حرص ديفيد هيل، المبعوث الاميركي لعملية السلام، في لقائه الاخير مع الرئيس محمود عباس في العاصمة الاردنية عمان، عشية توجهه لقمة مكة الاسلامية الطارئة، الـتأكيد على التعاون معه كشريك في التسوية. رغم انه (هيل) في ذات الاجتماع، وجه باسم ادارته تحذيرا لا لبس فيه لرئيس منظمة التحرير في حال فكر في التوجه للامم المتحدة لنيل فلسطين عضوية دولة غير كاملة. مع ذلك ابلغة ابو مازن، بان لجنة المتابعة العربية ستعقد اجتماعا في 69 القادم لمناقشة والتقرير في المسألة. وفلسطين ستلتزم بالقرار العربي.
الاشارة الى ما رشح من لقاء هيل مع الرئيس عباس، الهدف منها لفت نظر القارىء، الى ان الولايات المتحدة تلعب مع رئيس السلطة الوطنية، لعبة الاستغماية، ففي الوقت، الذي اخذت مؤسساتها التنفيذية والتشريعية في الاساءة عن سابق تصميم وإصرار لشخص الرئيس وعائلتة، والتلويح في وجهه بعواقب الامور، إذا لم ينحي لاملاءاتها وضغوطها، ومنها : اغلاق ممثلية فلسطين في واشنطن؛ وقف الدعم المقدم من الولايات المتحدة؛ وضمنا تهديد حياة عباس الشخصية. وفي ذات الوقت، إطلاق يد إسرائيل للتغول في الاستيطان الاستعماري، واستباحة المصالح والحقوق الفلسطينية.
تلازم التهديد والوعيد الاميركي، الذي يقوده رئيس الادارة الديمقراطية الحاكمة، لرئيس منظمة التحرير، مع تصعيد إسرائيلي في حملة التحريض، التي تستهدف شخص ابو مازن، في تناغم وتنسيق عميق بين اميركا واسرائيل. ففي خطوة تعكس توجهات اوبامية غير مسؤولة ، حَّمل اوباما الرئيس عباس شخصيا المسؤولية عن "جمود" عملية السلام؛ بالاضافة الى اتهامه، بأنه يعيق فرص التوصل لحل نهائي للصراع الفلسطيني – الاسرائيلي!؟ بالتناغم مع ماجاء في تصريح الرئيس الاميركي غير الموضوعية، صرح افيغدور ليبرمان، وزير خارجية إسرائيل، مستبعدا "التوصل لاتفاق سلام مع السلطة (منظمة التحرير) الفلسطينية طالما كان عباس رئيسا لها"؟! وكانت وزيرة الخارجية كلينتون، وجهت للرئيس ابو مازن، اثناء لقائهما الاخير في باريس تهديدا واضحا في شأن الموضوعات المشار لها سابقاً. كما قامت الحكومة الاسرائيلية في جلستها الاخيرة الاحد الماضي، بإثارة موضوع التحريض على دولة الابرتهايد الاسرائيلية. وعزت ذلك الى رئيس السلطة.
وخرجت تصريحات تنادي بالتشويش على وسائل الاعلام الفلسطينية.... الخ الحملة الاسرائيلية – الاميركية – الحمساوية ومن لف لفهم من المغرضين وتجار تصفية الحسابات الصغيرة باسم "الدفاع" عن "المقاومة" و"المصالحة" وغيرها من القضايا الهادفة إثارة الغرائز والفتن للنيل من مكانة وشخص رئيس الوطنية الفلسطينية منذ مطلع 2005، وحامل راية الرئيس الرمز الشهيد ياسر عرفات، الرئيس محمود عباس؛ الحملة الثعبانية متعددة الرؤوس، لها هدف واحد واساسي، هو رفع الغطاء عن رئيس الشرعية الوطنية، كمقدمة لتصفيته سياسيا وشخصيا بسيناريو قد يختلف عن السيناريو، الذي اغتيل به احد ابرز صناع الوطنية المعاصرة ياسر عرفات، تمهيدا لايجاد بديل متواطأ مع حكومة اسرائيل وغايات الولايات المتحدة لتصفية القضية الفلسطينية.
المخرج من النفق الاميركي – الاسرائيلي – الاخواني ( الحمساوي) يتطلب وقفة جدية امام واقع الحال الراهن. وقفة خارج نطاق المألوف في السياسة الفلسطينية لاجراء نقاش جدي ومسؤول للبحث عن رؤية وطنية جديدة، تعيد الاعتبار للوحدة الوطنية وللمشروع الوطني ، تشكل رافعة للحالة الوطنية. لان مواصلة العمل بالاليات السائدة لا يخدم المشروع والاهداف الوطنية . الكرة في مرمى الرئيس عباس اولا، واللجنة التنفيذية للمنظمة واللجنة المركزية لحركة فتح وكل الوان الطيف الوطني ثانيا. لا احد خارج دائرة المسؤولية عما ستؤول اليه الامور في قادم الايام مع استمرار عمليات التهويد ومصادرة الاراضي واعلان العطاءات اليومية لبناء عشرات ومئات والاف الوحدات الاستيطانية الاستعمارية في الاراضي المحتلة عام 1967، والانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة ضد ابناء الشعب العربي الفلسطيني، والصمت العربي المريب، وتأبيد الامارة الحمساوية في غزة.