استناداً إلى مقولة "اضحك، تضحك لك الدنيا"، لجأت المتخصّصة بالعلوم القانونية وعلم النفس العيادي الدكتورة رولا حوري إلى استعمال "يوغا الضحك" (تأمين العلاج بالضحك) مع مرضاها، لتكون الأولى التي تعتمدها في العالم العربي.
وفي عيادتها الكائنة في محلّة الحمرا في بيروت، توصّلت حوري إلى استخلاص العديد من الملاحظات، وأهمها أن كل شخص يتفاعل بالضحك تدريجياً وفق مشكلة معينة، وتعلو ضحكاته وفقاً لنسبة الكبت عنده، وفق قولها لـ"البيان"، مشيرة إلى أن العلاج مبنيّ على أساس تمرينات تستدرج المشاركين في الجلسة للضحك على طريقة "تظاهر بالضحك حتى تصل إلى الضحكة الحقيقية"، وإلى أن الضحكات ليست مبنية على أساس نكات أو تهريج أو مشاهد كوميدية، بل على حركات جسديّة تسهّل عملية الضحك.
وبحسب حوري، ليس من الصعب أن يضحك الإنسان لوحده، لكن في حالته تلك يضحك بشكل سطحي ولمدة قصيرة لا تساعده على إفراز الهورمونات المرتبطة بفعل الضحك، والتي بدورها، تساعد على تحسين المزاج وتقوية جهاز المناعة.. من هنا، تؤكد أهمية جلسات الضحك، مستندة إلى دراسات عالمية أثبتت أن تواجد الإنسان ضمن مجموعة من الغرباء يحفّزه على التظاهر بأنه سعيد أو بأنه في حالة نفسية عادية، في الوقت الذي يكون فيه مكتئباً أو حزيناً، وهو الأمر الذي يساهم في تحسين وضعه النفسي.. علماً أن ثلاثة عناصر فقط تساهم في الإستفادة، صحياً ونفسياً، من جلسات العلاج والضحك، برأي حوري، وهي: الضحك المتواصل لمدة تتراوح بين 10 و15 دقيقة على الأقل، تمرينات التنفس لسحب الكمية اللازمة من الأوكسجين، والضحك العميق من البطن.
وفي السياق، تجدر الإشارة إلى أن فكرة العلاج بالضحك انطلقت في العام 2005 على يد الطبيب الهندي مادان كاتاريا، الذي أسّس أول ناد لـ"يوغا الضحك"، لينتشر بعدها عالمياً. وكان كاتاريا، قبل تأسيس ناديه، قد شارك مع أربعة وعشرين شخصاً في جلسة للضحك، أُقيمت في إحدى الحدائق العامة في مدينة تاويوان، لممارسة الضحك الجماعي، والمشاركة في استنباط طرق جديدة لاستخراج الضحك من أعماق النفس وبالتنفس العميق.. ومنذ ذلك الحين، بات هذا النوع من العلاج يحظى بأهمية كبيرة في مستشفيات أميركية ومعظم الدول الأوروبية، وخصوصاً داخل مراكز السرطان، حيث أثبتت الدراسات أن الضحك يقوّي جهاز المناعة ويزيد نشاط عدد من الخلايا التي تتولّى محاربة الخلايا المصابة بجراثيم وبعض أنواع الخلايا السرطانية.
وفي سياق أهم المحطات العلمية بالنسبة إلى تأثير العلاج بالضحك على الصحة والأمراض الجسديّة والنفسيّة، يجدر التذكير بحالة الصحافي الأميركي نورمان كوزنز، الذي أطلِق عليه لقب "الرجل الذي ضحك في وجه الموت"، بعد إصابته بمرض عضال، وحدّد له الأطباء حينها فترة ستة أشهر كحد أقصى للعيش. لكنه نجا من الموت، بعد لجوئه إلى تقنيات الضحك، والتي كان يستعملها عند شعوره بالألم لمدة عشر دقائق، وكانت تساعده على النوم لساعتين من دون الشعور بالألم.