة اﻟﺤﻔﺮ آﺎﻧﺖ وﻣﺎ ﺗﺰال ﻣﻦ اﺑﺮز اﻟﻔﻨﻮن اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ واﻟﻐﻨﻴﺔ ﺑﺎﻹﺑﺪاع، و أول ﻣﺎ ﻓﻜﺮ
ﺑﻪ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻘﺪﻳﻢ ﺑﺎﻟﺘﻌﺒﻴﺮ آﺎن اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺑﺎﻟﺤﻔﺮ، ﻟﺬا ﺳﺘﺒﻘﻰ هﺬﻩ اﻟﻤﺤﻔﻮرات ﺷﺎهﺪة
ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻬﺮ اﻟﺬي ﺳﺒﺒﻪ اﻻﺣﺘﻼل ااﻻﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻟﻠﺒﻨﺎن وزج اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ
ﻣﻌﺘﻘﻼﺗﻪ، إن هﺬﻩ اﻟﻤﺎدة ﺗﻌﺒﺮ ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ ﻋﻦ وﺿﻊ اﻻﻋﺘﻘﺎل وﻣﺂﺳﻴﻪ، وﻣﺎدة اﻟﺤﻔﺮ
أﺗﺖ واﺿﺤﺔ ﻟﺘﻌﺒﺮ ﻋﻦ اﻟﻤﻜﺎن واﻟﺰﻣﺎن اﻟﺘﻲ ﺻﻨﻌﺖ ﻓﻴﻪ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻣﻌﺒﺮة ﺑﺈﺑﺪاع .
ﻓﻼ ﺷﻚ إذا أن ﻣﺎدة اﻟﺤﻔﺮ آﺎﻧﺖ ﻏﻨﻴﺔ وﺟﻤﻴﻠﺔ، وهﺬﻩ هﻲ اﻟﻤﺎدة اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ
آﺎﻧﺖ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻣﺒﺪﻋﻴﻦ وﻟﻴﺲ هﻮاة، وأﻳﻀﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﻘﻨﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻲ
ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺣﺲ ﻓﻨﻲ وإﻧﺴﺎن ﻣﺒﺪع ﻓﻨﺎن، ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮن ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ إﺑﺮاز اﻟﺤﺮآﺎت
اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع اﻟﻤﻨﺤﻮت وإﻻ ﻟﻤﺎ ﺁﺗﺖ ﻣﻌﺒﺮة واﺿﺤﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺨﻴﻠﺔ اﻟﻔﻨﺎن اﻟﺬي22
آﺎن ﻳﺨﺘﺰن ﻓﻲ ذاآﺮﺗﻪ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ وأﺣﺪاث وﺣﺮآﺎت اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻟﻤﻨﻮي ﻧﺤﺘﻪ. ﻓﻤﺎدة اﻟﺤﻔﺮ
آﺎﻧﺖ ﺗﺸﻤﻞ اﻟﺤﻔﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺠﺮ واﻟﺨﺸﺐ…….
اﻟﺤﻔﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺠﺮ :
إن اﻟﺤﻔﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺠﺮ أو ﻓﻴﻪ آﺎن أوﻻ، ﻻن ﻣﺎدة اﻟﺨﺸﺐ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻮﺟﻮدة ﻓﻲ أﻳﺎم
أﻧﺼﺎر اﻷوﻟﻰ، وﻧﻈﺮا ﻟﻜﺜﺮة اﻟﺤﺠﺎرة اﻟﻤﻮﺟﻮدة داﺧﻞ اﻟﻤﻌﺴﻜﺮ، هﺬﻩ اﻟﺤﺠﺎرة اﻟﺘﻲ
آﺎﻧﺖ ﺑﺎدئ اﻷﻣﺮ ﺗﻔﺮش ﻟﻠﻨﻮم وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﺤﻮﻟﺖ إﻟﻰ وﺳﺎدات، آﺎن ﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﻟﻬﺎ
وﻣﺪاﻋﺒﺘﻬﺎ واﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﻟﺘﻌﻄﻲ ﺗﺸﻜﻴﻼ ﺟﻤﻴﻼ ﻣﻌﺒﺮا.ﻓﻜﺎن ﻣﻌﻈﻢ اﻷﺳﺮى ﻳﺒﺤﺜﻮن
ﻋﻦ اﻟﺤﺠﺎرة اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺤﻔﺮ وهﻲ ﺣﺠﺎرة آﻠﺴﻴﻪ ﻏﻴﺮ ﺻﺨﺮﻳﺔ وﺗﺴﻬﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺤﻔﺮ
ﺑﻬﺎ وهﻲ آﻤﺎدة آﻠﺴﻴﻪ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﺟﺪا ﻣﻦ اﻟﺠﻔﺼﻴﻦ اﻟﺼﻠﺐ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺤﻔﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ
وﺑﺄي ﻣﺎدة ﺣﺎدة وذﻟﻚ ﻧﻈﺮا ﻟﻌﺪم وﺟﻮد أدوات ﻟﻠﺤﻔﺮ ﻣﺜﻼ (اﻷزاﻣﻴﻞ واﻟﻤﻄﺮﻗﺔ ) وﻟﻜﻦ
هﺬﻩ اﻟﺤﺠﺎرة اﻟﻜﻠﺴﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮة ﻗﺼﻴﺮة ﻧﻔﺬت ﻣﻦ ارض اﻟﻤﻌﺴﻜﺮات ﻟﻌﺪم ﺗﻮﻓﺮهﺎ
ﺑﻜﺜﺮة وﻻن اﻟﺤﺠﺎرة اﻷآﺜﺮ ﻋﺪدا آﺎﻧﺖ اﻟﺤﺠﺎرة اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ واﻟﺼﻮاﻧﻴﺔ.
وآﺎن ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﻳﺘﻌﻤﺪ اﻟﺨﺮوج إﻟﻰ ﺧﺎرج اﻟﻤﻌﺴﻜﺮات ﺑﺄي ﺣﺠﺔ وذﻟﻚ ﻹﺣﻀﺎر
وﻟﻮ ﺣﺠﺮ واﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺤﺠﺎرة اﻟﻜﻠﺴﻴﺔ ﺣﺘﻰ أن ﺑﻌﻀﻬﻢ آﺎن ﻳﺘﻌﻤﺪ اﻟﻤﺸﺎﺟﺮة ﻣﻊ ﺁﺧﺮﻳﻦ
ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺗﻲ ﺣﺮاس اﻟﻤﻌﺴﻜﺮ وﻳﺨﺮﺟﻮﻧﻪ إﻟﻰ ﺧﺎرج اﻟﻤﻌﺴﻜﺮات وﻳﺘﺮﻳﺾ ﺗﺤﺖ اﻟﺸﻤﺲ
ﻟﻔﺘﺮة ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺮوﻓﺔ وآﻞ ذﻟﻚ ﻳﺘﺤﻤﻠﻪ ﻣﻦ اﺟﻞ ﺣﺠﺮ واﺣﺪ أو اﺛﻨﻴﻦ واﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ ﻳﺘﺤﺠﺞ
ﺑﺮﻣﻲ اﻟﻨﻔﺎﻳﺎت ﻹﺣﻀﺎر ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺠﺎرة وﻟﻮ ﺧﻠﺴﺔ … آﻞ هﺬا ﻟﻢ ﻳﻜﻒ ﺣﺘﻰ ﺑﺪأت ﺗﻈﻬﺮ
اﻟﺤﺠﺎرة اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﻤﺤﻔﻮرة ﺑﺸﻜﻞ اﺟﻤﻞ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺳﺎﺑﻘﺎﺗﻬﺎ إﻻ أن هﺬﻩ اﻟﻤﺎدة
اﻟﻘﺎﺳﻴﺔ آﺎﻧﺖ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ وﻗﺖ أﻃﻮل ودﻗﺔ اآﺜﺮ وﻗﻮة ﺟﺴﺪﻳﺔ ﻣﻤﻴﺰة ﻓﺎﺗﺖ ﻣﻌﺒﺮة اآﺜﺮ
اﻟﺼﻼﺑﺔ اﻟﻘﻮﻳﺔ ﻟﺪى اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻤﻮﺟﻮد ﻓﻲ اﻻﻋﺘﻘﺎل، ورﻏﻢ ﻣﺘﺎﻧﺔ اﻟﻤﺎدة آﺎن ﺗﺼﻤﻴﻢ
اﻟﻤﻌﺘﻘﻞ ﻓﻲ ﺻﻨﻊ اﻟﻤﻨﺤﻮﺗﺎت اﻟﺘﻲ ﺑﺪورهﺎ ﻟﻦ ﺗﻤﻮت اﺑﺪا وﻟﻦ ﺗﻔﻨﻰ.
ﺗﻔﺎوﺗﺖ أﺣﺠﺎم اﻟﻤﻨﺤﻮﺗﺎت اﻟﺤﺠﺮﻳﺔ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﺠﺎوز اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺬي ﻳﺴﻬﻞ ﺣﻤﻠﻪ .وﻗﺪ
ﺗﻀﻤﻨﺖ هﺬﻩ اﻟﻤﻨﺤﻮﺗﺎت ﻣﻮاﺿﻴﻊ ﻋﺪﻳﺪة آﺎﻧﺖ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﺑﺎدئ اﻵﻣﺮ واﺗﺖ ﻋﻔﻮﻳﺔ ﻷﻧﻬﺎ
آﺎﻧﺖ ﺗﺼﺪر ﻋﻦ أﺷﺨﺎص ﻋﺎدﻳﻦ ﺣﺘﻰ اﻧﻬﻢ ﻏﻴﺮ ﻣﻠﻤﻴﻦ ﺑﺄي ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ اﻟﻔﻨﻴﺔ .ﻟﺬﻟﻚ
آﺎﻧﺖ ﺗﺸﺒﻪ إﻟﻰ ﺣﺪ آﺒﻴﺮ ﺗﻠﻚ اﻟﺮﺳﻮم اﻟﺠﺪارﻳﺔ اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻋﻠﻰ ﺟﺪران اﻟﻤﻐﺎور ﻓﻲ
اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ .
اﺗﺒﻌﺖ ﻓﻲ ﺻﻨﻊ اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ اﻟﻨﺤﺘﻴﺔ ﻃﺮﻳﻘﺘﺎن،اﻷوﻟﻰ هﻲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ وهﻲ
اﻟﻤﻨﺤﻮﺗﺎت اﻟﻨﺎﺗﺌﺔ.
أﻣﺎ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﺘﻘﻀﻲ ﺑﺈﺑﻘﺎء ﺳﻄﺢ اﻟﺤﺠﺮ آﻤﺎ هﻮ ﻋﻠﻴﻪ أﻣﻠﺲ وﺗﺤﻔﺮ ﻓﻴﻪ
اﻟﺨﻄﻮط اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻟﻸﺷﻜﺎل اﻟﻤﺠﺴﻤﺔ ﻟﻠﻤﻮاﺿﻴﻊ اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺗﺤﻮي آﻞ اﻷﺷﻜﺎل.
ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ آﺎﻧﺖ اﻷﺷﻜﺎل ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻣﺜﻞ، اﻟﻔﻮاآﻪ وأﺷﻜﺎل اﻟﻮرود واﻷﺳﻤﺎء واﻷرﻗﺎم
وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﺪأت ﺗﺘﻄﻮر وﺗﺄﺧﺬ أﺷﻜﺎﻻ وأﻧﻮاﻋﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ.
إﻟﻰ اﻻﻋﺘﻘﺎل ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺜﻼ ﻣﺎ آﺎن ﻳﺮﻣﺰ إﻟﻰ اﻻﻋﺘﻘﺎل، آﻤﻨﺤﻮﺗﺔ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺠﺎﻟﺲ
اﻟﻘﺮﻓﺼﺎء وﻳﺪاﻩ ﻋﻠﻰ رأﺳﻪ. هﺬا اﻟﻮﺿﻊ ﻳﻤﺜﻞ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﻘﻤﻌﻴﺔ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻌﻤﻠﻬﺎ
اﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ ﻟﻠﻌﺪ اﻟﻴﻮﻣﻲ، وآﺎﻧﺖ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻺذﻻل اﻟﻤﺘﺘﺎﻟﻲ ﻣﻊ اﻷﻳﺎم ﻹﺧﻀﺎع
وﺗﺮوﻳﺾ اﻷﺳﺮى، ﻟﻜﻦ آﻞ هﺬا ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻤﺮ اآﺜﺮ ﻣﻦ أرﺑﻌﺔ اﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺑﺪاﻳﺔ اﻻﻋﺘﻘﺎل
وﻟﻜﻦ هﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻣﺎ آﺎﻧﺖ ﻟﺘﺰول ﻟﻮﻻ اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺎت واﻻﻋﺘﺼﺎﻣﺎت وﺳﻘﻮط اﻟﺸﻬﺪاء ﻣﻦ
اﻷﺳﺮى.23
وﺑﺘﻨﻮع اﻟﻤﻨﺤﻮﺗﺎت واﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ ﺑﺮزت وﺣﺪة اﻷﺳﺮى ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺒﺎدل اﻷﻓﻜﺎر ﻣﺎ ﺑﻴﻦ
اﻟﻤﻌﺴﻜﺮات ﺣﺘﻰ أﻧﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﺗﺘﻜﺮر ﻓﻲ اآﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻌﺴﻜﺮ واﺣﺪ ﺣﻴﺚ أﺻﺒﺤﺖ ﺑﻌﺾ
اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ أﻓﻜﺎر آﻞ اﻷﺳﺮى ﺟﻤﻴﻌﺎ وﻣﻨﻬﺎ اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ أﻓﻜﺎر
وﺷﻌﺎرات اﻷﺣﺰاب اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ واﻟﻤﻨﻈﻤﺎت اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ، وﻟﻌﻞ اﺟﻤﻞ اﻟﻤﻨﺤﻮﺗﺎت اﻟﺒﺎرزة
آﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺟﺴﺪت ﺻﻮرة ﻏﻴﻔﺎرا، وﺻﻮرة ﻳﺴﺎر ﻣﺮوﻩ.
آﻴﻒ ﺗﻢ ﺗﻠﻮﻳﻦ هﺬﻩ اﻟﻤﻨﺤﻮﺗﺎت.
آﺎن ﻳﺘﻢ ذﻟﻚ إﻣﺎ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺘﺮاب اﻷﺣﻤﺮ وﺧﻀﺮة اﻟﺤﺸﺎﺋﺶ، أو ﺑﻮاﺳﻄﺔ أﻗﻼم
اﻟﺤﺒﺮ. ﻟﻜﻦ أﺟﻤﻠﻬﺎ آﺎن ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ ﻣﻦ دون ﺗﻠﻮﻳﻦ ﻟﺘﺒﺮز ﺣﺮآﺔ اﻟﺤﻔﺮ
اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ.
اﻟﺤﻔﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺸﺐ
إن اﻟﺤﻔﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺸﺐ أو ﺑﺎﻷﺣﺮى اﻟﻤﻨﺤﻮﺗﺎت اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ إﻻ ﺑﻌﺪ
وﺻﻮل ﺳﺮاﺋﺮ اﻟﻨﻮم اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ وﻧﻄﺮا ﻟﻮﺟﻮد أﺣﺠﺎم ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﺨﺸﺐ اﻟﺬي ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻠﺤﻔﺮ
أو ﻟﻠﻨﺤﺖ. أﺧﺬت أﺷﻜﺎل وأﻧﻮاع اﻟﺤﻔﺮ ﻣﻮاﺿﻴﻊ ﻋﺪﻳﺪة ﺣﺴﺐ اﻟﺘﺄﺛﺮ ﻓﻤﻨﻬﺎ ﻣﺎ آﺎن ﻳﻌﺒﺮ
ﻋﻦ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺤﺐ واﻟﺤﺮﻳﺔ وﺣﻔﺮ اﻟﻄﻴﻮر واﻟﻔﺮاﺷﺎت، وﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ آﺎن ﻣﺘﺄﺛﺮا ﺑﺎﻟﻨﺤﺖ
اﻹﻓﺮﻳﻘﻲ ﻟﻜﻮن ﺻﺎﻧﻌﻬﺎ ﻋﺎش ﻟﻔﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻓﻲ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ. وﻣﻦ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﻣﻦ ﻗﺎم ﺑﺤﻔﺮ
ﺳﻔﻴﻨﺔ آﺎﻣﻠﺔ ﻳﺒﻠﻎ ﻃﻮﻟﻬﺎ ﺣﻮاﻟﻲ 60 ﺳﻨﺘﻤﺘﺮ وﺁﺧﺮ اﺳﺘﻄﺎع ﺣﻔﺮ ﺗﻤﺎﺛﻴﻞ ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ
اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ.
ﻻﺷﻚ ﻓﻲ أن ﻋﻈﻤﺔ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ أﻧﺼﺎر آﺎﻧﺖ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻠﺤﺎﺟﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺒﻴﺮ وﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ
ﻋﻦ اﻟﺤﺎﺟﺔ. ﻟﺬﻟﻚ آﺎﻧﺖ ﻓﻜﺮة ﺻﻨﻊ ﻃﺎﺋﺮة ﻣﺮوﺣﻴﺔ ﺑﻜﻞ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻬﻴﻜﻞ إﻟﻰ
اﻟﻤﺮاوح ﺣﺘﻰ اﻟﻤﺤﺮك ودواﻟﻴﺐ اﻟﺪﻓﻊ واﻻﻧﻄﻼق. واﺳﺘﻄﺎع ﺻﺎﻧﻊ هﺬﻩ اﻟﻄﺎﺋﺮة اﻟﺘﻨﻘﻞ
ﺑﻬﺎ داﺧﻞ اﻟﻤﻌﺴﻜﺮ وأدار اﻟﻤﺤﺮك ﺑﻨﻔﺲ ﻓﻜﺮة اﻟﻄﺎﺋﺮة اﻟﺸﺮاﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻴﺮ ﺑﻮاﺳﻄﺔ
اﻟﺪﻓﻊ ﻋﺒﺮ دواﻟﻴﺐ ﻣﺴﻨﻨﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ واﻟﻤﺄﺧﻮذة ﻣﻦ ﻓﻜﺮة اﻟﺪراﺟﺔ اﻟﻬﻮاﺋﻴﺔ
(اﻟﺒﺴﻜﻼت) ﺣﺘﻰ أن ﻣﺴﺆول اﻵﻣﻦ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ اﻗﺘﺮح ﻋﻠﻰ ﺻﺎﻧﻌﻬﺎ إذا اﺳﺘﻄﺎع أن
ﻳﻄﻴﺮ ﺑﻬﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻴﻔﺮج ﻋﻨﻪ، وآﺎﻧﺖ هﺬﻩ اﻟﻄﺎﺋﺮة ﺗﺘﺴﻊ ﻟﺸﺨﺺ واﺣﺪ.
ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻷﺳﺎور
اﻟﻔﺘﺮات اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ أﻧﺼﺎر ﻟﻢ ﺗﺸﻬﺪ أي ﻋﻤﻞ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﺠﺎل ﻟﺼﻨﻊ اﻷﺳﺎور
واﻟﺨﻮاﺗﻢ واﻟﻌﻘﻮد ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻮﺟﺪ أي ﻣﺎدة ﺗﺼﻨﻊ ﻣﻨﻬﺎ، إﻟﻰ أن أﺗﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ اﻷﺣﻤﺮ
اﻟﺪوﻟﻲ ﺑﻜﻤﻴﺎت ﻣﻦ اﻟﺨﺮز اﻟﻤﻠﻮن ﻓﺒﺪأت ﺗﻈﻬﺮ أﻧﻮاع ﻋﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻷﺳﺎور واﻟﺨﻮاﺗﻢ اﻟﺘﻲ
آﺎﻧﺖ ﺗﺮﺳﻞ إﻟﻰ اﻷهﻞ وﻣﺎ آﺎن ﻟﻴﻨﺠﺢ هﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﻟﻮﻻﺧﺒﺮة اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص
اﻟﺬﻳﻦ آﺎﻧﻮا ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺨﺮز أﺛﻨﺎء اﻟﺴﺠﻦ ﻓﺒﺪأت ﺗﺒﺮز أﻧﻮاع وأﺷﻜﺎل ﻋﺪﻳﺪة
ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﺑﺎﻟﺨﺮز آﺎﻟﻌﻘﻮد اﻟﻤﺸﺒﻜﺔ واﻷﺳﺎور اﻟﻤﺘﻌﺪدة اﻟﺮﻓﻴﻌﺔ واﻟﻐﻠﻴﻈﺔ.24
ﻇﻬﺮت ﻓﻲ أﻧﺼﺎر ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻼدات اﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺤﺎس وهﺬﻩ آﺎﻧﺖ ﺗﺆﺧﺬ ﻣﻦ
أﻧﺎﺑﻴﺐ اﻟﻨﺤﺎس اﻟﺘﻲ ﺗﻐﺬي اﻟﻤﻌﺴﻜﺮ ﺑﺎﻟﻤﺎزوت ﻟﻠﺘﺪﻓﺌﺔ، ﻓﻜﺎﻧﺖ هﺬﻩ اﻷﻧﺎﺑﻴﺐ ﺗﻘﻄﻊ
ﺣﺴﺐ اﻟﻄﻠﺐ وﻳﺠﺮي ﺗﺮﻗﻴﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻋﻤﺪة اﻟﺤﺪﻳﺪ اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻟﺤﻤﺎﻣﺎت ورﻗﺸﺖ
ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻤﺴﺎﻣﻴﺮ وآﺘﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻮاﺿﻴﻊ ﻋﺪﻳﺪة آﺎﺳﻢ اﻷﺳﻴﺮ وأﺣﻴﺎﻧﺎ رﻗﻤﻪ ﻓﻲ اﻵﺳﺮ
أو رﻗﻤﻪ ﻋﻨﺪ اﻟﺼﻠﻴﺐ اﻷﺣﻤﺮ اﻟﺪوﻟﻲ أو ﺗﺎرﻳﺦ ﻣﻴﻼدﻩ وﺗﺎرﻳﺦ اﻋﺘﻘﺎﻟﻪ. آﺎﻧﺖ ﺗﺤﻒ
اﻷﺳﺎور اﻟﻨﺤﺎﺳﻴﺔ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺴﻴﻒ اﻟﻤﻌﺪ ﻟﻠﺠﻠﻲ ﺣﻴﺚ ﺗﻌﻄﻴﻬﺎ ﻟﻤﻌﺎﻧﺎ.
اﻟﺮﺳـــــﻢ
ﻻ ﺷﻚ ﺑﺄن ﻟﻐﺔ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻷوﻟﻰ آﺎﻧﺖ اﻟﺘﻌﺎﺑﻴﺮ اﻟﺮﻣﺰﻳﺔ اﻟﻤﺮﺳﻮﻣﺔ وآﺎن اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺴﻴﺮ
ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻄﺮﺗﻪ، وآﺎن ﻟﻪ ﻣﻦ وﻗﺘﻪ ﻓﺴﺤﺔ وﻣﻦ ﻓﺮاﻏﻪ ﻣﺘﻌﺔ، وآﺎﻧﺖ ﻣﺸﺎﻏﻞ
اﻟﺒﺸﺮ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻬﻮد اﻟﻐﺎﺑﺮة ﻻ ﺗﺘﻌﺪى ﻣﻬﺎم ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ وﺷﺆون آﻴﺎﻧﻬﻢ وﺗﺠﻤﻌﻬﻢ
ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﺠﺪ واﻟﻌﺰم واﻟﻌﻤﻞ اﻟﻬﺎدى وﺗﺪﻓﻌﻬﻢ إﻟﻰ اﻟﻜﻔﺎح واﻟﺠﻬﺎد ﻣﻦ اﺟﻞ اﻟﻌﻴﺶ
واﻟﺒﻘﺎء ﻓﻬﻢ ﻣﻨﺪﻣﺠﻮن ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ ﺑﻴﻦ أﺣﻀﺎن اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺸﻘﻮهﺎ وﻣﻦ اﺟﻞ ذﻟﻚ
آﺎن إﻧﺘﺎﺟﻬﻢ ﻳﻌﺒﺮ اﺻﺪق ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻋﻤﺎ ﺗﻜﻨﻪ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻣﻦ أﺳﺮار وﻣﺎ ﺗﻨﻄﻖ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺟﻤﺎل
آﺄﻧﻬﻢ ﻟﺴﺎﻧﻬﺎ أو ﺻﻮرﺗﻬﺎ اﻟﻤﻨﻌﻜﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺔ أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ وﺗﻔﻜﻴﺮهﻢ.
ﻓﻔﻲ أﻧﺼﺎر آﺎن اﻟﻔﻦ ﻋﻠﻰ ﻓﻄﺮﺗﻪ ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ واﺗﻰ ﻳﻤﻸ اﻟﻔﺮاغ ﻟﻠﻤﺘﻌﺔ أﻳﻀﺎ وﻓﻲ
اﻟﺒﺪاﻳﺔ آﺎﻧﺖ اﻟﻔﻨﻮن ﺗﻌﻨﻰ ﺑﺸﺆون وﺣﻴﺎة اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ وﺗﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ اﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﺠﺪ ﻓﻲ
اﻟﻨﻀﺎل واﻟﻌﺰم واﻟﻘﻮة واﻟﺼﻤﻮد وﺗﺪﻓﻊ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﻧﺤﻮ اﻟﻜﻔﺎح واﻟﻨﻀﺎل واﻟﺠﻬﺎد ﻟﻘﻀﻴﺔ
واﺣﺪة هﻲ أوﺿﺎع اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﺣﺘﻰ اﺻﺒﺢ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﻣﻨﺪﻣﺠﻴﻦ ﻣﻊ ﻣﺤﻴﻄﻬﻢ
آﺄﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻢ آﺸﻔﻲ ﻋﺪا ﺑﻌﺾ اﻟﻀﻌﻔﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻣﺸﻤﻮﻟﺔ ﻻ
ﺑﺎﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ وﻻ اﻟﺴﻼم ﻷﻧﻬﺎ آﺎﻧﺖ داﺋﻤﺎ ﺑﻴﻦ آﺮ وﻓﺮ،ﻣﻦ ﻋﺬاب إﻟﻰ ﻗﻬﺮ إﻟﻰ ﺷﻮق
واﻟﻰ اﻟﺬآﺮﻳﺎت وﺣﺐ اﻟﺤﺮﻳﺔ وﻣﻦ اﺟﻞ ذﻟﻚ آﻠﻪ آﺎن إﻧﺘﺎﺟﻬﻢ اﺻﺪق ﺗﻌﺒﻴﺮا ﻣﻦ آﻞ ﻣﺎ
آﺎن ﻳﺮﻣﺰ إﻟﻰ ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﻢ ﻷﻧﻬﻢ هﻢ وﺣﺪهﻢ ﺟﺴﺪوﻩ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺠﺮﺑﺘﻬﻢ ﻃﻮال ﻓﺘﺮة
اﻻﻋﺘﻘﺎل واﺗﺖ ﻣﻮاﺿﻴﻌﻬﻢ اﺻﺪق ﺗﻌﺒﻴﺮا وﺗﻌﻜﺲاﻟﺼﻮرة اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ.
ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ أﺣﺘﺎج اﻹﻧﺴﺎن اﻷول ﻟﻠﺘﺠﻤﻴﻞ واﻟﺰﺧﺮﻓﺔ واﻟﺘﺰﻳﻴﻦ آﺎن ﻣﻦ اﻟﺒﺪﻳﻬﻲ أن
ﻳﻜﻮن ﻣﺤﻴﻄﻪ ﻣﺼﺪر وﺣﻴﻪ وإﻟﻬﺎﻣﻪ ﻓﺎﺳﺘﻮﺣﻰ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻣﺸﺎهﺪ
ﻣﻮاﺿﻴﻌﻪ وزﻳﻦ ﺑﻬﺎ آﻬﻔﻪ ووﺷﻢ ﺟﺴﻤﻪ وﻟﻢ ﻳﺨﻄﺊ اﻟﻔﻦ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺣﺘﻰ إﻟﻰ اﻟﺸﻌﻮب
اﻟﺒﺪاﺋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﻄﻦ أهﻠﻬﺎ اﻟﻤﻐﺎور وﺗﻌﺎﻗﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ اﻟﻌﺼﻮر ﺣﻀﺎرات ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ
ﻣﻌﻈﻢ أرﺟﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ واﺗﺨﺬت ﻟﻬﺎ ﺷﻌﺎرات وﻧﻤﺎذج ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ اﻟﺘﺰﻳﻨﻴﺔ
وﺗﻨﻮﻋﺖ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﺒﻴﺌﺘﻬﺎ وﻣﻘﻮﻣﺎﺗﻬﺎ ، ﻓﻤﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻧﺸﺄ اﻟﻔﻦ ﻋﻨﺪهﺎ وﻟﻴﺪا اﺑﺘﻜﺮﺗﻪ أذهﺎﻧﻬﺎ
وﺧﻠﻘﺘﻪ ﺑﻴﺌﺘﻬﺎ ، وﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻧﺸﺄ ﻋﻨﺪهﺎ رﺑﻴﺒﺎ اﻗﺘﺒﺴﺘﻪ ﻣﻦ ﺟﺎرات ﻟﻬﺎ وﺟﻌﻠﺘﻪ ﻳﺘﻤﺎﺷﻰ
ﻣﻊ ذوﻗﻬﺎ وﺷﻌﻮرهﺎ.
آﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﻌﺘﻘﻞ أﻧﺼﺎر أﻟﺤﺖ اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ اﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻜﺎن ﺑﺪﻳﻬﻴﺎ أن ﻳﻜﻮن
اﻟﻤﺤﻴﻂ وﻣﺎ ﻧﻌﻴﺸﻪ ﺿﻤﻦ اﻷﺳﻼك هﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺘﻀﻤﻨﻪ ﻣﻮاﺿﻴﻊ اﻟﺰﺧﺮﻓﺔ . وﻗﺪ زﻳﻨﺖ
اﻏﻠﺐ ﺟﺪران اﻟﺨﻴﻢ ﺑﺎﻟﺮﺳﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻪ ﻓﻲ ﺷﺘﻰ
اﻟﻤﺠﺎﻻت وﺗﻌﺎﻗﺒﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺘﻘﻞ أﺟﻴﺎل وأﻋﺪاد وﺷﻌﻮب وﻗﻴﻢ ودﻳﺎﻧﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ وآﺎﻧﺖ25
آﻠﻬﺎ ﺗﺘﺨﺒﻂ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻷﻓﻜﺎر واﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎت ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻨﻮﻋﺖ اﻟﻔﻨﻮن ﻣﻨﻬﺎ أﻳﻀﺎ
ﻣﺎ آﺎن ﻣﺒﺘﻜﺮا ﻣﻦ أذهﺎن اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ وﺁت ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺘﻲ آﺎﻧﻮا ﻳﻌﻴﺸﻮن ﺑﻬﺎ وﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ
آﺎن رﺑﻴﺒﺎ أﺗﻰ ﻋﻦ ﺧﺒﺮة وﺗﻤﺮس وﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ أﺧﺬﻩ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﻣﻦ زﻣﻼﺋﻬﻢ
وﺟﻴﺮاﻧﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺨﻴﻢ،وأﺿﺎﻓﻮا إﻟﻴﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ أﺣﺎﺳﻴﺴﻬﻢ وﺗﺠﺮﺑﺘﻬﻢ.
إذا ﻓﺎن اﻟﺮﺳﻢ ﻓﻲ ﻣﻌﺘﻘﻞ أﻧﺼﺎر آﺎن ﻣﻌﺪوﻣﺎ ﻓﻲ ﺑﺎدئ اﻵﻣﺮ إﻻ ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺎﺑﻴﺮ
ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻮادر ﻧﻈﺮا ﻷن هﺬﻩ اﻟﻤﺎدة اﻟﺘﻌﺒﻴﺮﻳﺔ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻣﻮاد ﺗﻘﻨﻴﺔ وﻟﻮ ﻗﻠﻴﻠﺔ
ﺟﺪا. ﻟﻜﻦ رﻏﻢ ﻓﻘﺪان هﺬﻩ اﻟﻤﻮاد ﺗﻤﻜﻦ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﺳﺮى ﻣﻦ إﻧﺘﺎج ﻋﺪدا ﻻ ﺑﺄس ﺑﻪ
ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ اﻟﻤﺮﺳﻮﻣﺔ، ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻷوراق اﻟﺼﻐﻴﺮة وﻋﻠﻰ أﻗﻤﺸﺔ اﻟﺸﻮادر أو ﺗﻠﻚ
اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ اﻟﺘﻲ ﻧﻔﺬت ﻣﺒﺎﺷﺮا ﻋﻠﻰ ارض اﻟﻤﻌﺴﻜﺮات ﻣﻦ اﻟﺤﺠﺎرة وأﺧﺬت أﺷﻜﺎﻻ ﻋﺪة
آﺎﻧﺖ ﺗﺪوم وﺗﺘﻠﻒ ﺣﺴﺐ ﻗﻮة ﺗﻌﺒﻴﺮهﺎ. إذ آﺎﻧﺖ ﺑﻤﻌﻈﻤﻬﺎ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻣﻮاﻗﻒ أﺻﺤﺎﺑﻬﺎ
وﻣﻨﻬﺎ ﺷﻌﺎرات اﻷﺣﺰاب واﻟﻤﻨﻈﻤﺎت اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ واﻟﺸﻌﺎرات اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ.
اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :
أﺗﺖ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﻌﺪ ﺗﻜﺎﺛﺮ أﻗﻼم اﻟﺤﺒﺮ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ اﻟﺘﻲ أﺗﻰ ﺑﻬﺎ اﻟﺼﻠﻴﺐ اﻷﺣﻤﺮ
اﻟﺪوﻟﻲ. اﻧﺘﺸﺮت اﻷﻟﻮان ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺮﺳﻮﻣﺎت رﻏﻢ أﻧﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﺎ
ﻟﻜﻨﻬﺎ زادت اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺮوﻧﻖ ﻋﻠﻰ اآﺜﺮ اﻟﻘﻄﻊ اﻟﺘﻲ رﺳﻤﺖ ﻋﻠﻰ اﻷﺧﺸﺎب
واﻟﻤﻴﺪاﻟﻴﺎت واﻷﻗﻤﺸﺔ ( أﻗﻤﺸﺔ اﻟﺸﻮادر ) وﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺠﺎرة واهﻤﻬﺎ آﺎن
ﻋﻠﻰ اﻷوراق ﻣﺜﻞ أوراق ﺳﺠﺎﺋﺮ (اﻟﺴﻴﻠﻮن) وهﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺴﺠﺎﺋﺮ اﻟﺬي زود ﺑﻪ
اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﻴﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻌﺴﻜﺮات اﻻﻋﺘﻘﺎل وآﺎن ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﺳﻢ (اﻟﺴﻌﻠﻮن) ﻷﻧﻪ
ﺳﻴﺊ ﺟﺪا ،إن أﻟﻮان اﻷﻗﻼم آﺎﻧﺖ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ اﻷﻟﻮان اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ وهﻲ اﻷﺣﻤﺮ واﻷﺳﻮد
واﻷزرق وآﺬﻟﻚ اﻷﺧﻀﺮ…
اﺑﺘﺪأت اﻟﺮﺳﻮﻣﺎت ﺑﺄﻟﻮان اﻟﺤﺒﺮ ﺑﺎدئ اﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ أﻗﻤﺸﺔ اﻟﺒﻨﺎﻃﻠﻴﻦ ﻓﺘﻌﺪدت
اﻟﺮﺳﻮﻣﺎت واﻟﺸﻌﺎرات ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ اﻟﺜﻴﺎب وآﺄﻧﻬﺎ ﻟﻮﺣﺔ إﻋﻼﻧﺎت ﻣﺘﺠﻮﻟﺔ آﺬﻟﻚ اﻷﻣﺮ آﺎن
ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻤﺼﺎن ﻣﻦ اﻟﺨﻠﻒ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ رﺳﻢ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﻗﻤﻴﺼﻪ ﺷﻌﺎرا أو ﺻﻮرة ﻓﺘﺎة أو
آﻠﻤﺎت اﻟﻐﺰل أو ﺷﻜﻞ اﻷرزة أو ﻋﻠﻢ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ، وﺑﻌﺾ اﻟﺸﻌﺎرات آﺘﺒﺖ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
أو اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ أو اﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ.
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ
ﻓﻲ ذآﺮى ﻋﻴﺪ اﻻﺳﺘﻘﻼل ﻓﻜﺮ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ آﻴﻒ ﺳﻴﺘﻢ اﻻﺣﺘﻔﺎل ﺑﻬﺬا
اﻟﻌﻴﺪ وﻣﺎ هﻲ ﻃﺮق اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ. اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﺮاودﻩ هﺬا اﻹﺣﺴﺎس ﻗﺒﻞ
اﻻﻋﺘﻘﺎل، أهﻤﻴﺔ اﻟﻮﻃﻦ وﻣﺎهﻴﺘﻪ وذآﺮى اﺳﺘﻘﻼﻟﻪ ﻟﻪ، ﻻن ﺷﻌﻮر اﻷﺳﺮى وﺑﻀﺮورة
هﺬا اﻟﻴﻮم آﻲ ﻳﺘﺤﻘﻖ وأهﻤﻴﺘﻪ أﺣﺲ ﺑﻪ آﻞ ﻣﻌﺘﻘﻞ ﻟﺒﻨﺎﻧﻲ ﻷن اﻻﺳﺘﻘﻼل ﻓﻲ أﻧﺼﺎر
آﺎن ﻟﻪ ﻃﻌﻤﻪ اﻟﺨﺎص ﻓﻜﺎن ﻻﺑﺪ ﻣﻦ أن ﻳﺮﻓﻊ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ وﻟﻜﻦ ﻣﻦ أﻳﻦ ﺳﻴﺄﺗﻲ ﺑﻪ
وآﻴﻒ ﺳﻨﺼﻨﻌﻪ وﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ أﺗﺖ اﻟﻔﻜﺮة.
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻄﻠﻮب إﻻ ﻗﻄﻌﺔ ﻗﻤﺎش ﺗﻜﻮن ﺑﻘﻴﺎس ﻣﻘﺒﻮل ﻟﻴﺼﻨﻊ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻌﻠﻢ، ﻟﻘﺪ آﺎن
ﻣﻊ أﺣﺪ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﻗﻤﻴﺺ ﻣﻦ اﻟﻘﻄﻦ اﻷﺑﻴﺾ ﺗﻢ ﺗﻤﺰﻳﻘﻪ ﺑﺤﻴﺚ أﺻﺒﺢ ﻗﻄﻌﺔ واﺣﺪة
وﻣﻦ ﺛﻢ رﺳﻢ اﻟﻌﻠﻢ ورﺳﻤﺖ اﻷرزة ﺑﺎﻟﻨﺼﻒ وﻋﻨﺪﻣﺎ أردﻧﺎ ﺗﻠﻮﻳﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻮﺟﺪ ﺳﻮى
ﺛﻼث أﻗﻼم ﺣﺒﺮ اﺣﻤﺮ وﻗﻠﻢ اﺧﻀﺮ واﺣﺪ وهﺬا ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﺰاوﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻢ وآﺎﻧﺖ اﻟﻔﻜﺮة
اﻧﻪ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ ﻣﺰج اﻟﻠﻮن اﻷﺣﻤﺮ ﻣﻊ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺎء وﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺘﺮاب اﻷﺣﻤﺮ وﻳﺼﺒﺢ اﻟﻠﻮن26
آﺎﻓﻲ وﻗﺮﻳﺐ ﺟﺪا ﻣﻦ اﻟﻠﻮن اﻷﺣﻤﺮ اﻟﻤﻄﻠﻮب وﺗﻢ ﺗﻠﻮﻳﻦ اﻟﺠﺰء اﻷﻋﻠﻰ واﻷﺳﻔﻞ . أﻣﺎ
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻮن اﻷﺧﻀﺮ ﻓﻘﺪ ﺟﻤﻌﻨﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺸﺎﺋﺶ اﻟﺨﻀﺮاء ﻣﻊ اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺤﺒﺮ
اﻷﺧﻀﺮ اﻟﻤﻤﺰوج ﻣﻊ اﻟﻤﺎء وﺗﻢ ﺗﻠﻮﻳﻦ اﻷرزة اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﻠﻮن اﻷﺧﻀﺮ، وآﺎن أول ﻋﻠﻢ
ﻟﺒﻨﺎﻧﻲ ﻳﺮﻓﻊ ﻓﻮق ﻣﻌﺘﻘﻞ أﻧﺼﺎر ﻓﻲ ﺻﺒﺎح ﻋﻴﺪ اﻻﺳﺘﻘﻼل.
وﺑﻌﺪ رﻓﻊ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ أﺛﻨﺎء اﻟﻠﻴﻞ أﻣﻄﺮت اﻟﺴﻤﺎء وﺗﺤﻮﻟﺖ آﻞ اﻷﻟﻮان إﻟﻰ ﻟﻮن
واﺣﺪ ﻣﻤﺰوج ﻣﻤﺎ أدى إﻟﻰ ﺗﻠﻒ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ اﻟﻤﺮﺳﻮم، وﺑﻌﺪهﺎ ﺗﻢ ﺻﻨﻊ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ
ﺧﻴﻮط اﻟﻘﻄﻦ اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﺷﻒ وﺣﻴﻜﺖ ﺑﻮاﺳﻄﺔ إﺑﺮة ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﺤﻠﻴﺎ.
وان ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻠﻮﻳﻦ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺳﺎﻋﺪت ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﺘﻠﻮﻳﻦ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ
اﻟﻤﺮﺳﻮﻣﺔ وﺧﺼﻮﺻﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺮﺳﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻤﺸﺔ، وآﺎن ذﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﺗﺮآﻴﺐ اﻟﺨﻴﻢ
(اﻟﺸﻮادر) اﻟﺸﺘﻮﻳﺔ ﻷﻧﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﻣﺒﻄﻨﺔ ﺑﻘﻤﺎش اﺑﻴﺾ ﻣﺼﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎن. أﻻ أن هﺬﻩ
اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﺪم ﻃﻮﻳﻼ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺑﻌﺪ أن أﺗﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ اﻷﺣﻤﺮ ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﻟﻮان اﻟﺸﻤﻌﻴﺔ
وأﻗﻼم اﻟﺮﺻﺎص وﺑﻌﺾ اﻷﻟﻮان اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ وﻗﻠﻴﻞ ﺟﺪا ﻣﻦ اﻷﻟﻮان اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ . ﻟﻜﻦ هﺬﻩ
اﻷﻟﻮان ﻧﺎدرا ﻣﺎ آﺎﻧﺖ ﺗﻮزع ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺮى وإﻧﻤﺎ آﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻧﺼﻴﺐ ﻣﺨﺘﺎر اﻟﻤﻌﺴﻜﺮ
واﻟﻤﻘﺮﺑﻴﻦ ﻣﻨﻪ.
وﻗﺪ اﺳﺘﻌﻤﻠﺖ هﺬﻩ اﻷﻟﻮان ﺑﺎدئ اﻷﻣﺮ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﺔ اﻟﺸﻌﺎرات ﻋﻠﻰ ﻗﻄﻊ اﻟﻜﺮﺗﻮن
وآﺎﻧﺖ ﺗﻌﻠﻖ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻼك وآﻞ هﺬﻩ اﻟﺸﻌﺎرات آﺎﻧﺖ ﻣﻌﺎدﻳﺔ ﻟﻼﺣﺘﻼل وﺗﻀﻢ اﻟﻌﺪﻳﺪ
ﻣﻦ اﻟﻤﻄﺎﻟﺐ اﻟﻀﺮورﻳﺔ وﺗﺪﻳﻦ إﻗﺎﻣﺔ ﻣﻌﺘﻘﻞ أﻧﺼﺎر أ، وآﺎﻧﺖ آﺜﺮهﺎ ﺗﺮﻓﻊ ﻓﻲ أوﻗﺎت
اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺎت.
اﻟﺮﺳﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻤﺎش
أﻳﺎم ﺗﻤﺮ وﺧﻴﻢ اﻟﺤﻤﺎﻣﺎت ﺗﺘﻤﺰق ﻟﺘﺼﺒﺢ ﻗﻤﺎﺷﺎ ﺟﺎهﺰا ﻟﻠﺮﺳﻢ، ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺤﺖ
اﻟﺤﻤﺎﻣﺎت ﻣﻦ دون ﺳﺘﺎﺋﺮ. وآﻞ هﺬﻩ اﻷﻗﻤﺸﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﺰﻗﺖ ﻟﻮﻧﺖ ﺑﺄﻟﻮان اﻟﺸﻤﻊ وﺧﻼل
هﺬﻩ اﻟﻔﺘﺮة أﺟﺮﻳﺖ ﻋﺪة ﺗﺠﺎرب ﻟﻠﺮﺳﻢ ﺑﺄﻟﻮان اﻟﺸﻤﻊ ﻋﻠﻰ أﻗﻤﺸﺔ اﻟﺸﻮادر وﺧﺼﻮﺻﺎ
أن اﻟﺸﻮادر هﻲ ﻣﻦ اﻷﻗﻤﺸﺔ اﻟﺴﻤﻴﻜﺔ واﻟﺨﺸﻨﺔ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﻬﻠﻚ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻟﻮان
ﺣﺘﻰ ﺗﻈﻬﺮ واﺿﺤﺔ ﻟﻠﺮؤى ورﺳﻢ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺷﺨﺼﻴﺔ إﻟﻰ ﺣﺪا
ﻣﺎ ﻣﺜﻞ أﺳﻤﺎء اﻷﺑﻨﺎء واﻷهﻞ ﻣﻊ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺰﺧﺮﻓﺔ اﻟﻮرﻗﻴﺔ واﻟﻬﻨﺪﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺰﻳﻦ
ﻣﺤﻴﻂ ﻗﻄﻌﺔ اﻟﻘﻤﺎش وﻓﻲ داﺧﻠﻬﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﻜﺘﺎﺑﺎت واﻟﻘﺼﺎﺋﺪ واﻟﺮﺳﻮم اﻟﻤﻌﺒﺮة وﻟﻜﻦ
اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﺪم ﻃﻮﻳﻼ وذﻟﻚ ﻻﺳﺘﻬﻼك آﻤﻴﺎت آﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻷﻟﻮان ﻓﺄﺟﺮﻳﺖ
ﻋﺪة ﺗﺠﺎرب.
1_ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻷوﻟﻰ آﺎﻧﺖ ﺗﺘﻢ ﺑﻮﺿﻊ آﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﺠﻮن اﻷﺳﻨﺎن ﻋﻠﻰ ﻗﻄﻌﺔ اﻟﻘﻤﺎش
اﻟﻤﻨﻮي اﻟﺮﺳﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ وﺗﺘﺮك ﺣﺘﻰ ﺗﻨﺸﻒ إﻻ أن هﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻨﺠﺢ . آﺜﻴﺮا27
2_ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ آﺎﻧﺖ ﺗﻘﻀﻲ ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎل أﻗﻼم اﻟﺸﻤﻊ وﺑﻌﺪهﺎ ﻳﺘﻢ اﻟﺮﺳﻢ ﻋﻠﻰ
اﻟﻘﻤﺎش، هﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ آﺎﻧﺖ ﻧﺎﺟﺤﺔ، ﻟﻜﻦ ﻧﺎدرة ﻟﻌﺪم آﺜﺮة اﻷﻟﻮان اﻟﺒﻴﻀﺎء ﻣﻦ ﻣﺎدة
اﻟﺸﻤﻊ.
3_ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ أﺟﺮﻳﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﺪة ﻣﺮاﺣﻞ وﺗﺘﻢ ﺑﻐﺴﻞ اﻟﻘﻤﺎش ﺑﺎﻟﺼﺎﺑﻮن
وﺗﻌﺮﻳﻀﻪ ﻷﺷﻌﺔ اﻟﺸﻤﺲ ﻟﻔﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺑﻌﺪ ﻏﺴﻠﻪ ﻋﺪة ﻣﺮات وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻳﺘﻢ ﻧﻘﻊ
اﻟﻘﻤﺎش ﺑﻤﺤﻠﻮل ﻟﻴﻤﻮن اﻟﺤﺎﻣﺾ ﻟﻔﺘﺮة زﻣﻨﻴﺔ وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﻌﺮﻳﻀﻪ ﻟﻠﺸﻤﺲ ﺣﻴﺚ ﻳﻜﻮن
اﻟﻘﻤﺎش ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﺟﺪا ﻟﻠﺒﻴﺎض وﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ اﻟﺒﻴﺎض اﻟﻤﻄﻠﻮب، ﺑﻌﺪ آﻞ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﻦ
هﺬﻩ اﻟﻄﺮق آﺎن ﻳﺘﻢ اﻟﺮﺳﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻤﺎش ﺑﺄﻟﻮان اﻟﺸﻤﻊ وأﺣﻴﺎﻧﺎ ﺑﺄﻗﻼم اﻟﺤﺒﺮ
اﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ وآﺎﻧﺖ ﺗﻠﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺮﺳﻢ وﺗﺜﺒﻴﺖ اﻷﻟﻮان ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺸﺮﻳﺐ اﻷﻃﺮاف وهﺬﻩ
اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﺘﻢ ﺑﺴﺤﺐ ﺧﻴﻮط اﻟﺤﺒﻚ اﻟﻤﺆﻟﻔﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﻄﻌﺔ اﻟﻘﻤﺎش وذﻟﻚ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ اﻟﻄﻮل أي
ﺳﺤﺐ اﻟﺨﻴﻮط اﻟﻄﻮﻟﻴﺔ ﻣﻦ آﻞ ﺟﻬﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺎت اﻟﻘﻤﺎش اﻟﻤﺮﺳﻮم ﺑﻤﻘﻴﺎس ﺳﻨﺘﻢ
واﺣﺪ أو أآﺜﺮ ﺣﺴﺐ ﺻﻐﺮ أو آﺒﺮ ﺣﺠﻢ ﻗﻄﻌﺔ اﻟﻘﻤﺎش ﺑﺤﻴﺚ أﻧﻬﺎ ﺗﺼﺒﺢ ﺷﺒﻴﻪ ﺑﻘﻄﻊ
اﻟﺴﺠﺎد.
أﺣﻴﺎﻧﺎ وأﺣﻴﺎﻧﺎ أﺧﺮى ﺗﺒﺪو وآﺄﻧﻬﺎ ﺟﺪارﻳﻪ ﻗﺪﻳﻤﺔ وهﺬا آﻠﻪ ﻧﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﺗﻨﻮع اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ
اﻟﻤﺮﺳﻮﻣﺔ، أن ﺑﻌﺾ اﻟﺮﺳﻮﻣﺎت آﺎﻧﺖ ﺗﻌﺒﺮ ﺁراء ﺧﺎﺻﺔ ﺟﺪا وﺑﻌﻀﻬﺎ آﺎن ﻋﺎﻣﺎ وﺷﻤﻮﻟﻴﺎ
آﺎﻟﻤﻨﺎﻇﺮ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ واﻟﻤﻨﺎﻇﺮ اﻟﻤﻌﺒﺮة ﻋﻦ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ آﺎﻷﻋﻴﺎد واﻟﺮﻗﺼﺎت
اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ واﻟﺪﺑﻜﺔ وأﻳﻀﺎ اﻟﺮﺳﻮﻣﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻣﺜﻞ: آﻠﻤﺎت اﻟﺠﻼﻟﺔ واﻟﺒﺴﻤﻠﺔ وﺻﻮرة
اﻟﺤﻤﺪ وﻗﻞ هﻮ اﷲ أﺣﺪ، أو اﻟﻔﺘﺎة اﻟﺴﺎﺟﺪة ﻟﻠﺪﻋﺎء، وآﺬﻟﻚ ﻣﻮاﺿﻴﻊ اﻟﺰﺧﺮﻓﺔ اﻟﺘﻲ
آﺎﻧﺖ ﺗﺰﻳﻦ إﻃﺎرات ﻗﻄﻌﺔ اﻟﻘﻤﺎش وهﻲ ﻣﺰﺧﺮﻓﺔ ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺰﺧﺎرف واﻷﻟﻮان وﺗﻮﺿﻊ
ﺑﻬﺎ اﻟﺼﻮر اﻟﻤﺮﺳﻠﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﺼﻠﻴﺐ اﻷﺣﻤﺮ اﻟﺪوﻟﻲ واﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻷهﻞ واﻷﻗﺎرب ﻟﻜﻞ ﺷﺨﺺ
ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺤﺖ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﺨﻴﻢ آﻠﻬﺎ آﺄﻧﻬﺎ ﻣﻌﺮض داﺋﻢ ﻷﺣﺪ اﻟﻔﻨﺎﻧﻴﻦ ﺣﺘﻰ
أن أﺣﺪ اﻷﺷﺨﺎص وﻳﺪﻋﻰ ﻋﻠﻲ ﻋﺰ اﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ دﻳﺮ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻨﻬﺮ ﻗﺎم ﺑﺮﺳﻢ ﻋﺎم ﻟﻠﺒﻠﺪة
ﻣﻦ اﻟﻤﺪﺧﻞ اﻟﻐﺮﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻃﻮل ﻗﻤﺎش اﻟﺨﻴﻤﺔ وﻗﺪ ﺑﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﺮﺳﻢ اآﺜﺮ ﻣﻦ
أﺳﺒﻮﻋﻴﻦ ﺑﺤﻴﺚ أﻧﻪ رﺳﻢ ﺟﻤﻴﻊ ﺑﻴﻮت اﻟﻘﺮﻳﺔ، آﻤﺎ ﺗﺨﻴﻠﻬﺎ وآﺄﻧﻪ ﺳﺎآﻦ ﺑﻬﺎ وﺣﺘﻰ
ﻳﻜﻮن ﻗﺮﻳﺒﺎ ﺟﺪا ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻪ وﺑﻴﻮت أهﻞ اﻟﻘﺮﻳﺔ ﺟﻤﻴﻌﺎ، ﻓﻜﻨﺎ ﻧﺪﺧﻞ إﻟﻰ ﺧﻴﻤﺘﻪ وآﺄﻧﻨﺎ
ﻧﺪﺧﻞ اﻟﻘﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺑﺎﺑﻬﺎ اﻟﻮاﺳﻊ ﺣﺘﻰ أﻧﻨﺎ أﻃﻠﻘﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺧﻴﻤﺔ اﻟﻀﻴﻌﺔ .وﻗﺪ ﻋﻤﺖ
هﺬﻩ اﻟﻔﻜﺮة اآﺜﺮ اﻟﺨﻴﻢ وﻣﻦ ﺛﻢ اآﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﻓﺄﺧﺬ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﺮﺳﻤﻮن ﻋﺒﺎرات
وﻣﻮاﺿﻴﻊ وﻣﻮاﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﺨﻴﻢ ﻟﻠﺬآﺮى وﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ.
إن ﻣﺎدة اﻟﻮرق ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻮﺟﻮدة إﻻ ﻧﺎدرا ﺟﺪا :
- آﺎﻧﺖ ﺗﺘﻢ ﻋﻠﻰ اﻷوراق اﻟﺼﻐﻴﺮة اﻟﻤﺄﺧﻮذة ﻣﻦ ﻋﻠﺐ اﻟﺴﺠﺎﺋﺮ أو ﻣﻦ ﻏﻼف
ﺻﻨﺪوق اﻟﺴﺠﺎﺋﺮ وآﺎن اآﺒﺮ ﺣﺠﻤﺎ وﻳﺘﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻮاﺳﻄﺔ أﻗﻼم اﻟﺤﺒﺮ وأﻗﻼم اﻟﺸﻤﻊ وﺑﻌﺪ
أن ﺁﺗﻰ اﻟﺼﻠﻴﺐ اﻷﺣﻤﺮ اﻟﺪوﻟﻲ ﺑﻜﻤﻴﺔ ﻣﻦ اﻷﻟﻮان اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ وآﻤﻴﺔ ﻣﻦ دﻓﺎﺗﺮ اﻟﺮﺳﻢ
ﺣﺎول اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﺳﺮى اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻤﻮاد اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻨﺠﺢ آﺜﻴﺮا ﻻن
اﻟﺮﺳﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻤﺎش وﺑﻮاﺳﻄﺔ أﻗﻼم اﻟﺤﺒﺮ آﺎﻧﺖ ﺗﻌﻄﻰ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ ﻋﻠﻰ
ﻧﻬﺞ وﻃﺮﻳﻘﻪ اﻟﺮﺳﻢ داﺧﻞ اﻟﻤﻌﺘﻘﻞ وﺗﺤﻜﻰ ﺑﻮﺿﻮح ﻇﺮوف اﻻﻋﺘﻘﺎل ﺑﺮﻣﺘﻪ وآﺎﻧﺖ ﻣﻮاد
اﻟﺘﻠﻮﻳﻦ واﻷوراق ﺗﻌﻨﻰ اﻟﺮﻓﺎهﻴﺔ واﻟﺘﺮف ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة. ﻟﻘﺪ ﺗﻢ رﺳﻢ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ
اﻟﻤﺮﺣﻠﻴﺔ واﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﺘﺪوم اآﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺎم ﻓﻲ ﺣﻴﻴﻨﻬﺎ. وآﺎﻧﺖ ﺗﻨﻔﺬ28
هﺬﻩ اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺮﺗﻮن ﻣﺒﺎﺷﺮة وﺗﻌﺮض وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻼك أو ﻟﻠﺤﻔﻆ ﻓﻲ
ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت أﺧﺮى وﻣﺎ آﺎﻧﺖ ﺗﺪوم ﻃﻮﻳﻼ.
ﺑﻌﺪ آﻞ اﻟﺬي ﻋﺮﺿﻨﺎﻩ ﻳﻈﻬﺮ ﻟﻨﺎ أن ﻣﺎدة اﻟﺮﺳﻢ اﻷآﺜﺮ ﺷﻴﻮﻋﺎ آﺎﻧﺖ أﻗﻼم اﻟﺤﺒﺮ
(ﺑﻴﻚ) وأﻳﻀﺎ أﻗﻼم اﻟﺸﻤﻊ آﺎﻧﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺗﺒﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ وﻳﺄﺗﻲ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ أﻗﻼم اﻟﺮﺻﺎص وﻣﻦ
ﺛﻢ اﻟﺮﺳﻢ ﺑﺎﻟﺴﻠﻚ اﻟﻤﺤﻤﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎر وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ اﻷﻟﻮان اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ.
اﻟﺮﺳﻢ ﺑﺄﻗﻼم اﻟﺤﺒﺮ
أن أﻗﻼم اﻟﺤﺒﺮ اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﻣﺘﻮﻓﺮة ﺁﻧﺬاك ﺁﺗﻲ ﺑﻬﺎ اﻟﺼﻠﻴﺐ اﻷﺣﻤﺮ اﻟﺪوﻟﻲ وذﻟﻚ
ﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ، ﺑﺪاﻳﺔ ﻟﻢ ﻧﻜﻦ ﻧﺸﺎهﺪ ﺳﻮى اﻷﻗﻼم ذات اﻟﻠﻮن اﻷزرق واﻷﺳﻮد، وﺑﻌﺪ
ذﻟﻚ أﺻﺒﺤﻨﺎ ﻧﺮى اﻟﻠﻮن اﻷﺧﻀﺮ ﺛﻢ اﻷﺣﻤﺮ وﺑﺬﻟﻚ ﺗﻜﻮن ﻗﺪ اآﺘﻤﻠﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺘﻠﻮﻳﻦ
اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﻠﺮﺳﻢ ﺑﻮاﺳﻄﺔ أﻟﻮان اﻟﺤﺒﺮ. آﺎن ﻳﺘﻢ اﺧﺘﻴﺎر أﻟﻮان اﻟﺤﺒﺮ ﻷآﺜﺮ اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ
اﻟﻤﻨﻮي اﻟﺮﺳﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺜﻼ اﻟﺮﺳﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺸﺐ وﻋﻠﻰ ﺣﺠﺎرة اﻟﻨﺮد ﺑﻌﺪ ﺣﻔﺮهﺎ وأﻳﻀﺎ
ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻤﺸﺔ وﻣﻦ ﺛﻢ ﻋﻠﻰ اﻷوراق.
اﻟﺮﺳﻢ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺤﺒﺮ : آﺎن ﻳﺘﻢ إﻣﺎ ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎل ﻟﻮن واﺣﺪ أو ﻋﺪة أﻟﻮان ﺣﺴﺐ
اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻟﻤﺮﺳﻮم وﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺑﻪ ﻓﺎﻟﺮﺳﻢ ﺑﺎﻟﻠﻮن اﻟﻮاﺣﺪ آﺎن ﻹﻇﻬﺎر اﻟﺮﺳﻮم
اﻟﺘﻌﺒﻴﺮﻳﺔ واﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺗﺸﺒﻪ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻗﺮﻳﺐ دراﺳﺔ إﻇﻬﺎر اﻟﻤﻨﻈﻮر واﻟﻈﻞ واﻟﻨﻮر ﻷﻧﻬﺎ
آﺎﻧﺖ ﺗﺘﺒﻊ ﻧﻔﺲ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﻈﻠﻴﻞ اﻟﻤﺘﺒﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺮﺳﻢ وﺑﺄﻗﻼم اﻟﺮﺻﺎص أﺛﻨﺎء دراﺳﺔ ﻓﻦ
اﻟﺮﺳﻢ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت واﻟﻤﻌﺎهﺪ، أﻣﺎ اﻷﻗﻼم اﻟﻤﻠﻮﻧﺔ ﻓﻘﺪ اﺳﺘﻌﻤﻠﺖ آﺜﻴﺮا، ﻋﻠﻰ
اﻟﺨﺸﺐ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﻌﺪ ﺗﻨﻌﻴﻤﻪ ﻣﺜﻞ رﺳﻢ اﻟﻮرود واﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ اﻟﺘﺰﻳﻨﻴﺔ وأﻳﻀﺎ اﺳﺘﻌﻤﻠﺖ
أﻗﻼم اﻟﺤﺒﺮ ﺑﺄﻟﻮاﻧﻬﺎ اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻤﺸﺔ وﻳﺘﻢ ذﻟﻚ ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎل ﻟﻮﻧﻴﻦ أو أآﺜﺮ.
اﻟﺮﺳﻢ ﺑﺄﻗﻼم اﻟﺸﻤﻊ : أﻗﻼم اﻟﺸﻤﻊ هﻲ أﻳﻀﺎ ﻣﺼﺪرهﺎ اﻟﺼﻠﻴﺐ اﻷﺣﻤﺮ اﻟﺪوﻟﻲ،
وهﺬﻩ اﻟﻤﺎدة اﺳﺘﻌﻤﻠﺖ، ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻤﺸﺔ آﻤﺎ ﺳﺒﻖ وﺷﺮﺣﺘﻬﺎ، وأﻳﻀﺎ ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺮﺗﻮن وأﻗﻤﺸﺔ اﻷﻟﺒﺴﺔ، وﺑﻌﺪهﺎ آﺎن ﻳﺬوب، ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎر وﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻟﺘﻠﻮﻳﻦ ﺑﻌﺾ
اﻟﻘﻄﻊ اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ واﻷﺣﺠﺎر.
اﻟﺮﺳﻢ ﺑﺄﻗﻼم اﻟﺮﺻﺎص : أن اﺳﺘﻌﻤﺎل هﺬﻩ اﻟﻤﺎدة آﺎن ﻣﺤﺼﻮرا ﺑﺎﻟﻤﺤﺘﺮﻓﻴﻦ
إﺟﻤﺎﻻ ﻷﻧﻬﺎ آﻤﺎدة ﻟﻠﺘﻨﻔﻴﺬ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﻘﻨﻴﺔ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﺎ وﺧﺼﻮﺻﺎ ﻷﻧﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﺗﻨﻔﺬ ﻋﻠﻰ
ﻗﻄﻊ ﺻﻐﻴﺮة ﻣﻦ اﻷوراق أو ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ دﻓﺎﺗﺮ " اوﺗﻮﻏﺮاف " آﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﻮدة ﻣﻊ ﺑﻌﺾ
اﻷﺷﺨﺎص وآﺎﻧﺖ ﺧﺎﺻﺔ ﺟﺪا.
اﻟﺮﺳﻢ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺴﻠﻚ : اﻟﺮﺳﻢ ﺑﺎﻟﺴﻠﻚ اﻟﻤﺤﻤﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎر آﺎن ﻳﻨﻔﺬ ﻋﻠﻰ
اﻟﺨﺸﺐ ﻣﺒﺎﺷﺮة وﻋﻠﻰ أﺣﺠﺎر اﻟﺪاﻣﺎ واﻟﻨﺮد وذﻟﻚ ﺑﻨﻔﺲ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﻨﺤﺖ اﻟﻐﺎﺋﺮ أي أﻧﻪ
ﺗﻢ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺮﺳﻢ ﺑﺤﻔﺮ ﺣﺪود اﻟﻤﻮﺿﻮع وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺗﺘﻢ ﺗﻠﻮﻳﻦ اﻟﺮﺳﻢ اﻟﻤﺤﻔﻮر وﺗﺤﺪﻳﺪﻩ
ﺑﺎﻷﻟﻮان اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺑﺤﻴﺚ أﻧﻪ ﺗﺒﻘﻰ اﻟﺼﻔﺤﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻟﻠﺸﻜﻞ ﺑﺪون أﻟﻮان وﺗﺒﺮز اﻟﺸﻜﻞ
اﻟﻤﺤﻔﻮر.29
اﻟﺮﺳﻢ ﺑﺎﻷﻟﻮان اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ :ﻟﻘﺪ ﺗﻢ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻷﻟﻮان اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ واﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﻟﻤﺄﻟﻮﻓﺔ
ﺧﺎرج اﻟﻤﻌﺘﻘﻼت وهﻲ أﻟﻮان اﻷﻧﺎﺑﻴﺐ أي ﻣﺎدة "اﻟﻐﻮاش " واﻟﻘﻄﻊ اﻟﺤﺠﺮﻳﺔ أي
اﻷآﻮارﻳﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﻄﻊ اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ اﻟﻤﻨﻌﻤﺔ ﻟﻌﺪم ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ
ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻤﺎدة ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ وﺗﺬوﻳﺒﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺎء وﻣﻦ ﺛﻢ آﺎﻧﺖ ﺗﺰول ﻋﻦ اﻟﻘﻄﻊ
اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ ﺑﻤﺪة ﻗﻠﻴﻠﺔ وﺗﺸﻮﻩ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﺸﻐﻮل إﻻ اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺗﺨﺒﺄ ﻟﺤﻴﻦ
اﻹﻓﺮاج وﻣﻦ ﺛﻢ ﻋﻮﻟﺠﺖ ﺑﺮﺷﻬﺎ ﺑﻤﺎدة اﻟﻠﻜﺮ أو اﻟﻔﺮﻧﻴﺶﺑﻌﺪ اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺘﻘﻞ . آﺬﻟﻚ
اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺮﺳﻮم اﻟﺘﻲ ﻧﻔﺬت ﻋﻠﻰ اﻟﻮرق ﺑﻮاﺳﻄﺔ هﺬﻩ اﻟﻤﺎدة آﺎﻧﺖ رآﻴﻜﺔ
ﻟﻜﻮﻧﻬﺎ أي اﻷوراق هﻲ ﻣﻦ اﻟﻨﻮع اﻟﺮﻗﻴﻖ ﺟﺪا وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﺘﺘﺤﻤﻞ آﻤﻴﺔ اﻟﻤﺎء اﻟﻤﻮﺟﻮدة
ﺑﺎﻷﻟﻮان أو ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻤﺰوﺟﺔ ﻣﻊ اﻷﻟﻮان وآﺎﻧﺖ ﺗﺼﺒﺢ هﺬﻩ اﻷوراق ﺑﻌﺪ ﺗﻨﻔﻴﺬهﺎ وآﺄﻧﻬﺎ أﺣﺪ
اﻟﻄﺮﻗﺎت اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﺼﻞ اﻟﺸﺘﺎء وهﺬا ﻣﻤﺎ أدى إﻟﻰ ﻋﺪم وﺟﻮد اﻻهﺘﻤﺎم آﺜﻴﺮا ﺑﻬﺬﻩ
اﻟﻤﺎدة إﻻ ﻓﻲ ﺗﻠﻮﻳﻦ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ اﻟﻤﺤﻔﻮرات اﻟﺤﺠﺮﻳﺔ، إﻻ أن اﻷﺣﺠﺎر اﻟﺘﻲ آﺎن ﻳﻨﻔﺬ
ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺘﻠﻮﻳﻦ هﻲ ﻣﻦ اﻟﻨﻮع اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺮب اﻟﻤﺎء اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﺑﺎﻷﻟﻮان وﺗﻌﺸﻘﻬﺎ . وهﺬﻩ
اﻟﻤﻨﺤﻮﺗﺎت هﻲ أﻳﻀﺎ آﺎﻧﺖ ﺗﻠﻮن ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﺑﺎﻟﺼﻠﺼﺎل وﺑﺎﻟﺰﻳﺖ اﻟﻤﻐﻠﻲ ﻣﻊ
اﻟﺼﺒﻐﺔ " ﻋﻘﺪة ﺻﻔﺮاء " وﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺬت هﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺧﺸﺎب
وﺑﺎﻷﺧﺺ ﺑﻌﺾ اﻟﺴﺒﺤﺎت.
اﻟﻤﻌﺎرض
أﻗﻴﻤﺖ ﻋﺪة ﻣﻌﺎرض داﺧﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺴﻜﺮ وذﻟﻚ ﻓﻲ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎت
اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، وآﺎﻧﺖ ﻟﻮﺣﺎت اﻟﻤﻌﺎرض ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎن ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ووﻃﻨﻴﺔ
ﻣﺜﻞ اﻟﻘﻴﻮد اﻟﻤﻜﺴﺮة وﺣﻜﺎﻳﺎت اﻟﻌﺪو اﻟﻴﻮﻣﻲ ورﺳﻮﻣﺎت ﻋﻦ ﻣﺠﺰرة ﻣﻌﺴﻜﺮ " 20 "
اﻟﺘﻲ ﺣﺼﻠﺖ ﻓﻲ آﺎﻧﻮن اﻷول 1982 واﺳﺘﺸﻬﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ أﺳﺮى وﻋﺮﺿﺖ أﺛﻨﺎء
اﻟﻤﻌﺎرض ﻟﻮﺣﺎت ﻟﻠﺸﻬﺪاء واﻷﺳﺮى وآﺬﻟﻚ آﺎﻧﺖ ﺗﻌﺮض ﻣﻮاﺿﻴﻊ ﻋﻦ ﻣﺠﺰرة ﺻﺒﺮا
وﺷﺎﺗﻴﻼ، واﻟﺴﺨﻂ ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺘﻼل وﺻﻮر ﺷﻬﺪاء اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ وﺻﻮر اﻟﺸﻬﻴﺪ آﻤﺎل ﺟﻨﺒﻼط
وﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ آﺎﻧﺖ ﺗﺮﻓﻊ اﻟﺸﻌﺎرات واﻟﻴﺎﻓﻄﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ.
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس :
ﺗﻌﺪدﻳﺔ اﻟﺤﺮف
ﻇﻬﺮت ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ آﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﻔﻨﻮن واﻷﺷﻐﺎل اﻟﻴﺪوﻳﺔ وآﺎﻧﺖ ﺗﺸﻤﻞ اﻟﻤﻨﺴﻮﺟﺎت
واﻟﻤﻄﺮزات وﺻﻨﺎﻋﺔ أدوات اﻟﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻮﺷﻢ وآﺘﺎﺑﺔ اﻟﺸﻌﺎرات وآﺬﻟﻚ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻄﺎﺋﺮات
اﻟﻮرﻗﻴﺔ واﻷﻟﻌﺎب اﻟﻨﺎرﻳﺔ وﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺤﻘﺎﺋﺐ وأﻳﻀﺎ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻨﺮاﺟﻴﻞ.
اﻟﻤﻨﺴﻮﺟﺎت اﻟﻤﻄﺮزات :
ﺷﻤﻠﺖ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻤﻨﺴﻮﺟﺎت ﺷﺘﻰ أﻧﻮاع اﻟﻨﺴﻴﺞ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﻴﺞ ﺑﺎﻹﺑﺮ إﻟﻰ ﺷﻐﻞ
اﻟﺼﻮف وأﻳﻀﺎ اﻟﺤﻴﺎآﺔ اﻟﻴﺪوﻳﺔ واﻟﺨﻴﺎﻃﺔ واﻟﻤﻨﺴﻮﺟﺎت اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺗﺰﻳﻦ ﻟﻤﻄﺮزات .30
ﻓﺎﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻹﺑﺮ واﻟﺼﻨﺎرة وآﺬﻟﻚ اﻟﺤﺒﻚ آﺎن ﻳﺘﻢ ﺑﺨﻴﻮط اﻟﺼﻮف اﻟﻤﺄﺧﻮذ ﻣﻦ اﻟﻜﻨﺰات
اﻟﺼﻮﻓﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﺷﺮﻓﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻠﻒ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﻔﻜﻚ آﻞ اﻟﺨﻴﻮط وﺗﺠﻤﻊ ﺑﺸﻜﻞ آﺘﻞ آﺮوﻳﺔ
وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺗﺒﺪأ اﻟﺤﻴﺎآﺔ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺨﻴﻮط ﻟﺼﻨﺎﻋﺔ أﻣﺎ اﻟﻤﻼﻓﺢ أو اﻟﻘﺒﻌﺎت أو ﻗﻔﺎزات ﻟﻸﻳﺪي
أو ﺟﻮارب وذﻟﻚ آﻠﻪ ﻷن آﻤﻴﺔ اﻟﺼﻮف اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻞ آﺎن ﻻ ﺗﻜﻔﻲ إﻻ ﻟﺼﻨﻊ ﻣﻨﺴﻮﺟﺎت
ﺻﻐﻴﺮة، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﺪد أآﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ.
اﻟﺤﻴﺎآﺔ اﻟﻴﺪوﻳﺔ آﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻟﻀﺮورة وﻟﺤﺎﺟﺔ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺳﺮى ﻟﻠﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻟﺒﺴﺔ
اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ. أن ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻻﻋﺘﻘﺎل آﺎن ﻳﺘﻢ ﺧﻠﻊ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻟﺒﺴﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﻜﻞ
أﺳﻴﺮ وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ آﺎن ﻳﻮزع ﻋﻠﻰ آﻞ أﺳﻴﺮ ﻏﻴﺎر واﺣﺪ وأﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﻜﻮن هﺬا اﻟﻐﻴﺎر ﻧﺎﻗﺼﺎ
ﻣﺜﻞ،ا أﻧﺎ ﺷﺨﺼﻴﺎ ﺑﻌﺪ أن ﺗﻢ ﺗﻮزﻳﻊ اﻷﻟﺒﺴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺘﻲ آﻨﺖ ﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﻟﻢ
أﺣﺼﻞ ﻻ ﻋﻠﻰ ﺣﺬاء وﻻ ﻋﻠﻰ ﺟﻮارب وهﺬا ﻣﺎ ﺣﺘﻢ ﻋﻠﻲ أن أﺑﻘﻲ ﺣﻮاﻟﻲ اﻟﺸﻬﺮﻳﻦ ﺑﻼ
ﺣﺬاء وﻗﺪ ﺑﻘﻴﺖ ﺣﺎﻓﻲ اﻟﻘﺪﻣﻴﻦ ﻃﻮال هﺬﻩ اﻟﻔﺘﺮة ﺣﺘﻰ أﺧﺬت ﺣﺬاء أﺣﺪ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ
اﻟﻤﻔﺮج ﻋﻨﻬﻢ وﺑﺬﻟﻚ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﺬاء وآﻨﺖ ﻗﺪ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺟﻮارب ﻣﻦ
أﻏﻄﻴﺔ اﻟﻨﻮم أي اﻟﺒﻄﺎﻧﻴﺎت وﻗﺪ ﺣﻴﻚ هﺬا اﻟﺠﻮرب ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺨﻴﻮط وﺑﻌﺪ أن ﺗﻤﻜﻦ أﺣﺪ
اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ وﻳﺪﻋﻰ "ع" ﺣﺎوي ﻣﻦ ﺻﻨﻊ إﺑﺮة ﺧﻴﺎﻃﺔ وآﺎن إﻧﺠﺎزا ﻣﻬﻤﺎ ﺑﺤﻴﺚ آﺎﻧﺖ ﻓﻲ
أﺛﻨﺎﺋﻬﺎ ﻣﻦ أﺛﻤﻦ اﻟﻤﻮﺟﻮدات، وﻧﻈﺮا ﻟﺤﺎﺟﺔ اآﺜﺮ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﻟﺨﻴﺎﻃﺔ اﻟﺜﻴﺎب اﻟﻤﻤﺰﻗﺔ
ورﻗﻌﻬﺎ وأﻳﻀﺎ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺑﻌﺾ اﻷﻟﺒﺴﺔ ﻟﻠﺸﺘﺎء ﻷن اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﻻ ﻳﻤﻠﻜﻮن ﺳﻮى ﺣﺎآﻴﺖ
واﺣﺪ ﻣﻊ ﻗﻤﻴﺺ وﺑﻨﻄﻠﻮن ﻟﻔﺼﻞ اﻟﺸﺘﺎء وهﺬا ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻠﺘﺪﻓﺌﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﺮد ﻓﻌﻤﺪ اﻟﻜﺜﻴﺮ
إﻟﻰ ﺻﻨﻊ أﻧﻮاع ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻷﻟﺒﺴﺔ اﻟﺸﺘﻮﻳﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺜﻴﺎب اﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ أﻏﻄﻴﺔ اﻟﻨﻮم
(اﻟﺒﻄﺎﻧﻴﺎت) ﺣﻴﺚ ﺻﻨﻊ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ أﻟﺒﻨﺎ ﻃﻠﻴﻦ واﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺠﺎآﻴﺘﺎت وأﻳﻀﺎ أن آﻴﺲ
اﻟﻨﻮم اﻟﺬي آﺎن ﻣﻮﺟﻮد ﻣﻊ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﺗﺤﻮل إﻟﻰ ﻟﺒﺎس داﺋﻢ ﻣﺜﻞ اﻟﻌﺒﺎءة أو
(اﻟﺪﺷﺪاﺷﺔ) وآﺎن ذﻟﻚ ﻟﻜﻮن آﻴﺲ اﻟﻨﻮم ﻣﺼﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺼﻮف اﻟﺴﻤﻴﻚ . أن أآﺜﺮ
اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ آﺎﻧﺖ ﺛﻴﺎﺑﻬﻢ ﻣﺮﻗﻌﺔ وذﻟﻚ إﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺮآﺒﺘﻴﻦ أوﻣﻦ اﻟﺨﻠﻒ وهﻨﺎ ﺗﻌﺪدت
أﺷﻜﺎل اﻟﺮﻗﻊ وأﻧﻮاﻋﻬﺎ وآﺎﻧﺖ إﻣﺎ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻘﻤﺎش أو ﻣﻦ ﻗﻤﺎش اﻟﺸﻮادر أو ﻣﻦ
اﻟﺒﻄﺎﻧﻴﺎت.
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻊ :
اﻟﻄﺒﺎﻋﺔ واﻹﻋﻼم
ﺻﻨﺎﻋﺔ أدوات اﻟﻄﺒﺎﻋﺔ ( اﻷﺧﺘﺎم )
„ ﻣﻨﺬ اﻟﻴﻮم اﻷول ﻟﻼﻋﺘﻘﺎل ﻓﺮﺿﺖ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺘﻘﻼت أﺷﺨﺎﺻﺎ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻋﻤﻞ
اﻟﻤﻌﺴﻜﺮات ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﻌﻴﻦ ﻓﻲ آﻞ ﻣﺤﻄﺔ ﺣﺎآﻢ ﻳﺪﻋﻰ ( اﻟﻤﺨﺘﺎر ) وﺑﺪورﻩ آﺎن ﻳﻮزع
اﻟﻤﻬﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﺒﺎﻗﻴﺔ وآﺬﻟﻚ ﻓﻲ آﻞ ﺧﻴﻤﺔ ﺷﺎوﻳﺶ اﻟﻤﺴﺆول ﻋﻦ اﻷﺷﺨﺎص
ﺿﻤﻦ اﻟﺨﻴﻤﺔ وهﻨﺎك ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺘﻨﻈﻴﻔﺎت وﻟﺠﻨﺔ اﻟﻄﻌﺎم وﻃﺒﻌﺎ آﻞ هﺬﻩ اﻟﻠﺠﺎن آﺎﻧﺖ ﺑﺄﻣﺮ
اﻟﻤﺨﺘﺎر اﻟﺬي آﺎن ﻳﺨﺘﺎر ﻣﻦ ﻳﺸﺎء ﻣﻦ اﻷﻗﺎرب واﻷﺻﺤﺎب أهﻞ اﻟﻌﺸﻴﺮة ﻟﻴﻜﻮﻧﻮا ﻓﻲ
هﺬﻩ اﻟﻠﺠﺎن ﺿﻤﻦ اﻟﻤﻌﺴﻜﺮ اﻟﻮاﺣﺪ. وﻗﺪ آﺎن هﺬا اﻟﻤﺨﺘﺎر ﻳﻌﻴﺶ ﻋﻠﻰ هﻮاﻩ ﻣﻦ أآﻞ
وﺷﺮب وﻣﻠﺒﺲ وﻧﻮم، إﻣﺒﺮاﻃﻮر اﻟﻌﺼﺮ، ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ أن ﺗﻤﻜﻦ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﻣﻦ إﻧﺠﺎز اﻟﻌﺪﻳﺪ31
ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺪم اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ أﺻﺒﺢ أآﺜﺮ اﻟﻤﺨﺘﺎرﻳﻦ هﻢ ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺨﺘﺎرهﻢ
اﻟﻤﺠﻤﻮع وﻷن اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻋﻴﻨﺘﻬﻢ إﺳﺮاﺋﻴﻞ آﺎﻧﻮا ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻟﺤﺴﺎﺑﻬﺎ، هﺬا آﻠﻪ
ﺿﻤﻦ اﻟﻤﺤﻄﺔ اﻟﻮاﺣﺪة أﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ اﻟﻤﻌﺴﻜﺮات ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ وهﻲ
ﺗﻤﺜﻞ اﻷﺣﺰاب واﻟﻘﻮى اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ. آﺎﻧﺖ هﺬﻩ اﻟﻠﺠﻨﺔ ﺗﺠﺘﻤﻊ وﺗﺘﺨﺬ اﻟﻘﺮارات ﻋﻠﻰ آﺎﻓﺔ
اﻟﻤﻌﺴﻜﺮات وﻳﺘﻢ ذﻟﻚ ﺑﻮاﺳﻄﺔ أوراق ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻴﺪ وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻳﺘﻢ ﺗﻮﻗﻴﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ
ﻗﻴﺎدة اﻟﻠﺠﻨﺔ وآﺎﻧﺖ أﺧﻴﺮا ﺗﺨﺘﻢ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﺧﺘﻢ ﺻﻨﻊ ﺧﺼﻴﺼﺎ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺗﻌﻤﻴﻢ أي
ﻗﺮار ﻋﻦ ﺧﺎرج اﻟﻘﻴﺎدة. وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺗﻌﺪدت اﻷﺧﺘﺎم ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻟﻜﻞ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت واﻷﺣﺰاب
ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﺧﺘﻢ ﺧﺎص ﺑﻪ وهﺬﻩ اﻷﺧﺘﺎم آﺎﻧﺖ ﺗﺼﻨﻊ ﻣﻦ ﻣﻮاد ﺑﻼﺳﺘﻴﻜﻴﺔ ﻣﺄﺧﻮذة ﻣﻦ
اﻷواﻧﻲ اﻟﺒﻼﺳﺘﻴﻜﻴﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺘﻢ ﺗﺬوﻳﺐ هﺬﻩ اﻷواﻧﻲ وﺑﻌﺪ أن ﺗﻨﺸﻒ ﻳﺤﻔﺮ اﻟﺮﺳﻢ
واﻷﺣﺮف اﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺑﺎرزة وأﻳﻀﺎ ﺟﺎهﺰة ﻟﻼﺳﺘﻌﻤﺎل.
آﺘﺎﺑﺔ اﻟﺸﻌﺎرات
أن أول ﺷﻌﺎر آﺘﺐ ﻋﻠﻰ أﻗﻤﺸﺔ اﻟﺸﻮادر هﻮ ﺷﻌﺎر ( أوﻗﻔﻮا اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ) ﺟﻤﻴﻊ
ﻣﻌﺴﻜﺮات اﻻﻋﺘﻘﺎل آﺘﺒﺖ هﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎرة ﻃﻮل ﻗﻤﺎش اﻟﺸﺎدر ﻣﻦ ﺿﻤﻦ اﻟﺸﻌﺎرات
اﻟﻜﺜﻴﺮة اﻟﺘﻲ رﻓﻌﺖ وﻓﻲ أآﺜﺮ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎت.
ﻓﻲ آﻞ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ وﻃﻨﻴﺔ واﻧﺘﻔﺎﺿﻴﺔ آﺎﻧﺖ ﺗﺮﻓﻊ اﻟﺸﻌﺎرات اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻹﺧﺮاج ووﻗﻒ
اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ واﻹﻓﺮاج ﻋﻦ اﻟﻤﺮﺿﻰ واﻟﻤﺴﻨﻴﻦ وآﻠﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﺗﻜﺘﺐ ﻋﻠﻰ أﻗﻤﺸﺔ اﻟﺸﻮادر أو
ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺮﺗﻮن وﺗﺜﺒﺖ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻂ اﻟﻤﺤﻴﻂ واﻟﻤﻌﺴﻜﺮ ﺣﺘﻰ أن أﻗﻤﺸﺔ اﻟﺸﻮادر اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ
ﺗﺤﻮﻟﺖ إﻟﻰ ﻳﺎﻓﻄﺎت أﺛﻨﺎء اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺎت ﺗﺮﻓﻊ وﺗﻜﺘـﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺷﻌﺎرات اﻟﻤﻨﺎﺳﺒـﺔ، وان أآﺜـﺮ
ﺷﻌﺎرا آﺎن ﻳﺰﻋـﺞ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﻴﻦ هﻮ ( اﻧﺘﻢ اﻟﻨﺎزﻳﻮن ).
اﻟﺼﺤﻒ
ﻓﻲ ﻓﺘﺮات أﻧﺼﺎر اﻷوﻟﻰ آﻨﺎ ﻣﻌﺰوﻟﻴﻦ ﻋﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺨﺎرﺟﻲ ﺣﺘﻰ ﺧﺎرج أﺳﻼك
اﻟﻤﻌﺴﻜﺮ، ﻟﻢ ﻧﻜﻦ ﻧﺪري ﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻣﻦ ﺗﻄﻮرت اﻷﻣﻮر. واﻧﺘﻔﻀﺖ أﻧﺼﺎر وﺳﻘﻂ اﻟﺸﻬﺪاء
وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ أﺧﺬت أﻧﺼﺎر ﺗﺄﺧﺬ ﻗﺮارهﺎ اﻟﺪاﺧﻠﻲ وﺑﺪأت ﺗﺼﺪر اﻟﺘﻌﻤﻴﻤﺎت، وهﻲ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ
ﻧﺸﺮة ﺗﻮﺟﻴﻬﻴﺔ آﺎﻧﺖ ﺗﺼﺪر ﻣﻦ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻤﻌﺘﻘﻞ، أو وﻣﻦ آﻮادر اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت واﻷﺣﺰاب
اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ، إﻟﻰ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ، ﺣﺘﻰ ﺟﺎء ﻋﺎﻣﻞ ﺗﻨﻈﻴﻒ اﻟﺠﻮر اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻟﺬي آﺎن ﻳﺄﺗﻲ آﻞ
ﻳﻮم ﻋﺪة ﻣﺮات ﻟﺸﻔﻂ اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﻤﺒﺘﺬﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻤﺎﻣﺎت وﺗﻘﺪم ﻣﻨﻪ أﺣﺪ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ وﺳﺄﻟﻪ
ﺑﺎن ﻳﺸﺘﺮي ﻟﻪ رادﻳﻮ ﺗﺮاﻧﺰﻳﺴﺘﻮر، وهﺬا اﻟﻤﻌﺘﻘﻞ آﺎن ﻳﻤﻠﻚ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﻘﻮد ﺑﻌﺪ أن ﺳﺤﺒﻬﺎ
ﻣﻦ اﻷﻣﺎﻧﺎت. وآﺎن أول ﺟﻬﺎز رادﻳﻮ وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﻢ ﺷﺮاء ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺮادﻳﻮهﺎت وﺧﻼل
اﻻﺳﺘﻤﺎع إﻟﻰ اﻟﻨﺸﺮات اﻹﺧﺒﺎرﻳﺔ آﺎن ﻳﺘﻢ آﺘﺎﺑﺔ اﻷﺧﺒﺎر ﺧﻼل ﻧﺸﺮات ﻳﻮﻣﻴﺔ ﺗﻮزع
ﻋﻠﻰ، اﻟﻤﻌﺴﻜﺮات. ﻓﺼﺪرت اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ اﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻴﺪ، وآﺎﻧﺖ ﻧﺪاء أﻧﺼﺎر،
وﻓﻠﺴﻄﻴﻦ اﻟﺜﻮرة، وﺟﻤﺎهﻴﺮ أﻧﺼﺎر،32
اﻟﺜﻘـــــــﺎﻓــــﺔ
ﺛﻘﺎﻓﺔ أﻧﺼﺎر ﺳﺘﺒﻘﻰ داﺋﻤﺎ وأﺑﺪا ﻋﻨﺼﺮا ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، اﻟﻤﺌﺎت ﻣﻦ
اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﺗﺜﻘﻔﻮا ﻓﻲ أﻧﺼﺎر ان ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ اﻟﻜﻠﻤﺔ آﺎن ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﻔﻜﺮ واﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﻮاﺿﺤﺔ
ﻟﻸﻣﻮر وﺧﻠﻔﻴﺎت اﻟﺘﻌﺴﻒ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ وﻓﻬﻢ اﻟﻌﺪ وﻋﻠﻰ ﻣﺎ هﻮ ﻋﻠﻴﻪ وإﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﺑﺄن
هﻨﺎك وﻃﻦ ﻻ ﻳﺠﺐ أن ﻧﻔﺮط ﺑﻪ، ﻓﺎﻷدب واﻟﺸﻌﺮ واﻟﻤﺴﺮح وﻣﺪارس ﻣﺤﻮ اﻷﻣﻴﺔ
واﻟﻨﺪوات اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﺣﺪ ﻓﻲ أﻧﺼﺎر إﻻ وﻳﺘﺎﺑﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ اﻟﻤﻌﺘﻘﻞ. اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ
اﻟﻘﺼﺺ ﺗﺄﻟﻔﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺘﻘﻞ اﻟﺤﻜﺎﻳﺎت اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ إذا أردﻧﺎ أن ﻧﺮوﻳﻬﺎ ﻟﻜﻢ ﻳﻠﺰﻣﻨﺎ أﻳﺎم
ﺣﺘﻰ ﻧﻨﻬﻴﻬﺎ وهﺬا هﻮ ﺣﺎل آﻞ ﺷﺨﺺ ﺧﺮج ﻣﻦ أﻧﺼﺎر.
اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﻧﻈﻤﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺘﻘﻞ وآﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ آﺎن ﻳﻐﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺘﻘﻞ وﺧﺎﺻﺔ
اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺰﺟﻠﻲ، وآﺎﻧﺖ أآﺜﺮ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﺗﻌﻤﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺴﻜﺮات وﺗﺤﻔﻆ وﻣﻦ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ
اﻟﺘﻲ ﻧﻈﻤﺖ :
اﻧﻄﺮوﻧﺎ ﻳﺎ ﺣﺒﺎﻳﺒﻨﺎ اﻧﻄﺮوﻧﺎ ﻣﺎ ﺑﺪﻧﺎ ﻋﺎﻟﻐﻴﺎب ﺗﻮاﺧﺬوﻧﺎ
ﺻﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﺳﻮاد اﻟﻌﻴﻦ أﻗﺮب اﻧﺸﺎ اﷲﻋﻤﺎ ﻗﺮﻳﺐ ﺗﺸﺎهﺪوﻧﺎ
ﺻﺪﻓﺔ اذا ﺣﺼﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﺼﻠﺔ واﻟﻤﻲ ﺑﺎﻻﻃﺎرة ﺑﻴﺒﻌﺘﻮهﺎ
وأﻳﻀﺎ :
آﻴﻒ اﻟﻌﻴﻮن ﺗﻨﺎم وﻧﻌﻴﺶﺑﺎﻻﺣﻼم
ﻓﺮاﺷﻨﺎ آﻠﻮ ﺑﺤـــﺺوﺗـــــــﺮاب وﻓــﺮاشﻏﻴﺮﻧــﺎ ﻣﻦ رﻳـــﺶ
ﻣﺴـﺠﻮن وﺻـﺮﻟــﻲ ﺑﺎﺳﺠﻦ ﻣﺪة ﺑــــﺲﺣـﻠــــﻮﺗــــﻲ ﺑﻌـﻴـــﺪة
ﻋـﺎﻳـِﺸـــﺔ ﺑـﺎﻟــﻌـــــﺰ واﻟـﻬﻨــــﺎ وﺑـﻠﻴــــﻠـﺔ اﻟـﻘـــﺪر ﻣـﻮﻟــــﻮدة
ﻗـﺪﻳــــﺶﺑـﻜــــــﺎﻧــﻲ اﻟﻬــــﻮا واﻟﺤـــﺐ واﻧﺘـــــﻲ ﻣـﺎ ﺑﺘﺒﻜــﻲ
أﻣﺎ اﻟﻨﺪوات اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﻨﻈﻢ ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺮات أﻣﺎ أﺳﺒﻮﻋﻴﺎ أو ﺷﻬﺮﻳﺎ وآﺎﻧﺖ داﺋﻤﺎ
ﺗﺘﻨﺎول اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮﻳﻦ وﻧﻈﺮا ﻟﻜﻮن اﻟﻤﻌﺘﻘﻞ أﻏﻨﻰ
اﻟﻨﺪوات ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﻓﻜﺎر واﺣﻴﺎﻧﺎ آﺎﻧﺖ ﺗﺆدي إﻟﻰ ﻣﺸﺎﺣﻨﺎت وﺟﺪال ﺑﻴﻦ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ
اﻷﺳﺮى وهﺬا هﻮ دﻟﻴﻞ اﻟﺘﻌﺪد اﻟﺼﺤﻴﺢ واﻟﻤﻔﻴﺪ.
ﻣﺪارسﻣﺤــﻮ اﻷﻣـﻴﺔ :
أﻧﺸﺄت اﻟﻤﺪارس اﻟﻌﺪﻳﺪة ﻟﻤﺤﻮ اﻷﻣﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺘﻘﻞ وآﺎﻧﺖ ﺗﻀﻢ هﺬﻩ اﻟﻤﺪارس ﻋﺪد
ﻻ ﺑﺄس ﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس اﻟﻐﻴﺮ ﻗﺎدرﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ واﻟﻘﺮاءة ﻓﺘﻤﻜﻨﻮا ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺘﻘﻞ ﻣﻦ
ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻣﺪارس ﻣﺤﻮ اﻷﻣﻴﺔ وﺗﻮﺻﻠﻮا إﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻘﺮاءة واﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ . آﺬﻟﻚ
ﻣﺪارس اﻟﻠﻐﺎت اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﻦ ﻳﺮﻏﺐ ﻓﻜﺎن أﺻﺤﺎب اﻟﻜﻔﺎءة اﻟﻘﺎدرﻳﻦ ﻋﻠﻰ
ﺗﺪرﻳﺲ اﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ واﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﺘﺠﻤﻴﻊ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ وﻓﻲ دوام
ﻳﻮﻣﻲ ﺿﻤﻦ ﻓﺘﺮات اﻟﻨﻬﺎر وﺗﻌﻠﻴﻢ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ وآﺎﻧﺖ هﺬﻩ اﻟﻤﺪارس ﻧﺎﺟﺤﺔ ﺟﺪا.
اﻟﻤﺴﺮح33
إذا أردﻧﺎ أن ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻟﻤﺴﺮح داﺧﻞ أﻧﺼﺎر ﻓﺎﻟﻤﻔﺘﺮض أن ﻧﺸﺎهﺪ ﺟﻤﻴﻊ
اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺎت وﻟﻜﻦ هﺬﻩ اﻟﻤﺎدة اﻟﻔﻨﻴﺔ آﺎﻧﺖ ﺟﻴﺪة اﻟﺤﻀﻮر وﺧﺼﻮﺻﺎ أوﻗﺎت اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎت
ﻓﻜﺎﻧﺖ أﻣﺎ ﺗﺮﻓﻴﻬﻴﺔ أو ﻣﻮﺟﻬﺔ أو ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ وﻟﻜﻦ أآﺜﺮهﺎ آﺎن اﻧﺘﻘﺎدي ﻟﻠﻮﺿﻊ
اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﺗﺼﺮف اﻟﻤﺨﺘﺎرﻳﻦ وﻟﺠﻨﺔ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ وأﻳﻀﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم آﺎن
اﻟﻤﺴﺮح ﻳﻄﺮح ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﻮﺟﻮد داﺧﻞ اﻟﻤﻌﺘﻘﻞ وهﻤﺠﻴﺔ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ وﻃﺮق اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ
واﻟﺘﺤﻘﻴﻖ.
- ﺧﺸﺒﺔ اﻟﻤﺴﺮح :
1 - آﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﺤﻴﺚ أن اﻟﻤﺸﺎهﺪﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﺠﻬﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻣﻦ
اﻟﻤﻌﺴﻜﺮ واﻟﻤﺴﺮح ﻓﻲ اﻟﺠﻬﺔ اﻟﺴﻔﻠﻰ ﻷن ﺷﻜﻞ أرض اﻟﻤﻌﺴﻜﺮ آﺎﻧﺖ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﻣﻦ
ﺟﻬﺔ وﻣﻨﺨﻔﻀﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮي.
2 - اﺳﺘﻌﻤﺎل ﺧﺸﺒﺔ ﻣﺴﺮح ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻬﻮاء اﻟﻄﻠﻖ. وآﺎن هﺬا ﺑﻌﺪ ﺣﻀﻮر ﺳﺮاﺋﺮ
اﻟﻨﻮم اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ وﺑﻌﺪ أن ﺗﺨﻠﻰ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﺳﺮاﺋﺮهﻢ ﺑﺴﺒﺐ اﻹﻓﺮاج ﻃﺒﻌﺎ .
وآﺎﻧﺖ اﻟﺨﺸﺒﺔ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﺣﻮاﻟﻲ اﻷرﺑﻌﻴﻦ ﺳﻨﺘﻢ ﻋﻦ اﻷرض واﺳﺘﻌﻤﻠﺖ أﻋﻤﺪة اﻟﺤﺪﻳﺪ
(ﻗﺴﺎﻃﻞ) آﻌﻮارض ﻟﺘﺤﻤﻞ اﻟﺨﺸﺒﺔ اﻟﻤﺆﻟﻔﺔ ﻣﻦ ﺧﺸﺐ ﺳﺮاﺋﺮ اﻟﻨﻮم. وآﺎﻧﺖ آﻞ
ﺧﺸﺒﺔ ﺗﻜﺒﺮ وﺗﺼﻐﺮ ﺣﺴﺐ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ وﻧﻮع اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ.
3 - اﻟﻤﻤﺜﻠﻴﻦ : إن اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﺳﺮى آﺎن ﻣﻦ اﻟﻄﻼب إﻣﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ أو ﺑﺎﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﺿﺮ
ﻟﺬﻟﻚ آﺎن ﻻ ﺑﺪ وأﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﻣﺎرﺳﻮ هﺬﻩ اﻟﻬﻮاﻳﺔ أﺛﻨﺎء اﻟﺪراﺳﺔ وأﻳﻀﺎ آﺎن ﻟﻮﺟﻮد اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ
اﻷدﺑﺎء وﻋﺪد ﻣﻦ ﻃﻼب ﻣﻌﻬﺪ اﻟﻔﻨﻮن اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ اﻟﻔﻀﻞ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ هﺬﻩ اﻷﻋﻤﺎل آﺬﻟﻚ
اﻟﻤﻮهﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﻘﺺ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص .
اﻟﺤﻔﻼت اﻟﻐﻨﺎﺋﻴﺔ :
اﻟﻐﻨﺎء آﺎن ﻣﺤﺮﻣﺎ أول اﻷﻣﺮ ﻷن اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﻴﻦ آﺎﻧﻮا ﻳﺤﺮﻣﻮن اﻟﺬهﺎب إﻟﻰ اﻟﺤﻤﺎم
ﻓﻜﻴﻒ اﻟﻐﻨﺎء هﺬا آﺎن أﻳﺎم أﻧﺼﺎر اﻷوﻟﻰ وﻟﻜﻦ آﻤﺎ ذآﺮﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺑﻌﺪ ﻧﻀﺎل ﻣﺮﻳﺮ ﺗﻤﻜﻦ
اﻷﺳﺮى ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻄﺎﻟﺐ وﻣﻨﻬﺎ ﺣﺮﻳﺔ اﻟﻌﻤﻞ واﻟﺘﺼﺮف داﺧﻞ
اﻟﻤﻌﺴﻜﺮات ﻓﻔﻲ آﻞ ﻣﻌﺴﻜﺮ آﺎن ﻳﻮﺟﺪ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻐﻦ وﺷﺎﻋﺮ وﻣﺆﻟﻒ وﻣﻮﺳﻴﻘﻲ،
آﺎﻧﺖ ﺗﻘﺎم اﻷﻣﺴﻴﺎت اﻟﻐﻨﺎﺋﻴﺔ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ وﻳﻄﻮل اﻟﺴﻬﺮ وازدهﺮت هﺬﻩ اﻷﻣﺴﻴﺎت ﺑﻌﺪ
ﻓﺘﺢ اﻷﺳﻼك ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻌﺴﻜﺮات.
ﺗﺤﻮل ﻇﻠﻢ وﻋﺬاب اﻻﻋﺘﻘﺎل إﻟﻰ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻳﻔﻮق اﻟﺘﺼﻮر ﻟﻤﺎ ﺗﺆدﻳﻪ آﻠﻤﺎت اﻷﻏﺎﻧﻲ اﻟﺘﻲ
أﻟﻔﺖ وﻏﻨﻴﺖ أو ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻐﻨﺎة ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻓﻔﻲ ﺣﻔﻠﺔ أﻗﻴﻤﺖ ﻣﻌﺴﻜﺮ 15 ﺣﻴﺚ آﺎن ﻳﻮﺟﺪ
ﺷﺨﺺ اﺳﻤﻪ ( اﻟﺘﺮآﺎل ) وهﻮ ذو ﺻﻮت رﺧﺎﻣﻲ ﺣﺎد وﺟﻤﻴﻞ ﻓﻴﻪ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻹﻳﺤﺎء
ﻟﻤﻄﺮب ﻣﺤﺘﺮف. ﻏﻨﻰ اﻟﺘﺮآﺎل وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ أﺗﻰ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺴﻜﺮات
اﻟﻤﺠﺎورة ﻟﻼﺳﺘﻤﺎع إﻟﻰ ﺻﻮت اﻟﺘﺮآﺎل وهﻮ ﻳﻐﻨﻲ ﻷم آﻠﺜﻮم.
أﻣﺎ ﺑﻼل اﻟﺴﻮري ادﻣﻊ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﻴﻮن ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻏﻨﻰ أﻏﻨﻴﺔ أﻧﺎ ﻣﺴﺎﻓﺮ ﻳﺎ أﻣﻲ
أﻧﻄﺮﻳﻨﻲ.
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﻏﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ أآﺜﺮ ﺣﻤﺎﺳﺎ هﻲ اﻷﻏﻨﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺮﻧﺎﻧﺔ
ﻓﻲ آﻞ وﻗﺖ. ﻣﺎ ﻣﻦ اﻧﺘﻔﺎﺿﺔ إﻻ وﻏﻨﻴﺖ ﻟﻬﺎ أﻏﺎﻧﻲ ﻣﺮﺳﻴﻞ ﺧﻠﻴﻔﺔ وأﻏﺎﻧﻲ أﺣﻤﺪ
ﻗﻌﺒﻮر ﻣﺜﻞ ( ﻳﺎ ﺑﺤﺮﻳﺔ أو ﻳﺎ ﻋﻠﻲ ) وأﻏﻨﻴﺔ أﻧﺎدﻳﻜﻢ.34
وﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ أن اﻋﺘﻘﻠﺖ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻋﺎزف اﻷوآﺮدﻳﻮن ﻓﻲ ﻓﺮﻗﺔ اﻟﻤﻴﺎدﻳﻦ (ﺑﺴﺎم ﺿﻮ)
أﺣﻀﺮﺗﻪ إﻟﻰ ﻣﻌﺘﻘﻞ أﻧﺼﺎر ﺗﺤﻮﻟﺖ آﻠﻬﺎ ﻓﺮﻗﺔ اﻟﻤﻴﺎدﻳﻦ وأﺛﺒﺖ اﻟﻤﻴﺎدﻳﻦ أﻧﻬﺎ ﻣﻴﺎدﻳﻦ
أﻧﺼﺎر وﻓﻲ ذاك اﻟﻮﻗﺖ آﺎن أﻏﻨﻴﺔ أﻧﺼﺎر ﻟﻤﺮﺳﻴﻞ ﺧﻠﻴﻔﺔ. وآﺬﻟﻚ ﻓﻘﺪ اﺣﻀﺮ اﻟﺼﻠﻴﺐ
اﻷﺣﻤﺮ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻵﻻت اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ وﻏﻨﺖ أﻧﺼﺎر آﻤﺎ ﻏﻨﺖ ﻗﺒﻞ ﺣﻀﻮر اﻵﻻت
اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺔ.
ﻓﻔﻲ إﺣﺪى اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺎت ﻧﻈﻤﺖ ﻣﺴﻴﺮة ﻓﻲ ﻗﻠﺐ اﻟﻤﻌﺴﻜﺮات ﻣﻊ ﻣﺎرش ﻋﺴﻜﺮي
اﺳﺘﺨﺪم ﻓﻴﻬﺎ أﺣﺪ اﻟﻤﺴﻠﺤﻴﻦ ( ﺳﺎﻃﻲ ) اﻟﺒﺮاﻣﻴﻞ اﻟﺒﻼﺳﺘﻴﻜﻴﺔ اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﺨﺪم
ﻟﻠﻤﺎء " آﻄﺒﻞ " وأﻏﻄﻴﺔ اﻻواﻧﻲ اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺗﻄﺒﺦ ﺑﻬﺎ ﻣﺄآﻮﻻت اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﺑﺪل اﻟﺼﻨﻮج
وﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻤﻼﻋﻖ واﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﻮم ذاك اﻧﺪﻣﺞ ﺑﺎﻟﺠﻮ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ ﻓﺒﺪل أن ﺗﺒﻘﻰ اﻟﻤﺴﻴﺮة
ﻣﺤﺪدة ﺑﻌﺪد ﻣﻦ اﻷﺳﺮى آﺎدت أن ﺗﺸﻤﻞ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻌﺴﻜﺮﻧﺎ.
ﻓﻤﻦ هﻨﺎك ﺗﻄﻠﻊ اﻟﺼﺮﺧﺔ أﻗﻮى ﻟﺘﺪوي وﺗﻀﺮب ﺑﺠﻮار اﻟﺠﺒﺎل اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻮادي ﺟﻬﻨﻢ
ﻓﺘﺨﻠﻖ ﺻﺪى ﺗﻘﺸﻌﺮ ﻟﻪ آﻞ أﺷﺠﺎر اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﺎﻟﻤﻜﺎن ﻓﻔﻲ أﻏﻨﻴﺔ "ﺑﺤﺮﻳﺔ "
ﻟﻠﺒﺤﺮ ﻃﻌﻢ ﺁﺧﺮ ﻓﻲ أﻧﺼﺎر، " واﻏﻨﻴﺔ ﺻﺮﺧﺔ ﺛﺎﺋﺮ " أﻗﻮى ﻓﻲ أﻧﺼﺎر. اﻷﻏﺎﻧﻲ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ
آﺎﻧﺖ ﻟﺴﺎن ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﺧﺎﺻﺔ أﺛﻨﺎء اﻟﺤﻔﻼت اﻟﺮاﻗﺼﺔ واﻟﺪﺑﻜﺔ وآﺬﻟﻚ اﻟﻤﻴﺠﺎﻧﺎ
واﻟﻌﺘﺎﺑﺎ اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺗﻘﺎم داﺋﻤﺎ.أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺪﺑﻜﺔ آﺎﻧﺖ ﺗﻘﺎم ﻣﺴﺎء آﻞ ﻳﻮم ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ
واﻟﺸﺒﺎﺑﺔ ﺻﻨﻌﺖ ﻣﻦ أﻧﺒﻮب ﺑﻼﺳﺘﻴﻚ ﻣﺴﺘﺨﺪم ﻹﻳﺼﺎل اﻟﻤﻴﺎﻩ إﻟﻰ اﻟﻤﻌﺴﻜﺮات.
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ هﻨﺎك إﻻ ﻃﺮﻳﻘﺔ واﺣﺪة وهﻲ اﻹﺧﺮاج أو إرﺳﺎﻟﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻤﻔﺮج ﻋﻨﻬﻢ ، ﻟﻜﻦ
اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺘﻮﺟﺎت ﺁﺧﺬهﺎ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ وﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي أﻋﻴﺪ ﺑﻨﺎء ﻣﻌﺘﻘﻞ
أﻧﺼﺎر ﺑﻌﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻷﻧﻔﺎق واﻟﻬﺮوب اﻟﻜﺒﻴﺮ وﻧﻘﻞ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ إﻟﻰ وادي ﺟﻬﻨﻢ، ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ
ﻗﺎﻣﺖ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺑﻨﻘﻞ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﻣﻦ وادي ﺟﻬﻨﻢ إﻟﻰ أﻧﺼﺎر 2( ) وﺻﺎدرت آﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻠﻜﻪ
اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ وﺑﺬﻟﻚ ﻗﻀﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺤﺮف وﺻﺎدرﺗﻬﺎ.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺤﺮف اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﻮدة ﻓﻘﺪ ﺟﻤﻌﺖ واﻗﻴﻤﺖ ﺑﻬﺎ اﻟﻤﻌﺎرض اﻟﻜﺜﻴﺮة
وآﺎن اﺷﻬﺮهﺎ ﻣﻌﺮض ﺗﺠﻤﻊ ﻣﻌﺘﻘﻠﻲ أﻧﺼﺎر ﻓﻲ وزارة اﻟﺴﻴﺎﺣﺔ. ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺗﻮاﻟﺖ
اﻟﻤﻌﺎرض ﻓﻲ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ واﻏﻠﻖ ﻣﻌﺘﻘﻞ أﻧﺼﺎر وﺑﻘﻴﺖ ﺁﺛﺎرﻩ ﻣﻮﺟﻮدة
وﻣﺤﻔﻮرة ﻓﻲ أذهﺎن اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس اﻟﺬﻳﻦ ﻋﺎﺷﻮا هﺬﻩ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ أو ﻻ .
ﻣﻌﺘﻘﻞ اﻟﺨــــــﻴﺎم
أﻗﺎﻣﺖ اﻟﻘﻮات اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﺮﻳﻂ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ اﻟﻤﺤﺘﻞ ﻣﻌﺘﻘﻼ ﺟﺪﻳﺪا وزﺟﺖ ﻓﻴﻪ
اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ اﻟﻤﻘﺎوﻣﻴﻦ ﻟﻼﺣﺘﻼل ﺑﻤﻌﺎوﻧﺔ اﻟﻌﻤﻼء ﺟﻴﺶ اﻧﻄﻮان
ﻟﺤﺪ.
ﻳﻘﻊ هﺬا اﻟﻤﻌﺘﻘﻞ ﻓﻲ ﺑﻠﺪة اﻟﺨﻴﺎم اﻟﻤﺤﺘﻠﺔ اﻟﻤﺤﺎذﻳﺔ ﻟﻸراﺿﻲ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ
اﻟﻤﺤﺘﻠﺔ، وذﻟﻚ ﺿﻤﻦ ﺛﻜﻨﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ وﻳﺸﺮف ﻋﻠﻴﻬﺎ أﺗﺒﺎع اﻧﻄﻮان ﻟﺤﺪ. وﺿﻤﻦ هﺬا
اﻟﻤﻌﺘﻘﻞ ﺗﻤﺎرس اﺑﺸﻊ أﻧﻮاع اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ، ﻣﻤﺎ أدى إﻟﻰ وﻓﺎة اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ.35
إن ﻇﺮوف اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ وﻃﺮﻳﻘﺔ اﻹﻗﺎﻣﺔ واﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻤﻮاد اﻟﻤﺘﻮﻓﺮة أو ﺗﻠﻚ
اﻟﻤﻤﻜﻦ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻴﻬﺎ آﺎن ﻟﻬﺎ اﻷﺛﺮ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺘﺎج اﻟﻔﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﻌﺘﻘﻞ اﻟﺨﻴﺎم وﻟﻮ
أن ﻇﺮوف ﻣﻌﺘﻘﻞ اﻟﺨﻴﺎم ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻤﻜﺎن وﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﻌﻴﺶ اﻟﻴﻮﻣﻲ ﺗﻮاﻓﺮت هﻲ ذاﺗﻬﺎ
ﻟﺮأﻳﻨﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺘﺎﺟﺎت اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ واﻟﻨﻮﻋﻴﺔ وذﻟﻚ ﻟﻜﻮن اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻀﻴﻬﺎ اﻷﺳﻴﺮ
ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺟﺪا ﺑﺎﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﻓﻲ أﻧﺼﺎر اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺪوم ﺳﻮى ﺳﻨﺔ
وﻧﺼﻒ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺨﻴﺎم ﻣﻤﻜﻦ أن ﺗﺼﻞ ﻓﺘﺮة اﻻﻋﺘﻘﺎل إﻟﻰ 14 أرﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎ آﻠﻬﺎ
ﻗﻬﺮ وﻋﺬاب وﺿﻤﻦ زﻧﺎزﻳﻦ ﺻﻐﻴﺮة ﺟﺪا.
ﻟﺬا آﺎﻧﺖ اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ﻧﺎدرة وﻣﺄﺧﻮذة ﻣﻦ اﻟﻤﻮاد اﻻﺳﺘﻬﻼآﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﻋﺠﻮة
اﻟﺰﻳﺘﻮن وﺑﻌﺾ ﺑﺰور اﻟﻔﺎآﻬﺔ وﻗﻄﻊ ﺧﺸﺒﻴﺔ ﺻﻐﻴﺮة وﺑﻌﺾ اﻷﻋﻤﺎل ﻣﻦ اﻟﻜﺮﺗﻮن.
ﻣﻌﺘﻘﻼت اﻟﺪاﺧﻞ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ
إن اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﺿﻠﻴﻦ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ اﻷﺳﺮى ﻻ زال ﻣﻌﺘﻘﻼ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺘﻘﻼت
اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺪاﺧﻞ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ اﻟﻤﺤﺘﻞ ﻣﺜﻞ ﻣﻌﺘﻘﻞ آﻔﺮﻳﻮﻧﺎ -ﻋﺴﻘﻼن -ﺁﻟﻮن
وﻧﻔﺤﺔ. وﻳﺼﻞ ﻋﺪد اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ إﻟﻰ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻣﻌﺘﻘﻞ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ا اﻟﺬﻳﻦ
ﻻﻳﻌﺮف ﻋﻨﻬﻢ ذوﻳﻬﻢ ﺣﺘﻰ إن آﺎﻧﻮا ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ اﻟﺤﻴﺎة وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ أﻣﻀﻰ ﺣﺘﻰ اﻵن
اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎ وﻣﺎزال ﻣﻌﺘﻘﻼ ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم.
إن ﻇﺮوف اﻻﻋﺘﻘﺎل ﻟﻴﺴﺖ اﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻇﺮف ﻣﻌﺘﻘﻞ اﻟﺨﻴﺎم إﻻ اﻧﻬﻢ ﻣﻮﺟﻮدون ﻣﻊ
اﻷﺳﺮى اﻟﻌﺮب وهﻢ آﺜﺮ.
وﻧﻈﺮا ﻟﻈﺮوف اﻻﻋﺘﻘﺎل هﺬﻩ واﻧﺪﻣﺎج اﻷﺳﺮى اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﻣﻊ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﺳﺮى
اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ، اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺘﺎﻣﻦ ﻟﻬﻢ ﺑﻌﺾ اﻟﺰﻳﺎرات ﻣﻦ اﻷهﻞ وﻧﻈﺮا ﻟﻮﺣﺪة اﻟﺤﺎل اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
ﻧﺸﺄت زﻣﺎﻟﺔ ﺿﻤﻦ اﻟﻤﻌﺘﻘﻼت ﺑﻴﻦ اﻻﺧﻮة اﻷﺳﺮى وﻟﺬﻟﻚ آﺎﻧﺖ اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ
ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﻣﺤﻴﻄﻬﺎ وهﻤﻬﺎ وﻣﺎ هﻮ اﻟﻬﻢ اﻷآﺒﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮب ﺟﻤﻴﻌﺎ، ﺣﺘﻤﺎ ﺗﺤﺮﻳﺮ اﻟﻘﺪس
ﻣﻦ اﻷﺳﺮ، واﻻﻋﺘﻘﺎل وﻣﻦ هﻨﺎ آﺎﻧﺖ اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ أآﺜﺮ أهﻤﻴﺔ هﻮ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ هﺬا اﻟﺤﺪث
ﺑﺼﻨﻊ ﻧﻤﺎزج ﻣﻦ اﻟﻤﺠﺴﻤﺎت ﻟﻠﻤﺴﺠﺪ اﻷﻗﺼﻰ، وهﺬﻩ اﻟﻨﻤﺎزج ﻣﺸﻐﻮﻟﺔ ﺑﺈﺗﻘﺎن
وﺗﺼﻤﻴﻢ دﻗﻴﻖ ﺟﺪا وﻣﺰﺧﺮﻓﺔ ﺑﺄﺳﻠﻮب ﺟﻤﻴﻞ، واآﺜﺮ اﻷﺳﺮى ﻻﺑﻞ ﺟﻤﻌﻴﻬﻢ ﻗﺎﻣﻮ ﺑﺼﻨﻊ
هﺬا اﻟﻨﻤﻮذج وﺑﻜﻤﻴﺎت آﺒﻴﺮة وآﺬﻟﻚ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻄﻊ اﻟﺘﺰﻳﻨﻴﺔ ﻣﺜﻞ إﻃﺎرات اﻟﺼﻮر وﻋﻠﺐ
اﻟﻜﺮﺗﻮن اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺿﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﻤﺤﺎرم اﻟﻮرﻗﻴﺔ وأﻳﻀﺎ أﻏﻠﻔﺔ اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻜﺮﻳﻢ وآﻠﻬﺎ آﺎﻧﺖ
ﻣﺰﺧﺮﻓﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ دﻗﻴﻘﺔ ﺟﺪا ﺑﺎﻟﺨﻴﻮط اﻟﻤﺠﺪوﻟﺔ واﻟﻤﺤﺒﻮآﺔ، وآﺄﻧﻪ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ اﻻراﺑﺴﻚ
واﻟﺰﺧﺮﻓﺔ اﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ واﻟﻬﻨﺪﺳﻴﺔ.
إن اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻣﻮاد هﺬﻩ اﻟﻘﻄﻊ ﻟﻴﺲ ﺻﻌﺒﺎ وﻳﺘﻢ ﺑﻮاﺳﻄﺔ أهﺎﻟﻲ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ
اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺄﺗﻮن ﻟﺰﻳﺎرة أﺑﻨﺎﺋﻬﻢ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﻣﻦ اﻷراﺿﻲ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺤﺘﻠﺔ،
وهﺬﻩ اﻟﻤﻮاد هﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻜﺮﺗﻮن واﻟﺨﻴﻮط اﻟﻤﻠﻮﻧﺔ وﺑﻌﺾ اﻟﻮرق اﻟﻤﻠﻮن وأﻳﻀﺎ اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ
ﺑﺎﻷﻟﺒﺴﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻣﻦ آﻨﺰات وﻗﻤﺼﺎن.36
اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ اﻷﺧﺮى آﺎن أآﺜﺮهﺎ هﻲ اﻟﻤﺴﺎﺑﺢ واﻟﻌﻘﻮد اﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻋﺠﻮة اﻟﺰﻳﺘﻮن
وﺑﻌﺾ ﺑﺰور اﻟﻔﺎآﻬﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﻤﺸﻤﺶ.
ﻓﻦ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ
اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ هﻲ اﻟﻌﻨﺼﺮ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺮاﺑﻂ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ واﻟﺨﺎرج ﻣﻦ اﻷهﻞ واﻷﻗﺎرب
واﻷﺣﺒﺎب واﻷﺻﺪﻗﺎء، ﻟﺬﻟﻚ آﺎﻧﺖ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺗﺄﺗﻰ اآﺜﺮ ﺗﻌﺒﻴﺮا ﻋﻦ ﻟﻮاﻋﺞ اﻟﻨﻔﺲ
وأﺣﺎﺳﻴﺲأﺻﺤﺎﺑﻬﺎ، آﺎن هﻨﺎك ﻧﻮﻋﺎن ﻣﻦ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﻋﺒﺮ اﻟﺼﻠﻴﺐ اﻷﺣﻤﺮ .
-1 اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻤﺴﺘﻌﺠﻠﺔ وهﻲ ﻧﺎدرة وﺗﺒﻠﻎ ﻣﺒﺎﺷﺮة إﻟﻰ أﺻﺤﺎﺑﻬﺎ وﻻ ﺗﻤﺮ ﻋﻠﻰ
اﻟﻤﺨﺎﺑﺮات وﻟﻠﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﻀﺮورﻳﺔ
-2 اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺤﻤﺮاء وﻳﻘﻮم أﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﺑﻜﺘﺎﺑﺘﻬﺎ وهﺬﻩ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ آﺎﻧﺖ ﺗﻤﺮ ﻋﺒﺮ اﻟﻤﺨﺎﺑﺮات
اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ وآﺎﻧﺖ إﻣﺎ ﺗﻠﻐﻰ وﺗﻤﺰق أو ﺗﺸﻄﺐ آﻞ اﻟﺠﻤﻞ اﻟﻤﺰﻋﺠﺔ ﻟﻠﻴﻬﻮد ﻟﺬﻟﻚ آﺎﻧﺖ
اآﺜﺮ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ هﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺳﻼم وآﻼم ﻋﻮاﻃﻒ وﺑﻌﺾ اﻷﻟﻐﺎز اﻟﺘﻲ ﻻﻳﻔﻬﻤﻬﺎ اﻟﻌﺪو،
وﻻن اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ هﻲ اﻟﻤﺆﻧﺲ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ آﺎن ﻻﺑﺪ ﻣﻦ آﺘﺎﺑﺔ رﺳﺎﻟﺔ وﻟﻮ
ﻓﻲ آﻞ ﻳﻮم إذا اﻣﻜﻦ وﻣﻦ ﺳﻴﺌﺎت اﻟﻘﺪر ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻟﻠﻤﻌﺘﻘﻠﺔ اﻟﻤﻨﺎﺿﻠﺔ( ﺧﺪﻳﺠﺔ
ﻋﺮﻧﺪس) وزوﺟﻬﺎ اﻟﻤﻌﺘﻘﻞ( ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺮﻧﺪس) إذ أن ﺧﺪﻳﺠﺔ آﺎﻧﺖ ﻣﻌﺘﻘﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺴﻜﺮ
33 اﻟﺨﺎص ﻟﻠﻨﺴﺎء وﻣﺤﻤﺪ ﻣﻮﺟﻮد ﻓﻲ ﻣﻌﺴﻜﺮ أﻧﺼﺎر، إن رﺳﺎﺋﻞ ﺧﺪﻳﺠﺔ هﻲ اﻟﻮﺣﻴﺪة
اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﺎﺳﻮرة وﻻ ﺗﺨﺮج إﻟﻰ ﺧﺎرج اﻟﻤﻌﺘﻘﻼت وﻓﻲ إﺣﺪى اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺗﻜﺘﺐ
ﺧﺪﻳﺠﺔ إﻟﻰ زوﺟﻬﺎ:
زوﺟﻲ اﻟﺤﺒﻴﺐ ﻣﺤﻤﺪ : ﻋﻨﺪي ﺧﻄﺎب ﻃﻮﻳﻞ إﻟﻴﻚ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻻ أﺟﻴﺪ اﻟﻜﻼم، ﻏﻴﺮ أﻧﻨﻲ
اﻋﻠﻢ آﻤﺎ ﺗﻌﻠﻢ أﻧﺖ، اﻧﻚ ﺗﺴﻜﻦ ﻓﻲ داﺧﻠﻲ وﺗﺴﻜﻦ وﻗﺘﻲ ﺑﺜﻮاﻧﻴﻪ، ﻻ أﻏﺎﻟﻲ إذا ﻣﺎ
ﻗﻠﺖ ﺑﺄﻧﻨﻲ اآﺎد اﺳﻤﻊ هﻤﺴﻚ واﺷﻢ رﻳﺤﻚ اﻟﺤﺒﻴﺐ أﻧﻨﻲ داﺧﻞ ﺳﺠﻦ وﺧﻠﻒ
ﻗﻀﺒﺎن، ﻟﻜﻦ ﺣﺒﻲ إﻟﻴﻚ ﻣﻊ آﻞ هﺒﺔ رﻳﺢ وﺳﻔﺮ آﻞ ﻏﻤﺎﻣﺔ و، اﻟﻐﻤﺎم ﻟﻦ ﻳﺘﻌﺐ واﻟﺮﻳﺢ
ﻟﻦ ﺗﻬﺪا، آﺬﻟﻚ ﺣﺒﻲ، اﻻن أﺻﺒﺤﺖ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻨﻚ وﻟﻮ ﻟﻢ أرك، ﻟﻜﻨﻨﻲ أﻋﻴﺶ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﺿﻊ
اﻟﺬي ﺗﻌﻴﺶ ﻣﻦ آﻞ ﻧﻮاﺣﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ اﻋﺘﻘﺪ، وهﺬا ﺷﻜﻞ ﻣﻦ أﺷﻜﺎل اﻟﻠﻘﺎء ﻣﺎ دام ﻗﺪ
ﻋﺰ اﻟﻠﻘﺎء.
زوﺟﺘﻚ ﺧﺪﻳﺠﺔ