يحتفل ابناء فتح وانصارها ، وجماهير شعبنا هذه الايام بذكرى انطلاقة الثورة الحادية والخمسون ، التي فجرتها فتح عام 1965 ، لتضع حداً لحالة الركود في الوضع الفلسطيني والعربي ، ولتنقل الفلسطينيين من صفوف اللجوء واللاجئين ، الذين ينتظرون ماتقدمه وكالة الغوث لهم من فتات معيشي ، الى صفوف الثائرين المناضلين من اجل قضية وطنية ، مقدسة ومشروعة ، تؤيدها الدول التي تقف مع الحق والعدل ، وتنادي بالحرية وتقرير المصير لكل المضطهدين في العالم ، وتؤيدها كذلك قرارات الامم المتحدة ، خاصة قرار 194 ، الذي يطالب بحق العودة والتعويض ، لكل من شتتهم الة القمع والبطش والارهاب الصهيوني ، على يد عصابات الهاغانا وليمي والارغون وشيترن عام 1948 ، بعد ان جلا الانتداب البريطاني ، ليعطي الفرصة لتلك العصابات والتشكيلات العسكرية التي قدم لها التدريب والعتاد ، لتنفذ جريمتها في تهجير شعبنا والاستيلاء على ارض وطنه .
يحتفل شعبنا بهذه الذكرى ، وهو يفاخر بما حققته فتح والثورة التي فجرتها ، عندما صفت هوية الفلسطيني الذي كان يهيم على وجهه هنا وهناك ، ويكابد المراره والقهر في مخيمات لجوء تجافي ظروفها واحوالها كل احتياجات الحياة ، يحتفل وهو يذكر بطولة الفدائيين في الكرامه ، التي هزت صورة الجيش الذي ادعى قادته انه لا يقهر ويحتفلون وهم يذكرون الصمود البطولي في بيروت امام الة الحرب الجهنميه التي استخدمت كل انواع الاسلحه الحديثه والمحرمه طوال 88 يوماً .
يحتفلون وهم يذكرون المسيرة الطويلة لنضال شعبهم ، التي تكللت بالنور والنار ، ودفع خلالها شعبنا دماً غالياً وارواحاً حملها على الأكتف من اجل الحرية والعودة وتحرير الوطن المسلوب .
يحتفلون وهم يذكرون سيرة فتح وسلوكها ، واخلاق قادتها ومناضليها ، الذين واجهوا كل المؤمرات وخاضوا كل المعارك من اجل حقوق شعبهم وواصلوا بكل صبر وثبات ، ومازالوا يصرون على بلوغ الاهداف وتحقيق الامنيات والمطامع المشروعه .
يحتفلون اليوم وهم يرقبون بعين الامل جهد القيادة وخطواتها باتجاه حمل العالم دولاً وحكومات على الاعتراف بذولة فلسطين ، واتخاذ المواقف الجادة والضاغطة على حكومة الاحتلال كي تنهي احتلالها .
وتضع حداً لسياساتها المجرمه والعقابية ضد ابناء شعبنا ، واجراءاتها التي تستهدف الاستيلاء على مزيد من الارض ، وبناء المزيد من المستوطنات المخالفه للقانون الدولي ، بل والمصنفه كأعمال تقع ضمن جرائم الحرب التي تتطلب المحاكمه الدوليه ، وتضع حداً لاعمال قتلها لابناء شعبنا ، والتعدي على مقدساته ومسجده الاقصى ، الذي يواجه اشد الاخطار والنوايا العدوانيه المبيته . يحتفلون وهبة شعبنا هذه الايام ، انتصاراً للحريه والقدس والمقدسات ، تأتي لتثبيت للاحتلال من جديد ، ان شعبنا لن يسكت ولن يستكين وان اشبالنا وشباننا الذين نشأوا في مرحلة ماسمي بالسلام ، مازالوا قادرون على العطاء ، وعلى بذل الارواح رخيصه من اجل فلسطين ومن اجل الحرية والعوده وتقرير المصير ، وان طاقة شعبنا الكامنه لم تنضب ولن تتراجع في يوم من الايام ، ومامحاولات حكومة اسرائيل التي تعيش في وهم القوة ، لأقلمة شعبنا مع هذا الحال البائس ، سوى محاولات واهمة تكشف عبثها حقائق الواقع .
يحتفلون وهم يعدون شعبهم انهم سيستمرون على ذات الدرب حتى الحرية والاستقلال والتحرير ، مهما تكالب المعتدون وادلمت الغيوم التي لن تصمد امام شمس الحرية القادم ، وستتبخر عند بزوغها بكل تأكيد .
يحتفلون وهم ينتظرون من حركة حماس ، موقفاً مسؤولاً متجرداً من الفئوية والعصبوية ، يتيح الفرصة ويفتح الابواب امام وحده وطنيه ، تقوم على اساس العمل المشترك من اجل خدمة شعبنا ، وتحقيق مصالحه واهدافه وحريته واستقلاله ، ومواجهة الاحتلال واجراءاته ودعايته وادعاءاته ، وحشد انصار الحرية والسلام في العالم والاحزاب العربية الشقيقة وجماهيرها لدعم الموقف الفلسطيني واسناده وتنظيم الفعاليات المناصره والمؤيده لحقنا الواضح في استقلالنا وسيادتنا فوق ارضنا وعودة لاجئينا الذين يكابدون القهر منذ سبعة وستون عام .
يحتفلون وهم يذكرون بالفخار كواكب الشهداء الذين قضوا على طريق الاهداف ومواقف قادة فتح وابناءها الذين انكروا ذواتهم ، وتفانوا من اجل قضيتهم ، وقدموا من اجل شعبهم المهج والابناء والارواح .
يحتفلون وهم يذكرون ، نشأة الحركة ومسيرتها الطويلة باتجاه الهدف ، ونحو الدوله التي يعيش فيها الجميع على قدم المساواه بتكافؤ دون تمييز ، يطورون هويتهم وذواتهم في ظل جو من العداله والعدل والانصاف ، واتاحة الفرص لمشاركة الجميع ، لبناء المجتمع الحر ، المتحرر ، المتكافل ، المتضامن ، التي تتكامل فيه الجهود لمصلحة الفرد ومصلحة المجموع .
يحتفلون وهم مازالوا يؤمنون بالاهداف والمنطلقات ، ويسعون الى تحقيق الامنيات بكل جهد واخلاص مهما اعترض السبيل من عقبات ، فالوطن وطننا ولابد ان نبني الوطن والانسان .
عاشت ذكرى انطلاقتنا المجيدة
والنصر لشعبنا والشفاء لجرحانا
والمجد لشهدائنا الابرار