وحين جاء دور شهرزاد لتساق إلى الملك شهريار، لم تعاند القدر وقالت إما أن أعيش ، أو أكون كباقي النساء فداء.
ولأنها رفضت الإستسلام بكل بساطة ، أوجدت طريقة للحفاظ على حياتها : قصة للملك كل ليلة ، وعند انسجام الملك تتوقف عن الكلام المباح ، طالبة منه السماح لكي يبقيها حتى الصباح ..
وهكذا ألف ليلة وليلة .. شهرزاد امتلكت قلب الملك ، فعفا عنها وأعرض عن فعله المريع ، وهكذا ربحت شهرزاد الملك ، وأنقذت بنات جنسها من شر مصير ، وأنقذت الملك أيضا" مما كانت نفسه إليه تسوًل وتشير.
هكذا نحن العرب ، يحكمنا ملك مريض ، بائس ، إن استسلمنا له مضى في غيًه ، وإن نحن عرفنا نقطة ضعفه وأعملنا عقولنا وأدركنا أن الحياة موقف وأن الإرادة والعزم هي الباب لتحطيم أعتى العتاة وتكسير أعلى الأسوار وتغيير أكثر الأنظمة جورا" وفسادا" ، لبلغنا مرادنا ووصلنا إلى هدفنا المنشود ....
شهرزاد زغردي
أسطورة كنت قديما"
تروين للملك الحكايا
وشهريار كان قديما"
ملكا" تخضع له رقاب الرعايا
عرفت كيف تروًضيه
وتجعليه للناس رواية...
بحكمة وصبر ولين
هزمت الأسد في العرين
وأنت اليوم وكل حين
إلينا درسا" تقدمين
أن مهما كنتم ضعفاء
بالعقل تغدون غالبين.
من تونس الخضراء انطلقت شرارة
أشعلت نورا" في القلوب
وحين تماسكت الأيدي
وتوحدت الكلمات
في وجه الطاغية الذي كان رمزا" للفساد
لم يجد أمامه سوى الهروب ..
والآن مصر أم الدنيا ثورة أشعلت
وعلى ظلم حاكميها تمردت
تقدم الشهيد تلو الشهيد
لأنها الحرية تنشد وتريد.
استيقظوا ياعربنا فالأسد الذي يزأر
إن لم يجد من يطعمه
ويقول له : أنت ملكنا ،
أنت أسد الغابة ،
لك العرين ونحن بأمرك نتأمر،
نطعمك ونسقيك وإن لم نجد لك طعاما"
أولادنا نهديك ،
وإن لم يكفيك عرينك
بيوتنا نعطيك ،
وإن لم تجد ماء" لتشربه
نبكي لك ودموعنا نسقيك ..
إن لم يجد من يخدمه ويصفق له
ويطيل في التصفيق
سيدرك أنه لا فرق بينه وبين الفأر ..
ضياء حماده عباس
6.2.2011