انقر هنا
فيديوهات الكعبة المشرفة
الكعبة المشرفة
From Zuhlool زهلول - الموسوعة العالمية المجانية
هي البناء المهيب الذي أقامه نبي الله إبراهيم عليه السلام. وهو أول بيت وضعه الله لعبادته ﴿إن أول بيت وضع للناس للذي ببَكّة مباركاً وهدى للعالمين فيه آيات بيانات مقام إبراهيم من دخله كان آمناً﴾ سورة آل عمران، الآيتان (96و97). وهو قبلة المسلمين في الصلاة، وقد فرض الله عليهم حجه، وجعل ذلك ركناً من أركان الإسلام الخمسة.
فهرست |
أسماؤها
للكعبة أسماء كثيرة مما يدل على شرفها. وأسماؤها هي:
- المسجد الحرام ﴿فول وجهك شطر المسجد الحَرَام ﴾ سورة البقرة، الآية (144).
- البيت الحرام ﴿جعل الله الكَعْبَة البيت الحَرَام قياماً للناس ﴾ سورة المائدة، الآية (97).
- البيت العتيق أي الذي أعتقه الله من كل جبار فقال تعالى ﴿ وليطّوفوا بالبيت العتيق ﴾ سورة الحج، الآية (29).
- بيت الله حيث نسبها الله سبحانه وتعالى لنفسه، فقال ﴿ وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود ﴾ سورة البقرة الآية (125).
الكعبة خلال التاريخ
اختلف المؤرخون والرواة بشأن تاريخ بناء الكعبة المشرفة، فهناك روايات غير مؤكدة تقول: إن أول من بناها هم الملائكة، وفي راوية ثانية قيل: آدم، وفي رواية ثالثة قيل: شيث بن آدم.
البناء الأول
من المؤكد والثابت أن بناء للكعبة المشرفة كان في عهد نبي الله إبراهيم الخليل لما ورد في القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة، فقد أرشد الله سبحانه وتعالى إبراهيم الخليل إلى مكان البيت، وأذن له في بنائه، فقال تعالى:﴿ وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت ألا تشرك بي شيئاً وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود ﴾ سورة الحج، الآية (26). وفي موضع آخر من القرآن الكريم قال تعالى:﴿ وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ﴾ سورة البقرة، الآية (127).
البناء الثاني
الثابت تاريخيا للكعبة بعد بناء نبي الله إبراهيم هو بناء العمالقة ، وذلك على قواعد إبراهيم.
البناء الثالث
البناء الذي قامت به قبيلة جرهم ، فبعد تغلبهم على العمالقة، هدمها السيل فأعادوا بناءها على قواعد إبراهيم.
البناء الرابع
بناه قصي بن كلاب، الذي تولى شؤون مكة المكرمة ، وقام بعمارة الكعبة في الجاهلية، حيث بناها بناء محكما، وسقفها بأفلاق من خشب نخيل الدوم وجريد النخل، وكانت هذه الخطوة هي الأولى من نوعها في تاريخ عمارة الكعبة المشرفة، وكانت أطوالها على قواعد إبراهيم.
البناء الخامس
بناء قريش، وهى آخر عمارة لها في العصر الجاهلي قبل الإسلام، وقد شارك النبي محمد صلى الله عليه وسلم في هذا البناء، واقتصرت قريش في بناء الكعبة من الجهة الشمالية مقدار ستة أذرع وشبر، كما زادوا في ارتفاعها تسعة أذرع.
البناء السادس
تم هذا البناء في العصر الإسلامي على يد عبد الله بن الزبير سنة 64هـ/683م، فقد قام بهدم الكعبة وأعاد بناءها على قواعد إبراهيم الخليل لما تخلخلت جدرانها من ضربات المنجنيق أثناء حصارها من قبل الحجاج بن يوسف الثقفي، وكان ابن الزبير يريد أن يكون هو أول من يعيدها على قواعد إبراهيم الخليل، وذلك لما سمعه من السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- حديثا عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لها:«ألم تري أن قومك لما بنوا الكعبة اقتصروا عن قواعد إبراهيم. فقلت: يا رسول الله ألا تردها على قواعد إبراهيم؟ فقال: لولا حدثان قومك بالكفر لفعلت».
البناء السابع
قام به الحجاج بن يوسف الثقفي سنة 73هـ/692م، بأمر من الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان حيث رد البيت على ما كان عليه زمن قريش.
البناء الثامن
وهو البناء الأخير والحالي للكعبة، وقد تم في عهد السلطان العثماني مراد الرابع في سنة 1040هـ/1630م، وذلك بعد الأمطار الغزيرة التي شهدتها مكة المكرمة يوم الأربعاء الموافق 19 شعبان سنة 1039هـ/ أبريل 1630م، وتحول هذا المطر إلى سيل عظيم، دخل المسجد الحرام والكعبة المشرفة، وبلغ منتصفها من الداخل وحمل جميع ما في المسجد من خزائن الكتب والقناديل والبسط وغيرها، وخرب الدور واستخرج الأثاث منها، ومات بسببه خلق كثير.
وسقط جدارها الشامي وجزء من الجدارين الشرقي والغربي، وسقطت درجة السطح، لذلك أمر السلطان مراد بسرعة عمارتها.
بدأ العمل في عمارتها يوم الأحد 23 جمادى الآخرة سنة 1040هـ/1630م، وتم الانتهاء من البناء في غرة شهر رمضان من السنة نفسها. وهو البناء الحالي الماثل أمامنا وكل ما حدث بعد ذلك كان عبارة عن ترميمات وإصلاح فقط.
الترميمات
حدثت أعمال كثيرة لترميم وعمل بعض الإصلاحات في بناء الكعبة المشرفة، ومن أهمها تلك التي جرت في الدولة الأموية على يد عبد الملك بن مروان و الوليد بن عبد الملك حيث أمر الأخير بفرش أرضيتها بالرخام.
ثم توالت أعمال الترميم والإصلاح عبر الحقب الإسلامية المتعاقبة، وتوجد في داخل الكعبة الآن العديد من النقوش الكتابية التي تؤرخ لهذه الأعمال.
وفي السنوات الأخيرة تمت أعمال ترميم وإصلاح عديدة في عهد الملك عبد العزيز آل سعود من أبرزها إصلاح وترميم الشاذروان والحجر الأسود.
وفي عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود تم ترميم السقفين في سنة 1377هـ/1958م.
ثم كانت آخر أعمال الترميم في عهد الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود وكان ذلك في سنة 1417هـ/1997م.
الشاذروان
هو بناء مسنم بني من الرخام والمرمر يقع أسفل جدار الكعبة مما يلي أرض المطاف من جهاتها الثلاث الشرقية والغربية والجنوبية، ولا يوجد في الجهة الشمالية حيث يوجد الحجر.
والشاذروان من أصل الكعبة حينما كانت على قواعد إبراهيم الخليل، وقد انتقصته قريش من عرض جدار الكعبة المعظمة حين ظهر على وجه الأرض كما هي العادة في البناء.
وقيل إن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما بنى الشاذروان لحماية جدار الكعبة من تسرب المياه إليها وكذلك لربط حبال الكعبة المشرفة في الحلقات المثبتة فيه وأيضا لإبعاد أجساد الطائفين عن الاحتكاك بستار الكعبة حماية لهم ولكي لا يتلف الستار.
ويوجد في الشاذروان 55 حلقة نحاسية لربط حبال كسوة الكعبة، وقد تم تجديد الشاذروان أثناء عمارة الكعبة المشرفة سنة 1417هـ/ 1997م.
أبواب الكعبة
للكعبة المشرفة بابان الأول وهو الرئيس ويفضي إلى داخلها والثاني ويطلق عليه بباب التوبة ويوصل إلى سطحها.
الباب قبل الإسلام
اختلفت الروايات التاريخية على أول من جعل للكعبة بابا وهل هو سيدنا إبراهيم عليه السلام أم تبع الحميري ، غير أن المرجح من كلام المؤرخين أن تبع هو أول من جعل لها بابا ومفتاحا.
في العصر النبوي
رويت أحاديث كثيرة تؤكد وجود باب للكعبة له قفل يغلق عليها، والقفل له مفتاح، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ المِفتاح من عثمان بن طلحة ، ثم أعطاه له ثانية وقال ”هاك مِفتاحك يا عثمان، إن اليوم بر ووفاء، خذوها يا بني طلحة خالدة تالدة إلى يوم القيامة، لا ينزعها منكم إلا ظالم". ومنذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا ومفتاح باب الكعبة في بني شيبة.
في العصر الأموي
تمت في ذلك العصر صناعة بابين للكعبة أحدهما خارجي والآخر داخلي موصل إلى السطح، وقد صنعا بأمر من الخليفة عبد الملك بن مروان سنة 74هـ/693م، وقام على تنفيذ ذلك عامله الحجاج بن يوسف الثقفي الذي أعاد بناء الكعبة وفقا لبناء قريش مرة أخرى.
في العصر العباسي
صنع باب جديد للكعبة بأمر من الخليفة العباسي المقتفي لأمر الله ، وأرسله إليها في سنة 552هـ/1157م، وقد شاهده ووصفه الرحالة الأندلسي ابن جبير عندما حج سنة 579هـ/1183م حيث قال "والباب مرتفع عن الأرض بأحد عشر شبرا ونصف. وهو من فضة مذهبة، بديع الصنعة، رائق الصفة، يستوقف الأبصار حسنا وخشوعا للمهابة التي كساها الله بيته. وعُضادتاه كذلك، والعتبة العليا كذلك أيضا. وعلى رأسها لوح ذهب خالص إبريز في سعته مقدار شبرين. وللباب نقارتا فضة كبيرتان يتعلق عليهما قفل الباب، وهو ناظر للشرق، وسعته ثمانية أشبار، وطوله ثلاثة عشر شبرا. وغلظ الباب الذي ينطوي عليه الباب خمسة أشبار“.
وقرأ ابن جبير ما عليه من نصوص كتابية تاريخية على النحو التالي "وفي باب الكعبة المقدسة نقش بالذهب رائق الخط طويل الحروف غليظها، يرتمي الأبصار برونقه وحسنه، مكتوب فيه"مما أمر بعمله عبد الله وخليفته الإمام أبو عبد الله محمد المقتفي لأمر الله أمير المؤمنين، صلى الله عليه وعلى الأئمة آبائه الطّاهرين، وخلد ميراث النبوّة لديه، وجعلها كلمة باقية في عقبه إلى يوم الدين، في سنة خمسين وخمس مئة“ في صفحتي البابين على هذا النص المذكور“.
في العصر المملوكي
أمر سلطان مصر الناصر محمد بن قلاوون سنة 731هـ/1330م بعمل باب جديد للكعبة من خشب السنط الأحمر، بدلا من باب المقتفي الذي مر عليه أكثر من مائة وثمانين سنة، وحلي الباب الجديد بخمسة وثلاثين ألف درهم، وقد كتب خطوطه أبو فضل الله العمري ، وقام الناصر محمد بن قلاوون في السنة التالية بأداء فريضة الحج، وقام بنفسه بتركيب الباب.
وفي سنة 761هـ/1358م أمر السلطان الناصر حسن بن محمد بن قلاوون بصنع باب جديد من خشب الساج النقي.
وفي سنة 833هـ/1429م قام السلطان الأشرف برسباي بإرسال باب من الأبنوس وصفحه بالفضة.
في العصر العثماني
صنع في عهد السلطان مراد الرابع باب جديد للكعبة وتم تركيبه في 20 من شهر رمضان سنة 1045هـ/ 27 فبراير 1636م، وهذا الباب كان محفوظا في معرض عمارة الحرمين الشريفين بمكة المكرمة، والآن معروض في المتحف الوطني بالرياض.
في العصر السعودي
تم في هذا العصر صنع باب جديد في عهد الملك عبد العزيز آل سعود سنة 1363هـ/1947م حيث مر عليه أكثر من ثلاثمائة وثماني عشرة سنة منذ أن تم تركيبه في عهد السلطان مراد الرابع، وقد كتبت عليه العديد من الآيات القرآنية والنصوص التاريخية، ونقشت عليه زخارف إسلامية. وقد تمت المحافظة على القفل القديم الذي أمر بصنعه السلطان العثماني عبد الحميد الثاني سنة 1309هـ/1891م.
وظل هذا الباب مدة ثلاثة وثلاثين عاما، وهو الآن محفوظ في معرض عمارة الحرمين الشريفين بمكة المكرمة، بعد أن أمر الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود بعمل بابين جديدين في عام 1399هـ/1979م، الخارجي منهما من الذهب الخالص ويبلغ وزنه 280 كيلوغراما.
الحجر الأسود
هو ركن الكعبة الذي يبدأ منه الطواف وينتهي إليه، وقد أنزله الله سبحانه وتعالى من الجنة ، وتم تطويقه وشده بالفضة في عهد عبد الله بن الزبير سنة 64هـ/683م.
اقتلعه القرامطة من مكانه وأخذوه إلى بلادهم سنة 317هـ/929م، وبقي عندهم عشرون سنة.
صنعت له عدة أطواق في العصور الإسلامية المختلفة كان آخرها في عهد الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود سنة 1418هـ/1998م، وهو الباقي عليه حتى الآن.
الحِجْر
هو حجر إسماعيل عليه السلام وهو الجزء الموجود على هيئة نصف دائرة تلي الكعبة من الناحية الشمالية، ويقع ما بين الركنيين العراقي والشامي، ويبلغ ارتفاع الحجر 1.30م، وعرض جداره المحدد له 1.52م، وقطره ما بين طرفيه 8.00م. وهو جزء من الكعبة حيث أن قريشا لما بنت الكعبة من مالها الحلال الذي لم تشبه شبهة اقتصرت النفقة فترك جزء من الكعبة داخل الحجر، وتم تعميره أكثر من مرة خلال الحقب الإسلامية المتعاقبة.
وكان الخليفة العباس أبو جعفر المنصور أول من كسى الحجر بالرخام سنة 140هـ/757م، كما تم تجديده زمن الخليفة المهدي والمتوكل على الله.
وفي عهد السلطان المملوكي الأشرف أبو النصر قانصوه الغوري تغير رخام حجر إسماعيل وتم التأريخ لهذه العمارة بنقش تاريخي تمت فيه الإشارة إلى تاريخ تعميره خلال الحقب التاريخية المتعاقبة، والنقش مؤرخ في شهر شوال سنة 917هـ/ ديسمبر 1511م - يناير 1512م، وقد ورد نصه عند المؤرخ المعاصر لتلك الفترة العز بن فهد ، وجاء بالنقش "في يوم السبت سادس الشهر نُقض جدار الحِجْر الشريف بمراسيم من السلطان نصره الله تعالى لكونه ظهر فيه الخلل لأنه بني بالرماد والمدر والنورة ولم يعد رخامه من خارج".
وفي العصر السعودي تمت إزالة الرخام القديم الذي من عهد السلطان قانصوه الغوري وكساؤه برخام جديد.
الميزاب
هو الجزء الذي يوجد في أعلى جدار الكعبة الشمالي، ومن خلاله ينسكب الماء عند سقوط الأمطار في حجر إسماعيل، ويقال له مزراب في بلاد الحجاز ومصر وبلاد الشام.
وقد بلغ عدد الميازيب التي عملت للكعبة منذ أن عرف لها ميزاب في التاريخ ما بين تسعة وثلاثة عشر ميزابا، لعل أهمها المؤكدة في المصادر التاريخية:
- الميزاب الذي وضعته قريش قبل البعثة النبوية.
- ميزاب عبد الله بن الزبير سنة 65هـ/684م.
- ميزاب الحجاج بن يوسف الثقفي سنة 73هـ/692م.
- ميزاب الشيخ أبو القسم رامشت 537هـ/1142م.
- ميزاب الخليفة العباسي المقتفي بالله 541هـ/1146م.
- ميزاب الخليفة الناصر لدين الله سنة 622هـ/1279م.
- ميزابان للسلطان سليمان القانوني الأول 959هـ/1551م، والثاني 962هـ/1554م.
- ميزاب للسلطان أحمد الأول سنة 1021هـ/1612م.
- ميزاب السلطان عبد المجيد الأول آخر الميازيب في الدولة العثمانية صنع سنة 1273هـ/1856م وركب على الكعبة سنة 1276هـ/1859م.
- ميزاب خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز سنة 1417هـ/1997م، وهو الموجود حاليا ويتخذ شكلا مستطيلا مفتوحا من أعلاه وبدايته ونهايته، يبلغ طوله كاملا 258.5سم، منها 104.5سم داخلة في جدار الكعبة لتثبيت الميزاب داخل علبة من الحديد الذي لا يصدأ، ويبرز الميزاب عن جدار الكعبة داخل الحِجْر بطول 154سم، وعرضه 26سم، وارتفاعه 22سم، وارتفاع اللسان 44سم، وقد صنع من خشب التيك بسمك 2سم، وصفح من الخارج بصفائح الذهب، عليها كتابات تاريخية وزخارف نباتية.
كتب على جانبي الميزاب من الخارج بخط الثلث النص التالي ”جدد هذا الميزاب خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية سنة 1417 هجرية“. أما لسان الميزاب فهو مفصص كُتبت عليه البسملة بخط الثلث.
الأعمدة والقواعد
كان سقف الكعبة على مدى 1360 عاما مرفوعا على أعمدة من الخشب وضعها عبد الله بن الزبير، وكان طول كل منها حوالي 8.40م، ونصف قطرها 22سم، ولكل منها قاعدة خشبية عليها زخارف نباتية، وقد تم تغيير هذه الأعمدة نظرا لمرور فترة طويلة عليها، وتآكل بعض الأجزاء السفلية منها.
أما السقف فهو من الخشب يعلو الأعمدة مباشرة يتكون من مستويين، السقف الأول الذي يعلو أرض الكعبة مباشرة، ويشتمل على ثلاثة أعمدة عرضية الوضع يعلوها الألواح الخشبية أعلاها صفائح حديدية غير قابلة للصدأ، ثم فراغ بين السقفين يقدر بحوالي 1.00م، يوجد فيه أعلى الأعمدة أعواد خشبية فوق بعضها لتساعد على ارتكاز السقف العلوي على الأعمدة التي لم تمتد حتى السقف الثاني، ثم السقف العلوي ويشتمل على 23 عمودا عرضيا تمتد من الشرق إلى الغرب محمولة بدورها على عمود عرضي يمتد داخل الجدران من الشمال إلى الجنوب.
الكسوة
هي الثوب الذي يغطي الكعبة المشرفة من الخارج، وقد كُسيت كسوة كاملة لأول مرة في الجاهلية من قبل الملك تبع أسعد الحميري، وكانت تكسى بقطع صغيرة وكبيرة ممن كان يرغب في كسوتها، حتى ظهر أبو ربيعة بن المغيرة المخزومي فكان يكسوها عاما وقريش عاما آخر.
واستمر الحال على ذلك حتى جاء الإسلام فكسيت كسوة كاملة، بالقَباطى والحرير الأخضر والأحمر والأبيض والأصفر والأزرق حتى سنة 622هـ/1225م حيث كساها الخليفة العباسي الناصر لدين الله في آخر خلافته بالحرير الأسود.
على كسوة الكعبة الخارجية حزام مطرز مكتوب عليه آيات قرآنية، حيث جاء ذكره صراحة في كسوة الخليفة العباسي الناصر لدين الله حيث قال بعض المؤرخين "وقد كُسيت في زمنه أيضاً كسوة سوداء .. وفيها طراز أصفر، وكان قبل ذلك أبيض".
وكتب عليه آيات من القرآن الكريم ففي الجانب الشرقي قوله تعالى ﴿ إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين، فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ﴾ سورة آل عمران، الآيتان (96، 97).
وفي الجانب الغربي ﴿ وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمةً مسلمةً لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ﴾ سورة البقرة، الآيتان (127، 128).
وفي الجانب اليماني: ﴿ جعل الله الكَعْبَة البيت الحَرَام قياماً للناس والشهر الحَرَام والهدي والقلائد ذلك لتعلموا أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض وأن الله بكل شيء عليم ﴾ سورة المائدة، الآية (97).
الستارة
هي ستارة باب الكعبة هي البُرْقُع في المصادر التاريخية، وطولها وعرضها بقدر فتحة باب الكعبة، وفيما يبدو أنها كانت معروفة خلال الدولة الفاطمية حسب ما ورد عند الرحالة ناصر خسرو ثم اختفت، ففي النصف الثاني من القرن السادس الهجري/الثاني عشر الميلادي وصف أبو الحجاج يوسف البلوي كسوة الكَعْبَة سنة 561هـ/1165م فقال "والبيت مستور كله بالديباج إلا موضع الباب، وموضع الحجر الأسود".
وربما استمر هذا الوضع بالنسبة لكسوة باب الكَعْبَة طوال الأيوبية والفترة الأولى من المماليك ، وأول ذكر للبُرْقُع كان عند الرحالة التجيبي في رحلته للحج سنة 696هـ/1296م فقال "ولما قرب الشيبيون المذكورون الأدراج المذكورة –درج الكَعْبَة– للكعبة المعظمة صعدوا عليها، وقعدوا ينتظرون كبيرهم الذي بيده المِفتاح، فلما وصل زعيمهم المذكور وكان بأجياد، وكان مسمتا وقورا، دخل الحَرَم الشريف من باب، وبيده كيس فيه مِفتاح القفل المبارك وهي فضة خالصة".
وتم ذكرها في أيام السلطان الناصر محمد بن قلاوون أشار إليه ابن بطوطة سنة 726هـ/1326م.
وفي عهد السلطان الظاهر برقوق أشار إلى وجودها القلقشندي ، وفي عهد الناصر فرج بن برقوق سنة 819هـ/1416م تم عمل ستارة جميلة أحسن مما كانت عليه في السابق.
وقيل في وصفها أنها من الحرير الأسود وتُنسج بمَخايش الفضة الملبسة بالذهب.
من خلال ما تقدم يتضح لنا أن وجود ستارة باب الكعبة أصبح مؤكدا خلال العصر المملوكي خاصة في الربع الأول من القرن الثامن الهجري/الرابع عشر الميلادي، وربما تكون ظهرت قبل ذلك، واستمرت حتى الآن، حيث كانت تنسج في مصر وترسل مع الكسوة سنويا.
الكسوة الداخلية
تعد من أهم قطع كسوة الكعبة، وهي الكسوة التي تكسى بها من الداخل، وأول إشارة لظهور كسوة داخلية بأي جزء داخل الكَعْبَة ترجع إلي بداية العصر العباسي الثاني، فأول من أشار إلى وجود كسوة بداخل الكعبة كانت في سنة 242هـ/856م. أما أول ذكر للكسوة الداخلية صراحة فقد كان خلال العصر العباسي الثاني للخلافة الفاطمية، وهو ما أورده ناصر خُسرو سنة 442هـ/1050م عندما توجه للحج من مصر للمرة الثانية ودخل الكعبة في هذه المرة فرأى كسوتها من الداخل وقال "وقد أسدل على الخلوة التي خلف الحجر الأسود ستار من الديباج الأحمر. وقد غطى سقف الكعبة بالخشب المغطى بالحرير الذي يحجبه عن الأنظار".
وتؤكد النصوص التاريخية وجود كسوة داخلية للكعبة منذ العصر العباسي، وهي تتجدد على فترات متباعدة أو إذا بليت، أو متى أراد أحد الملوك أو السلاطين تجديدها.
بعد ذلك دأبت الدولة العثمانية على تجديدها كل خمسة عشر عاما أو مع تجدد السلاطين.
مقام إبراهيم
هو الحجر الذي استعان بالوقوف عليه نبي الله إبراهيم عليه السلام في بناء الكعبة عندما بدأ البناء يرتفع عن الأرض، وقد أمر الله سبحانه وتعالى المسلمين في القرآن الكريم بالصلاة خلف المقام فقال تعالى ﴿ واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ﴾ سورة البقرة، الآية (125). ولهذا حظي المقام برعاية الخلفاء والسلاطين والملوك والأمراء عبر العصور التاريخية المتعاقبة.
ففي سنة 161هـ/777م بعث الخليفة العباسي المهدي ألف دينار لتضبيب مقام إبراهيم، وذلك لما كتبوا إليه أن المقام يخشى عليه أن يتفتت، وقد بنوا عليه الذهب من أسفله وأعلاه. واستمر هذا الذهب حتى خلافة المتوكل على الله.
وفي العصر المملوكي تم عمل قبة خشبية للمقام وذلك في عهد السلطان برقوق سنة 810هـ/1408م، ثم جددت هذه القبة في العصر العثماني سنة 990هـ/1582م. كما عمر المقام في عهد السلطان الأشرف أبو النصر قانصوه الغوري سنة 915هـ/1515م.
وفي العصر السعودي تم تغيير المقصورة الخشبية لتوسيع المطاف، ونقلت أعمدتها التي الجرانيتية من عهد السلطان قانصوه الغوري إلى معرض عمارة الحرمين الشريفين بمكة، ووضع المقام داخل مقصورة من النحاس لها قاعدة من الرخام الأسود سداسية، والمقام نفسه وضع بدوره داخل غطاء من البلور الزجاجي حتى يكون متاحا لجميع زوار البيت الحرام رؤيته.
وفي عهد الملك فهد بن عبد العزيز تم تغيير المقصورة النحاسية وقاعدتها حيث نقلت إلى معرض عمارة الحرمين الشريفين، وعمل بدلا منهما مقصورة جديدة من النحاس سداسية لها قبة نحاسية تنتهي بهلال ولها قاعدة من الرخام الأبيض.
- المصدر الجزيرة نت