تصاعد احتجاجات الاساءة للرسول وصاحب الفيلم يقول أنه غير نادم
لا تزال تداعيات الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم، تتفاعل لليوم الثالث على التوالي، وآخرها في السودان، حيث ذكرت أنباء أن 3 قتلى سقطوا في الاشتباكات أمام السفارة الأمريكية في الخرطوم، وفقاً لمراسل "العربية"، وذلك خلال مواجهات بين قوات الأمن ومتظاهرين يحتجون على فيلم مسيء للإسلام.
وقال مصدر طبي إن أحد المتظاهرين "قضى دهساً بآلية تابعة للشرطة اندفعت في اتجاه المتظاهرين الذين كانوا يرشقون عناصر قوات الأمن بالحجارة".
واقتحم محتجون أيضا سفارة ألمانيا، اليوم الجمعة، وأشعلوا النيران فيها، رافعين علم القاعدة.
ورفع المتظاهرون الغاضبون في العاصمة السودانية، الخرطوم، العلم الأسود، أو الراية السوداء التي يستعملها غالباً تنظيم القاعدة، فوق السفارة الألمانية بعد إنزال العلم الألماني، وفقاً لما أشارت إليه وكالة فرانس برس.
وكان المتظاهرون رشقوا سفارتي بريطانيا وألمانيا بالحجارة وحاولوا كسر السياج الخارجي لهما، ما دفع الشرطة لإطلاق الغاز المسيل للدموع لمنعهم من دخول المبنيين.
وقال شاهد عيان إن الشرطة السودانية أطلقت الغاز لمنع نحو خمسة آلاف متظاهر من اقتحام سفارتي ألمانيا وبريطانيا احتجاجاً على الفيلم.
في المقابل، أكد وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيله، أن موظفي السفارة بالخرطوم سالمون. وأضاف في بيان أصدره أنه أبلغ سفير الخرطوم في برلين بأنه على السودان حماية البعثات الدبلوماسية على أراضيها.
وفي طرابلس لبنان، أسفرت مواجهات، اليوم الجمعة، بين الشرطة اللبنانية ومحتجين على الفيلم المسيء للرسول عن مقتل شخص وجرح 25 آخرين، حسبما أكد مصدر أمني لوكالة "فرانس برس".
كما قام حوالي 300 متظاهر اليوم الجمعة بإحراق مطعم للوجبات السريعة من سلسلة "كي أف سي" الأمريكية في طرابلس، كبرى مدن شمال لبنان، احتجاجاً على الفيلم المسيء للإسلام، والذي أنتج في الولايات المتحدة، كما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.
وفي اليمن، أطلقت الشرطة اليمنية، اليوم الجمعة، النار في الهواء لصد متظاهرين كانوا يقتربون من السفارة الأمريكية، غداة مقتل 4 أشخاص في اقتحام الممثلية.
وقد استخدمت عناصر الشرطة خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا على بعد حوالي 500 متر من السفارة في صنعاء وأحرقوا العلم الأمريكي مطالبين بطرد السفير.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما عبر الخميس عن "قلقه على سلامة" الدبلوماسيين وسفارة الولايات المتحدة في صنعاء وذلك في محادثة هاتفية مع نظيره اليمني عبدربه منصور هادي.
ودان الرئيس اليمني بشدة ما وصفه بـ"الاعتداء الغاشم" على السفارة، مؤكداً أن وراءه "جماعات غوغائية"، كما قدم اعتذاره للرئيس الأمريكي باراك أوباما وأمر بتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات الهجوم.
وفي قطاع غزة، نظمت حركتا حماس والجهاد الإسلامي، ظهر الجمعة، تظاهرات حاشدة في كافة محافظات قطاع غزة، احتجاجاً على الفيلم المسيء للإسلام.
وشارك في التظاهرات آلاف الفلسطينيين، يتقدمهم إسماعيل هنية، رئيس وزراء حكومة حماس، إلى جانب عدد من قادة حماس والفصائل الفلسطينية في التظاهرة، التي انطلقت من مساجد مدينة غزة قبل أن تتوقف أخيراً أمام المجلس التشريعي غرب المدينة.
إلى ذلك، شارك نحو ألفي أردني، الجمعة، في تظاهرة لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن وسط عمان، وأخرى للتيار السلفي الجهادي قرب السفارة الأمريكية، أحرقوا خلالها أعلام الولايات المتحدة.
وتظاهر نحو 400 سلفي جهادي عقب صلاة الجمعة أمام مسجد أبو أيوب الأنصاري قرب السفارة بعبدون (غرب عمان)، رافعين رايات سوداء كتب عليها "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، ولافتات تقول إحداها "يا أمة محمد نبيكم يهان، فما أنتم فاعلون؟".
وفي العراق، تظاهر الآلاف في عدد من المدن الرئيسية، بينها بغداد، مطالبين بطرد السفير الأمريكي احتجاجاً على الفيلم المسيء للإسلام الذي أثار موجة عنف مناهضة للأمريكيين.
وفي أفغانستان، أحرق متظاهرون دمية تجسم أوباما وأحرقوا العلم الأمريكي بعد صلاة الجمعة في إقليم ننكرهار بشرق البلاد.
وصب زعماء قبائل في الإقليم غضبهم على القس الأمريكي، تيري جونز، الذي أيد الفيلم، وخصصوا جائزة قدرها 100 ألف دولار لمن يقتله.
وفي تونس، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على مئات المتظاهرين الذين تجمعوا بعد ظهر الجمعة أمام السفارة الأمريكية بالعاصمة التونسية تنديدا بالفيلم الأمريكي.
وتدخلت قوات الأمن بعدما استهدفها المتظاهرون، وبينهم سلفيون متشددون، بالحجارة والمقذوفات.
صاحب الفيلم يقول أنه غير نادم
من جهة أخرى قال صاحب فيلم "براءة المسلمين" المسيء للإسلام الذي يثير منذ ثلاثة أيام موجة احتجاجات عارمة في العالم الإسلامي، اليوم الجمعة، إنه "غير نادم، بل يعتزم بث الفيلم كاملاً"، وأكد أن الولايات المتحدة لا علاقة لها بالفيلم.
وبدا صاحب الفيلم الذي قدمته إذاعة "راديو سوا" الأمريكية، في مقابلة معها، على أنه قبطي مصري يدعى نيكولا باسيلي، متابعاً للاحتجاجات التي أثارها الفيلم، وتحديداً بلده مصر.
وتعليقاً على المظاهرات التي اندلعت ولا تزال متواصلة منذ ثلاثة أيام أمام السفارات والبعثات الدبلوماسية الأمريكية في مصر وليبيا واليمن وأماكن أخرى احتجاجاً على فيلم "براءة الإسلام"، وصفها صاحب الفيلم بأنها "انتفاضة حرامية"، على رأي الرئيس المصري الأسبق أنور السادات.
وقال المتحدث "من قام بهذا الفعل أناس غوغائيون حرامية". لدي سؤال لهؤلاء الأشخاص: أنتم تدافعون عن رسولكم فلماذا تسرقون؟ لقد اقتحموا السفارات ثم نهبوها.
كما أضاف قائلاً "إنهم لا يعرفون أي شيء ويطاردون وهْماً..مش عارفين حاجة، كل ده في مخهم بس".
عمر سليمان معه حق
وقال صاحب الفيلم المسيء للرسول الكريم إن "أمريكا لا علاقة لها بالفيلم لا من قريب ولا من بعيد"، وعبر المتحدث للإذاعة عن حزنه لمقتل السفير الأمريكي لدى ليبيا كريس ستيفينز وزملاء له.
واعتبر أن "أمريكا تعرضت للظلم في هذا الموضوع". وقال "أشعر بالحزن على مقتل السفير لكني لست نادماً لبث الفيلم". وقال باللهجة المصرية "معلهش جات عليكم المرة دي".
وأضاف متحدثاً أيضاً "ما دخل الحكومة الأمريكية بالموضوع؟ لو أي شخص في أي دولة قام بأي عمل هل تتحمل حكومة بلاده مسؤولية ذلك العمل؟ لا طبعاً. علينا أن نتعلم التظاهر السلمي ضد القضايا التي نختلف بشأنها، لقد شجعنا الثورات والربيع العربي لكن يبدو أن عمر سليمان كان معه حق عندما قال: إحنا لسة بدري علينا الديمقراطية".
الممثلون قبضوا ثمن المشاركة
ورداً على تهم الممثلين له بأنه خدعهم وأحدث تغييرات لم يتفقوا عليها، أجاب المتحدث بقوله إنه دفع أموالاً لهؤلاء الممثلين وهم قبلوا بقراءة نص الفيلم، وأكد أن "هؤلاء الممثلين غير منتمين لنقابة، وهذا يعني أن حقوقهم قد أخذوها نقداً، ولا يحق لهم الاعتراض على أي تغييرات على الفيلم".
وأكد المتحدث بقوله "الفيلم ملكي أنا، وطوله حوالي ساعتين وكل ما وضعته على الإنترنت هو 14 دقيقة فقط، وأفكر حالياً في وضعه كاملاً ولم يحرفه أحد"، مشيراً إلى أنه لم يتوقع أن يثير الفيلم كل ردود الفعل القوية هذه.
وأمام حالة الغليان الشعبي، دعا صاحب الفيلم المسلمين إلى "مشاهدة الفيلم كاملاً قبل أن يصدروا أحكامهم"، مضيفاً "قرأت القرآن وقرأت بالإضافة إلى ذلك أكثر من ثلاثة آلاف كتاب إسلامي ومنها أخذت كل ما جاء في الفيلم"، على حد زعمه.
قررت الاعتزال ولا أحظى بالحماية
ولم يفصح الرجل عن هويته الحقيقية، وقدم نفسه على أنه "مفكر عربي مهتم بالشؤون الإسلامية"، وقال إنه يرفض الكشف عن بقية التفاصيل الخاصة مثل اسمه أو مكانه خوفاً من تعرض مصالح الدولة التي يقيم على أراضيها للخطر.
ونفى صاحب الفيلم تمتعه بأي حماية رسمية من قبل الدولة التي يقيم بها، وقال "إطلاقاً.. لا أتمتع أبداً بأي نوع من الحماية ولماذا يحمونني أنا أعيش حياتي بشكل طبيعي".
وأعلن بالمناسبة أن سنه لا تسمح له بالاستمرار في إنتاج أعمال مثل هذه، وقال "لقد قررت الاعتزال، أنا لم أعد صغيراً ولهذا قررت الاعتزال ..خلاص"، لكنه رفض كشف عمره الحقيقي، وكشف أنه من مواليد مصر ودرس بكلية الآداب دفعة عام 1969.