بيت لحم - خاص
معا - سمح الأرشيف الإسرائيلي اليوم الخميس، بنشر 8 وثائق تشكل البروتوكول الخاص بجلسة الحكومة التي عقدتها بعد مجزرة صبرا وشاتيلا.
وتناولت الوثائق المنشورة بعد 30 عاما على المجزرة نقاش الحكومة لتوصيات لجنة "كهان" التي حققت بالمجزرة وخوف شارون من اتهامه بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية.
عقدت الجلسة المذكورة التي تلت تقديم لجنة كهان توصياتها يوم 10/2/1983 وشهدت نقاشا حادا وعاصفا تناول توصيات اللجنة المذكورة وطريقة التعامل معها في وقت كان متظاهرون من حركة السلام الان يطالبون بإقالة ارئيل شارون من منصب وزير الجيش.
وشهدت الجلسة بلاغا مفاجئا قدمه سكرتير الحكومة العسكري الجنرال "عزرائيل نابو" أفاد فيه بأن قنبلة يدوية ألقيت على المتظاهرين الذين يطالبون بإقالة شارون لكن الجلسة استمرت وواصل الوزير يوسف بورغ الإدلاء بأقواله دون أن يعلم أن ابنه ابراهم بورغ من بين المصابين في عملية القنبلة وهنا عاد السكرتير العسكري "نابو" وقاطع الجلسة قائلا " اتضح أن قنبلة يدوية ألقيت على المتظاهرين وان هناك قتيل وثلاثة جرحى في صفوف المتظاهرين فيما أصيب شرطيين بجراح خفيفة".
ويوثق بروتوكول جلسة الحكومة صراع شارون الدراماتيكي ضد توصية لجنة التحقيق باقالته من منصبه فخاطب الوزراء مستهزئا بهم "تمتعوا بكل البوريكاس انه لامر ممتع ان تجلسوا هنا"، فيما دعا رئيس الوزراء في ذلك الحين مناحم بيغن شارون الى الاستقاله قائلا " لقد وقعت لنا مصيبة وهناك لجنة تحقيق قدمت توصياتها وأرجو منك يا شارون أن تمنحي إذن صاغية وتستمع إلي".
ووصف شارون صراعه ضد توصيات اللجنة بالصراع تحت ظل المقصلة.
وخاطب شارون وزراء الحكومة " هناك من يناقشون توصيات شخصية تتعلق بي ما يعني بأنني مطالب بإنزال المقصلة على رقبتي بيدي وان اترك المهمة لكم واقول لكم قموا انتم بانزال المقصلة".
وحذر شارون من خطورة تبني توصيات اللجنة وقال "بالنسبة لي القضية واضحة وانا اعمل على دراسة عشرات الصفحات ملمحا من خلال تأكيده دراسة التقرير، اما ان نكون جميعا في صف واحد أو نكون جميعا تحت المقصلة لكن لا تقتلونني وحدي".
وهاجم شارون "بعنف وزير القضاء يوسف بورغ الذي أوصى بتبني نتائج لجنة التحقيق وان على شارون أن يتحمل المسؤولية ويقدم استقالته ليمنع معاقبة ثلاثة ضباط آخرين منهم قائد المنطقة الشمالية ورئيس الاستخبارات العسكرية".
وهنا عاد شارون ليستهزئ بالحكومة " من قال ان ترك الحكومة أمرا سيئا هناك من ينتظر عودتي للعمل في مزرعتي لا تقلقوا أنهم يجهزون جرار زراعي يناسب مقاسي ويمكن فرض عقوبة أقسى من الطرد من الحكومة فقد سمعت ان المحامي زخروني يقترح فتح تحقيق بتهمة القتل وربما تقترح اللجنة محاكمتي لا يوجد لدي ما اطلبه منكم فقط لا تطلبوا مني التطوع انا مستعد وقت الحاجة أن أتطوع واذهب للقتال او الدفاع عن اليهود في أي مكان في العالم لكن لا تطبلوا مني ان انتحر بإمكانكم قطع رأسي بأيديكم وما يمكن أن يحدث لي لا يمكن أن يحدث لكم استمرار في تناول الحلوى صباح غد أيضا انه امر ممتع أن تجلسوا هنا أنت ستكونون هنا الأسبوع القادم أما انأ فلن أكون لكن سجلوا على ضميري هذه المقولة انتم ستكونون هنا وانه لأمر جيد أن تتمتعوا بعضوية الحكومة انه امرأ جيدا ومحترما".
وواصل شارون حديثه "سأعمل في المزرعة وهذا أمرا محترما لا يوجد لدي مانع من القيام بالإنتاج هذا أمر مهم لقد حان الوقت ليبدأ الناس في هذه الدولة بالعمل وان لا يكتفوا فقط بالذهاب إلى البورصة وكل ما اطلبه من هذه الحكومة أن لا تقبلوا بشكل مطلق اقتراح البروفسور بورغ لأنه احد اخطر الأمور التي سمعتها وهذا الاقتراح خطير جدا حتى لو لم يكن يتعلق بأشخاص اعرفهم وكانوا يقولون لي، "مصير ثلاثة أشخاص بين يديك أما أنت فقد انتهى أمرك نهائيا، انأ واحد من الناس الذين شاهدوا أسوء واقسي الأشياء ولا اطلب منكم أي شيء لكن هذا البورغ يريد أن يلقي على كاهلي هذا الشيء اسمحوا لي لن اقبل".
وهنا طلب بيغن الذي اقترح تبني توصيات اللجنة حق الكلام قوال " ارجوا ان تبقى هادئا يا شارون، اريك اليوم تحدثت بشكل عنيف ومشحون وأنا أتفهم ذلك وافهم بأنك تمر بأوقات صعبة وهي تمر على كل واحد منا وكل واحد من الجالسين حول الطاولة يعلم بأن ايامي لم تكن سهلة واريك يعرف طبيعة علاقتي به على مدى السنوات واي حب منحته اياه وقدرته دائما واري دان اقول بانه كان حبا متبادلا بيننا رافقته كوزير للجيش بتقدير كبير ولم تشهد السنة والنصف الماضية اية خلافات بيننا حتى لم تشهد أي تبرم او خلاف بسيط وها هو وقع ما وقع واصابتنا كارثة ان الكارثة التي تتربص بالاشخاص في احد زاويا الشارع اصابتنا هذه المرة ويوجد توصية معينة للجنة التحقيق وهذا امرا مؤلما جدا اريك يمكن الاصغاء الي ؟ ".
شارون : انا مصغي بشكل جيد ويمكنني ان اعيد كل كلمة قلتها.
بيغن : لا يمكنني تقبل مقولة شارون بانه من الجيد ان اجلس في الحكومة.
شارون : مهم وجيد
بيغن : مهم صحيح لكن جيد لا
شارون : ايضا جيد، لانني اعتقد بانه امر جيد ان اجلس في المكان الذي تتخذ فيه القرارات الهامة المتعلقة بمصير شعب اسرائيل.
بيغن : ربما يوجد بيننا بعض الخلافات في هذا الموضوع انا اعرف ان تحقيقات مثل هذا تسير بشكل غير جيد ليس من الجيد ان تكون في حكومة ماذا علينا ان نتهم هذه الحكومة ؟ باعتقادي لا يمكنها عمل شيئ.
شارون: انا لم اقل اية كلمة لقد تعهد بعدم قول أي كلمة.
بيغن : حين تبتسم بسخرية لا يتبقى لي ما اقوله.
شارون : حين اواجه المشاكل فانني ابتسم.
وانتهت الجلسة بهذه المشادة والكثير من السخرية ورفعت موضوع توصيات اللجنة إلى جلسة أخرى.