يا ولدي صباح الخير
يا ولدي، صباح الخير، صوت الشهيد لا يغيب لأن لغة الشهادة لا تنتهي، تتجدد مع كل نبتة وزهرة تطلعها الأرض، وتحضر ملامح الشهيد ريانة مع كل هتاف يطلقه الأحياء ضد الغزاة، لا شيء ينتهي، والشهيد وحده اللغة المعاصرة والمدركة لكل شيء ضده، الموت يقابل الحياة، والثورة تجابه الطغيان، والإستشهاد يناقض حالة القبول للموت والطغيان والغزو، والأمل ضد اليأس، والعدل مقابل الجور والظلم، لغة الشهيد وحدها قاموس الانتصارات وأنفاسه الأخيرة تنسرب في رئة الهواء عافية تمنح الناس الحياة.
مضى، إلى حيث الحضور الفذ، إلى حيث لا يكون للغياب معنى، مضى حتى يظل الزيتون في بلادنا في حالة العطاء، مضى حتى لا تنفي ذاتنا لعنة الغربة ولزوجة الذل، مضى حتى ينهض الأطفال في وطن لهم، ويغرفوا من الحياة بدون وجل وحتى تطل كلمة في لحظة الالام وتعلن في الناس أن الناصري قام، مضى حتى يقول لنا أن بإمكان الإنسان في لحظة العطاء أن يكون كبيرا بحجم الوطن .
يا كل الشهداء، فتح تنمو، يا كل الشهداء فلسطين تقترب، وبلادنا كل البلاد التي أحببتم تعلن أنها في حالة الولادة ، أنتم المخاض، أنتم المخاض، ونذكر أن الحزن في حالة الشهادة فعل مختلف، ونذكر أن البنادق تزاحم الصمت ليبتسم الحلم. فلسطين قادمة، واحدا واحدا، في أي أرض زرعتم دمكم، نذّْكُركم . . نُعاهدكم واحدا واحدا، وروحا روحا ، أن الكل قادم وأن فتح قادمة، والدرب يضيء بدمكم، والزرع ينمو بعطائكم.
تقول الأم، يا ولدي أبوك الوطن، وأمك الأرض، وشاهدك فلسطين ودربك الحياة، 1965 – 2013 . عام إثر عام ، وجمر فوق جمر، ونصر فوق نصر، وخطانا لم تزل على الدرب، ودائرة الثورة تواصل السعي للإكتمال، بالشعب والنار، بالإندفاع والحجارة، بالتصميم والعزيمة يتواصل الإكتمال من الهجرة إلى الوطن، ومن الغربة إلى الوطن، ومن النار إلى الثورة إلى الوطن، قدوما إلى الوطن.
وعام مضى، منه الصعوبات وفيه الإنتصارات، وعام يجيء فيه الصعوبات وفيه إنتصارات ليست تتشابه، وتتابع للثورة ، وحدها تدخل من دائرة الصعوبة والقتال إلى دائرة العودة والوطن، نجتاز دربنا ونمشي، طريقنا نعرفه بكل تعرجاته ومشاقه، ولكن نعرف باليقين أن فلسطين في آخر الدرب تنتظر الوصول، وأن فلسطين قادمة مثلما نحن ذاهبون إلى النضال.
التاريخ مع الثورة، والزمان مع الرجال، والوطن يليق بالتاريخ والثورة والزمان والقتال والرجال، والتاريخ على اقدام الإنسان،فحيث تريده يكون، ليس سوى ان تححد الاتجاه، وليس للزمن سوى أن يستجيب.
من 1965 إلى 2013 وفتح ديمومة الثورة، بالعطاء نتقدم، وبالقتال بالثورة نأتي، ويأتي معنا الوطن.
يا أيها الوطن إليك ترنو العيون ، وإليك الفجر والرجال قادمون، ومن فتح العهد والوعد وغابة البنادق والاحلام والثورة ثورة حتى النصر .